عجائز يسرقون المشاهير فى مهرجانات العالم: عصابات الـ«Red Carpet»!

فاتن الحديدى
أصبحت مقتنيات المشاهير والنجوم، صيدًا ثمينًا لعصابات السرقة المحترفة، التى تراقب وترصد تنقلاتهم خلال الفسح والإجازات وخلال مشاركتهم فى المهرجانات وأسابيع الموضة، ليتمكنوا من سرقة مجوهرات بقيمة 10 ملايين يورو من كيم كارداشيان، وأخرى بقيمة 40 مليون يورو من معرض الألماس دار ليفايف للألماس فى فندق ريتز فى باريس، وتمكن مسلح من سرقة حقيبة مجوهرات بقيمة 40 مليون يورو خلال مهرجان كان السينمائى.
شبكات العصابات التى تقوم بتتبع المشاهير والنجوم، معظم أفرادها من المهاجرين غير الشرعيين، وأشهرها العصابات اللبنانية والتركية، بالإضافة لعصابات متخصصة فى تثمين وتصريف هذه المسروقات عبر تغيير ملامحها وتحويلها لسبائك وأحجار خام.
عصابة السينيورز
تعرضت الفنانة «كيم كارداشيان» فى أكتوبر 2016 للسرقة من عصابة تحمل اسم السينيورز أو الأجداد، من جناحها فى فندق بورتاليه، القريب من كنيسة مادلين فى باريس، من رجلين أحدهما مسلح، طلبا مجوهراتها، ثم قيداها، مكبلة اليدين والقدمين، بشريط لاصق على فمها، قبل أن يحملاها إلى الحمام.
وأوضحت «كارداشيان» فى التحقيقات أنها لم ترَ المجرمين لأنهما كانا ملثمين. يجب أن يكون أحدهما حوالى 1.80 متر والآخر يزيد قليلًا على 1.70 متر، وتتراوح أعمار المتهمين الرئيسيين الثلاثة، المشتبه فى دخولهم فندق بورتاليه، بين 68 و71 عامًا.
وأشارت التحقيقات إلى أن قيمة المسروقات تقدر بنحو 10 ملايين يورو، إلا أن المفاجأة إنهم لم يكونوا يعرفون من هى كيم كارداشيان قبل استهدافها، حيث بدأت فكرة تشكيل العصابة التى هاجمت «كارداشيان» على يد شخص يدعى «عمر» فى مايو 2016 عندما تلقى معلومة بأن زوجة مغنى راب مشهور تأتى إلى باريس بانتظام خلال أسابيع الموضة وإنها لا تتخلى أبدًا عن مجوهراتها، وهى ثروة من ألماس تحب أن تعرضها على شبكات التواصل الاجتماعى الخاصة بها.
فكرت عصابة «عمر» فى السطو على «كارداشيان» خلال حضورها أسبوع الموضة فى يونيو 2016، إلا أنهم تراجعوا لعدم اكتمال صفوفهم، التى ضموا لها «ديدييه ليه يو بلو» سباك عاطل عن العمل، يعرف منطقة كوت دو رون جيدا، لديه عشرات السجلات الجنائية. أمضى ثلاثة وعشرين عامًا من حياته فى السجن بتهمة السرقة والمخدرات والسطو.
حضرت الفنانة فى عرض أزياء ريكاردو تيشى لصالح دار جيفنشى فى Jardin des Plantes، فى 2 أكتوبر 2016، برفقة شقيقتها كورتنى إلى فندق بورتاليس، وفى الليلة التالية وتحديدا فى الساعة 2:22 صباحًا، اقتحم 3 أشخاص يرتدون ملابس ضباط شرطة الفندق وقاموا بتقييد موظف الاستقبال وسألوه عن غرفة «كارداشيان»، ليقودهم إليها تحت تهديد السلاح.
طرق اللصوص باب جناح «كاراشيان» فظنت أنها شقيقتها، لترى بعد ذلك رجلين يرتديان زى الشرطة يصلان، يحملان البواب المكبل اليدين، ليستولى هؤلاء اللصوص على هاتف النجمة يطالبونها بإظهار كل مالديها من مجوهرات وأموال، ليحصلوا على خاتم وزنه 18.8 قيراط، وساعة رولكس دايتونا المصنوعة من الذهب الأصفر، وسبع أساور من كارتييه وهيرميس، وثلاثة أقراط من الذهب وألماس، يبلغ المجموع حوالى 10 ملايين دولار.
قاد الشرطة لحل لغز هذه السرقة العثور على الحمض النووى على لفات الشريط اللاصق المستخدم لتقييد كيم كارداشيان بأربطة الكابلات المستخدمة لتقييد حارس الفندق، والذى يخص رجلاً يدعى باسكال، إلا أنه سرعان ما تم اكتشاف أن هوية باسكال قد تم انتحالها من قبل شخص معين يدعى أومار.
فى 9 يناير 2017، تم القبض على سبعة عشر شخصًا مجرمين أصحاب سوابق، صاحب مقهى من منطقة ماريه، سائق حافلة مدرسية، سباك معظمهم تجاوزوا الستين من العمر، وعثرت الشرطة فى منزل «عمر» صاحب فكرة تشكيل العصابة على 16900 يورو فى درج الخضار فى ثلاجته، ليعترف بدوه فى القضية.
وأسفرت التحقيقات عن اعتراف المتهم الثانى «يونس» الذى عثرت الشرطة فى منزله على 60 ألف يورو بأنه شارك بالمراقبة فقط فى الطابق الأرضى من الفندق.
يواجه المتهمون الثلاثة الرئيسيون، الذين صدرت عليهم أحكام بتهمة السرقة تحت تهديد السلاح كجزء من عصابة منظمة والاختطاف، ثلاثين عامًا من السجن الجنائى.
ووجه المتهم الرئيسى «عمر» فى يونيو 2025 رسالة بخط يده للفنانة كيم كارداشيان: «بعد أن شهدتُ عاطفتكِ وأدركتُ الضرر النفسى الذى ألحقتُه بكِ، قررتُ الكتابة إليكِ، ليس طلبًا للتسامح، ولكن كإنسانٍ تيريد أن يخبركِ بمدى ندمى على أفعالى، وكم تأثرتُ وتأثرتُ برؤيتكِ تبكى».
سرقتان وفندق
بعد عامين من سرقة كيم كارداشيان فى باريس، تم السطو على مجوهرات الزوجة السابقة للأمير الوليد بن طلال، أميرة الطويل والتى كانت تستعد لحفل زفافها على ملياردير إماراتى فى فندق ريتز الذى يمتلكه آنذاك محمد الفايد اختفت المجوهرات من خزانة حجرتها ولم يعثر عليها، لم يكن حادث السرقة هو الوحيد فى الفندق ،ففى نفس الفندق هاجم رجل مسلح معرض المجوهرات «الألماس الاستثنائى» التابع لدار ليفايف للألماس، وسرق مجوهرات تقدر قيمتها بنحو 40 مليون يورو (53 مليون دولار)، وفقًا للمحققين.
تمكن المسلح الوحيد من الهرب من الأمن والهروب بحقيبة تحتوى على المجوهرات الثمينة.
وشهد مهرجان «كان» قيام مسلح ملثم بسرقة حقيبة مليئة بالمجوهرات من فندق كارلتون فى كان أثناء معرض للمجوهرات، تقدر قيمتها بحوالى 40 مليون يورو، وتعد ثان أكبر عملية سرقة فى فرنسا.
سرقة باريس هيلتون
وتعرض منزل الفنانة «باريس هيلتون» للسرقة على يد شابين «نيك وراشيل» يبلغان من العمر 19 عامًا بعد أن نشرت صورًا لها وهى على جانب حمام السباحة فى مدينة ميامى على موقع التواصل الاجتماعى «إنستجرام»، لتمنح اللصين فرصة ذهبية لسرقة صندوق مجوهراتها الذى تبلغ قيمته 2 مليون دولار، وبعد ثلاثة أشهر، سرق «نيك وراشيل» بعض فساتين الممثلة الشابة راشيل بيلسون، والتى تقدر بـ 300 ألف دولار.
وكشفت كاميرات المراقبة محاولة شخص يدعى «بروجو» ويرتدى زيا يحمل صورة «أولاندو بلوم»، سرقة منزل الفنانة ليندسى لوهان.
خارج فرنسا
سرق اللصوص فى بلجيكا كمية قياسية من المجوهرات والألماس، بلغت قيمة المسروقات حوالى مائة مليون يورو، تم إفراغ أكثر من 120 من أصل 160 خزانة فى مركز ألماس، وهو مبنى شديد التأمين يقع فى قلب منطقة ألماس فى أنتويرب، من محتوياتها دون تشغيل أنظمة الإنذار.
وهاجمت عصابة مسلحة بالسلاح تنكرت فى زى ضباط شرطة فى بلجيكا مدرج مطار بروكسل، حيث سرقوا ما قيمته 50 مليون دولار (حوالى 38 مليون يورو) من ألماس، تم استرداد جزء من المسروقات. وأدت حملة واسعة النطاق شارك فيها 200 ضابط شرطة فرنسى وبلجيكى وسويسرى إلى اعتقال 31 مشتبهًا بهم .
وتعرضت سيارة تابعة لشركة KLM للسرقة فى مطار سخيبول بأمستردام، وكانت تحمل ما يقرب من 75 مليون يورو من ألماس ومجوهرات، وكان من المقرر تحميلها على متن طائرة متجهة إلى أنتويرب (بلجيكا).
فى بريطانيا، تمت سرقة أكثر من 40 مليون جنيه إسترلينى (48 مليون يورو) من المجوهرات من متجر Graff Diamonds للمجوهرات فى وسط لندن، واستخدمت العصابة المكونة من أربعة أفراد والتى تقف وراء السرقة فنان مكياج محترفًا لإخفاء هوياتهم. وحُكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين 16 و23 عامًا.
وقامت عصابة النمر الوردى - فى اليابان - بسرقة مجوهرات بقيمة 22 مليون يورو تقريبًا من قبل ثلاثة صرب من عصابة النمر الوردى، وهى شبكة دولية من المجرمين من يوغوسلافيا السابقة.
وهاجم حوالى عشرين لصًا متجرًا للمجوهرات بالقرب من سان فرانسيسكو فى الولايات المتحدة. وفى أقل من ثلاث دقائق، حطموا النوافذ واستولوا على كمية كبيرة من المسروقات قبل أن يلوذوا بالفرار. ألقت الشرطة القبض على خمسة مشتبهًا بهم.