السبت 7 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

62 عامًا من الوحدة

لا يتقيد الحضور المصرى فى محيط القارة الأفريقية زمانيًا، بتاريخ تأسيس الوحدة الأفريقية قبل اثنين وستين عامًا، مع ظهور منظمة الوحدة الأفريقية فى مايو 1963، كأول إطار مؤسسى إقليمى يجمع دول القارة، بل يعود التواجد والتأثير المصرى لأبعد من ذلك، فالتوجه المصرى نحو الجنوب ثابت طوال الحقب التاريخية القديمة، بدليل امتداد التأثير الحضارى المصرى منذ العصور القديمة فى الجنوب، وصولًا للعصور الحديثة.



من هذا المنطلق، يمكن أن ننظر لمستوى الفاعلية المصرية والتأثير فى مسار العمل الأفريقى المشترك منذ بداية تنظيمه المؤسسى فى ستينيات القرن الماضي، وصولًا للحقبة المعاصرة، فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، التى تتبنى سياسة الانفتاح أفريقيًا، باعتبارها جزءًا من ارتباط تاريخى راسخ على مرّ عقود طويلة.

لذلك جاءت رسالة احتفال مصر، بيوم أفريقيا هذا العام، الذى يواكب يوم 25 مايو من كل عام، لتؤكد تلك المعاني، حينما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى أن هذا اليوم، «هو يوم الوحدة والتضامن، ويرمز إلى طموحات الشعوب الأفريقية، فى مستقبل مشرق وتنمية ومستدامة».

وجدد فيه الرئيس السيسي، التزام مصر الراسخ، بشراكتها الأفريقية، من خلال «دعم التعاون البنّاء، وتعزيز جهود التنمية والسلام فى ربوع القارة»، وهى مبادئ تتبناها مصر فى سياستها الخارجية تجاه القارة الأفريقية، وعبرت عنها بوضوح، خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى عام 2019.

وينطلق احتفال قارة أفريقيا بوحدتها فى الخامس والعشرين من مايو، باعتباره اليوم الذى تأسست فيه منظمة الوحدة الأفريقية، عام 1963، ففى هذا اليوم وقع قادة 30 دولة أفريقية من 32 دولة مستقلة فى هذا التوقيت على الميثاق التأسيسى لمنظمة الوحدة الأفريقية فى أديس أبابا، والتى تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الأفريقي.

وتعد مصر من مؤسسى الوحدة الأفريقية، حيث جاء الزعيم جمال عبد الناصر، ضمن الآباء المؤسسين للوحدة الأفريقية، ومنهم الزعيم الغانى كوامى نكروما، والزعيم الغينى أحمد سيكو توري، والزعيم التنزانى جوليوس نيريري، الذين قادوا مع زعماء أفارقة آخرين، وضع ميثاق منظمة الوحدة الأفريقي.

وما يعكس الدور المصرى فى مسار الوحدة والتكامل الأفريقي، استضافت القاهرة أول قمة لمنظمة الوحدة الأفريقية فى العام التالى لتأسيسها، وتحديدًا فى يوليو 1964، بحضور 33 زعيمًا ورئيسًا أفريقيًا، وخلال هذه القمة تم انتخاب جمال عبد الناصر رئيسًا لمنظمة الوحدة الأفريقية، ليكون أول رئيس يتولى رئاسة المنظمة القارية بعد تأسيسها، وفى هذه القمة تم اختيار مصر مع ثلاث دول أخرى لوضع الصيغة النهائية لمبادئ ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية.

ومنذ تأسيس الوحدة الأفريقية، كان للدولة المصرية، أدوار عديدة لدعم وحدة وتضامن الشعوب الأفريقية، بداية من دورها الرائد فى دعم حركات التحرر والاستقلال، وصولًا للمرحلة الحالية، التى تتبنى فيها مصر سياسة الشراكة والعمل الجماعى من أجل التنمية، ومواجهة تحديات السلم والأمن الأفريقي.