الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حوادث الطيران فى إيران عرض مستمر اتهامات بأن العقوبات الأمريكية السبب وواشنطن تنفى

يعتبر الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى ثالث رئيس فى البلاد يتعرض لحادثة تحطم طائرة، لكنه كان الأقل حظًا إذ إن الرئيسين الآخرين نجيا منها.



ففى 16 أغسطس 1980، تعرضت مروحية الرئيس الأول للبلاد بعد الثورة الإسلامية أبو الحسن بنى صدر إلى عطل مفاجئ، لكنه نجا وعدد من مرافقيه من الحادثة.

وتكررت الحادثة فى 2 يونيو2013، حين تعرضت مروحية الرئيس الأسبق محمود أحمدى نجاد لحادث جوى فى جبال البرز وسط البلاد، إذ اصطدمت بأسلاك كهربائية متينة. وسيطر الطيار على المروحية لينجو الركاب جميعهم بمن فيهم نجاد.

 

الأسبوع الماضى، أعلنت إيران وفاة الرئيس إبراهيم رئيسى ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان وسبعة آخرين، بعد تحطم مروحيته من طراز «بيل 2012» نتيجة الطقس السيئ أمس الأحد، أثناء تحليقها عبر منطقة جبلية وعرة فى محافظة أذربيجان الشرقية، يحيط بها ضباب كثيف.

وخلال العقود السابقة، تعرضت إيران لسلسة من الحوادث الجوية التى راح ضحيتها وزراء وعسكريون.

وفى 29 سبتمبر1980، سقطت طائرة عسكرية من طراز «سى 130» (C130) أثناء الهبوط فى طهران، بعد عودتها من الأهواز جنوب غربى البلاد، ما أدى إلى وفاة وزير الدفاع آنذاك موسى نامجو وعدد من قادة القوات الإيرانية أثناء الحرب على العراق، منهم العقيد جواد فكورى واللواء ولى الله فلاحى والعميد يوسف كلاهدوز والعميد محمد جهان آذار.

وتكررت الحادثة فى العام 1994، حين قتل قائد القوات الجوية منصور ستارى، مع كبار ضباطه فى حادث تحطم طائرة بالقرب من مطار بهشتى الدولى فى أصفهان.

وفى 5 يناير1995، سقطت طائرة عسكرية أثناء الإقلاع فى قاعدة «الشهيد بابايى» العسكرية فى أصفهان، ما أدى إلى مقتل قائد القوات الجوية اللواء منصور ستارى واللواء على رضا باسينى، و10 عسكرين آخرين.

كما توفى العميد أحمد كاظمى قائد السلاح البرى فى الحرس الثورى الإيرانى وعدد من قادة الحرس فى 9 يناير 2006، بعد تحطم طائرة عسكرية من طراز «فالكن 20».

وفى 17 مايو 2001، توفى وزير المواصلات الإيرانى رحمانى ددمان وجميع الركاب بعد سقوط طائرته من طراز «ياك 40»، أثناء رحلتها إلى مدينة جرجان شمال شرقى إيران.

وفى 21 فبراير 2023، سقطت مروحية وزير الرياضة والشباب حميد سجادى فى مدينة بافت جنوب شرقى إيران. وأصيب الوزير بجروح بالغة، فيما قتل المدير العام لمكتبه إسماعيل أحمدى.

سلّط حادث تعرض مروحية الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى لحادث، الضوء على العقوبات الدولية المفروضة على الدولة الإيرانية، ما يجعلها غير قادرة على تحديث أسطول طائراتها منذ عشرات السنين.

وقال وزير الخارجية الإيرانى الأسبق محمد جواد ظريف: «الولايات المتحدة مسئولة عن مأساة تحطم مروحية رئيسى من خلال منعها بيع الطائرات وقطع غيارها لإيران»، ومع ذلك نفت الولايات المتحدة الأمريكية ضلوعها فى حادثة سقوط طائرة الرئيس الإيرانى.

 العقوبات الأمريكية

ويعتقد الكثيرون أن غالبية حوادث الطيران الإيرانى ترتبط بشكل غير مباشر بالعقوبات الأمريكية على إيران، حيث زادت من صعوبة الحفاظ على أسطول طائرات آمن.وأثرت العقوبات الأمريكية بشكل كبير على كفاءة الطيران الإيرانى، وفرضت هذه العقوبات فى مراحل متعددة منذ الثورة الإيرانية عام 1979، مع تزايد حدة العقوبات فى السنوات الأخيرة؛ بسبب البرامج النووية والصاروخية الإيرانية.

وتُشغّل إيران مجموعة متنوعة من طائرات الهليكوبتر فى البلاد، لكن العقوبات الدولية جعلها من الصعب الحصول على قطع غيار لها، فيما يعود تاريخ أسطولها الجوى العسكرى إلى حد كبير إلى ما قبل ثورة عام 1979.

وبحسب معهد واشنطن، تشغل 23 شركة طيران إيرانية حاليًا 156 طائرة مملوكة أو مؤجرة من إجمالى أسطول يبلغ حوالى 300 طائرة، مما يعنى أن حوالى نصف طائراتهم متوقفة بسبب نقص قطع الغيار. وفى وقت سابق، توقعت منظمة الطيران المدنى الإيرانى، صعوبات فى صناعة الطيران بسبب العقوبات واعتماد شركات الطيران على طائرات قديمة من نوع فوكر 100» و«بوينج إم دى».

عقوبات بايدن

آخر حزمة عقوبات فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران كانت الشهر الماضى، واستهدفت 16 شخصًا وكيانين مرتبطين ببرنامج الطائرات بدون طيار الإيرانى، وذلك معاقبة لطهران على هجومها غير المسبوق على إسرائيل.

وفى بيان مصاحب للإعلان عن العقوبات، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن: «إن الولايات المتحدة لن تتردد فى محاسبة إيران، وليكن واضحًا لجميع أولئك الذين يمكّنون أو يدعمون الهجمات الإيرانية أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، ولن نتردد فى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة إيران».

وتشير إحصائيات موقع «جلوبال فاير بور» إلى أن الجيش الإيرانى يمتلك أسطول مروحيات يصنف فى المرتبة الـ32 بين أضخم أساطيل المروحيات فى العالم بـ129 مروحية.

وتمنع العقوبات الأمريكية من شراء قطع غيار ضرورية للطائرات من الشركات الأمريكية أو الشركات التى تستخدم تقنيات أمريكية. هذا النقص فى قطع الغيار أدى إلى صعوبات كبيرة فى صيانة الطائرات، مما يؤثر سلبًا على كفاءتها وأمانها.

وتعتمد شركات الطيران الإيرانية على أسطول من الطائرات القديمة التى تحتاج إلى تحديث مستمر، والعقوبات حالت دون تحديث هذا الأسطول، مما جعل الطائرات أقل كفاءة وأقل أمانًا بالمقارنة مع الطائرات الحديثة.

وتشير تقارير متعددة إلى زيادة عدد الحوادث الجوية فى إيران؛ بسبب تقادم الطائرات ونقص الصيانة المناسبة. ووفقًا لتقرير من وكالة «رويترز»، تعانى شركات الطيران الإيرانية من معدلات حوادث أعلى بالمقارنة مع المعايير الدولية بسبب هذه القيود.

وفى السنوات الأخيرة، بعد الاتفاق النووى الإيرانى فى 2015 (الذى يعرف بخطة العمل الشاملة المشتركة)، حصلت إيران على بعض الفرص لشراء طائرات جديدة من شركات مثل بوينج وإيرباص،ولكن مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق فى 2018 وإعادة فرض العقوبات توقفت هذه الصفقات، مما أعاد الشركات الإيرانية إلى وضعها السابق من التقادم والصعوبة فى تحديث الأسطول.

وتتجنب بعض الشركات العالمية التعامل مع إيران خوفًا من العقوبات الأمريكية، مما يزيد من عزلة قطاع الطيران الإيرانى ويحد من فرص التعاون الدولى لتحسين الكفاءة والسلامة.

 مروحية «رئيسى»

والطائرة «بيل 412» هى مروحية متعددة الاستخدامات من عائلة «هوى» تصنعها شركة «بيل هليكوبتر» الأمريكية ومقرها تكساس، وهى نسخة مطورة من مروحية «بيل 212»، ويتمثل الاختلاف الرئيسى بينهما فى المحرك الرئيسى ذو الأربع شفرات. وتعمل المروحية بمحركين توربينيين، وتحظى بشعبية كبيرة فى الأسواق المدنية والعسكرية، ومن بين مستخدميها الرئيسيين كندا وإيطاليا واليابان.

وتم إنتاج عدة مئات من هذه المروحية منذ ظهورها لأول مرة فى عام 1979، كما تم إنتاج العديد من التحديثات والإصدارات المختلفة منها، بما فى ذلك تلك المزودة بإلكترونيات مطورة لقمرة القيادة.

وتصنع الطائرة فى إيطاليا تحت ترخيص من الشركة الأمريكية باسم August-Bell AB412 وتصنعها شركة سوبارو فى إندونيسيا واليابان، أما بالنسبة لمروحيات بيل 412 الكندية، فيتم إنتاجها هناك، حيث يقع مصنع بيل تيكسترون.

ومن غير المعروف موديل الطائرة التى كان يستقلها رئيسى، إلا أنها فى نسخها الأشهر تتسع لـ14 راكباً ،بالإضافة إلى الطيار، وتبلغ سرعتها 225 كيلومترًا فى الساعة، ويمكنها الطيران لمسافة 660 كيلومتراً.

والطائرة تستخدم فى مهام عدة بينها، الإسعاف الجوى والطوارئ الطبية، ونقل القوات، ومكافحة الحرائق، والاستخدام على منصات استخراج البترول، ضمن أغراض أخرى، وتتميز بمقصورة واسعة.

بدأ تطوير المروحية فى أواخر السبعينيات من خلال تحويل مروحيتين من طراز بيل 212 إلى نموذجين أوليين لطراز 412. وتم استبدال الدوار الرئيسى المتقدم ذو الشفرتين فى المروحية 212 بدوار رئيسى مركب بأربع شفرات وقطر أصغر.

وحلقت النسخة الأولية من بيل 412 لأول مرة فى أغسطس 1979. وحصل الموديل الأولى على شهادة الاعتماد فى يناير 1981، وبدأت عمليات التسليم فى نفس الشهر.

وتبع طراز 412 إصدار خاص ذو أداء عالٍ هو (412SP) تميز بسعة وقود أكبر ووزن إقلاع أعلى، وخيارات متعددة بالنسبة للمقاعد.

وفى عام 1991، حل طراز 412HP (ذو الأداء العالى) مع ناقل حركة محسن، محل إصدار SP فى الإنتاج.

وفى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، قدمت شركة بيل الطائرة المروحية بيل 412EP كمنافسة فى برنامج الطائرات المروحية الخفيفة التابع للجيش الأمريكى، حيث تنافست ضد عدة طائرات مروحية خفيفة أخرى للحصول على طلبية شراء.

الإصدار الحالى من المروحية، 412EP يأتى مزوداً بنظام تحكم آلى للطيران الرقمى، وفى عام 2013، قدمت شركة بيل طراز 412EPI، والذى يتضمن نظام تحكم إلكترونى بالمحرك لتحديث محرك PT6T-9 ونظام عرض قمرة قيادة زجاجى مشابه لطراز بيل 429. 

كما يتميز أيضاً بنظام ملاحة يعمل بشاشة تعمل باللمس من Garmin (نظام إلكترونى متكامل للتحكم فى قمرة القيادة)، بالإضافة إلى ترقيات BLR Strake وFast Fin لتحسين أداء الطيران. 

ويتم تشغيل المروحية بواسطة محركات من شركة Pratt and Whitney Canada، وتحتوى المروحية على محركين توربينيين. وفى حالة إيقاف تشغيل أحد المحركين، يمكن للمحرك الواحد أن يوفر طاقة طوارئ لمدة 30 دقيقة. 

وتستطيع النسخة المجهزة طبياً من المروحية استيعاب 6 مرضى أو جرحى ومرافقين اثنين، أو نقالتين طبيتين وحتى أربعة مرافقين. وبحلول عام 2022، تم تسليم أكثر من 1300 طائرة من طراز Bell412.