السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حماس..  وفرقة ناجى عطاالله

حماس.. وفرقة ناجى عطاالله

فى الوقت الذى يعانى فيه ويئن وتموت فى كل لحظة روح فى غزة سواء من الرجال أو النساء أو الأطفال، تلعب حماس مع إسرائيل نفس لعبة مسلسل الفنان القدير عادل إمام «فرقة ناجى عطا الله» وأفسدت الهدنة ووقف إطلاق النار الذى تدخلت من أجلهما العديد من الدول وعلى رأسها مصر، طلبت إسرائيل أسماء الأسرى الذين كان من المفترض أن يتم استبدالهم فترفض حماس لنكتشف بعد ذلك أن هناك 6 أو 7 من الأسرى التى تطالب بهم إسرائيل قد قتلوا فى الحرب من إسرائيل بالخطأ، وكنا نعتقد فى البداية أن هذا الرفض كان من باب الحصول على مكاسب أكبر إلا أننا اكتشفنا أن حماس تتلاعب فى مفاوضاتها لأن من تطلبهم إسرائيل قد قتلوا، فماذا كانت ستفعل حماس فى حالة أن وافقت إسرائيل على تسليم أسرى بدون أسماء، كانت ستفعل مثلما فعل الفنان عادل إمام فى مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» وتقوم بأخذ أشخاص من المستوطنات وتسلمهم على أنهم الأسرى، وضاعت صفقة الهدنة على أهل غزة الذين يموتون يوميًا برصاص الاحتلال أو بهدم المنازل فوق روؤسهم أو جوعًا حتى أصبحوا مثل الهياكل العظمية، فهل هذا مجال الآن للعب مع إسرائيل لعبة فرقة ناجى عطاالله؟!



حماس تقول إنها ستحرر فلسطين، فماذا فعلت؟ كانت السبب فى قتل أكثر من 30 ألف فلسطينى وأكثر من 75 ألف مصاب ثلثهم من النساء والأطفال والعجائز الذين لا ناقة لهم ولا جمل بما يحدث، وحتى الأحياء فى غزة فهم فى عداد الأموات بالفعل وينتظرون فى كل لحظة غارة إسرائيلية تهدم المنازل على رءوسهم، فماذا تريد حماس مما تفعل؟ أتريد القضاء على الشعب الفلسطينى كله، أم أن هناك اتفاقًا بينها وبين إسرائيل على إقحام مصر فى حرب بالوكالة وقادة حماس ينعمون فى قصور فى الخارج، حماس واهمة إن كانت تعتقد أن لعب الأطفال الذى تفعله من الممكن أن يحرر أراضيها، وواهمة مرة أخرى إن كانت تعتقد أنها وإسرائيل سيجران مصر لحرب ويقتسمان الغنيمة.. حماس تأخذ سيناء.. وإسرائيل تفرغ غزة من أهلها لإقامة مشروعها المتفق عليه مع عدة دول لإنشاء قناة موازية لقناة السويس.

فلسطين لن تتحرر إلا إذا اتفقت جميع الفصائل الفلسطينية ووضعت يدها فى يد السلطة الشرعية ورئيسها فى فلسطين محمود عباس، ثم تبدأ المفاوضات التى ستفضى فى النهاية إلى حل الدولتين على حدود 1967، ولكن حتى عندما قام الرئيس محمود عباس بإجراء تغييرات فى حكومته لم يسلم من انتقادات حماس له، بل يسألونه لماذا لم يأخذ رأيهم فى رئيس حكومته الجديد، بل يطالبونه بأن يكون لهم دور فى الحكومة، عن أى دور تبحثون اليوم بعد ما قمتم به فى 7 أكتوبر الذى أدى إلى نكبة جديدة أكبر من نكبة 1948، فلتبتعد حماس وتترك الرئيس الشرعى يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه أو ما تبقى من فلسطين وأهلها، وأتساءل هنا: ما يحدث اليوم حدث عدة مرات من قبل من حماس، فهل تحررت فلسطين؟ لا .. لم تتحرر، ولكن على الأقل كانت المفاوضات التى تديرها مصر تؤتى بثمارها على مدى العقود الماضية بسبب اختلاف أجيال حماس وطريقة تفكيرها.

ومن مصر إلى باريس إلى قطر والعودة مرة أخرى فى جولات من المفاوضات للتهدئة، إلا أن جميعها باءت بالفشل بسبب مراوغة حماس من ناحية وإسرائيل ونتنياهو من ناحية أخرى لدرجة جعلت الكثيرين يفكرون فى شىء واحد ألا وهو: لماذا لا تكون حماس وإسرائيل متفقتين من البداية على كل ما يحدث؟ ولم لا.. أليست هذه هى حماس نفسها التى اقتحمت حدود مصر فى 2011 وفتحت السجون للجماعة الإرهابية وأطلقت سراحهم ليقتلوا المصريين فى 28 يناير 2011، لقد حان الوقت لكى تترك حماس الساحة للسلطة الفلسطينية لتصحيح الأخطاء التى قامت بها ودفع ثمنها أهل غزة بمفردهم بداية من الأجنة فى بطون أمهاتهم والنساء والعجائز وبلا أى نتيجة تذكر حتى على سبيل المثال.