«المشروع» يفتح أبواب الأمل للسيدات دعاء: «حياة كريمة» فتحت لى أبواب الحلم

جانا عزام
فى ظل ما تبذله الدولة المصرية من جهود لدعم المرأة وتمكينها اقتصاديًا، جاءت مبادرة «سكر البيوت» كأحد المشروعات النوعية التى أطلقتها مؤسسة حياة كريمة، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدنى، بهدف تدريب ودعم السيدات المعيلات على صناعة الحلويات والمخبوزات بشكل احترافى يؤهلهن لإنشاء مشروعات صغيرة تُدر دخلًا ثابتًا وتفتح لهن أبواب العمل الحر.
المبادرة، التى استهدفت نساء من مختلف المحافظات، خاصة من المناطق الأكثر احتياجًا، جمعت بين التدريب العملى والنظرى فى آنٍ واحد. حيث شمل البرنامج دروسًا فى فنون صناعة التورت والكيك والبسكويت والمعجنات، إلى جانب محاضرات توعوية فى مجالات سلامة الغذاء، والتسويق، والتعامل مع الضرائب، وكل ما يلزم لبدء مشروع ناجح من المنزل.
ولم تتوقف المبادرة عند حدود التدريب فقط، بل امتدت لتشمل تقديم أدوات ومعدات للمتدربات المتميزات، ومتابعة مستمرة بعد التخرج، ما يعكس توجهًا حقيقيًا نحو دعم المرأة وتمكينها، لا مجرد تقديم مساعدات وقتية.
من بين العشرات من السيدات اللاتى شاركن فى المبادرة، برزت قصة دعاء عادل، التى قررت أن تبدأ من جديد، فكانت «سكر البيوت» هى نقطة التحول فى حياتها.
دعاء عادل.. من عاملة فى مصنع إلى صانعة تورتة
تقول دعاء عادل، أبلغ من العمر 36 عامًا، زوجة وأم لطفل، كنت أعمل عاملة فى إحدى شركات ضفائر السيارات لمدة خمسة عشر عامًا، ولكن بعد إنجابى لابنى، قررت التفرغ لرعايته والاهتمام بشؤون المنزل، هكذا بدأت دعاء حديثها عن رحلتها مع التغيير وتحقيق الذات.
لطالما كانت دعاء تحب صناعة الحلويات كهواية منزلية بسيطة، ولكنها لم تمتلك الخبرة الكافية التى تؤهلها لافتتاح مشروع خاص يكون مصدر دخل دائم. وذات يوم، وبينما كانت تتصفح موقع «فيسبوك»، وجدت إعلانًا من مؤسسة «حياة كريمة» عن مبادرة «سكر البيوت» لتعليم صناعة الحلويات، فقررت التقديم.
تقول دعاء، بعد أسبوع من تقديمى، تلقيت اتصالًا منهم، وتم قبولى بعد اجتيازى المقابلة الشخصية، والحمد لله كانت بداية موفقة.
تؤمن دعاء أن صناعة الحلويات فن حقيقى، وكثيرون يظنون أن إعداد التورتة أمر سهل، لكنه فى الحقيقة يتطلب دراسة وتدريبًا وصبرًا، فهو حرفة مثل أى حرفة أخرى.
خضعت دعاء لتدريب استمر عشرة أيام، تضمن أربعة أيام من الدراسة النظرية بمدينة نصر، وستة أيام من التدريب العملى، تعلمت خلالها جميع أساسيات فتح مشروع خاص لصناعة الحلويات والتورتة، وتشير إلى أن التدريب لم يقتصر على الجانب المهنى فقط، بل شمل أيضًا مفاهيم تسويق المنتجات، وسلامة الغذاء، والمواصفات الصحية، بالإضافة إلى جلسة مع مسئول من مصلحة الضرائب شرح خلالها النظام الضريبى وكيفية التعامل معه عند افتتاح مشروع صغير.
وتتابع دعاء بحماس ،فى أول يوم تدريب كنت فى غاية السعادة، وقررت التخصص فى صناعة التورتة ثلاثية الأبعاد باستخدام عجينة السكر. لم أكن أعلم شيئًا عنها من قبل، وكنت فقط أصنع تورتات بسيطة، لكننى تعلمت بسرعة، وأشاد الشيف بعملى أنا وزميلاتى.
بعد انتهاء التدريب، أنشأت دعاء مجموعة على «فيسبوك» لعرض وبيع منتجاتها، وبدأت فى جذب أولى زبائنها وتقول بثقة: أنا ما زلت فى بداية الطريق، لكننى مؤمنة أن المشروع سينمو مع الوقت بإذن الله.
وأشارت دعاء إلى أن ختام الدورة شهد إقامة احتفالية كبرى حيث حصل المشاركون على شهادات تقدير وهدايا رمزية، وتقول بفخر: «أرسلوا لى بعد التدريب فرنًا للمخبوزات، فرحت به كثيرًا، وشعرت أن هناك من يقدر مجهودنا حقًا».
وأضافت: المشروع لم يتوقف عند حدود التدريب فقط، بل استمر الدعم والمتابعة معنا بعد ذلك، وهذا ما يميز مبادرة سكر البيوت. لقد اكتسبت مهارة جديدة، وزاد دخلى، وتحسنت ظروفى المعيشية، وأصبحت أشعر أن لى كيانًا مستقلًا.
واختتمت دعاء حديثها قائلة: عائلتى وأصدقائى شجعونى كثيرًا، بل إن بعض أقاربى سألونى عن المبادرة وقرروا التقديم فيها، وأنا سعيدة بأننى كنت سببًا فى تعريفهم بها، أحلم بأن تكون لدىَّ علامة تجارية خاصة فى الحلويات والتورتات، وأن تشاركنى شقيقتى التى شاركت أيضًا فى التدريب وأؤمن أن كل سيدة تسعى وتجتهد سيكرمها الله، فالشكر لمؤسسة حياة كريمة على هذه الفرصة العظيمة».