الإثنين 24 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ضمير العالم يستيقظ بعد 8 أشهر أخيرًا.. إسرائيل منظمة إرهابية

بعد أشهر من الحرب المستمرة فى قطاع غزة، قررت الأمم المتحدة إدراج إسرائيل على قائمة العار التى تضم دولا ومنظمات تنتهك حقوق الأطفال وتتسبب بمقتلهم وسط تنديد وغضب إسرائيلى وترحيب فلسطينى؛ وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ملحق الدفاع الإسرائيلى فى الولايات المتحدة، اللواء هيدى سيلبرمان، أنه قرر أخيرا إدراج إسرائيل فى القائمة السوداء للدول والمنظمات التى تلحق الأذى بالأطفال فى مناطق النزاع، إلى جانب تنظيمات داعش والقاعدة وبوكو حرام. 



أدت الحرب على غزة إلى مقتل أكثر من 15 ألف طفل فلسطينى؛ وسقطت أكذوبة الجيش الأكثر أخلاقية الذى يحافظ على حقوق الإنسان والطفل والذى صدعتنا به إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة.

ووفقا لتقرير على قناة الأخبار 13 فإن كل مساعى إسرائيل لإقناع جوتيريش بتجنب هذه الخطوة باءت بالفشل، وستظهر إسرائيل فى القائمة السوداء التى ستنشر الأسبوع المقبل ضمن تقرير سيتم توزيعه على أعضاء مجلس الأمن، وستجرى مناقشة التقرير فى 26 يونيو. وفى بداية الشهر الماضى كشف موقع واينت ويديعوت أحرونوت عن وجود خوف حقيقى فى إسرائيل من هذه الخطوة، بعد التصريحات العديدة التى أطلقها جوتيريش ضد إسرائيل. وتقول مصادر مختلفة مطلعة على الأمر، إن الأمين العام الحالى يكره إسرائيل ولم يعد من الممكن التأثير عليه. وأعربت إسرائيل عن قلقها من أن هذه الخطوة قد تؤدى إلى فرض حظر على الأسلحة ضدها. هذا التقرير، الذى ينشر مرة واحدة فى العام ويغطى العام السابق، كتبه مبعوث الأمم المتحدة للأطفال ومناطق الحرب، ڤيرجينيا جامبا. سيغطى التقرير الحالى عام 2023 بأكمله، حيث شهد الربع الأخير قفزة فى البيانات بسبب أحداث 7 أكتوبر. فى العام الماضى، كانت الدول المدرجة فى القائمة السوداء تشمل أفغانستان وكولومبيا والكونغو والعراق ومالى وميانمار والصومال والسودان واليمن وسوريا، بالإضافة إلى المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش والشباب وبوكو حرام. التغيير الدراماتيكى الذى حدث العام الماضى كان إدراج القوات المسلحة الروسية فى التقرير.

 

 

 

لن يذكر جوتيريش إسرائيل أو الجيش الإسرائيلى على وجه التحديد، بل سيشير إلى قوات الأمن الإسرائيلية. وستجد إسرائيل نفسها بصحبة دول غير ديمقراطية وستكون أول دولة تدخل فى التقرير الذى يستطلع مناطق الصراع فى جميع أنحاء العالم ويخصص حوالى صفحتين لإسرائيل. حتى هذا العام، كان هناك فصل فى التقرير مخصص لإسرائيل والفلسطينيين، لكن كما ذكرنا فإن إسرائيل لم تدخل بعد إلى القائمة السوداء، وعنوانها «الأطراف التى لم تتخذ الخطوات الكافية لتحسين حماية الأطفال». تعتمد البيانات الواردة فى التقرير على المنظمات الأممية والعوامل الميدانية، لكن المنظمة لا تتغذى على البيانات التى تقدمها الأطراف. وتنتقد إسرائيل العملية نظرا لأن أعدادها كبيرة على الجانب الفلسطينى. على أية حال، فإن عواقب الدخول إلى القائمة السوداء تشمل الإضرار بالصورة حيث يكتسب التقرير سمعة دولية كبيرة وسيتم الاستشهاد به فى جميع هيئات الأمم المتحدة، بما فى ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحاكم لاهاى. من الناحية العملية، بمجرد وضع أى دولة أو كيان على القائمة، تنتج تقارير مخصصة فيما يتعلق بهم، مما يعنى أن مكتب المبعوث الخاص سيعد تقارير مخصصة فيما يتعلق بإسرائيل، وسيتم تقديم التقارير فى وقت لاحق إلى مجلس الأمن.

وتتضمن المسودة التى تلقتها إسرائيل قبل عدة أشهر انتقادات عديدة، منها استخدام قنابل واسعة النطاق فى المناطق المحتلة، وفرض حصار شديد على غزة، ومهاجمة البنية التحتية الحيوية، ومحاولة تجنيد قاصرين كمخبرين، واستخدام الأطفال كدروع بشرية. ولكنها لم تتضمن أى ذكر لاستخدام حماس والجهاد الإسلامى للأطفال كدروع بشرية، ولا لإطلاق الصواريخ من المناطق السكنية. وتتوقع إسرائيل أن تشمل المسودة وصفا تفصيليا لانتهاكات حزب الله الخطيرة، بما فى ذلك الهجمات على المستشفيات والمدارس وإطلاق الصواريخ ضد السكان المدنيين. وقوبل قرار هيئة الأمم المتحدة بإدراج إسرائيل على القائمة السوداء للدول والمنظمات التى تلحق الأذى بالأطفال فى مناطق النزاع، بغضب من تل أبيب وتحذير من أنه يؤثر فى علاقتها بالمنظمة الدولية، فيما رحبت به السلطة الفلسطينية، واعتبرته خطوة فى الاتجاه الصحيح. وجاءت القائمة العالمية ضمن تقرير عن الأطفال والصراعات المسلحة تم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولى فى 14 يونيو، ويغطى التقرير أعمال قتل الأطفال، أو تشويههم، أو الاعتداء الجنسى عليهم، أو اختطافهم، أو تجنيدهم، ومنع وصول المساعدات، واستهداف المدارس والمستشفيات. وتشير بيانات الهيئات الصحية فى غزة إلى أن الحرب الإسرائيلية أودت بحياة 15 ألفا و517 طفلا فى القطاع، إلى جانب عشرات الأطفال فى الضفة الغربية منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر. وأعدت التقرير الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، ڤيرجينيا جامبا، وتضم القائمة قسمين، الأول للأطراف التى اتخذت إجراءات لحماية الأطفال، والثانى للأطراف التى لم تفعل ذلك، ومن بينها دول وتنظيمات مثل داعش والقاعدة. وأودى الهجوم الجوى والبرى والبحرى الإسرائيلى على قطاع غزة المحاصر بحياة أكثر من 36 ألف فلسطينى، معظمهم من النساء والأطفال بحسب أرقام السلطات الصحية الفلسطينية.

وفى رد فعل على قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى بيان، إن الأمم المتحدة أضافت نفسها إلى قائمة التاريخ السوداء، حين انضمت إلى من يدعمون القتلة من حماس. فيما وصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، القرار بأنه «مخزى» وحذر وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس من أن القرار يؤثر فى علاقات إسرائيل مع الأمم المتحدة. وأضاف، عبر منصة إكس: أشعر بصدمة واشمئزاز كاملين من هذا القرار المخزى للأمين العام؛ الجيش الإسرائيلى هو الجيش الأكثر أخلاقية فى العالم، ومن ثم لن يؤدى هذا القرار غير الأخلاقى إلا إلى مكافأة حركة حماس. واتهم وزير الخارجية الإسرائيلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بأنه يستند إلى بيانات غير موثوقة ومحرفة، وبأنه جزء من صناعة التقارير المحرفة والمتحيزة من منظمات مثل OCHA التى قللت مؤخرا فى يوم واحد عدد الضحايا من الأطفال والنساء فى حرب غزة إلى النصف دون أى تفسير، وتعتمد على بيانات وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وبينما أشار كاتس إلى أن إسرائيل ستكشف هذه التحريفات فى هذه التقارير للعالم، اعتبر أن خطوة جوتيريش ستكون لها عواقب على علاقات إسرائيل بالمنظمة الدولية. وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكرت أن مساعى إسرائيل لإقناع جوتيريش بتجنب هذه الخطوة باءت بالفشل، وستظهر تل أبيب فى القائمة السوداء التى ستنشر.

 

 

 

فى المقابل، رحبت السلطة الفلسطينية بالقرار، وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة: إن قرار وضع الجيش الإسرائيلى على قائمة مرتكبى الانتهاكات ضد الأطفال خطوة فى الاتجاه الصحيح لمحاسبة إسرائيل على جرائمها. وأضاف أنه كان يجب وضع دولة الاحتلال الإسرائيلى على هذه القائمة منذ فترة طويلة مع استمرارها فى ارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا فى قطاع غزة والضفة الغربية، مشددا على أن الوقت قد حان لوقف العدوان، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، فيما قال المندوب الفلسطينى الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن إسرائيل أفلتت من العقاب والمحاسبة على جرائمها ضد الأطفال الفلسطينيين لعقود طويلة، ما جعلها تتمادى فى استهداف أطفالنا وإلحاق الضرر بهم. وأضاف أن قرار جوتيريش هو خطوة فى الاتجاه الصحيح نحو إنهاء ثقافة ازدواجية المعايير والإفلات من العقاب. من جهته، قال لويس شاربونو من منظمة هيومن رايتس ووتش، تعليقا على قرار إدراج إسرائيل على القائمة هذا العام، إن هذا قرار مبرر تماما من قبل الأمين العام، حتى لو كان ينبغى أن يكون قد اتخذ منذ وقت طويل. وأضاف هذا شىء كنا نطالب به منذ فترة طويلة، مع إدراج حماس وجماعات مسلحة أخرى على القائمة. وذكر مصدر دبلوماسى للوكالة أن التقرير الجديد سيضم أيضا حركتى حماس والجهاد. والعام الماضى، كانت الدول المدرجة على القائمة السوداء للدول والمنظمات التى تلحق الأذى بالأطفال فى مناطق النزاع، تشمل أفغانستان، والكونغو، ومالى، وميانمار وغيرها، بالإضافة إلى تنظيمات متشددة مثل القاعدة، وداعش، وحركة الشباب، وبوكو حرام.

وعلى جانب آخر؛ حذر المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة من أن أكثر من 3500 طفل معرضون لخطر الموت فى القطاع؛ بسبب سياسات التجويع الإسرائيلية ونقص الغذاء والأدوية. وقال المكتب فى بيان أصبح أكثر من 3500 طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الموت التدريجى فى قطاع غزة بسبب اتباع الاحتلال الإسرائيلى لسياسات تجويع الأطفال ونقص الحليب والغذاء وانعدام المكملات الغذائية وحرمانهم من التطعيمات ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للأسبوع الرابع على التوالى وسط صمت دولى فظيع. وأضاف المكتب أن هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية بدرجة متقدمة أثرت فى بنية أجسادهم، وهو ما يعرضهم فعليا إلى خطر الإصابة بالأمراض المعدية التى تفتك بحياتهم، وتؤخر نموهم وتهدد بقاءهم على قيد الحياة، حيث بات هؤلاء يفتقرون إلى الوصول للخدمات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والمتابعة الطبية الدورية، كما أن حالاتهم تتفاقم وتزداد صعوبة فى ظل حرمانهم من التطعيمات والجرعات الدوائية المخصصة لهم فى بدء سنوات حياتهم. وأكدت حكومة غزة أن الأطفال يحتاجون إلى معالجة جذرية وفورية لكل الأزمات التى يتعرضون لها بشكل ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلى، وفى مقدمة ذلك توفير الغذاء والرعاية الصحية والمكملات الغذائية والتطعيمات والأغذية المخصصة للأطفال.

والشهر الماضى، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسف) بأن تصاعد الأعمال العدائية فى قطاع غزة يؤدى إلى تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يموت الأطفال بمعدل مقلق. وتفيد التقارير بسقوط أكثر من 15 ألف طفل، وفقا لأحدث تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية، وإصابة آلاف آخرين. ويقدر أن 1.7 مليون شخص فى قطاع غزة هجروا داخليا، وأكثر من نصفهم أطفال. ولا يحصلون على ما يكفى من الماء والغذاء والوقود والدواء. كما أن هناك أكثر من 600 ألف طفل محاصرون فى رفح وحدها، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه. فقد دمرت منازلهم وتشتتت أسرهم. يعانى 1 من بين كل 10 أطفال فى غزة دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بسبب الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وفقا لبيانات أولية من الأمم المتحدة. وفى رفح، يعيش مئات الآلاف من الأطفال حاليا فى مخيمات، ويقيم العديد منهم فى الخيام، أو فى مساكن غير رسمية وغير مستقرة. وقد نزح العديد من الأطفال عدة مرات، وفقدوا منازلهم وأولياء أمورهم وأحباءهم. وقالت «اليونيسف»، إنهم بحاجة إلى الحماية، إلى جانب الخدمات المتبقية التى يعتمدون عليها، بما فى ذلك المرافق الطبية والمأوى. ودعت اليونيسف إلى العمل على عدم حرمان أى طفل من الخدمات الأساسية، ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إليه، وحماية المستشفيات والمدارس من القصف، مشددة على أن تكلفة العنف الممارس ضد الأطفال ومجتمعاتهم، سوف تتحملها الأجيال القادمة.

كما طالبت بوصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجة داخل قطاع غزة، بما فى ذلك شمال القطاع، وفتح جميع المعابر، بما فى ذلك السماح بدخول ما يكفى من الوقود والمواد اللازمة لتشغيل وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية والإمدادات التجارية، وضمان الحركة الآمنة للعاملين فى المجال الإنسانى والإمدادات فى جميع أنحاء قطاع غزة وإتاحة شبكات اتصالات موثوقة لتنسيق جهود الاستجابة.

وفى صحيفة تايمز أوف إسرائيل كتب جيكوب ماجيد؛ أضيفت إسرائيل إلى ما يسمى ب«قائمة العار» الصادرة عن الأمم المتحدة، والتى ترفق بالتقرير السنوى الصادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والذى يوثق انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة ضد الأطفال فى الصراعات المسلحة، مما أثار الغضب فى القدس.وهذه هى المرة الأولى التى يتم فيها إدراج إسرائيل فى هذه القائمة، لتنضم بذلك إلى روسيا، وتنظيمات داعش والقاعدة وبوكو حرام، وأفغانستان، والعراق، وميانمار، والصومال، وسوريا، واليمن. ويعتقد أن إسرائيل هى أول دولة ديمقراطية يتم إدراجها فى القائمة. فى العام الماضى، أضيفت روسيا إلى القائمة لأول مرة بسبب معاملتها للأطفال فى الحرب ضد أوكرانيا. وتتضمن أجزاء من المسودة التى تسربت إلى الصحافة مزاعم بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ألحقت الضرر بالأطفال على وجه التحديد. كما تتهم المسودة المسربة إسرائيل باستخدام قنابل كبيرة فى مناطق مكتظة للغاية أدت إلى مقتل أطفال، وفرض حصار على غزة منع وصول المساعدات إلى الأطفال، واستهداف البنية التحتية الحيوية الذى كان له آثار صحية ضارة على الأطفال. وتسلط مسودة التقرير الضوء أيضا على هجمات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين فى الضفة الغربية، بما فى ذلك الأطفال، والتى مرت دون عقاب تقريبا من قبل السلطات الإسرائيلية وأدت إلى فرض عقوبات من قبل الولايات المتحدة ودول من حول العالم. كما أن قوات الأمن الإسرائيلية متهمة بتجنيد قاصرين فلسطينيين كمخبرين وهى تهمة تنفيها إسرائيل إلى جانب ادعاء آخر فى التقرير بأنها تستخدم الأطفال الفلسطينيين كدروع بشرية أثناء عملياتها فى غزة والضفة الغربية.>