الفت سعد
أحلف بسماها.. شبح الفشل يخيم على cop29
تنعقد قمة المناخ cop29 فى أذربيجان فى أسوأ مرحلة يمر بها العالم، وكأنه لم يكفنا تدمير البيئة بالصناعات الملوثة والاستمرار فى الاعتماد على البترول والغاز لكن أيضا الإصرار على فناء الكرة الأرضية بالتوسع فى الحروب واستخدام أخطر الأسلحة التى سيستمر تأثيرها على البيئة عشرات العقود.. الشرق الأوسط هو الضحية الأولى والأكبر لصراعات القوى الدولية فى غزة ولبنان وسوريا والعراق أو الحروب الأهلية مثلما يحدث فى السوادن، هذا بخلاف حرب روسيا وأوكرانيا.
داخل أروقة قمة المناخ بأذربيجان، شعور خفى بالتشاؤم يخيم على ممثلى الدول ومنظمات المجتمع المدنى بعد ما أثير حول احتمال انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس استناداً إلى تصريح دونالد ترامب الدائم بأن الطاقة المستدامة تضعف الاقتصاد الأمريكى لأنها تزيد من تكاليف إنتاج السلع الأمريكية أمام السلع العالمية الأخرى.. احتمال انسحاب أمريكا من التزاماتها قد يشجع الدول الصناعية الكبرى السير على خطاها ليتعرض قرار تمويل المناخ إلى انتكاسة كبيرة، ليتوقف دعم البلاد المضارة من الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحرارى.. ومع ذلك يلهث الأعضاء سعياً للحصول على موافقة موثقة مرفقة بآليات تمويل المناخ الذى أقر فى باريس لتبدو بارقة أمل بإصدار بنوك التنمية المتعددة الأطراف فى باكو بيانا مشتركا حددت فيه حجم مسانداتها المشروعات المناخية ليصل حجم التمويل للبلدان المنخفضة والمتوسط الدخل 120 مليار دولار بحلول 2030 منها 42 مليارا لمشروعات التكيف.
وفى محاولة لإنقاذ قمة المناخ أطلقت الأمم المتحدة والبرازيل على هامش قمة مجموعة العشرين المبادرة الدولية لنزاهة المعلومات حول تغير لتعزيز الأبحاث وجهود التصدى للتضليل الذى يهدف إلى تأخير وتقويض العمل المناخ وحتى كتابة المقال أكدت تشيلى، الدانمارك، فرنسا، المغرب، المملكة المتحدة والسويد مشاركتها فى المبادرة.. جاء ذلك متزامناً مع محاولة زعماء العالم فى قمة العشرين تعزيز الاستجابة بشكل إجماعى لتغير المناخ قبل تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث دعوا فى بيان مشترك إلى زيادة التمويل المناخى من مليارات إلى تريليونات من جميع المصادر لمواجهة ارتفاع درجة حرارة الأرض.. وحث مفاوضو مؤتمر المناخ على التوصل إلى اتفاق بشأن مقدار الأموال التى يتعين على الدول الغنية تقديمها للدول الفقيرة.
جهود مصر خلال مؤتمر المناخ الأيام الماضية اتسمت بالنشاط الفعال حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء على جهود مصر لتسريع التحول فى مجال الطاقة وتنفيذ الهدف الطموح للوصول بنسبة 42 ٪ من الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة بحلول 2030.. وأهم ما نوه عنه مدبولى أمام الرؤساء وممثلى الدول أنه بسبب الدعم المحدود الذى تلقته مصر لم يتم تحقيق التحسينات المطلوبة للشبكة الكهربائية وبالتالى فإن تحقيق المساهمات المحددة وطنياً معرض للخطر وبدون الدعم المطلوب للدول النامية لتنفيذ المساهمات ستظل هذه الأهداف على الورق ولن تتحقق.
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة التى تقود المفاوضات المصرية فى cop29 تسعى مع ممثلى الدول لوضع الهدف الجديد لتمويل المناخ بشكل يلبى احتياجات وأولويات الدول النامية ويوفى التزامات الدول المتقدمة.. فهى تتولى القيادة المشتركة مع وزير البيئة الاسترالى فى تسيير مفاوضات الهدف الجمعى الجديد لتمويل المناخ.