السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
القانون الدولى  بين الأسرى الإسرائيليين  والأسرى الفلسطينيين

القانون الدولى بين الأسرى الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين

«هكذا تبدو الفتاة التى ظلت فى الأسر لمدة تسعة أشهر؟ انظروا إلى حاجبيها، إنهما يبدوان أفضل من حواجبى! بشرتها! أظافرها! ما هذا؟ هذا ما يُقتل من أجله النساء والأطفال الأبرياء؟»، هذا ما كتبته المذيعة الإسرائيلية «لما طاطور» على صفحتها فى انستجرام، بعد أن لاحظت أن الأسيرة «نوعى أرغامنى»، وهى واحدة من الأسرى الأربع الذين تم تحريرهم من أسر المقاومة الفلسطينية مؤخرا كانت عند ظهورها أمام الكاميرات فى أحسن حال، ولهذا تعجبت «لما» من وضع الأسيرة المريح الذى يسمح لها بالتزين خلال احتجازها، واستنكرت فى الوقت نفسه المجزرة التى ارتكبت فى مخيم النصيرات بزعم تحرير هؤلاء الأسرى والتى أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال الأبرياء، وفور كتابتها هذا التعليق تم طردها من القناة 12 فى التليفزيون الاسرائيلى الذى تقدم عبر شاشتها برنامجًا ثقافيًا باللغة العربية، ملاحظة المذيعة التى أغضبت الإسرائيليين وهاجموها بسببها تكشف كيف تتعامل المقاومة مع الأسرى الإسرائيليين فى مقابل المعاملة الوحشية والهمجية من السلطات الإسرائيلية للأسرى الفلسطينيين وهو ملف يجب أن يفتح ويتم التحقيق فيه، فكل الأسرى الإسرائيليين الذى تم الإفراج عنهم أكدوا على حسن معاملتهم وبقواعد ربما أفضل مما نصت عليه الاتفاقيات الدولية لمعاملة الأسرى، وقد سبق أن امتدحت الأسيرة الإسرائيلية «اجام جودلشتاين الوج» التى أطلق سراحها ضمن صفقة تبادل مع المقاومة فى نوفمبر الماضى المعاملة التى تلقتها من حراسها فى غزة ما عرضها لهجوم من الإسرائيليين الذين أرسلوا رسائل لها تقول «من المؤسف انك عدت»، وكانت آجام قد أبدت إعجابها فى لقاء تليفزيونى باحترام حراسها الفلسطينيين للمرأة، وقالت أنها قضت وقتا سهلا فى الأسر، ولم يكن هذا هو الاعتراف الوحيد بحسن تعامل المقاومة مع أسراهم فهناك مشاهد نقلتها كاميرات الفضائيات تؤكد ذلك مثل صورة الطفلة الإسرائيلية الصغيرة التى كانت تبتسم وتلوح لرجل من المقاومة خلال عملية تبادل الأسرى، وهو ما وصفته وسائل إعلام أنه بقدر ما كانت الطفلة تبدو سعيدة بالإفراج عنها إلا أنها كانت حريصة على التعبير عن رضاها بالمعاملة التى تلقتها، وفى المرتين التى تم فيهما تبادل الأسرى بدا الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم أمام الكاميرات بصحة جيدة ويرتدون ملابس مرتبة، وظهرت فتيات وسيدات يبتسمن لرجال المقاومة ويلوحن لهم بود، كما بثت فضائيات مشهدا لأحد عناصر المقاومة وهو يحمل سيدة مسنة بحنان ملحوظ إلى أن أجلسها على كرسى داخل سيارة، ومشهدا لزميل آخر له وهو يتعامل برفق مع طفل صغير كان يرتدى ثيابا زاهية ونظيفة.



ولم يكن من الممكن أن تدعى إسرائيل أمام هذه الصور واللقطات أن هؤلاء الأسرى تعرضوا لمعاملة قاسية نفسيا أو جسديا، بعد أن تكشفت أكاذيبها التى حاولت الترويج لها بأن الرجال منهم يتعرضون للتعذيب والنساء للاغتصاب، ولذلك اعترفت إسرائيل أن الأسرى الذين أفرج عنهم عادوا فى وضعية صحية جيدة وفى ظروف نفسية طبيعية، وكانت كل شهادات الأسرى تؤكد ذلك، ففى حديث نشرته جريدة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، قالت إحدى الفتيات أن جدتها عادت من غزة «جميلة ومشرقة»، وفى شهادة أخرى، قال قريب لإحدى الأسيرات «لحسن الحظ، لم يتعرضوا لأى تجارب غير سارة أثناء أسرهم، بل تمت معاملتهم بطريقة إنسانية، وخلافا لمخاوفنا لم يواجهوا القصص المروعة التى تخيلناها، وكان يتابعون الراديو والتليفزيون، حيث سمعوا الأخبار من إسرائيل» واعترفت أسيرة أخرى قائلة «كانوا ودودين معنا وعالجوا رجلا كان مصابا فى حادث دراجة، وكان هناك ممرض يعتنى به ويعطيه الأدوية والمضادات الحيوية»، كل هذا ينفى عن المقاومة تهمة الإرهاب التى يحاولون إلصاقها بها، ولكن فى فى المقابل، عانى الأسرى الفلسطينيون من معاملة غير إنسانية فى السجون الإسرائيلية، وتعرضوا للاعتداء عليهم سواء كانوا رجالا أو نساء بالركل والضرب المبرح والحرمان من النوم والطعام والدواء والتهديد باعتقال العائلات، وتعمّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلى إذلالهم وأهانتهم، وحكى أحد الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل لوسائل الإعلام «أن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على ساقه التى بُترت أثناء فترة الاحتجاز»، كما انتشرت صورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعى لرجال فى غزة أجبروا على خلع ملابسهم باستثناء الملابس الداخلية، والركوع فى الشارع، وتعمية أعينهم قبل أن يتم وضعهم فى مركبات عسكرية، هذا هو الفارق فى المعاملة بين الأسرى الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين، وبين قيم المقاومة الفلسطينية وقيم المجرمين الصهاينة الذين انتهكوا كل قواعد القانون الدولى فى التعامل مع الأسرى، وهو أمر يجب ألا نتقاعس فى التنديد به وكشفه لكل شعوب العالم.