الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

د. شوقى علام مفتى الجمهورية: رمضان هو شهر العمل والجهاد والانتصار على النفس وعلى الأعداء

فى شهر رمضان نعيش سويا مع معرفة الكثير من أمور الدين، ونتعرف على أهم الأمور التى يجب أن نتبعها فى الشهر الكريم.. وفى روضة رمضان هذا العام نقدم مادة صحفية من نوع خاص تشبع رغبة القارئ فى معرفة رأى الدين فى بعض القضايا وتأخذ بيده للجلوس على مائدة أحد كبار العلماء للتعرف على رأى الدين فى العديد من القضايا حيث خصصنا فى روضة رمضان هذا العام حوارا أسبوعيا مع فضيلة د. شوقى علام مفتى الجمهورية.



كما سيكون معنا خواطر لفضيلة الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء نستقى من خلالها العديد من الرسائل الإيمانية التى تشرح صدورنا لفهم الدين، إضافة إلى عرض لبعض الكتب المهمة من المكتبة الأزهرية. 

فى الجزء الثالث من حوار فضيلة د.شوقى علام مفتى الجمهورية كانت هناك العديد من الآراء المهمة حول العديد من الأمور المتعلقة بالصوم، والعلاقة الزوجية فى نهار رمضان، وتحديد مسئولية وجوب الكفارة..  تناول فضيلته تصحيح بعض المفاهيم التى اختلط فيها الخطأ بالصواب فى بعض الأحكام، كما حملت إجابات فضيلة المفتى توضيحًا لبعض القضايا مثل زيارة مقامات آل البيت، ومحاولات بعض المغرضين فى التشكيك فى خيرية الجيش المصرى.

بداية؛ لماذا نصف رمضان بأنه شهر الانتصارات؟ 

- شهر رمضان المبارك هو شهر العمل والنصر؛ حيث شهد العديد من المعارك التى انتصر فيها المسلمون، أولاها معركة بدر الكبرى ثم فتح مكة ثم معركة القادسية وفتح الأندلس وحطين وصولًا إلى انتصارات العاشر من رمضان؛ حيث تُعد حرب العاشر من رمضان صورة مشرفة من الجهاد فى سبيل الله؛ حيث تحقق النصر للمسلمين فيها حينما وظِّف مفهوم الجهاد فى الدفاع عن الأوطان.

كما أن شهر رمضان هو شهر العمل والجهاد والانتصار على النفس وعلى الأعداء، فشهر رمضان المبارك لا يقتصر على الصوم والعبادة فحسب؛ بل هو شهر يحمل فى طياته روح العمل الدءوب والجهاد المشروع فى سبيل الله، وهو فرصة للتضحية والبذل والعمل الجاد من أجل تحقيق النصر والانتصارات والتوفيق فى مختلف الميادين.

ونحن نتحدث عن الانتصارات ضربت مصر فى شهر رمضان مثالاً رائعًا فى الانتصار فى رمضان، لكن هناك من يشكك فى خيرية الجيش المصرى والأحاديث التى وردت فى ذلك، فما تعليق فضيلتك؟ 

- الثابت عن علماء المسلمين أن الجند الغربى الذى أخبرت السُّنة المطهرة بأنه سالم من الفتن هو الجندى المصرى، وقد تناقل ذلك جمع غفير من العلماء والحُفاظ والمؤرخين، وهذا ما أيَّده الواقع على مَرّ العصور والأزمان. 

وهؤلاء المشككون يرددون كلامًا باطلًا من الناحية العلمية والواقعية، وقد رددنا عليه فى بحوث وفتاوى وكتب صدرت عن الدار، وأنا أدعو المشاهدين أن ينفضوا عن أنفسهم كل هذه الأكاذيب التى ليس لها أساس من الصحة، مؤكدًا أن هذه المقولات المشككة فى خيرية الجيش المصرى العظيم لم تتردد إلا بعد أحداث ثورة يونيو 2013، فالجيش المصرى العظيم انحاز لإرادة شعبه فى جميع التغيرات السياسية، وهذا الانحياز لم يعجب البعض فأخذ يشكك فى وطنية الجيش المصرى الذى يقف بجانب الشعب على مدار التاريخ.

ومصر كانت ولا  تزال دولة السلام، وحروبها إنما هى من أجل الدفاع عن الوطن فلم تكن فى يوم من الأيام معتدية؛ بل كل الحروب التى خاضتها مصر كانت بدافع استرداد الكرامة وصد العدوان عليها.

كما أن مصر مدت يدها بالسلام لكى تستكمل مسيرة التنمية؛ فإن الحروب تدمر الدول وتستنزف ثرواتها، لذا عملت مصر على بناء الوطن وتنميته بعد معاهدة السلام.

ويجب التأكيد على أن الدفاع عن المقدسات والأوطان هو الجهاد فى سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم: «من قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد»، والدفاع عن الوطن يشمل هذه الأمور.

 الصوم والعمل 

 فى شهر رمضان يتضاعف الخلل فى العمل بدعوى الصوم، ويتكاسل البعض عن أداء مهامه، فما حكم ذلك؟ 

- إن المتأمل فى النصوص الشرعيَّة والسيرة النبوية وتاريخ الأمة يجد أن هناك علاقةً وثيقةً بين شهر رمضان وبين العمل والحث على إتقانه؛ وذلك من خلال ما اختص الله تعالى به هذا الشهر الفضيل من نفحات؛ أهمها عبادة الصوم التى ترسخ فى المسلم التعلق بالله تعالى ومراقبته على الدوام، وفى ذات الوقت تحث الصائمين على ترك العجز وأسباب الكسل والتهاون، بل ترشدهم إلى العمل وإتقانه والتحقق بأسباب القوة وعلو الهمة والانتصار على شهوات النفس التى تميل دائمًا إلى التوانى والراحة.

ولم يَرِد أن النبى «صلى الله عليه وسلم» أو المسلمين كانوا يتركون فيه أعمالهم وأمور معاشهم للتفرغ للعبادة، سواء كانت الصيام أو القيام؛ بل يجمعون بين ذلك كله فى توازن وانسجام وفق نظام مُحكم يضمن أداء العبد ما افترضه الله تعالى من عبادات واستقرار العمل واستمرار الإنتاج وسلامته بطريقة وسطى لا إفراط فيها ولا تفريط.

والصوم يرتقى بطبع الصائم- الذى قد يكون عاملًا أو صاحب جهة عمل- إلى جماع الكمالات المحمودة كمراقبة الله تعالى، وانضباط الباطن كما هو فى الظاهر، والحلم، والعدل، والعفو والصفح، وحُسن المعاملة، وجميل العِشرة، والوقار، والأمانة؛ بل استجابة الدعوة فضلًا عن تحقيق مظاهر احترام الآخر، والمحافظة على الوقت؛ مما يفيد إنجاز الأعمال وشيوع الحب والاحترام بين جميع العاملين؛ لأن الصوم الحقيقى هو الـمُـحَلَّى بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التى تحمل المسلم على مجانبة اللغو والكلام فيما لا يفيد والفحش من القول ومنكر العمل.

 وما حُكم لو تعارَض العمل مع أداء الصلاة؟ 

- إذا تعارض فرض كالعمل مع فرض كالصلاة فيجوز جمع الصلوات فى بداية الوقت، أو جمعها جمع تأخير، وإذا كان العمل لا يجوز تأخيره لأنَّ أداءه مطلوب على الفور، والصلاة وقتها متَّسع فعليه المواءمة بين الأمرين؛ حيث إن إتقان العمل المكلَّف به الموظف وأداءه فرض، والتقصير فيه يجعل الموظفَ آثمًا عند الله حتى لو كان فى حال طاعة، وعلى المسلم الموازنة بين النوافل والفروض.

 ظواهر سلبية فى رمضان 

 من الظواهر التى نراها فى رمضان مخالفة إشارة المرور أثناء الصيام، فما تعليق فضيلتك؟ 

- لا يجوز السير المخالف فى الطرق العامة أو مخالفة إشارة المرور لا فى رمضان أو غيره؛ لما يترتب عليه من تلف الأنفس والأموال، ولمخالفة التعليمات والقوانين التى قررها ولىُّ الأمر، ومن يفعل ذلك أثناء الصيام تنقص من ثوابه وتمامه على الوجه الأمثل.

وما حكم الطلاق فى نهار رمضان، وهل الصوم يُعد معتبرًا فى النظر فى الطلاق؟

- حكم الطلاق فى نهار رمضان كغيره فى باقى الأيام والشهور، والجَزم بوقوعه ينبغى أن يتم بعد جلوس الزوج أمامنا؛ حيث إن علماء دار الإفتاء يقومون بالتحقيق مع الزوج لمعرفة هل كان مدركًا لهذه المسألة والكلمة وما يترتب عليها، وهل صدرت عن رضا حقيقى عنده وقصد، فإنه حينها يقع الطلاق، كما أن الطلاق هو علاج إذا ما استحالت الحياة الزوجية، وينبغى أن يوضع فى هذا الموضع والمكان ولا يتعداه إلى أماكن أخرى لأن الطلاق إنما جاء لحل مشكلات معينة.

 وما حكم من يفطر جهرًا أمام الناس فى نهار رمضان؟

- مَن أكل أو شرب فى نهار رمضان عامدًا عالمًا بوجوب الصوم عليه من غير عذرٍ ولا ضرورةٍ من سَفرٍ أو مرضٍ أو نحوهما؛ فقد ظلم نفسَهَ باقترافِ كبيرة من كبائر الذنوب، والواجب عليه فى هذه الحالة أن يتوب إلى اللهِ تعالى منها بالاستغفار والندم، مع وجوب قضاء الصوم، ولكن ينبغى للناس ألا يفتشوا عن النوايا أو يسيئوا الظن ببعض المفطرين لعل عندهم عذرًا، ولكن أيضًا ينبغى على من أفطر لعذر ألا يجهر بذلك إن استطاع.

 كفارة الجماع فى نهار رمضان 

 كثيرًا يتردد السؤال عن كفارة الجماع فى نهار رمضان وأنها للرجل والمرأة معًا، فما صحة ذلك؟ 

- إذا جامَع المسلم الصائم زوجته فى نهار رمضان بطل صومه ووجب عليه القضاء والكفارة؛ لما ورد أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «وَمَا أَهْلَكَكَ؟» قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِى فِى رَمَضَانَ، فَقَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ بِهِ رَقَبَةً؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قَالَ: لَا، ثُمَّ جَلَسَ الرَّجُلُ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِكْيَالٌ فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: «تَصَدَّقْ بِهَذَا»، قَالَ: مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا- طَرَفَيْهَا- أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنِّى، فَضَحِكَ النَّبَيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ».

وأما اعتقاد البعض بتحمل المرأة التى شاركت فى الجماع للكفارة، فقال: الحديث الصحيح الذى جاء فيه الصحابى يشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه وقع بأهله فى نهار رمضان قد ورد فيه حكمُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بالكفارة عليه وحده، ولم يخبره بكفارة على امرأته، وهذا وقت الحاجة إلى إظهار الحُكم، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فلم يجب على المرأة إلا القضاء فقط.

وما حُكم تقبيل الزوج لزوجته فى نهار رمضان؟

- تقبيل الزوجة أثناء الصيام إن كان بغير قصد اللذة؛ كقصد الرحمة أو الوداع جائز، إلا إن كان الصائم لا يملك نفسه، فإن ملك نفسه فلا حرج عليه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ» أخرجه مسلم فى «صحيحه».

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ، فَرَخَّصَ لَهُ، وَأَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ فَنَهَاهُ، فَإِذَا الَّذِى رَخَّصَ لَهُ شَيْخٌ، وَالَّذِى نَهَاهُ شَابٌّ».

 وما حُكم رخصة الفطر فى السفر أثناء نهار رمضان فى السفر غير المرهق؟

- الشرع الشريف قد ربط رخصة الفطر فى السفر بتحقق قطع مسافة قصر وجمع الصلاة وهى 85 كم، دون نظر إلى ما يصاحب السفر عادة من المشقة؛ فإذا وُجد السفر وُجِدَت الرخصة، وإذا انتفى انتفت. أمَّا المشقة فهى حكمة غير منضبطة؛ لأنها مختلفة باختلاف الناس، فلا يصلح إناطة الحكم بها، ولذلك لم يترتب هذا الحكم عليها ولم يرتبط بها وجودًا وعدمًا؛ قال تعالى (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

 السجائر والصوم 

 وما حكم من يفطر فى رمضان على السجائر؟ وهل من السُّنة الوتر فى الإفطار على التمر؟ 

- ينبغى ألا يفطر الصائم على السجائر ويكون التدخين محرمًا إذا كان يسبب ضررًا بليغًا، وننصح بالامتناع عن الدخان لما يسببه من أضرار.

أمّا الالتزام بالوتر (العدد الفردى) فى عدد التمرات التى يفطر عليها الصائم فهو مستحب لأن الوتر مستحب فى كثير من الأمور وكان النبى يحب الوتر فى كل شىء، ولكن ليس على وجه الالزام، فمن أفطر على تمرتين فلا بأس.

 وما مدى جواز الصوم مع الجنابة المؤقتة؟ 

- الجنابة إذا حصلت قبل أذان الفجر فليست مفسدة للصوم، ويجوز تأخير الاغتسال ولكن ينبغى المسارعة بالاغتسال من أجل أداء الصلوات.

أمّا الجنابة الناتجة من عدم انقطاع النزيف عند المرأة، فهذا يتطلب الرجوع للطبيب لمعرفة نوع النزيف هل هو دم حيض فإذا كان حيضًا فيحرم عليها الصيام والصلاة ومس المصحف، أما إذا كان دمًا نتج عن وضع ما غير دم الحيض فعليها أن تصوم وتتوضأ لكل صلاة وتمارس حياتها المعتادة.

 وحول أيهما أولى العمرة والحج مرّة أخرى نفلًا أمْ مساعدة المحتاجين؟

- فى هذه الآونة يُعد كفاية الفقراء والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغيرها من وجوه تفريج كرب الناس وسد حاجاتهم مقدَّمة على نافلة الحج والعمرة بلا خلاف، وأكثر ثوابًا منها، وأقرب قَبولًا عند الله تعالى، وهذا هو الذى دلَّت عليه نصوص الوحيين، واتَّفق عليه علماء الأمة ومذاهبها المتبوعة.

كما أن المقصد من الحج والعمرة هو تهذيب النفس الإنسانية وترقيق القلوب والقيام بالنسك، وأنه لا بُدَّ لهذه الفريضة من استعداد نفسى وروحى، فضلًا عن الاستعداد المادى والجسمانى.

 العَشر الأواخر 

 ونحن فى أواخر الشهر الفضيل ما فضل العَشر الأواخر فى شهر رمضان؟ 

- العَشر الأواخر من رمضان هى أيام وليالٍ مباركة لها خصائص كثيرة، وتُعد نفحة ربانية ونقطة انطلاق يجب علينا أن ننتهزها ونعمل العمل الصالح ظاهرًا وباطنًا لعبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس فى هذه الأيام.

والعبادة فى العَشر الأواخر من رمضان أحب إلى الله من غيرها؛ فالله يختصها بالعناية والاهتمام، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يتحينها وينتظرها ليتقرب فيها إلى الله أكثر ويكثر فيها الذكر والطاعة والعبادة. وينبغى أن يزيد المسلم من إحسانه فى الثلث الأخير من هذا الشهر المبارك، ويجتهد لاستدراك ما فاته؛ فقد كان سيد الخَلق صلى الله عليه وسلم إذا دخل العَشر شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وقد فُضِّلَت هذه العَشر على سائر أيام العام بوقوع ليلة القدر ضمن زمانها المبارك؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَحَرَّوْا ليلةَ القدرِ فى العَشر الأواخر مِن رمضان».

 وما الحكم فى اعتقاد البعض بأن الليالى العَشر التى أقسم الله بها فى سورة الفجر هى العَشر الأواخر من رمضان؟

- إن كانت أغلب التفسيرات تشير لليالى الأولى من ذى الحجة إلا أنه لا مانع أن نحمل اللفظ على أى منهما، فكلها أيام وليالٍ مباركة، والعمل والعبادة فيها مطلوبان، وكذلك هناك ثواب عظيم لمن يجتهد فيها من عبادة وطاعة.