الخميس 5 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

من محل بقالة إلى ماكينة التدريب هناء وجيه: «سر الصنعة» حققت حلمى بوظيفة ثابتة

فى أحد شوارع زهراء عين شمس، وبخطوات واثقة، تتوجه هناء وجيه كل صباح إلى عملها فى مصنع للخياطة، تحمل معها قصة كفاح وسعى بدأت من داخل بيتها.



هى ربة منزل سابقًا، وأم لطفلين، لم تتخلَ عن حلم أن تكون منتجة ومفيدة لنفسها وأسرتها. جاءت «حياة كريمة» لتفتح لها بابًا جديدًا من خلال مبادرة «سر الصنعة»، فتدربت وتعلمت الصنعة، ونجحت فى الحصول على عمل منتظم، استطاعت من خلاله أن توازن بين بيتها وطموحها، وأن تصبح نموذجًا للمرأة التى تصنع النجاح رغم كل الظروف.

هناء وجيه ترى أن كل سيدة تستطيع أن تنجح إذا كانت لديها إرادة قوية وشغف، ومؤسسة حياة كريمة ساعدتها فى إيجاد فرصة عمل تستطيع من خلالها التوفيق بين رعاية أسرتها والعمل فى نفس الوقت، ومن خلال مبادرة سر الصنعة تعلمت هناء الخياطة والعمل على الماكينات وإعادة تدوير الملابس والقص على الباترن،بالإضافة إلى تعلم الالتزام بالمواعيد والجدية فى العمل. 

تدربت جيدا

فى منطقة زهراء عين شمس حيث تقيم هناء روت قصتها وتقول: أنا كنت ربة منزل ومقيمة فى الإسكندرية ثم انتقلت للقاهرة، حصلت على دبلوم صنايع قسم ملابس، متزوجة ومعى ولد وبنت فى المدارس، فى البداية عملت مشروعًا لنفسى وفتحت محل بقالة، ولكن لم أوفق فيه بسبب أولادى شعرت أنهم ممكن يفشلوا ويضيعوا فى الشارع بسبب وجودهم معى فى المحل طول اليوم، فكرت أقعد فى البيت، وبالفعل أغلقت المحل ومكثت فى المنزل 3 سنوات، بعد فترة عن طريق جروبات الواتساب عرفت عن التدريب تبع مؤسسة حياة كريمة ووجدت أنه بالقرب من منزلى، فعملت اختبارًا يؤهلنى للتدريب، الاختبار كان يقيس مدى الجدية وهل أنا فعلا عندى القدرة والإرادة للعمل وفعلا نجحت فى الاختبار وعرفت أن لو أنا جادة فى التدريب واتعلمت بسرعة ممكن يعينونى أنا كنت فى حاجة للعمل، خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة فكنت محتاجة أساعد فى البيت والولاد بتكبر والطلبات بتزيد، كنت أوصل الأولاد المدرسة وأحضر التدريب، تدربت جيدا وكان فى ماكينات وخامات عملت شنطة وكيس مخدة وشنط جينز وتعلمت إعادة تدوير الملابس، اجتزت فترة التدريب وأخذت شهادة تقدير وبعد ذلك فى حياة كريمة اتصلوا بى وقالولى فى فرصة عمل وكانت مناسبة مع ظروف بيتى وأولادى فوافقت، وفروا لى عمل فى مؤسسة «امباكت» فوجدت المكان جيدًا جدا ويعمل مصريون مع سودانيين، أعمل 8 ساعات يوميًا ماعدا الإجازات، الحقيقة الشغل علمنى الكثير ووفر لى راتبًا أساعد منه أسرتى.

بكرة أحلى

أضافت هناء: فى البداية كنت قلقانة من الشغل والتعامل مع الناس، لكن نفسيا كنت أرغب فى العمل وتعلم أشياء جديدة لا أستطيع تعلمها فى المنزل، المكان هنا مريح والتعامل له حدود وباحترام، لذا أحببت العمل والتعلم به، فى بداية عملى والدتى ساعدتنى ولكن بعد ما أرجع من الشغل أتابع أولادى ودروسهم والبيت وطلباته، أختى ووالدتى شجعونى على العمل ودائما يوجهوننى، دائما أشعر أن الست بمائة رجل وفى المواقف أواجه، أحل كل المشاكل التى تقابلنى مفيش حاجة أقول معملهاش لأنها تحتاج رجلًا بالعكس فى حاجات كثير الراجل ميعرفش يعملها وأنا بعملها حتى فى البيت بغير اللمبة ولو حنفية انكسرت أصلحها فكل شيء أسعى وأعمله وهذا أعلمه لبنتى أنها تقدر تعمل أى حاجة، دائما أقول فى الظروف الصعبة «بكره أحلي» فمع الوقت كل شىء يتصلح.

حياة كريمة

وأكدت هناء أن مقياس النجاح تراه فى محبة الناس لها والاعتماد عليها واستشارتها فى أى مشكلة وأيضًا نجاحها فى إدارة بيتها ورعاية أولادها والاهتمام بتربيتهم وتعليمهم فاستطاعت التوفيق بين العمل والبيت، أنا فخورة بما وصلت له فأنا اجتزت العديد من الدورات التدريبية ونجحت فيها أخذت كورس إنجليزى وكورس تنمية بشرية وكورس كمبيوتر وكلها أمور تسعدنى وتجعل أولادى يروننى ناجحة فتعطيهم قوة وقدرة على النجاح.

الالتزام والجدية

وتابعت هناء: حياة كريمة أفادتنى كثيرًا، علمتنى الجدية والالتزام بالمواعيد والمركز يشجعك ويوفر لك فرصة عمل ودائمًا كانوا بيأكدوا علينا لو واجهتنا أى صعوبات نقولهم عليها وهما يحلوها فحياة كريمة هى سبب عملى الحالى، مبادرة سر الصنعة كانت بدايتها حياة كريمة فتعلمت فيها شغل الماكينات والخياطة وأنواع القماش وتدربت على الماكينة السنجر والأوفر وعملت هودوا وتعلمت آخذ مقاسات وأقص القماش على الباترن وأخيط القماش، المبادرة حلوة جدا حتى لو لم تعملى ستفيدك فى بيتك، أنت  لو عايزة تتعلمى حاجة هتدفعى فلوس لكن أنا تدربت وتعلمت حاجات كثير مجانًا، عندى أفكار كثيرة للعمل وبحب التجميل ورسم الأظافر فممكن أشتغل تجميل بجانب عملى فى المصنع، أحب العمل وأن أفيد نفسى ومن حولى، أحب أقول لكل بنت أو سيدة لازم تشتغلى تعملى أشياء مفيدة وتقدرى تحققى نجاح إذا كانت لديك إرادة، وأتمنى أولادى يكملوا تعليمهم وينجحوا فى حياتهم.