الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد تكريم الرئيس السيسي لها فى احتفالية المرأة المصرية: د. منى الصبان: حفرت فى الصخر من أجل إنشاء «المدرسة العربية للسينما والتليفزيون»

هى صاحبة فكرة ومديرة المدرسة العربية لتعليم فنون السينما، وأول من أطلقت موقعا على الإنترنت ناطقًا باللغة العربية لتعليم السينما والتليفزيون عن بعد. وقامت بالتدريس فى عدة جامعات ومعاهد وشغلت منصب رئيسة قسم المونتاج السينمائى فى التليفزيون اللبنانى، وشاركت فى العديد من المهرجانات والمؤتمرات والمعارض، وقامت بمونتاج عدة أفلام ومسلسلات، ولها العديد من المؤلفات تم تكريمها خلال احتفالية المرأة المصرية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، هى د. منى الصبان أستاذ المونتاج بالمعهد العالى للسينما فى حوار خاص لـ«روزاليوسف».



 ماذا يمثل تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لكِ فى احتفالية المرأة المصرية؟

- لم أتوقع هذا التكريم، ومنذ لحظة معرفتى وحتى انتهاء التكريم وأنا أشعر بأننى طائرة فى الهواء ولم أمش على الأرض، سعادة مطلقة، ولكنى حزينة جدا لأنى كنت أتمنى أن ترانى أمى فى هذا التكريم، ولكنها رحلت عن العالم، كانت ستفرح جدًا.

هناك الكثيرون حققوا إنجازات كثيرة ويستحقون التكريم، ولكن غير معروفين ولم يتم تكريمهم، وأتمنى تكريم من يستحقون.

 حصلتِ على جائزة الدولة للتفوق فى مجال الفنون العام الماضى، كلمينا عن هذا التكريم؟

- معهد السينما هو الذى رشحنى لهذه الجائزة، وفوجئت أن الدكتور أحمد مرسى رحمه الله عليه يكلمنى ويقول: «منى، حصلت على جائزة التفوق فى الفنون»! وكنت لا أصدق، ولكن حصلت على الجائزة لنفس السبب الذى كرمنى عليه الرئيس وهو المدرسة العربية للسينما والتليفزيون، وللمعرفة بها أكثر رجاء كتابة هذا الاسم باللغة الإنجليزية ‏ http://www.arabfilmtvschool.edu.eg  ولو لاحظت أن نهاية الموقع edu.eg من المجلس الأعلى للجامعات فالدومين المجلس الأعلى للجامعات وأنا صممت على أن تكتب eg حتى يتم معرفتها أنها مصرية ولا تنسب لأى دولة أخرى، وأسست هذه المدرسة لينضم للدراسة بها طلاب من كل أنحاء العالم.

 تاريخ طويل ومشرف فى مجال المونتاج والتدريس، أيهما أقرب إلى قلب الدكتورة منى الصبان؟

- أدرس منذ سنوات طويلة والتدريس حلو جدا، ولكن الأجمل من ذلك الطلبة أشعر أنى أم لهم وليس مجرد دكتورة فقط وهم كذلك يشعرون بأنى أمهم، وحين فكرت فى موضوع إنشاء «المدرسة العربية للسينما والتليفزيون» شعرت أن هذه المدرسة هى بنتى دخلت فى العديد من العقبات من أجل إنشائها وكنت أقول ولا يهمنى؟! المهم أن تنجح المدرسة وهناك أشخاص تحطمك وتشعرك أن ما تعملينه ليس مهمًا، ولكنى حفرت فى الصخرة من أجل بناء هذه المدرسة، لذا من يحاول المساس بها يجدنى كالقنفذ فهى بنتى.

 من من الشخصيات المعروفة تخرج من هذه المدرسة؟

- بيتر ميمى دكتور بشرى تخرج فى كلية الطب ودرس بالمدرسة وعمل فيلمًا فى آخر سنة بكلية الطب وقالى أنا عملت الفيلم وطلع كله غلط، لذا فكر فى الدراسة بالمدرسة وأصبح بيتر ميمى بأعماله المتميزة. وأضافت: لدى طالب بالإسكندرية لديه شلل أطفال ودرس بالمدرسة وعمل فيلمًا أخذ الجائزة الأولى بالمهرجان القومى للسينما، وأيضًا لدينا طالب بالمدرسة لديه مشكلة بالمركز الحركى بالمخ ولا يتحرك، ولكن اشتغل بمخه والتحق بالمدرسة واستطاع أن ينجح.

ما السمات الواجب توافرها فى الطلبة الملتحقين بالمدرسة؟

- لدى شباب من جميع الدول العربية يدرسون بالمدرسة وهناك شباب مصريون وعرب فى الدول الأجنبية كالسويد وفرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وأمريكا وهولندا يلتحقون بالمدرسة، فالمدرسة حققت رغبات شباب كثيرين لديهم رغبة فى تعلم السينما، كما يحصل على شهادة من أكاديمية الفنون ومن نقابة السينمائيين وفى آخر دراسة المناهج (السيناريو والإخراج والتصوير والمونتاج والصوت) يعمل مشروع التخرج فى حوالى شهرين.

 ما التحديات التى تواجهكم فى المدرسة؟

- نحتاج دعمًا ماديًا كبيرًا فنحتاج إلى عمل أشياء كثيرة فالمدرسة قائمون عليها 3 فقط منهم أنا، نبحث عن ممول للمدرسة، فحفلة مهرجان القاهرة السينمائى نجد من 15-20 ممول للحفلة ونحن ليس لدينا أى ممول.

 ماذا عن معهد السينما والتحاقك به فى بدايتك؟

- والدتى هى التى علمتنى حب السينما فكانت تحضر حوالى 3 أفلام فى الأسبوع وإذا لم تشاهد خلال الأسبوع الأفلام تتضايق كثيرًا، تعشق السينما وكانت ست بيت لا تعمل وكانت تدعمنى كثيرًا وإذا حصلت على درجات عالية تأخذنى للسينما، وبعد الثانوية العامة مجموعى دخلنى تجارة وكنت زعلانة جدا ولكن خالى د. أسعد نجيب قال لى: فى معهد جديد فتح للسينما وصلاح أبو سيف يدرس به فما رأيك تقدمى فيه؟

 

فعجبتنى الفكرة جدًا وشعرت بسعادة شديدة، لكن والدى لم يقتنع بدراسة السينما وكان بيقول للناس فى خدمة اجتماعية، حتى تخرجت وكنت الأولى وتعينت معيدة فبدأ يقول للناس بنتى معيدة بمعهد السينما.

 وماذا عن تجربتك بلبنان؟

- سافرت العديد من الدول، فدرست فى سوريا، وعملت أستاذة بالجامعة اللبنانية ورئيسة قسم المونتاج فى التليفزيون اللبنانى وكنت أعمل فى العديد من وكالات الأنباء بالمونتاج، حتى أرسلتنى وزارة الإعلام اللبنانية لباريس لمدة 4 أشهر عملت مونتاج فيلم سينمائى طويل وكانت تجربة رائعة، استفدت كثيرا منها لأن كان فى أشياء فى ميكانزيم السينما غير موجودة بمصر، كنت أحكى عنها للطلبة، ولكن لم يكن لدينا الإمكانيات والأجهزة التى تساعد على العمل بها فى مصر فى ذلك الوقت، والجميل بالخارج التخصص الدقيق. 

وأضافت: الآن الديجتال دخل كل حاجة فى مصر، ونقل السينما إلى عالم آخر فالسينما بدأت 1895 والتليفزيون بدأ 1950 ففرق كبير بينهم 55 سنة وأول ما بدأ التليفزيون كان إلكترونيًا وليس به دقة المونتاج السينمائى، وبعد فترة بدأ يدخل الكمبيوتر فى التليفزيون وبدأ يتفوق عن السينما فى الدقة، والسينما بعد 100 سنة تخلت تمامًا عن الحرفية وأصبحت مثل التليفزيون، ولم يكن هناك فرق بين السينما والتليفزيون فالديجتال وحد الاثنين ولم يبق الآن معامل للسينما.

 حياتك الأسرية وواجبك كأم، كيف توفقين بين العمل والبيت وأنت تعملين ساعات طويلة؟

- قضيت 21 سنة من 73 وحتى 94 وأنا أعمل فى بيروت وأسرتى معى ببيروت ودخلوا التعليم حتى قدموا فى الجامعات بمصر، وكان معظم الأوقات حرب فقضيت الحرب الأهلية هناك، فى إحدى المرات كانت إسرائيل تضربنا بالقنابل وكنا ننزل الملاجئ بالأيام، حتى تم وقف إطلاق النار فى الساعة السادسة وأنا فى الساعة السادسة وربع خرجت بالعربية على التليفزيون اللبنانى لأعمل الأخبار وفى أحد الشوارع فوجئت بقذيفة فرجعت لأمشى بشارع آخر، فلدى التزام وإيمان بما أعمل، أثناء وجودنا بالملاجئ كنت أرعى أولادى وكانوا متفوقين فالصغير وهو لديه 10 سنوات كان يحب الكمبيوتر ويتعلمه والآن لديه شركة برمجة كبيرة للبنوك والبورصات على الإنترنت وابنى الكبير سفير فى وزارة الخارجية. فالأم لابد أن تحرص على تربية ومتابعة أبنائها طوال الوقت.

 

 من كان الداعم لكِ على طول الطريق؟

- والدتى قبل الزواج وبعده كانت تدعمنى وتشجعنى فكانت جميلة وذكية ثم زوجى، ففى إحدى المرات بدأت فيلم 10 صباحًا، وكان عيد ميلاد ابنى ثم استأذنت ساعة الساعة 7 مساء ورجعت الساعة 8 العمل واستمررت حتى الساعة 5 صباحا فلديك هدف والتزام وكان زوجى وأبنائى يقدرون ما أعمل، كنت أسمع صوت القذائف أثناء العمل، ولكن كان لدىّ إصرار على النجاح.

كتبتِ العديد من الكتب فكيف كنتِ تجدين وقتًا لها؟

- كتبت حوالى 6 كتب، فأول كتاب كان مهمًّا وهو «المونتاج بالكمبيوتر فى الدراما التليفزيونية» وقبل عمله كان لى تجربة مع الأستاذ المخرج محمد فاضل 4 أشهر كنت أعمل مونتاج قبل التصوير على الورق فالحلقة التى تستغرق 8 أو 9 ساعات كنت أعملها فى ساعة واحدة فقط، مونتاج على الورق تجربة ناجحة جدًا.

 احكِ لنا مواقف مؤثرة فى حياتك؟

- أذكر أثناء تدريسى بالجامعة اللبنانية كنت أدرس فى معهد المسرح مادة سينما وضمن الذين درست لهم المخرج أسد فولادكار الذى عمل «راجل وست ستات» وهو لبنانى فكان يدرس معى مسرح ومادة السينما، والحقيقة شغله رائع ونصحته ميكملش مسرح بعد التخرج، وكان هناك منح عديدة فنصحته يأخذ منحة سينما وليس مسرحًا، وبالفعل درس فى جامعة بوسطن بأمريكا سينما والآن مخرج سينمائى رائع.

كنت بالتليفزيون اللبنانى أعمل كل أسبوع شخصية مؤثرة وأنا المونتير ولم يكن فى مخرج مع المذيعة فكنت أنا المونتير والمخرج فى نفس الوقت وعملت حلقة عن الشاعر «أدونيس» ومرة وأنا بشارع الحمرة قابلنا الشاعر وعرف أنى أنا اللى عملت حلقة عنه فقبل يدى وهذا قمة التقدير.