
طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2.. مهرجان (كان).. ما أحلى الرجوع إليه!
وأنت تقرأ هذه الكلمة أكون أنا قد انتقلت (القاهرة) إلى (نيس) ومنها إلى (كان)، للتواجد فى فعاليات المهرجان، سبقنى بأربع وعشرين ساعة عدد من الزملاء الأعزاء الذين يفضلون التواجد فى المهرجان قبل بداية الفعاليات، لالتقاط العديد من التفاصيل. تفتتح هذه الدورة التي تحمل رقم (78) بالفيلم الفرنسى (الرحيل يوما ما) للمخرجة إيميلى يونان فى التجربة الأولى لها.
الشغف والانتظار والترقب، هو الذي يسيطر على الحدث، ليس مجرد نجوم تحضر تلك اللحظة ويملأون الدنيا، بهذا السر والسحر الخفى، الذي منحه الله لعدد محدود من البشر، يملكون إشعاعًا داخليًا، أينما حلوا يسبقهم هذا البريق، لتترقبهم عيون الناس.
الجمهور الفرنسى هل هو الأكثر شغفًا؟ بحكم الخبرة، أستطيع أن أقول لكم وأنا مطمئن إنه الأكثر عشقًا لنجوم السينما، بينما الجمهور الألمانى مثلاً فى مهرجان (برلين) هو الأكثر عشقًا للسينما.
كل عام على شاطئ (الريفيرا) أتابع الفنادق الكبرى وأشهرها (الماجستيك)، المقر الرسمي لإقامة النجوم، وهكذا تلمح مئات من المعجبين وهم ينتظرون، مجرد إطلالة هذا النجم أو تلك النجمة.
مدينة (كان) لا تعرف النوم على مدى 14 يومًا هى عمر المهرجان، وقبل ساعات وبعد ساعات من تلك الأيام، تشعر أنها فى حالة إجازة طويلة، أغلب أصحاب الفنادق والمحلات الصغيرة بكل أنواعها، يعتبرون أن تلك الأيام فرصتهم الذهبية لكى يضمنوا مكاسبهم التي يعيشون عليها باقى الأيام، وهكذا ترتفع أرقام كل الأشياء، من أول حجز غرفة فى فندق صغير، حتى احتساء قهوة فى مقهى أمام محطة القطارات، ليصبح الذهاب إلى (كان) هو المغامرة الكبرى.
العاملون فى المهرجان يصل عددهم للمئات، يتم تكريمهم كل عام مع اقتراب نهاية الفعاليات، قبل الإعلان عن نتيجة جوائز قسم (نظرة ما)، الذي يسبق الإعلان الرسمي للقسم الرئيسى بالمهرجان، يصعد على المسرح عدد كبير منهم ويقابلون بحفاوة بالغة من الجمهور، بعضهم أعرفهم بحكم الزمن الذي يربو على 33 عامًا.
كنت قد اقترحت على رئيس مهرجان القاهرة الفنان حسين فهمى وقبله الكاتب والمنتج محمد حفظى إقامة احتفالية مماثلة يتم سنويًا تكريم عدد من العاملين، الجنود المجهولين، وبعضهم تجاوز فى عطائه للمهرجان أربعين عامًا، ومع الأسف لم تتم الاستجابة للاقتراح.
العاملون فى مكتب مهرجان القاهرة ولو أضفنا عددًا محدودًا جدًا من المتطوعين يستحقون قطعًا التكريم المضاعف، لأنهم يعملون فى ظل ظروف اقتصادية غير موائمة.
مهرجان (كان)، ما أحلى الرجوع إليه!