السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قمة «مصرية- بحرينية» بقصر الاتحادية.. الرئيس السيسي: نعمل على توحيد الإرادة الدولية لإنفاذ وقف فورى لإطلاق النار بغزة

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأربعاء الماضى، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بمطار القاهرة الدولى. وعزفت الموسيقى العسكرية، تحية استقبال العاهل البحرينى.



وعقب ذلك اصطحب الرئيس ضيفه إلى قصر الاتحادية، وأجريت مراسم الاستقبال الرسمية، وأطلقت المدفعية 21 طلقة؛ ترحيبًا بزيارة العاهل البحرينى، وعُزف السلام الوطنى للبلدين..

 

وأجرى الزعيمان جلسة مباحثات رسمية شهدت التباحث حول سُبُل تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين فى ضوء الزخم المتنامى الذى تشهده العلاقات مؤخرًا.

وعقب جلسة المباحثات عَقَد الرئيس السيسى وملك البحرين مؤتمرًا «صحفيًا» مشتركًا.

مؤتمر صحفى مشترك

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى- فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك- أنه اتفق مع ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، على ضرورة التكثيف والتشجيع الفورى لجهود إيقاف التصعيد سواء فى الأراضى الفلسطينية أو على المستوى الإقليمى، والعمل على دفع الأطراف إلى انتهاج العقلانية والحلول الدبلوماسية والتخلى عن الحلول العسكرية وتصورات «الغلبة والنفوذ والهيمنة»، والسماح للجهود المخلصة الهادفة للسلام بالنجاح وفتح مسار بديل لشعوب ودول المنطقة يحمل أمَلاً بمستقبل؛ توحّد فيه شعوب ودول المنطقة جهودَها من أجل الرخاء والتنمية.

وقال الرئيس السيسى، إن الاجتماع جاء فى وقت بالغ الدقة وشديد الخطورة نتيجة الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة واستمرار السقوط المروع لآلاف المدنيين الأبرياء لا حول لهم ولا قوة، ولا ذنب لهم إلا أنهم يتواجدون فى أراضيهم ويتشبثون ببيوتهم وأوطانهم ويطمحون إلى العيش بعزّة وكرامة وإنسانية. وتابع: نمر بلحظة فارقة دون شك سيتوقف عندها التاريخ لما تشهده من استمرار الاستخدام المفرط للقوة العسكرية فى ترويع المدنيين وتجويعهم وعقابهم جماعيًا؛ لإجبارهم على النزوح والتهجير القسرى فى ظل مشاهدة عاجزة من المجتمع الدولى وغياب أى قدرة أو إرادة دولية على إنجاز العدالة أو إنفاذ القانون الدولى أو القانون الدولى الإنسانى أو حتى أبسط مفاهيم الإنسانية.

ولفت، إلى أنه ناقش مع الملك حمد بن عيسى، جهودَ مصر والبحرين، والجهد العربى المشترك للتعامل مع هذا الوضع غير القابل للاستمرار ووضع حد له، والأهم ضمان عدم تكراره من خلال العمل على توحيد الإرادة الدولية لإنفاذ وقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى قطاع غزة ووقف كل محاولات التهجير القسرى أو التجويع أو العقاب الجماعى للشعب الفلسطينى الشقيق والنفاذ الكامل والمستدام والكافى للمساعدات الإنسانية للقطاع مع الانخراط الجاد والفورى فى مسارات التوصل لحل سياسى عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإنفاذ دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والاعتراف الدولى بها وحصولها على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة.

 مستجدات الوضع فى غزة

وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر حذرت- كثيرًا- ليس فقط من تبعات تلك الحرب السياسية والأمنية والإنسانية المباشرة، على الأشقاء فى فلسطين المحتلة وإنما كذلك؛ مما ستجرُّه لا محالة من اتساع للصراع وامتداد حتمى لدعوات التصعيد والانتقام وإدخال المنطقة فى دائرة من العنف والعنف المضاد؛ فتتسع دائرته لتلتهم دون رحمة أى أمَل لشعوب المنطقة فى سلام وحياة مستقرة آمنة.. مضيفًا: إن المنطقة شهدت- على مدار الأشهُر القليلة الأخيرة- تبعات بالغة لاستمرار هذه الحرب؛ حيث تمتد نيرانها إلى مختلف أنحاء المنطقة؛ فأصبحت المنطقة أمام وضع إقليمى بالغ التوتر والخطورة؛ يضع أمن واستقرار ومستقبل شعوب المنطقة؛ موضع تهديد حقيقى وجاد.

وقال الرئيس السيسى، إنه ناقش مع ملك البحرين- تفصيلاً- هذه التطورات الإقليمية المقلقة وتصورات التعامل معها؛ فى إطار ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وشعوبها ضد مختلف المهددات وعدم ترك مصائرها؛ لإرادة دعاة الحروب فى إطار أولوية الأمن العربى المشترك الذى نعتبره كلاً لا يتجزأ.

وأعرب الرئيس السيسى، عن تطلعه إلى المزيد من التعاون الوثيق بين مصر والبحرين؛ بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية، متمنيًا لمملكة البحرين الشقيقة، كل الخير والازدهار. 

 كلمة ملك البحرين

ومن جانبه أكد ملك البحرين حمد بن عيسى- فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك- أن مصر العروبة الحاضرة فى الذاكرة والوجدان، هى مَهْدُ الأمن والأمان وموطن الخير والاستقرار، منوهًا إلى أن مصر تفردت بالذكر الصريح فى القرآن الكريم، وستظل خير السَّنَد ونعم العَون للجميع.

وأعرب عن ارتياحه الكبير لما تناولته جلسة المباحثات المشتركة مع الرئيس السيسى، مضيفًا: «ناقشتُ مع الرئيس السيسى عددًا من القضايا ذات الأولوية والأهمية لتعزيز العمل العربى المشترك؛ وبخاصة ما يتعلق بضرورة تنفيذ قرارات وقف إطلاق النار فى غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، والحاجة إلى مسار سياسى نحو سلام عادل ودائم فى المنطقة على أساس حل الدولتين، وقبول فلسطين كعضو كامل العضوية فى الأمم المتحدة لينال الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة».

وأوضح الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أنه تم أيضًا بحث جدول أعمال القمة العربية الـ33 التى سوف تستضيفها مملكة البحرين خلال شهر مايو المقبل، وضرورة التوصل بصورة عاجلة إلى سياسة واضحة لوقف التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط وضمان السلام والأمن والاستقرار الإقليمى.

كما أعرب عن ثقته التامّة فى أن نتائج مباحثاته المثمرة مع الرئيس السيسى، بما تميزت به من عهد صادق لدعم الجهود الجماعية لتحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة، ستجد طريقها نحو التنفيذ الذى آن أوانه كى تنال الأجيال القادمة حقها من العيش الكريم والحياة الآمنة.

وجدّد ملك البحرين دعمَ المملكة لجهود مصر الشقيقة ومواقفها الثابتة ودورها التاريخى المستمر من أجل نشر السلام ودعم الاستقرار الإقليمى والعالمى.. وتابع: إنه «ليس بغريب أو مستغرب على مصر العزيزة التى سَجَّل تاريخها القديم أول معاهدة سلام مكتوبة عرفها العالم بين القائد رمسيس الثانى والمملكة الحيثية عام 1258 قبل الميلاد، وتضمنت بنودًا قانونية وعسكرية لسلام دائم بين المملكتين ومسجلة اليوم فى هيئة الأمم».

وفى ختام كلمته، وجَّه ملك البحرين الشكر والتقدير للرئيس السيسى على كرم الضيافة، معربًا عن اعتزازه بفرصة اللقاء الأخوى المهم بنتائجه التى سيكون لها أعظم الأثر على مسيرة العمل العربى، والعلاقات الأخوية الوطيدة وتنمية المصالح المشتركة لخير ورفعة الشعبين الشقيقين.