أغدًا ألقاك
![](/UserFiles/News/2025/01/04/62792.jpg?250105100000)
منى رضوان
أم كلثوم مش حد عادى، مش نجمة غنت وسلطنت الجمهور وأسعدته سعادة كبيرة وبس.. أم كلثوم شاهد على عصر وقدمت لمصر أشياء محدش كان يخطر أن فنانة تقدر تقدمها عن طريق فنها.
بعد النكسة وبعد اكتئاب لمدة أسبوعين عاشت فيها أم كلثوم فى بدروم منزلها فى عزلة تامة لوحدها، خرجت بكل عزيمة لتقدم كل ما تملك لمساعدة الوطن.
ومنذ اللحظة دى أصبحت أم كلثوم فى صفوف المحاربين بغنائها ومن أكبر الداعمين لمصر فيما عُرف بحفلات المجهود الحربى.
لفت سيدة الغناء العربى فى داخل محافظات مصر وخارجها على نفقتها الخاصة لتجمع ما تستطيع لدعم الجيش فى ذلك الوقت.
من ضمن البلاد الليّ زارتها فى الوقت ده كانت السودان، ودى كانت زيارتها الوحيدة لها على فكرة.
كانت فكرة أم كلثوم أن من كل عاصمة من العواصم العربية الليّ تزورها أنها تغنى أغنية لشاعر من البلد دى كنوع من التكريم علشان مساندتهم لها فى مشروعها القومى وكذلك نوع من أنواع استعادة العروبة وضمّ الصف والوحدة بين الوطن العربى كله.
وفى سنة 1968 زارت أم كلثوم السودان فى إطار جولتها فى عدد من الدول العربية للغرض ده وكان استقبالها شىء رائع يقشعر من جماله.
أحيت أم كلثوم فى الخرطوم حفلتين فى الهواء الطلق فى شهر ديسمبر فى مسرح مكشوف أمام 7000 شخص وظهرت للجمهور مرتدية الزى السودانى للسيدات وهو ما يعرف بـ«التوب».
ذاع خبر أن الست هتغنى لشاعر سودانى وبالفعل اختارت قصائد لثلاثة شعراء ورسيت على «الهادى آدم» الذى بحسب رواية ابنه أنه كان شايف أن أم كلثوم هى أعظم من غنت فى التاريخ من وجهة نظره.
وفى سنة 1969 تلقى الشاعر السودانى الهادى آدم اتصالا من مكتب وزير الثقافة السودانى ليخبره أن أم كلثوم عايزاه يتواصل معاها، وتم التنسيق بالفعل علشان ييجى مصر ليقابلها هى ومحمد عبدالوهاب الليّ لحن الأغنية الرائعة دى.
لما جه الشاعر الهادى آدم وزارها فى بيتها طلبوا منه تعديلا فى بعض كلمات الأغنية، وتم تغيير اسمها من قصيدة اسمها «الغد» الليّ كانت فى ديوان اسمه «كوخ الأشواق» وبقت أغدًا ألقاك.
الديوان كان فيه القصيدة دى الليّ اتكتبت سنة 1948 ولم تشتهر حتى غنتها أم كلثوم سنة 1971.
كان مقرر ظهور الأغنية للنور قبل كده، ولكن بعد وفاة عبدالناصر سنة 1970 والوعكة الصحية التى تعرضت لها الست تم تأجيل ظهور الأغنية.
وفى الخميس الأول من شهر مايو سنة 1971 فى مسرح سينما قصر النيل كُتب للشاعر ذى الكلمات الرقيقة الهادى آدم الخلود بعد أن تغنت أم كلثوم بقصيدته الرائعة أغدًا ألقاك وكلماتها الرائعة:
أغدًا ألقاك يا خوف فؤادى من غدِ
يالشوقى واحتراقى فى انتظار الموعد.