الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نجحت فى تطبيق الأبحاث العلمية وزيادة ميزانية البحث العلمى .. د.نادية زخارى: تكريمى من الرئيس السيسي ثمرة نجاحى فى البحث العلمى

تقلدت العديد من المناصب القيادية، وما زال لديها الكثير من الأحلام والطموحات، منذ أيام توجت وكرمت من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احتفالية المرأة المصرية، تؤمن بأن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبى بفضل الإرادة السياسية والجهود الكبيرة التى يتم بذلها لدعمها وتمكينها، فضلا عن تغيير طريقة تفكير المجتمع ونظرته للمرأة وإيمانه بقدرتها على شغل العديد من الوظائف. 



 

هى د. نادية إسكندر زخارى، وزيرة البحث العلمى الأسبق، وعضوة المجلس القومى للمرأة، ومقررة البحث العلمى بالمجلس. الحائزة على جائزة الدولة التقديرية ضمن العالمات الفائزات بجوائز الدولة والمرأة، وأستاذة الكيمياء الحيوية الطبية بقسم بيولوجيا الأورام بالمعهد القومى للأورام جامعة القاهرة، والأستاذة الزائرة فى جامعة نيويورك بمنهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية

تخرجت الدكتورة نادية من كلية العلوم بجامعة عين شمس قسم الكيمياء الحيوية بتقدير عام امتياز، وحصلت على الماجيستير والدكتوراه بطب القصر العينى، ثم عَمِلت كمعيدة بمعهد الأورام، ثم عُينت لاحقا رئيسة لقسم الأورام بالمعهد. أشرفت على 60 رسالة دكتوراه، ونشرت 65 بحثًا علميًا فى مجلات علمية عالمية. وعَمِلت كمُحكمة فى بعض المجلات العلمية ومُحَكِمة لبعض المشاريع العلمية. وساهمت فى تجديد معامل قسم بيولوجيا الأورام بالقصر العينى، كما أنها أشرفت على قوافل الحب والعطاء المجانية. وشاركت فى تنظيم قوافل طبية إلى سيناء. 

صنفتها (فوربس العالمية FORBES) المرأة الأولى الأكثر تأثيرًا وإيجابية فى مصر ورقم 16 بين النساء فى العالم العربى عام 2013، كما صُنفت من أبرز 50 امرأة عربية رائدة فى العالم العربى عام 2014، كما صُنفت من قِبل SCOPUS ضمن أفضل 909 علماء على مستوى العالم عام 2015، وكُرِمت كذلك من قِبل بيت العائلة المصرية كأم مثالية عام 2019. 

وتحدثت الدكتورة نادية زخارى فى لقاء خاص مع روزاليوسف حول تكريمها كأم وباحثة مصرية وحول التحديات التى واجهتها فى مسيرتها، وحول مستقبل المبحث العلمى فى مصر ودور النساء فيه وإلى نص الحوار..

 ماذا يعنى لكِ هذا التكريم؟

- تكريمى يوم 21 مارس 2024 كان له مذاق يختلف عن أى تكريم آخر حصلت عليه لأنه من فخامة رئيس الجمهورية. فهو تكريم مهم جاء لى بعد سنوات من العمل. ورُغم أننى حصدت العديد من الجوائز وحصلت على العديد من التكريمات إلا أن هذا التكريم يفوق أى تكريم حصلت عليه فى حياتى. لأنه كان تكريمًا على كل ما بذلته لسنوات فى مجال البحث العلمى، شعرت أنه الثمرة التى طرحت بعدما زرعته لسنوات. وأهم ما يُميز هذا التكريم بالنسبة لى أيضًا هو أن هذا التكريم الوحيد الذى حضرنه بناتى لأننى لم يسبق لى دعوتهم على أى تكريم لأنه لم يكن بهذه الفخامة.

 ما أهم التحديات التى واجهتكِ خلال مسيرتك المهنية كامرأة؟

- لا يمكننى الجزم أن التحديات التى واجهتنى تختلف عن التحديات التى تواجه أى امرأة عاملة، لأن التحدى الأساسى يكون فى كيفية تنظيم وقتى بين عملى وبين واجباتى فى الأسرة كأم وكزوجة. فمن المهم أن أهتم بأسرتى وأقدم لها الرعاية كما أن الاهتمام بكل تفاصيل عملى مهم. ولا أحب أن يطغى أى دور من هؤلاء على الآخر فأنا أحب أن أقوم بكل شىء بيدى وأراقب التفاصيل الدقيقة وهو ما يجعل العمل ناجح؛ لكنه يكون مرهق جدا لى. على أن أقوم بالفصل بين وقت وجودى فى العمل ووقتى فى المنزل. وإذا قررت أخذ عملى معى للبيت يكون بعدما انتهى من مهامى فى البيت. ولكن أكبر التحديات التى واجهتنى كانت فى فكرة أن أى خطأ تقوم به المرأة فى عملها يواجه بالتعميم على كل النساء؛ بينما إذا نجحت فالنجاح يكون لها بمفردها. فمن المهم جدًا أن تكون المرأة وجهة ناجحة ومشرفة لجميع النساء.

 كيف وازنتِ بين عملك ودورك كأم؟ 

- استطعت الموازنة بين عملى كباحثة ودورى كأم. النقطة الاولى تتمثل فى حبى للبحث العلمى وحبى لزوجى وأسرتى وبيتى. وكان المفتاح للتوفيق بين كليهما هو النظام. فأنا شخصية منظمة أقوم بتنظيم وقتى وأقوم بعمل جدول فيما سأفعله يوميا وأسبوعيا وشهريًا. والأحداث الطارئة فى المنتصف أستطيع أن أضع لها مكان لكى أقوم بإنجازها. وأحاول أن أفكر فى العمل الذى أقوم به وأراقب تفاصيله الدقيقة المطلوب منى تنفيذها سواء كان هذا فى عملى كباحثة أو عملى كزوجة وربة بيت. 

 ما أهم الإنجازات التى حققتِها خلال فترة توليك الوزارة؟

- من أهم الإنجازات اللى قمت بها العمل على تطبيق الأبحاث العلمية لتحقيق اقتصاد مبنى على المعرفة وزيادة ميزانية البحث العلمى، وأيضًا الربط بين البحوث العلمية واحتياجات المجتمع لحل مشاكل المجتمع. تعاون وزارة البحث العلمى مع الوزارات الأخرى والمحافظين ورجال الأعمال والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لكى أعرف ما الذى يريدونه من البحث العلمى لكى يتم وضعه فى استراتيجية البحث العلمى ويعمل عليه الباحثين.

وأيضًا تفعيل وإبرام اتفاقيات لزيادة العلاقات العلمية بين مصر وباقى دول العالم. وكذلك تمويل وإنشاء العديد من مراكز التميز العلمى على مستوى جميع المحافظات، والاهتمام بثقافة الطفل العلمية وثقافة الشباب العلمية والشعب جميع. وكان من ضمن اهتماماتى زيادة ميزانية البحث العلمى ألا تقتصر على ميزانية الدولة فقط ولكن تتوسع من خلال التعاون الدولى ومنظمات القطاع الخاص. وأيضًا الاهتمام بالاستقرار الاجتماعى والرعاية الصحية للعاملين فى البحث العلمى مثل زيادة بدل الجامعة من 30 جنية إلى 3500 جنيهًا للأستاذ الجامعى ومبالغ مختلفة وصولا للمعيدين وتثبيت كوادر علمية كثيرة غير مثبتين، وزيادة مرتبات العاملين فى مجال البحث العلمى من غير أعضاء هيئة التدريس بنسبة 200 %. 

 ما رؤيتك لمستقبل البحث العلمى فى مصر؟

- أنا متفائلة جدا لأن هناك تقدما مستمرا، سواء فى النشر العلمى أو فى الابتكار وتطبيق الأبحاث، ومعرفة المجتمع بماهية البحث العلمى وفائدته للمجتمع وليس للباحثين فقط. كما أن دخول جامعات ومراكز بحثية كثيرة فى التصنيف العالمى يعطينا تفاؤل أن البحث العلمى فى تقدم مستمر، وأهم شىء إذا اعترف المجتمع بفضل البحث العلمى عليه وشعر بقيمة ما يقدمه له هنا سيكمن نجاح البحث العلمى. 

 ما النصائح التى تقدمينها للشابات اللاتى يطمحن للعمل فى مجال البحث العلمى؟

- نصيحتى لمن يردن العمل فى مجال البحث العلمى هو الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة فى البحث العلمى، أن تكون قوية الملاحظة، ألا تيأس أبدًا لأن التجارب لا تنجح من أول مرة ولكن الإعادة مهمة. وعدم حصولى على النتيجة المرجوة لا يعنى فشلى؛ وإنما أحتاج التعديل من أسلوبى فى العمل. أحب أن أوجه لهم أن البحث العلمى ليس مجالًا صعبًا؛ وإنما هو مجال ممتع وأعتبره فنا إذا لم أكن موهوبة ومقنعة وصبورة لن أستطيع النجاح فى البحث العلمى. أعتبره الوظيفة التى تعطى للفتاة فرصة التوفيق بين العمل والبيت لأنك تكونين دائمًا حرة وقتك.

 كيف ترين دور المرأة العربية فى مجال البحث العلمى؟

- بالحديث عن دور المرأة فى مجال البحث العلمى سأقول إن هذا المجال هو أنجح مجال ممثلة به المرأة، لأن 50 % من المشتغلين فيه من الفتيات والسيدات. وليس هناك بحث رجالى وبحث أنثوى؛ وإنما يكون فريق عمل يعمل فيه جميع الأطراف بدون تحيز لجنس معين. وهناك العديد من الجوائز التى وُجهت خصيصًا للمرأة فى مجال البحث العلمى مثل جائزة الأميرة فاطمة التى تمنحها جامعة القاهرة، والجائزة التقديرية والتشجيعية للمراة التى تمنحها أكاديمية البحث العلمى، وجائزة لوريال يونسكو، وغيرها من المكاسب التى تنالها المرأة فى هذا المجال.

 ما أهم المشاريع التى تعملين عليها حاليًا؟

- أهم ما يشغل بالى وأحب تطبيقه وتنفيذه هو كيف أفيد المجتمع بمخرجات البحث العلمى وكيف أفيد المراة بشكل خاص. وصلت حاليا لمرحلة أستطيع معرفة أهم الأبحاث التى أستطيع من خلالها تطبيق مشاريع صغيرة تُفيد المرأة فى عمل مشروع صغير وتُعيل نفسها أو تحافظ على صحتها. وأركز حاليا أيضًا على نشر ثقافة البحث العلمى وأهميته للمجتمع البسيط. وأن أنشر فائدة الملكية الفكرية داخل نطاق البحث العلمى وخارجه لكل المبتكرات والمبدعات. وأيضًا توعية السيدات والمجتمع بالوقاية والاكتشاف المبكر للأورام وأهمها أورام الثدى والكبد هذا كان نابعًا من المبادرة الرئاسية «ميت مليون صحة». وتلك هى أهم المشاريع التى أحاول القيام بها حاليا.

 ما رسالتك للمجتمع العربى فيما يتعلق بأهمية البحث العلمى؟

- أقول لكل باحث وباحثة، قبل أن تقوم بالدراسة عليك أن ترى مدى أهمية البحث الذى تقوم به للمجتمع. وأن ترى أين توقف من سبقوك وتُكمِل من حيث توقفوا، وألا تكرر الأبحاث وإنما أضف عليها أو ابتدع جديدا يكون مفيدا. فالبحث العلمى مفيد لنمو البلاد ولبناء اقتصاد مبنى على المعرفة.

 ما توقعاتك لمستقبل المرأة العربية فى مجال البحث العلمى؟

- توقعاتى للمرأة المصرية والعربية أنها ستكون فى نجاح متزايد فى البحث العلمى، فإذا رأينا نسبة السيدات اللاتى يعملن فى مجال البحث العلمى منذ 50 عامًا سنجد أنها قليلة جدًا. فعندما احتلت سميرة موسى المركز الأول على كليتها رفض مجلس الجامعة تعيينها كمعيدة؛ ولكن رئيس الجامعة الدكتور أحمد مُشرفة أصرّ على تعيينها كمعيدة؛ وإذا قارنّا هذا الوقت بالوقت الحالى سنجد أن هناك نسبة 50 % ممن تعملن بالبحث العلمى سيدات.

أريد أن أشير أيضًا أن هناك تقدما ملحوظا فى البحث العلمى المصرى وأصبح لنا مكان فى التصنيف العالمى ويمكن أن نلاحظ ذلك من خلال الأبحاث التى تُنشر والجوائز التى يتم الحصول عليها فى مجالات تطبيقية لخدمة المجتمع. فأنا سعيدة بدور المرأة وأفخر بالمرأة المصرية فى مجال البحث العلمى.