أقال كبار الجنرالات المعترضين على العرض فى ولايته الأولى هدايا ترامب فى عيد ميلاده عرض عسكرى وعملات مشفرة ومظاهرات

فاتن الحديدى
فرق كبير بين أغنية بصوت مارلين مونرو قدمتها هدية للرئيس الأمريكى الراحل جون كينيدى فى حفل عيد ميلاده، والعرض العسكرى المقدم لترامب فى ذكرى ميلاده التاسعة والسبعين بتكلفة بلغت 45 مليون دولار تشمل إصلاحات الطرق من أضرار مرور الدبابات فى شوارع المدينة وهو العرض الذى طالما أراد ترامب إقامته منذ ولايته الأولى إلا أن الفكرة قوبلت بالرفض من الجنرالات الكبار باعتباره مكلفًا ويتناقض مع التقاليد الوطنية فى أمريكا، وبالتأكيد لم ينس ترامب انتقامه وقرر إحالة هؤلاء الجنرالات المعترضين للتقاعد فى فترة الرئاسة الحالية.
اعتبر ترامب أن الذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش التى تصادف يوم ميلاده مناسبات تستحق الاحتفال وضمّ العرض عشرات الدبابات المدرعة ومركبات المدفعية، مثل HIMARS، وطائرات الجيش، بما فى ذلك مروحيات بلاك هوك وأباتشى، وأكثر من 6000 جندى، وارتكزت فكرة العرض على اصطحاب المشاهدين فى رحلة عبر تاريخ الصراع العسكرى الأمريكى، مع استخدام بعض الأزياء والمركبات التاريخية.
وقال ترامب: «جميع الأمريكيين فخورون جدًا. كل الدول تحتفل بانتصاراتها. لقد حان الوقت لأمريكا أن تفعل ذلك أيضًا، وبعد خطابه، قُدِّم لترامب علم أمريكى مطوى تقليدى - وهى هدية تُخصص عادةً لعائلات الجنود الشهداء.
انتقادات واحتجاجات
أثار العرض جدلًا واسعًا لما اعتبره المعارضون تسييسًا للقوات المسلحة الأمريكية وخروجًا عن الأعراف الديمقراطية الأمريكية، وأشعل شرارة حركة احتجاجية منظمة «لا للملوك» فى جميع أنحاء البلاد.
ومنذ الإعلان عن العرض، وجِّه المشرعون الديمقراطيون انتقادات لاذعة، واصفين ما حدث أنه إساءة استخدام للأموال العامة، وقال السيناتور الديمقراطى آدم شيف من كاليفورنيا: «إن استخدام الجيش بهذه الطريقة، فى حين يُخفِّض دونالد ترامب استحقاقات المحاربين القدامى لتوسيع نفوذه، ولإيصال رسالة إلى البلاد بسيطرته على الجيش، هو مجرد عمل مُخزٍ آخر من هذه الإدارة».
وأشار منتقدون آخرون إلى أن استعراض القوة العسكرية يرتبط عادةً بالحكومات الاستبدادية.
وقال حاكم كاليفورنيا الديمقراطى جافين نيوسوم: «إنه استعراض مبتذل. من النوع الذى تراه مع كيم جونغ أون، وبوتين، والطغاة الضعفاء حول العالم».
فى السياق ذاته رفعت حركة «موف أون»، وهى واحدة من عشرات المجموعات التى تقف وراء احتجاجات «لا للملوك»، شعار «الملك الوحيد الذى أريده هو سمك السلمون الملكى».
الهدايا
كانت العملات المشفرة والذهبية من أكثر الهدايا الفاخرة التى تلقاها ترامب من أقاربه وأصدقائه الأثرياء، وأهداه أحدهم زجاجة ويسكى نادرة! إضافة إلى مضرب جولف فاخر وصندوق مزخرف وتابلوه بالحجم الطبيعى له.
هدايا عيد ميلاد ترامب ليست مجرد لفتات تهدى لرجل ثرى ذى نفوذ «إنه تغييرٌ مذهل فى الأعراف الأمريكية لأن الهدايا الضخمة، مثل طائرة، لا يمكن إخفاؤها، لكن إمكانية نقل مليارات الدولارات من العملات المشفرة سرًا تثير قلقًا بالغًا لدى الجهات الرقابية والمعارضة السياسية ومراقبين أجانب آخرين.
وقال دبلوماسى أوروبى رفيع المستوى: «نحن نتحدث عن مليارات الدولارات، أموالٌ تكاد تكون لا نهائية، لا يمكن لأى شخص دفعها».
أعمال خاصة وأعمال الحكومة
انتقد كريس مورفى، السيناتور الديمقراطى عن ولاية كونيتيكت الوضع بقوله: «هذه ليست أمريكا أولًا. هذا ليس ما وعد به الشعب الأمريكى. هذا ترامب أولًا» فقط ليتمكن هو ورفاقه فى رياضة الجولف فى مار آلاجو من السفر حول العالم فى طائرات فاخرة مطلية بالذهب!
واشترت شركة غير معروفة مرتبطة بالصين، لم تحقق أى إيرادات العام الماضى، عملةً إلكترونيةً تحمل صورة ترامب، بقيمة 300 مليون دولار هذا الأسبوع، مما أثار مخاوف إضافية من دخول أموال أجنبية مشبوهة إلى الساحة السياسية الأمريكية.
كما خصصت الحكومة الباكستانية 2000 ميجاواط من الكهرباء لمشروع تعدين الذكاء الاصطناعى وبيتكوين، الذى يُقال إنه بالشراكة مع دونالد ترامب، وستُستخدم هذه الطاقة فى كلٍّ من تعدين العملات المشفرة ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعى. وتأتى هذه الخطوة بعد وقت قصير من قرار باكستان تقنين العملات المشفرة لجذب الاستثمار الأجنبى.
ويقول المسئولون: إن باكستان التى تضم أكثر من 40 مليون مستخدم للعملات المشفرة، تتمتع بإمكانات هائلة فى سوق العملات الرقمية العالمى.
وفى أذربيجان، يجرى بناء فندق ترامب الدولى بالتعاون مع رجل الأعمال المحلى محمدوف.

أغرب هدايا رؤساء أمريكا
ترامب المحظوظ لم تصله الهدايا الغريبة التى وصلت لأسلافه نستعرض أغربها، وفقًا للأرشيف الوطنى الأمريكى.
حيوانات حية:
حيث حصل ثيودور روزفلت على حمار وحشى وأسد من إثيوبيا، وريتشارد نيكسون على باندا من الصين، فى حين حصل جورج دبليو بوش على جرو من بلغاريا، والذى انتهى به الأمر بإعطائه لعائلة فى ماريلاند، وحصل بوش أيضًا على تنين كومودو من إندونيسيا، أهداه لحديقة حيوان سينسيناتى.
حيوانات محنطة:
أهدى رئيس تنزانيا بوش نمرًا وأسدًا محنطين، وحصل جورج دبليو بوش على 130 كيلوجرامًا من لحم الضأن النيئ من الأرجنتين.
ديكور المنزل:
أهدى زعيم أذربيجان بيل كلينتون سجادة شرقية، نُسجت عليها صور كبيرة لبيل وهيلارى، كما حصل من قطر على طائر آلى ذهبى «يُغرّد ويدور ويرفرف بجناحيه مرة واحدة فى الساعة»، وفقًا لسجلات الأرشيف، وبلغ سعره 110 آلاف دولار، وأيضًا على طاولة تنس فاخرة ومُصممة خصيصًا له من رئيس الوزراء البريطانى.
تأمين على الحياة
لعل أغرب هذه الهدايا حصل عليها باراك أوباما وكانت عبارة عن تأمين ضد التماسيح، يتيح لزوجته ميشيل الحصول على 50 ألف دولار أسترالى فى حال تعرض أوباما لهجوم من تمساح.
مقاس غير مناسب
فى واقعة طريفة حصل الرئيس الأمريكى ليندون جونسون على معطف من ماركة بربرى من المملكة المتحدة، لكن مقاسه كان خاطئًا، فاضطر مساعدوه إلى استبداله، كما حصل أوباما على سيف مرصع بالذهب والأحجار الكريمة من المملكة العربية السعودية.