«سكر البيوت» كان البداية إيمان البحيرى: تركت الهندسة من أجل صناعة الحلويات

نرمين ميلاد
تحت مظلة مؤسسة «حياة كريمة»، جاءت مبادرة «سكر البيوت» لتفتح آفاقًا جديدة أمام السيدات المعيلات، وتعيد تشكيل ملامح حياتهن من خلال التدريب والتأهيل والدعم المستمر.
من بين النماذج التى سطع نجمها فى سماء هذه المبادرة، تبرز قصة «إيمان البحيرى» التى قررت أن تكتب فصلًا جديدًا فى حياتها، واستطاعت من خلال مبادرة سكر بيوت أن تحقق حلمها وتعمل ما تحب، وجدت شغفها فى عمل مشروع خاص بها ولأنها كانت تهوى عمل الحلويات وتجد من حولها يشيد بما تفعله قررت العمل فى مجال الحلويات وبدأت عملها من المنزل ومن خلال أدوات المنزل ثم بدأت تتوسع وتنتج أكثر وتصقل موهبتها بالقراءة والاطلاع واجتياز دورات تدريبية لمعرفة الجزء الفنى فى العمل ولتتميز فى مشروعها وتصبح مختلفة عن الآخرين.
تقول البحيرى: بدأت مشروعى بعمل حلويات قليلة السكر حتى لا تسبب ضررًا أو هبوطًا لمن يتناولها خاصة أننى وجدت الكثيرين يعانون من أضرار السكر، وبعد ذلك وجدت البعض يسالنى عن الجلوتين فرى (Gluten-Free) خاصة أنه انتشر فبدأت أذاكر وأقرأ أكثر حتى أعرف وأكتشف أكثر ثم عملت فى الجلوتين فرى والشوجر فرى وذلك مراعاة لمرضى السكر ومرضى الحساسية، وبدأت أستعمل «سكر معالج» وابتعد عن السكر الأبيض بحيث يكون خاليًا من السعرات وتواصلت مع أخصائيين تغذية لأعرف أكثر واكتشفت أنى حتى لو أضفت سكر خالٍيًا من السعرات لكن الطعم مسكر يسبب ضررٍرا لأنه يجعل الشخص لديه قابلية واحتياجًا للسكر لكن الأفضل أعود الشخص على طعم السكر القليل فيبدأ يحب الأشياء قليلة السكر وينجذب لها أكثر، وكل فترة أعدل الوصفة لتضيف ميزة أخرى للمنتج سواء فى الطعم أو تكون صحية أكثر، كما درست أنواعًا الدقيق ففى البداية كنت أستخدم دقيق اللوز فقط وبعد ذلك أدخلت أنواعا أخرى من الدقيق وبدأت أعمل التوست والفينو بعد أن نجحت فى عمل كل أنواع الكيك.
كلمينى عن مؤهلك ولماذا اتجهت للعمل فى مجال الحلويات؟
- أنا مهندسة معمارية لى 14عامًا أعمل فى مجال الهندسة، لكن لدى الشغف فى عمل الحلويات والمخبوزات من صغرى، وأيضا بسبب إصابتى بالروماتويد نصحنى الطبيب باستعمال الجلوتين فرى أردت أن أساعد كل المرضى وأستخدم الجلوتين فرى، تركت شغل الهندسة من 3 سنوات وبدأت أركز وأشترى كتبًا وأحضر كورسات حتى اتعلم التكنيك أكثر من الوصفات وأبحث عن خامات جديدة فكل خامة تضعيها فى المنتج لها سبب سواء البيض أو اللبن أو السكر أو الزبادى، تعلمت أشياء كثيرة لم أعرفها من قبل، فى وصفات بالإنجليزى لا أجد الخامات هنا فى مصر فألجأ للبدائل وما زلت أذاكر وأحضر كورسات، الجلوتين فرى لسه غير منتشر فى مصر وأنا حضرت كورس واحد فقط عرفت منه الخامات، عملت صفحة على الإنستجرام وبدأت أصور الشغل وأنزله على الصفحة وأخذت كورسات تصوير لأني وجدت التصوير سيئًا فى البداية وأخذت منحة 4 أيام فى الأسبوع تدريب.
ما أبرز التحديات التى واجهتك وكيف استطعت التغلب عليها؟
- أكبر تحدٍّ كان أن أكون معروفة وتحدٍّ آخر هو أنى تركت شغل الهندسة وأحتاج ميزانية فأحاول أن أنزل فى أماكن الناس تعرفنى فيها وتجرب شغلى، والتحدى اليومى هو أنى عايزة الوصفة تبقى أحلى وأكثر صحة، كل مرة أشتغل عليها وأحسن منها وأعرضها على شيفات يذوقونها ويقولون رأيهم وممكن ينصحونى أغير أو أضيف أحد المكونات، أهم شيء عندى أعمل منتجات صحية وجودتها عالية.
هل فى حد يشجعك، ملهم ليكى أو يساعدك فى اتخاذ قراراتك؟
- بالنسبة لأهلى الموضوع كان غريبًا لهم ومش مقبول إزاى تسيبى الهندسة وشغلك وتبقى بائعة وطباخة فكانت أزمة كبيرة لهم لكن حين وجدوا أن الموضوع مختلف والناس عرفتنى ونجحت وبقيت تتطلب منتجاتى غيروا رأيهم ووجدوا الناس تثق فى فبدأوا يقتنعون ويثقون فى، بحب أسمع الآراء لكن اللى أنا مؤمنة به بنفذه واخذ قرارى بنفسى. ماما هى بدايتى فى حب المطبخ لكن أنا كنت أحب أفنن الطبق اللى أعمله يكون مختلفًا ومميزًا.
هل شعرت بإحباط وكيف تخلصت من هذا الشعور؟
- طول ما أنا عندى هدف وآمل فى الوصول لشيء معين أقدر اتخلص من أى شعور باليأس أو الإحباط، أنا عندى هدف أنا بنزل بازار فى المعادى وأتمنى لما أروح تكون الناس هى اللى مستنية منتجاتى وفعلا فى بعض المنتجات الناس تنتظرها وتباع فور وصولها، التعليقات اللى بسمعها على منتجاتى تشجعنى أنى أتعب وأعمل اجود منتج، كل يوم بتعلم أقع وأقوم أقف ثانى وأقول هكمل، الطريق قدامى جيد.
هل تشعرين أنك حققت نجاحًا؟
- أيوه طبعا حققت نجاحًا وكل يوم ببقى فى تقدم أكثر من اللى قبله والناس هى اللى بتطلبنى وتطلب منتجاتى.
متى شعرتِ بالفخر؟
- لما الشيف قالى أنا عجبنى إصرارك فرغم إنى قولت لك على المنتج حلو لكن انتى جودتى فيه أكثر وأضفت له.
هل نجاحك مصدر إلهام للآخرين؟
- أنا حاسة إنى لسه الطريق بدرى حتى أكون مصدر إلهام لكن الاستسلام بدرى يضيع علينا حاجات كثير فكل تعب بعده نجاح.
ما نصيحتك لكل سيدة؟
- ابدئى بأى شكل وبأى إمكانيات، حتى لو كانت بسيطة وصغيرة وثقى أنك هتنجحى لأن التجربة هى اللى ستعرفك تكملى ولا لا، أنا أجلت سنة ونصف حتى أبدأ لكن لما بدأت عرفت أنى غلطانة كان المفروض أبدأ من بدرى فالأول كنت بصور سيئ فأخذت كورس وبقيت أصور حلو لدرجة أن الناس قالتلى شكل الصور يجوع، طول ما عندك حلم اشتغلى عليه فتنجحى.
هل المرأة لها دور فى المجتمع؟
- المرأة كل يوم دورها بيزيد ويكبر فالمرأة لها فكر يكمل فكر الرجل لأن فكرها مختلف عن الرجل فيكمله.
ما الشيء الذى تفعلينه تجديدا لطاقتك وشغفك؟
- أحب القراءة، لكن السفر والنظر للبحر يشعرنى بالراحة والهدوء ويعطينى طاقة بالإضافة للصلاة والقرآن.
كلمينى عن مبادرة سكر بيوت؟
- كانت قبل موضوع الجلوتين فرى فإحدى صديقاتى أرسلت لى فملأت استمارة وعملت interview بعدها كلمونى وقالوا تحضرى التدريب فحضرت واستفدت منه جدا خاصة محاضرة الضرائب والقوانين والمشروعات الصغيرة والسوشيال ميديا تتعاملى ازاى معها، وبعد ذلك ذهبت «تدريب عملى» فى مصنع واستفدت معلومات كثيرة حلوة وخاصة فى التكنيك وبعد ذلك كان فى حفلة تخرج وأخذنا شهادة وجوائز وأنا أخذت عجان هدية، المبادرة كانت مفيدة وجميلة.