الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفتنة نائمة فى الأردن..  ولعنة حماس والإرهابية وجواسيس إسرائيل أيقظتها

الفتنة نائمة فى الأردن.. ولعنة حماس والإرهابية وجواسيس إسرائيل أيقظتها

خلال الأيام الماضية وبدون أية مقدمات، اندلعت مظاهرات تخريبية فى الأردن وتم القبض على الكثيرين فى حملة اعتقالات واسعة لعدد من الذين يعتقد قيامهم بأعمال شغب طالت الاعتداء على عناصر من الأمن وممتلكات فى مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين شمال العاصمة، ولكن لماذا فى هذا التوقيت تحديدًا، تشير الأصابع والشواهد إلى حماس من ناحية وجواسيس إسرائيل المزروعين فى كل مكان من ناحية أخرى، والهدف أن تبدأ إسرائيل فى الضرب وتهجير فلسطينيين الضفة الغربية من ناحية إلى الأردن، وحماس أشعلت الفتنة بين الأردنيين ليس لإنقاذ غزة وفلسطين بل لتندلع حرب جديدة مع الضفة الغربية وتهجير سكانها إلى الأردن لتجد لها مأوى آخر قريبًا من إسرائيل فى مخيم البقعة للاجئين الفلسطينين لتنفذ عملياتها من خلاله ويتم توريط المملكة الأردنية، ونشرت مديرية الأمن العام فى صفحتها على منصة إكس تسجيلين مصورين قصيرين مدتهما 31 ثانية و34 ثانية، تضمنا مشاهد شغب وإشعال نيران وإغلاق طرق، ومحاولات اعتداء على رجال الأمن من خلال رمى حجارة وزجاجات تجاههم.



يذكر أن مخيم البقعة الذى يضم أكثر من 100 ألف لاجئ فلسطينى هو الأكبر فى الأردن، ويقع على مسافة 20 كيلومترًا شمال العاصمة عمان، ويتوزع نشاط الحراكيين السياسيين فيه على انتماءات مختلفة للفصائل الفلسطينية، مع حضور واسع لحزب جبهة العمل الإسلامى، وهو ما رفضه العاهل الأردنى والرئيس عبد الفتاح السيسى جملة وتفصيلًا وحذرا منه مرارًا عديدة. 

ولكن هذه الاحتجاجات تختلف عن تلك التى خرجت فى الأيام الأولى من الحرب والتى كانت احتجاجات شعبية عفوية ولا تتبع تنظيمات سياسية بعينها، بل إن تلك العفوية هى التى استدعت الأحزاب للحاق بها، وقد ظهر واضحاً أن المحرك الرئيسى لتلك الدعوات الاحتجاجية هو حزب جبهة العمل الإسلامى وهو الذراع الحزبية لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وغير المرخصة فى الأردن. وفيما يعد نفوذ التنظيم الأوسع فى مناطق أردنية خارج العاصمة بمحافظات إربد والكرك والعقبة والزرقاء، فإن أعداد المشاركين كبيرة وليس الحضور فقط. ومن الشكل العام وبالنظر إلى تنسيق بين قيادات من الحركة الإسلامية فى عمان مع قيادات حركة حماس فى الخارج نجد أنها على اتصال لتلقى التعليمات منها والهدف هو إقحام الشارع الأردنى فى معركة غزة وتوسيع نطاق توتر جوار فلسطين المحتلة.

وهناك شاهد آخر على ذلك وهو كمية الأسلحة التى ترسلها أمريكا يوميًا إلى إسرائيل وجميعها من الأسلحة الثقيلة التى تدل على أن هناك حربًا واسعة وطويلة المدى فى المنطقة ومن تلك الأسلحة التى وافقت أمريكا على إرسالها 50 طائرة مقاتلة أمريكية جديدة من طراز F-15، و30 صاروخًا جو-جو متوسط المدى من طراز AIM-120، وعدد من مجموعات ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، والتى تحول القنابل غير الموجهة إلى أخرى موجهة بدقة، كما تشمل مجموعات الأسلحة الجديدة أكثر من 1800 قنبلة MK84 زنة 2000 رطل، و500 قنبلة MK82 زنة 500 رطل، وذلك غير ما وصل إسرائيل فعليًا فى العديد من الصفقات السرية، فهل كل تلك الأسلحة لقلة من الفلسطينيين العزل من السلاح والجوعى؟ أم أن إسرائيل ستقوم بتوسيع حربها فى الشرق الأوسط؟ وأكبر دليل على ذلك هو ما قامت به إسرائيل من قصف استهدف موقعًا عسكريًا فى ريف درعا ردًا على إطلاق صاروخ باتجاه الجولان المحتل، ثم تبين بعد ذلك بساعات من خلال إعلان الحرس الثورى الإيرانى مقتل العميد محمد رضا زاهدى، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى فى سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادى رحيمى وخمسة من الضباط المرافقين لهما فى العدوان الإسرائيلى على القنصلية الإيرانية بدمشق. فهل كل هذا مصادفة؟ وبهذا التنسيق المتقن فى كل مكان وفى توقيت واحد من أجل التشتيت؟ 

إن ما تشهده الأردن هذه الأيام من تصاعد لأعمال الفوضى والعنف يشكل مقدمة لمؤامرة يقودها تنظيم الإخوان الإرهابى بأهداف إيرانية واضحة لإعادة خلق الفوضى فى المنطقة، والطرفان يستغلان هذه المرة قضية الحرب فى غزة مدخلًا لتجييش الشارع ضد الملك والجيش والحكومة؟ وهم أنفسهم من يعملون على تجييش الشارع الأردنى اليوم هم من أضروا بأمن الأردن واستقراره منذ 54 عامًا مع تغيير الأدوات.