الأربعاء 4 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

رواتب الأجانب فى الكرة المصرية «مولد وصاحبه غايب»

يفاجأ المتابع عن قرب لملف تعاقدات ورواتب المدربين واللاعبين الأجانب فى القارة الأفريقية، بفوارق مالية هائلة تدفعها الأندية المصرية مقارنة بباقى الدول، مثل جنوب أفريقيا ودول شقيقة مثل تونس والمغرب، ويتخطى أحياناً ما يحصل عليه المدربون الأجانب فى مصر، ما كانوا يحصلون عليه فى دول مثل البرتغال.



الأمثلة عديدة ومعلومة للجميع، ويكفى أن تعلم أن أكبر راتب لمدرب أجنبى فى الكرة التونسية كان يحصل عليه مساعد زين الدين زيدان السابق دافيد بيتونى، الفرنسى صاحب الـ53 عاماً، بواقع 40 ألف دولار. 

وبغض النظر عن نتائج الأفريقى التونسى مع بيتونى، لكن الرقم الذى يحصل عليه بمثابة سقف لرواتب المدربين الأجانب فى تونس، وكان البرتغالى ميجيل كاردوزو، صاحب الـ52 عاماً، يحصل على 30 ألف دولار أثناء توليه المسئولية الفنية للترجى التونسى، وعندما فاز بالدورى التونسى وصل راتبه إلى 35 ألف دولار، ثم رحل بعدما خسر أمام الأهلى فى نهائى النسخة الماضية من دورى الأبطال، ويقود صن داونز حالياً براتب لا يتخطى 40 ألف دولار، ونجح فى تخطى الأهلى فى نصف النهائى، والوصول لنهائي دورى الأبطال الأفريقى فى النسخة الحالية، ليحقق ما عجز عنه السويسرى مارسيل كولر الذى كان يتقاضى 250 ألف دولار تقريباً.

الغريب أن كولر كان سيحصل على مكافأة حال الفوز ببطولة دورى الأبطال تصل لمليون دولار، بواقع 4 شهور من راتبه، والأغرب أنه يحصل على مكافآت ضخمة حال الفوز ببطولة الدورى المصرى،  هذا فى الوقت الذى استطاع الأهلى تحقيق نفس النتائج تقريباً بمدربين وطنيين، مثل حسام البدرى ومحمد يوسف. وفى الماضى البعيد نجح  الراحل محمود الجوهرى، فى  قيادة الأهلى لأول لقب دورى أفريقى 1982، كما نجح فى تحقيق اللقب مع نادى الزمالك 1993، وأيضاً الفوز بالسوبر الأفريقى مع الفارس الأبيض.

رواتب المدربين الأجانب باتت تمثل استفزازاً لمشاعر الجماهير المصرية، ونفس الأمر بالنسبة لرواتب اللاعبين التى وصلت إلى ما يقرب من 100 مليون جنيه، بعائدات تعاقدية مباشرة سواء مع النادى أو من خلال  عقود إعلانية، ما يفرض العديد من التساؤلات التى تبحث عن إجابات من كل من يهمه أمر الكرة المصرية.  

 

لماذا

    يحصل المدرب الأجنبى فى جنوب أفريقيا وتونس والمغرب على مكافآت تقل كثيراً عما يحصل عليه فى الملاعب المصرية؟

 

    يحصل المدرب فى البرتغال أو جنوب أفريقيا أو تونس أو المغرب، على مقابل لا يتخطى 40 ألف دولار، وعندما يأتى إلى مصر يحصل على أرقام خيالية مقارنة بما كان يحصل عليه فى تلك الدول؟

 

    تتضمن العقود مكافآت خيالية للمدربين الأجانب لو تم إنفاقها على قطاعات الناشئين وبرامج الكشف عن المواهب فى القرى والنجوع لأظهرت عشرات ومئات الموهوبين الذين يمكن إعدادهم للاحتراف فى الخارج، وتكرار  نجاحات أسطورية مثل محمد صلاح وعمر مرموش؟ 

 

   لا تهتم الأندية ولا تفصح رسمياً عما يتقاضاه المدربون وعن شروط التعاقد  الخاصة بالمكافآت والشروط الجزائية؟

 

    تتكبد الأندية المصرية غرامات بملايين الدولارات للاعبين ومدربين أجانب جراء تعرضها لأزمات إيقاف القيد؟

 

    أصبحت عقود المدربين الأجانب والشروط الجزائية مثيرة للجدل على جميع الأصعدة، مثلما حدث فى تعاقد فيتوريا مع المنتخب، وباتشيكو وجروس وبيسيرو مع الزمالك، بالإضافة لأزمة كولر مع الأهلى؟

    لا يتم وضع حد لتلك الأمور وتوضيحها للرأى العام بشفافية من قبل إدارات الأندية التى تبرم التعاقدات، ولا تهتم بإعلان تفاصيله بشكل رسمى؟

    والسؤال الآن: إلى متى سنظل فى هذا المسلسل الاستفزازى لمشاعر جماهير الكرة المصرية، فى حين يظل المسئول رافعاً شعار «لا أسمع لا أرى لا أتكلم»؟