السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حصة مصر لم تتأثر وما حدث تبادل مراكز استثمارية القصــة الكاملـــة لصفقـــة استحواذ «أنجلو جولد» على منجم السكرى

يعد منجم السكرى الواقع فى قلب الصحراء الشرقية المصرية، واحدًا من أهم روافد الاقتصاد المصرى، وأحد أبرز مناجم الذهب فى المنطقة، ويشكل شاهدا على أهمية مصر كأرض غنية بالثروات المعدنية.



وتسعى مصر لتطوير قطاع التعدين بهدف زيادة مساهمته فى الناتج المحلى الإجمالى إلى حوالى 5 % خلال العقدين المقبلين، مقارنة مع نحو 0.5 % فى الوقت الراهن.

 

 الاستحواذ على سنتامين

ومنذ أيام تم الإعلان عن استحواذ شركة أنجلو جولد أشانتى الجنوب إفريقية، على شركة سنتامين المالكة لمنجم السكرى بالشراكة مع مصر، فى صفقة بلغت قيمتها 2.5 مليار دولار، لتحصل بموجب الصفقة على حق إدارة المنجم وتشغيله.

جاءت الصفقة بعد عدة تقارير أشارت إلى تعرض شركة سنتامين لأزمة ناتجة عن تخارج شركة راند جولد واندماجها مع باريك جولد، بالإضافة إلى تخارج عدد من شركات تعدين الذهب الروسية بعد غزو أوكرانيا، وذلك وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

ومع إتمام صفقة الاستحواذ على سنتامين، ترتفع القدرات الإنتاجية لشركة أنجلو جولد إلى نحو 3 ملايين أوقية سنويًا، تضعها فى المركز الرابع عالميًا بقائمة أكبر الشركات المنتجة للذهب.

 

 حجم إنتاج المنجم

تشير آخر التقارير الصادرة فى أغسطس الماضى إلى أن إجمالى إنتاج منجم السكرى بلغ 5.8 مليون أوقية منذ بدء الإنتاج فى 2010.

ويبعد منجم السكرى نحو 30 كيلومترًا عن مدينة مرسى علم، وتبلغ احتياطيات منجم السكرى 5.8 مليون أوقية تكفى لمواصلة الإنتاج لمدة 13 عامًا.

وانخفض إنتاج منجم السكرى إلى 104.82 ألف أوقية خلال الفترة من يناير إلى نهاية مارس 2024، مقابل 105.87 ألف أوقية فى الربع الأول من العام الماضى، و128.12 ألف أوقية فى الربع الأخير من 2023.

وكان إجمالى إنتاج المنجم قد ارتفع العام الماضى إلى 450.05 ألف أوقية، مقابل 440.97 ألف أوقية خلال العام السابق له، بعد تراجعه الملحوظ فى عام 2021 إلى 415.37 ألف أوقية، مقابل 452.32 ألف أوقية فى 2020.

 

خلط الحقائق

وتعليقًا على صفقة الاستحواذ، قال أحمد الراجحى، خبير التعدين والاقتصاد، إن الكثير مما نشر بوسائل التواصل الاجتماعى بعد الصفقة يعبر عن خلط للحقائق وجهل بمثل هذا النوع من الصفقات، مشيرًا إلى أن ذلك قد يكون متعمدًا رغبة فى ركوب التريند، أو لتصفية حسابات سياسية.

وأوضح لـ«روزاليوسف» أن ما حدث هو استحواذ أنجلو جولد أشانتى على أسهم سنتامين التى أسسها الجيولوجى سامى الراجحى فى أستراليا بداية السبعينيات من القرن الماضى، ما يعنى أن المساهمين فى سنتامين أصبحوا مساهمين فى كيان جديد أكبر هو أنجلو جولد أشانتى.

وأضاف ساخرا أن البعض علق على الخبر قائلًا: «كانت الحكومة عملت اكتتاب والشعب يشترى المنجم بدلًا من استحواذ الخواجات عليه»، وهو ما ينم عن جهل شديد لأن المنجم امتياز لشركة وغير قابل للبيع كأصل، وما حدث أن الاستحواذ حدث فى صفقة تبادل أسهم بالإضافة إلى علاوة نقدية للمساهمين، والحكومة المصرية ليست طرفا ولم تتأثر حصتها فى المنجم.

 تحولات الملكية

وقال د. أحمد سلطان، رئيس لجنة الطاقة بنقابة المهندسين، إن منجم السكرى يعتبر أحد أهم المعالم التعدينية فى مصر، ويعد ضمن أكبر المناجم فى العالم، ويقع فى منطقة جبل السكرى، وتديره شركة السكرى لمناجم الذهب، باعتبارها الشركة القائمة بالعمليات، وفقًا لأحكام اتفاقيات الامتياز.

وأشار إلى أنه بعد أيام من الشد والجذب والشائعات حول بيع المنجم، كشفت الحكومة المصرية عن أن الصفقة ليس لها أى تأثير على حقوق الدولة المصرية وإيراداتها، وتظل أحكام اتفاق الالتزام الصادر بموجب القانون رقم 222 لعام 1994 سارية بجميع بنودها، وهى التى تحكم العلاقة بين المساهمين (الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والشركة الفرعونية).

وتجدر الإشارة إلى أنه سبق أن سعى العديد من المستثمرين للاستحواذ على منجم السكرى فى أوقات سابقة، لكن تلك المحاولات المتكررة لم يكتب لها النجاح لعدة أسباب، منها أن شركة سنتامين كانت لا تزال ترى أن بإمكانها تحقيق المزيد من الأرباح بتكلفة استثمارية وتشغيلية جيدة.

وأضاف أن موافقة سنتامين على صفقة الاستحواذ تعنى أنها تبحث عن إمكانية ضخ استثمارات جديدة بمناطق بحث واستكشاف بأسواق أخرى، علاوة على ذلك فقد حققت بالفعل خطتها الاستثمارية طيلة السنوات الماضية، ما جعلها مُنفتحة على إتمام صفقة الاستحواذ.

 أسعار الذهب 

تأتى صفقة الاستحواذ فى وقت تشهد فيه أسعار الذهب العالمية قفزة ضخمة، تدفع العديد من الشركات المنتجة للتوسع فى عملياتها الاستكشافية والإنتاجية.

وكانت أنجلو جولد أشانتى قد وافقت على الاستحواذ على سنتامين فى صفقة تقدر قيمتها بحوالى 2.5 مليار دولار، ما يمنح مساهميها حوالى 83.6 % من الشركة المدمجة، بينما سيمتلك حاملو سنتامين النسبة المتبقية البالغة حوالى 16.4 %، وفيما يتعلق بالجدل بشأن وجود جنسيات مختلفة ضمن حاملى أسهم أنجلو جولد، فإن سنتامين نفسها شركة أسترالية، ويحق لها ضم مساهمين من جنسيات مختلفة.

وبدأت شركة أنجلو جولد أشانتى منذ عدة أشهر فى مفاوضات الاستحواذ على شركة سنتامين المُشغل لمنجم السكرى، ولا تمنع اتفاقية استغلال منجم السكرى تنازل أو دمج للشركة صاحبة حق الامتياز بالمشروع.

وتعليقًا على صفقة الاستحواذ قال يوكين تيلك، رئيس مجلس إدارة أنجلو جولد، إنها مناسبة للغاية وتوفر إمكانات جيولوجية تتمتع الشركة بمكانة جيدة لتطويرها. ولفت إلى أن الشركة التى تتخذ من دنفر بولاية كولورادو الأمريكية مقرًا لها، والمدرجة فى بورصة نيويورك للأوراق المالية، تتوقع أن تزيد الصفقة من التدفق النقدى الحر للسهم فى أول عام كامل بعد اكتمالها. كما تتوقع أن يؤدى إضافة منجم السكرى إلى خفض تكاليف الوحدة النقدية، وتكاليف الاستدامة الشاملة للمجموعة المدمجة.