الثلاثاء 11 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بسبب اختلاف الآراء حول تطبيق «تيك توك» الذى بات سلاحًا ذا حدّين التيك توك.. تأثيرات متزايدة على الشباب

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعى بسبب اختلاف الآراء حول تطبيق «تيك توك» الذى بات سلاحًا ذا حدّين ووسيلة قوية فى عصرنا الرقمى؛ لتحقيق المُشاهدات وجذب المتابعين، منهم مَن يستحق تلك المشاهدات والإعجابات ومنهم مَن لا يستحق ولا يوجد محتوى لديهم؛ فقط يقدمون مقاطع تؤثر على عقول الشباب؛ بل تدمرها بالكامل، فهم جماعة «ابعتلى أسَد أو كبّسوا كبّسوا»، أصحاب الفيديوهات غير الأخلاقية التى تشوّه صورة مصر والمصريين.



 

ووفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية؛ فإن تأثير وسائل التواصل الاجتماعى على الصحة العقلية للشباب قد يتأثر بكيفية استخدامها، أكثر من مقدار الوقت الذى يقضونه فيها، وأظهرت النتائج أن المستخدمين الذين يتفاعلون بشكل مدروس على مواقع التواصل وأيضًا من امتنعوا عن استخدامها تمامًا؛ أصبحت صحتهم العقلية أفضل بكثير وأصبحت فرصة تعرضهم لأعراض للاكتئاب وأعراض القلق أقل.

وتَقدم عددٌ من أعضاء مجلس النواب بطلبات إحاطة لإغلاق تطبيق «تيك توك» فى مصر، وذلك ليس فى مصر فقط؛ بل هو أمْرٌ حدث بالفعل فى 19 دولة حول العالم، منهم على سبيل المثال أستراليا؛ حيث أقر مجلس النواب الأسترالى مشروع قانون يحظر على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا استخدام وسائل التواصل الاجتماعى على أن يتولى مجلس الشيوخ إقرار هذا القانون الأول من نوعه عالميًا بشكل نهائى، وحظى مشروع القانون فى أستراليا بدعم كبير من الأحزاب الكبرى لديهم، وينص على تحميل المنصات المسئولية القانونية مع إمكانية فرض غرامات تصل إلى 50 مليون دولار أسترالى، أى 33 مليون دولار أمريكى، وذلك فى حالة الفشل المنهجى فى منع الأطفال من امتلاك حسابات.

وكان الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لدينا فى مصر قد نفى إغلاق أو حظر تطبيق «تيك توك» لدينا فى مصر ولكنه سيقر ضوابط جديدة لمحتوى الحسابات على المنصة.

ويقول النائب عصام دياب، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إنه تَقدم بطلب إحاطة موجهًا إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ وذلك لحجب تطبيق «تيك توك» فى مصر.

وتابع «دياب»: إن محتوى الفيديوهات والريلز التى تنشر على الـ«تيك توك»، مخالف لجميع الأعراف والعادات والتقاليد المصرية ويهدم الهوية المصرية ويظهر السيدة المصرية بشكل غير لائق، ويساعد فى هدم القيم المصرية ونشر قيم أخرى هى الأكثر خطورة على مجتمعنا الشرقى وطبيعته المحافظة.

عدد مستخدمى منصة الـ«تيك توك» يصل إلى 32 مليون مستخدم 

يقول النائب عصام دياب، إن حسب آخر الإحصائيات الرسمية، وصل عدد مستخدمى منصة الـ«تيك توك» إلى 32 مليون مستخدم مصرى، أغلبهم من الشباب والمراهقين، وهو رقم ليس بقليل، والمقصود هو هدم أفكارهم لأن «بالشباب تُبنَى الأوطان».

وتابع: يجب أن يكون هناك فرقٌ بين محتوى الأطفال ومحتوى الكبار مثل «يوتيوب» مثلًا؛ لأن «تيك توك» كل شىء يظهر أمام الأطفال، وتلك كارثة بالطبع، وهناك 19 دولة مختلفة قد اتخذت قرار حجب منصة الـ«تيك توك»؛ لمخالفتها القوانين والمعايير الأخلاقية السياسية والمالية والمجتمعية.

و يقول «دياب»: إن تطبيق «تيك توك» ساعد على ظهور نوع جديد من ضخ رءوس الأموال غير معروفة المصدر، وفتْح سوق موازية للأموال المشبوهة ليس لها أى ضوابط أو قوانين تراقب حركة الأموال بين المستخدمين والممثلين، وهو أمر يهدد الأمن القومى المصرى، ساعد فى ظهور رواج كبير لفئة جديدة اتخذت الـ«تيك توك» كمَصدر أساسى للدخل، وهدفها تحقيق المشاهدات وجذب المتابعين حتى لو على حساب سمعته أو دخوله إلى السجن، وأصبح يوجد نوع جديد من الاتجار بالبشر، والذى سُمى بالوكالات، وأرى أن مَهما قامت الأسرة بتربية الأبناء أفضل تربية للأسف هناك تهديد مستمر لهدم تلك التربية وأصبحت العوامل الخارجية أشد؛ لأن الأسرة أحد أركان منظومة المجتمع، لكن ليست كل أركانها، لذلك يجب يكون هناك تكاتف بين الدولة والأسرة حتى لا يوجّه أحد الشباب ضد البلاد ويجعل هدفهم المال فقط.

ومن جهة أخرى يقول د.محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات: إن العيب ليس فى الأداة أو التطبيق؛ بل العيب فى الإنسان نفسه وسعيه خلف الشهرة الزائفة وتحوَّل الأمر بأنه أصبح يحقق ربحًا سريعًا، وهو شىء مغرى لبعض الناس بالطبع، فالمشكلة ليست «تيك توك» بالمَرَّة؛ بل هذا النوع من الفكر والأفعال والسلوك ومحاولة أن يصبح التطبيق مصدر دخل الفرد وبالتالى يجرى الناس خلف التريند والريتش والمتابعين حتى تحقق لهم أكبر ربح ممكن، لذلك أصبحنا نشاهد كل ما هو شاذ وكل ما هو غريب وكل ما هو خارج نطاق المنطق والمجتمع.

وتابع «عزام»: إن هذا الموضوع منتشر الآن فى مصر وفى كل العالم، والـ19 دولة لم تمنع تمامًا ولكنها قدمت مقترحا بهذا الموضوع؛ لأن فكرة المنع فى عالم الإنترنت شىء مستحيل، فالناس حتى إذا منعته تستطيع أن تدخل على التطبيق من متصفح متخفى أو ما يُطلق عليها شبكة افتراضية وتوصل عن طريقه، لذلك المنع فى عالم الإنترنت أصبح شيئًا مستحيلاً وشيئًا غير قابل للتطبيق وتطبيقها مكلف جدًا جدًا، وإذا اليوم قمت بمنع تطبيق معين؛ غدًا سيصل إلى تطبيقات أخرى وأمور أخرى، فالمنع ليس هو المشكلة لأن العالم مفتوح.

ويقول د.محمد عزام: إن الولايات المتحدة وكندا وبعض دول الاتحاد الأوروبى قررت ألّا تقوم بتنزيل «تيك توك» على أجهزة رسمية نتيجة أنه منصة صينية، وذلك نتيجة التخوف أن المعلومات على الجهاز تعرفها الصين وهذا شىء آخر، ولكن مثلاً يستخدمه زعماء حول العالم مثل ترامب وغيره وأيضًا تستخدمه القنوات الإخبارية لدينا والأطباء وكل المهن تقريبًا، لكن المنع ليس حلاً عمليًا، أى أداة أو منصة أستطيع أن أستخدمها فى شئىء جيد ومفيد أو العكس، فالتطبيق ليس المشكلة ولكن فى كيفية استخدامه، المشكلة فى فكر الناس، والسعى إلى الشهرة الزائفة أصبح من السهل عرض حياته الشخصية للكل بغرض التريند. فالتكنولوجيا لها جوانب إيجابية، وفكرة عدم التعامل مع تلك الأدوات هى فكرة تنتمى إلى زمن غير موجود، يجب التعامل معها ويجب توعية الإنسان بكيفية استخدامها بشكل صحيح دون أن يسبب ضررًا لنفسه ولمَن حوله أو يخالف الأخلاق أو القانون.

ويقول د.محمد عزام خبير تكنولوجيا المعلومات: بالنسبة لفكرة حجب تطبيق «تيك توك» بسبب الأطفال؛ أرى أنه يجب أن يكون هناك نوع من أنواع الحوار، وتلك هى مسئولية الأب والأم والأخ الأكبر والجامع والكنيسة والمؤسَّسات كلها؛ لأن هذا الجيل هو جيل مختلف تمامًا وتوجد حوله تكنولوجيا لا أستطيع أن أقول له فى هذا العصر ابتعد عن هذا التطبيق أو غيره تمامًا؛ لأنه سيتركنى وسيذهب يشاهد ويستخدمه فى المَدرسة أو مع الأصدقاء، لذلك يجب التوعية ومعرفة كيفية التعامل وإقناع الأطفال والمراهقين ونعرّفهم أن الإنترنت هو مفيد جدًا بالفعل ومَصدر للمعرفة ومَصدر للأخبار وسيفيدك فى أمور عديدة ولكن احذر أنه يوجد فيه أيضًا عالم خطر جدًا ويوجد فيه أمور سيئة ممكن أن تظهر أمامك ومن الممكن أن تتعرض لسرقة بيانات وغيرها من المشاكل الحقيقية.