الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها.. ما بين أكتوبر 73 وأكتوبر 23، 24

أحلف بسماها.. ما بين أكتوبر 73 وأكتوبر 23، 24

ما بين أكتوبر 1973، وأكتوبر 2023 تاريخ ملىء بالأحداث تأرجحت خلاله أنغام السلام وطبول الحرب.. فى 73 فرضت مصر إرادتها على المحتل الصهيونى بالعبور العظيم وحطمت خط بارليف المنيع واندفع جيشها العظيم بقوة وعزيمة خير أجناد الأرض لخوض معركة النصر لاسترداد أرض سيناء ولولا أحدث أسلحة أمريكا التى أرسلت للمحتل الإسرائيلى لاستطاع الجيش المصرى القضاء على العدو وتحرير كل سيناء، وجاءت اتفاقيات السلام وكامب ديفيد شرطاً لعودة سيناء كاملة ثم مفاوضات تضمن الحكم الذاتى للفلسطينيين تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية.



عن حرب أكتوبر المجيدة لم يكن مصادفة فى فبراير الماضى كشف وزارة الدفاع المصرية وثائق نادرة تم نشرها وكانت بخط اليد عن خطة العبور ومذكرات قادة جبهة القتال ومجابهة الثغرة.. وأظن أن اختيار هذا التوقيت جاء بعد عملية طوفان الأقصى وازدياد أعمال المقاومة ضد إسرائيل فى جنوب لبنان واليمن وعند حدود سوريا والعراق كرد فعل ضد وحشية الصهاينة لإبادة الشعب الفلسطينى فى غزة.. وأن الهدف من نشر الوثائق إطلاع المصريين والشعوب العربية عن مدى قوة وصمود الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 73 مع الإعلان بشكل دائم عن تنامى القدرات العسكرية المصرية أمام جموح الإسرائليين لفرض شرق أوسط جديد بعد فشل إيقاع مصر فى يناير 2011.

ركزت الوثائق الحربية على عملية جرانيت 2 المعدلة وتضمنت استراتيجية هجومية على الأهداف العسكرية الإسرائيلية فى سيناء والبحر الأحمر، كما أوضحت أعمال الخداع الاستراتيجى لحرب تحرير الأراضى المحتلة فى مصر وسوريا.. كما تطرقت الوثائق إلى الضربة الجوية الأولى والتمهيد النيرانى حتى عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف ثم إسقاط المواقع الإسرائيلية.. أيضا تم الكشف التفصيلى عن العمليات العسكرية خلال المعركة وتفاصيل الهجوم المضاد فيما يسمى بثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس، وكيف أشارت الوثائق إلى اعتراف إسرائيل بأن الثغرة محاولة مخففة لتقليص حجم الانتصار المصرى وحفظ كرامتها التى سقطت رغم الدعم الأمريكى، قدرت الوثائق خسائر إسرائيل فى حرب أكتوبر بـ5 آلاف قتيل، 12 ألف جريح، إسقاط 270 طائرة تمثل نصف طائراتها، 36 قطعة بحرية تمثل ثلث أسطولها، 900 دبابة.. شددت الوثائق بأن الخسائر المصرية فى الأرواح والمعدات لا تقارن إطلاقا بخسائر إسرائيل.

نحن الآن أمام أشكال من المواجهات الحادة تستلزم أخذ جميع الاحتياطات لأننا أمام عدو لم يلتزم بمعاهدات السلام وقوى أخرى إقليمية تريد الهيمنة على المنطقة.. فكيف تتعامل مع هذا وذاك، تلك هى المعضلة.. لأن الصراع فى الشرق الأوسط أصبح على أشده، والأعداء محاطون بالمنطقة من كل جانب.. لذلك مصر مستعدة منذ زمن. ما زلت أذكر جيداً فى إحدى الاحتفالات العسكرية بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بسنوات قليلة حديث مع أحد الضباط وكان برتبة رائد قال لى «لم ولن ننسى أطماع إسرائيل رغم السلام القائم لذلك نحن دائما مستعدون إما سلمًا أو حربًا».