الثلاثاء 17 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. تجميل المناطق الأثرية بعين شمس

أحلف بسماها .. تجميل المناطق الأثرية بعين شمس

لم تقتصر خطط المدن والمراكز فى جميع محافظات مصر على إنشاء شبكة عظيمة من الطرق والكبارى فى الشوارع والمداخل الرئيسية فقط، لكنها امتدت إلى الشوارع الجانبية فى معظم الأحياء وكم من حى تبدلت الصورة به حيث تيسر النقل داخله نتيجة توسعة ورصف الشوارع وتنظيم حركة السير بها.. والمعروف أن الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية فى أشد الاحتياج إلى إعادة تجديد جميع مرافقها سواء البنية التحتية من مواسير الشرب والصرف والكهرباء أو البنية الفوقية من شوارع ونظافة وتجميل.



أحياء عين شمس والمطرية من أهم الأحياء التى وضعتها محافظة القاهرة ضمن خطة التطوير، وللحق هناك جهود كبيرة لرفع الإشغالات وزيادة الرقعة الخضراء، لكن هناك مشاكل تستلزم سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة دون انتظار برنامج التطوير الزمنى والمكانى.

خلال السنوات الماضية تم الإعلان عن عدد من الاكتشافات الأثرية فى مناطق مختلفة من عين شمس والمطرية وهناك علامات تشير لوجود آثار أخرى.. تلك الاكتشافات كانت فى أراض خالية وأخرى كانت أسفل مبانى سكنية، وقد تم استخراج المجموعات الأثرية فى ظل احتفالات شاركت فيها وفود الهيئات الأثرية العالمية والمحلية والإعلام والمحليات.. وبعد الانتهاء من انتشال الآثار تترك الأرض المحفورة ولا تعود إلى مالكها ولا تتم المحافظة عليها كمكان أثرى وتاريخى.. المشكلة هنا أن المساحة المستخرج منها الآثار تتحول إلى مقلب قمامة ومرتع للحيوانات الضالة من كلاب وقطط وعرس.. وللأسف إذا كان بعض السكان أو أصحاب المحلات غير الملتزمين هم الذين يلقون بالمخلفات من كل نوع فى تلك الأراضى فإن ذلك يرجع إلى عدم محافظة المحليات أو هيئة الآثار المسئولة على المكان.

آخر الاكتشافات الأثرية منذ 4 سنوات تقريبًا فى شارع عبدالحميد عثمان امتداد طريق منشية التحرير الذى يعد من الطرق الرئيسية فى عين شمس حيث عثرت بعثة أثرية على كتل حجرية من الجرانيت من عصر الملك خوفو بمعبد الشمس، بالإضافة إلى أساسات فناء المعبد الذى يعود لعصر الدولة الحديثة وعدد من التماثيل والمذابح التى تقدم عليها القرابين، وتم الكشف عن عدد من الطبقات الأثرية من العصر القديم وأجزاء من تماثيل للملوك امنمحات الثانى وسنوسرت الثالث.. كشف عظيم لكنه كان وبالًا على سكان المنطقة فقد أصبحت الأرض منطقة أثرية ومازالت على جوانبها السفلى بقايا جدران المعبد القديم، ولم تحاط بسياج أو يتم الحفاظ عليها بحراسة حتى تحولت إلى خرابة كبيرة تحوى أطنان من القمامة تسببت فى روائح كريهة لا يتحملها بشر، وسكنها فلول من الكلاب والقطط والفئران وحشرات على كل لون ونوع، ومع ذلك يذهب إليها بعض الخارجين على القانون فى الأوقات المتأخرة من الليل لنبش جدران المساحة المحفورة أملا فى العثور على أى قطعة أثرية، ولا أحد يستطيع التصدى لهم.. ولأن المنطقة مأهولة بالسكان تعرض عشرات الأطفال للعقر من الكلاب الضالة المتناثرة داخل وحول الأرض الأثرية حتى أصبح الجميع يبتعد عن السير بالقرب منها.. مئات الشكاوى للحى الذى تعاقب عليه أكثر من رئيس وشكاوى لهيئة الآثار المسئولة عن الأرض وأخرى للبيئة، ولا حياة لمن تنادى!

إذا كانت الحكومة مشكورة قد أحدثت نقلة هائلة فى مجال الطرق وتجديد جميع الأحياء إلا أن المناطق الأثرية المكتشفة بعين شمس تحتاج إلى رعاية سريعة حتى تكتمل الجهود التى تقوم بها الدولة، ولتتحول المساحات الأثرية إلى حديقة تاريخية تشير إلى الاكتشاف الأثرى وتكون منفذًا جماليًا لسكان المنطقة.