الجمعة 21 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. عوار قرارات المحكمة الجنائية الدولية

أحلف بسماها .. عوار قرارات المحكمة الجنائية الدولية

بقدر ما أسعد قرار المحكمة الجنائية الدولية شعوب العالم باعتبار نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ويوآف جالانت وزير الدفاع مسئولين جنائيًا عن جرائم الحرب والإبادة ضد الإنسانية وضد الشعب الفلسطينى فى غزة وإصدار قرار باعتقالهما، بقدر ما أذهلها مساواة مجرمى الحرب الصهاينة بأبطال المقاومة يحيى السنوار ومحمد الضيف لمطالبة المحكمة بالقبض عليهما مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس لمسئوليتهم الجنائية عن القتل العمد واحتجاز الرهائن والتعذيب والاغتصاب الجنسى، وهذا الاتهام الأخير لم يثبت بشأنه أى أدلة بحدوث أى من أشكال العنف الجنسى، حتى إن الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت عن تلك الاتهامات والإعلام الإسرائيلى يشير إليها على استحياء. زد على ذلك شهادة من أفرج عنهم من الأسيرات الإسرائيليات اللاتى نفين أى تعامل غير أخلاقى معهن.. فكيف تؤكد أكبر محكمة جنائية حجة تم نفيها ضمنيًا من جانب الأعداء؟!



فهل يتساوى مجرمو الحرب الذين أبادوا قطاعًا بأكمله من بشر وأراضٍ زراعية ومبانٍ تهدمت فوق رءوس قاطنيها مستخدمين كل الأسلحة المحرمة دوليًا وقيامهم بذبح الأطفال والنساء العزل، ماضين رغم المظاهرات الشعبية فى جميع دول العالم فى سحق سكان غزة وإجبار الباقين على الفرار من أرضهم.. هل يتساوى هؤلاء مع مقاومة شرعية اضطرت إلى القيام بعملية طوفان الأقصى بعد أن ذاق الشعب الفلسطينى أقسى أساليب الذل والقتل واغتصاب الأراضى الفلسطينية قطعة تلو القطعة، وتحول الإسرائيليون كلهم إلى ميليشيا بعد أن تم تسليح المستوطنين الصهاينة وسمحوا لهم بالقتل والإهانة، وأصبحت البيوت الفلسطينية مستباحة فى كل وأى وقت وتحولت غزة والضفة الغربية إلى سجون كبيرة يمنع التجول فيها والانتقال من مكان لآخر.. أى أن عملية طوفان الأقصى تمت بعد أن نسى العالم القضية الفلسطينية وها هى قد عادت إلى ذاكرة ووعى شعوب العالم رغم فداحة الثمن.

كم من أبطال مقاومة اعتبرهم الغرب إرهابيين، لكنهم تحولوا إلى أيقونة فى وجدان الشعوب مثل: محمد كريم وسليمان الحلبى وعمر المختار، تشى چيڤارا ونيلسون مانديلا وغيرهم من أبطال سطروا بدمائهم أسمى معانى الشرف والفداء.. فى المقابل هناك مجرمو الحرب سقطوا فى مزبلة التاريخ مثل هتلر وميلوسڤيتش، وبن جوريون ومناحم بيجين وإريل شارون، وسيلحق بهم نتنياهو وجالانت وبن غفير وسموتريش وكل القادة العسكريين الصهاينة.

جاء قرار المحكمة الجنائية الدولية متوافقًا مع قرار محكمة العدل الدولية الذى جاء انتصارًا للشعب الفلسطينى لمطالبته بتوفير الحماية للفلسطينيين والوقف الفورى لإطلاق النار وتنفيذ التدابير الضرورية لإنقاذ حياة المواطنين فى غزة ووقف الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطينى.

لاشك أنه حتى لو لم يتم اعتقال مجرمى الحرب الحاليين لحمايتهم من أمريكا وغيرها، فسيظل نتنياهو وبقية السفاحين دلالة على التاريخ الدموى للكيان الصهيونى وما ارتكبه المجرمون الصهاينة السابقون لاغتصاب دولة فلسطين وإبادة أهلها.