الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رحلة عطاء لا تنتهى.. «الأمهات المثاليات» قصص كفاح تستحق التكريم

تكرّم الدولة كل عام الأمهات المثاليات اللاتى ضحين وتحملن كثيرًا لتربية أبنائهن وإسعادهم وتقديمهم كنموذج صالح لنفعهم ونفع المجتمع، وتكريم الأمهات المثاليات هو تكريم لكل أم وكل سيدة تتعب وتربى وتقدم وتبذل من أجل إسعاد الآخرين، وتقديرًا وإيمانًا بمكانة المرأة ودورها فى المجتمع.



وفقًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يقدر قيمة المرأة ودورها فى حماية وبناء الوطن، أعلنت السيدة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى أسماء الأمهات الفائزات فى مسابقة الأم المثالية لعام 2024 على مستوى محافظات الجمهورية.

 الأمومة مهمة إنسانية ورحلة عطاء

وقدمت التهانى للأمهات الفائزات ولكل الأمهات المصريات، مؤكدة حرص الوزارة على تكريم الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن مصر تحتفل كلها بالمرأة المصرية، التى رأت فى عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى طفرة غير مسبوقة، وتعيش عصرها الذهبى.

وأكدت أن السيدات المصريات يساهمن فى تنمية أسرهن وفى خدمة المجتمع والمساهمة فى سوق العمل، كما أن الأمومة مهمة إنسانية ورحلة عطاء لسيدات ربما لم يلدن، ولكن عطاءهن لا يقل عن أمهات أخريات.

وأوضحت القباج أن عدد المتقدمات لمسابقة الأم المثالية لعام 2024 بلغ 694 متقدمة، لكل واحدة منهن قصة كفاح تستحق التكريم، ومن بينهن 412 متقدمة انطبقت عليهن الشروط، والتى جاءت كالتالى: ألا يقل سن الأم عن 50 عامًا، وأن يكون لها قصة عطاء، فضلا عن الإلمام بالقراءة والكتابة على الأقل، وألا يزيد عدد الأبناء على ثلاثة أبناء، ويُستثنى من هذا الشرط المحافظات الحدودية من شمال سيناء وجنوب سيناء والوادى الجديد ومرسى مطروح والبحر الأحمر وأسوان، وبحد أقصى 5 أبناء، وأن يكون جميع الأبناء حاصلين على مؤهل عالٍ أو فى الفرق النهائية بالكليات أو أحد الأبناء حاصل على مؤهل فنى متوسط ومتميز بإحدى المهن ويُستثنى الابن ذو الإعاقة الذهنية وغير قابل للتعلم.

 المناخ الأسرى

أما بالنسبة للأم الكافلة، فهى الأم للأسرة الكافلة من الأطفال «كريمى النسب» فى منزلها مع أطفالها البيولوجيين أو بدونهم، أو الأم التى لم يسبق لها الزواج، أو زوجة الأب التى قامت برعاية أبناء الزوج، أو الخالة، أو العمة، أو الجدة، فيستلزم أن يكون الابن المكفول قد حصل على مؤهل جامعى، والمساواة بين جميع الأبناء داخل الأسرة بالتعليم والصحة والمعاملة، وإعطائهم من الاهتمام والحب والحنان القدر المناسب الذى أتاح لهم حياة نفسية واجتماعية سليمة.

وأكدت القباج أن الشروط الخاصة باختيار المُكَّرمين جاءت وفقًا لشروط ومعايير وضعتها الوزارة، حيث اتسعت لعدد من المعايير التى تنطوى على معان سامية مثل العطاء وإعلاء القيم الإنسانية والحفاظ على تماسك الأسرة، وأيضًا أهمية إعلاء قيمة الأسرة الكافلة وتعظيم دور هذه الأسر خاصة الأسر التى لديها أطفال طبيعيون وتشجيعها على كفالة الأيتام بهدف توفير المناخ الأسرى الجيد.

«نون القوة» التقت بالأمهات المثاليات ليروين قصصص كفاحهن لروزاليوسف:

أميمة السيسى: أهدى لأولادى التكريم وأشعر بالسعادة فى وجودهم معى

من المنوفية تحكى أميمة طلعت على السيسى: بنتى قدمت لى فى المسابقة، طلبت منى أجهز بعض الأوراق ولما سألتها محتاجة الأوراق ليه؟ قالت لى يا ماما سأقدم لكى فى مسابقة الأم المثالية وأنا حاسة أنهم سيقبلونك لأنك تعبتى كثير معانا، وبعد شهر ونصف من التقديم فوجئت أن ابنى يتصل بى ويقول لى مبروك يا ماما فزتى بالأم المثالية. 

وتابعت أميمة: أنا كأى أم مصرية ربت أولادها، تزوجت عام 1987 م وربنا رزقنى بثلاثة أولاد وكنا سعداء نربى أولادنا ونعلمهم، وفى أحد الأيام تعب زوجى فاكتشفنا أنه مصاب بسرطان فى الكبد وبدأت رحلة العلاج ومررت بظروف صعبة فى مراعاته أثناء مرضه وتربية الأولاد، ثم توفى تاركًا لى 3 أطفال فى المدارس ولكنه تركهم أقوياء كان كل منهم يعرف ويحرص على مصلحته ويذاكر حتى حصل الابن الأكبر على بكالوريوس صيدلة والابن الثانى تخرج من كلية الهندسة ويعمل فى إحدى شركات البترول أما البنت الصغيرة فحصلت على بكالوريوس طب أسنان بتقدير ممتاز، وكلهم الحمد لله تزوجوا ولى أحفاد.

 كل مر سيمر

وأضافت أميمة: أصبت بسرطان فى الثدى وعرفت إننى مصابة، ولكن لم أهتم وخشيت أن أذهب للعلاج ويؤثر ذلك على الأولاد وامتحاناتهم فأهملت الموضوع سنة مما أدى بعد ذلك إلى خضوعى لعملية استئصال وخضعت للعلاج الكيماوى وتحسنت صحتى بعد ذلك ولكن بعد 5 سنوات عاد المرض فى منطقة أخرى وخضعت مرة أخرى لعملية وعلاج كيماوى وتحسنت ولكن من شهرين بدأ المرض يظهر مرة أخرى والحمد لله أتابع للعلاج، وأضافت: أهدى لأولادى التكريم لأنهم واقفين جانبى وأشعر بالسعادة فى وجودهم معى، وأقول لكل أم تمر بظروفى كونى قوية فكل مر سيمر وخذى من أى محنة منحة والله دائمًا يفعل لنا الخير، فهناك اختبارات ولكن علينا أن نتقوى ونصمد من أجل أبنائنا لأنهم يستحقون التضحية وكما تضحى من أجلهم فى صغرهم تجديهم بجانبك فى كبرك، وأتمنى أن أذهب للحج مع ابنى لأنى لا أستطيع أن أذهب بمفردى.

كوثر: تحديت العالم كله حتى أربى وأعلم بناتى

ومن أسيوط نموذج لأم كافحت وثابرت واستطاعت عمل مشروع تنفق منه على بناتها رغم التحديات التى مرت بها والكلام المحبط من المحيطين، تقول كوثر محمود إبراهيم عمار الأم المثالية لمحافظة أسيوط: بنتى قدمت لى فى المسابقة وقالت لى يا ماما انتى تستاهلى كل خير تعبتى معانا كثير، والدهم توفى وكانوا فى المرحلة الابتدائية ترك لى 3 بنات وولد أكبرهم وبعد عام توفى الولد وأصبحت أنا والبنات فقط، فشعرت بمرارة الزوج والابن يتركونى وحدى لأتحمل مشقة الطريق، فقفلت الباب علىَّ أنا وعيالى وكنت أدعى الله أن يساعدنى ويقوينى حتى أعلمهم تعليم عالى وجاهدت معهم على قدر استطاعتى.

 أخبز عيش وأبيعه

وأضافت كوثر: حين مات ابنى بعد وفاة زوجى بعام حزنت جدًا وفى القرى صعب تربية البنات ومفيش راجل وسطينا وسمعت كلام كثير سلبى من حولى.. اللى يقولى جوزيهم واخلصى واللى يقولى كفاية تعليم مش مهم تعلميهم فتحديت العالم قريب وغريب وقفلت بابى على بناتى وربيتهم وجبت ماكينة خياطة واشتغلت عليها ولم أحوجهم لأى شىء وكنت أخبز عيش وأبيعه، وكان الناس فى القرية تقولى اللى هتعلمى به بناتك جوزيهم أحسن به ولكنى لم التفت لكلامهم ووقفت معهم حتى حصلوا على مؤهلات عليا منهم بنت رائدة ريفية وبنت خريجة آثار وبنت حصلت على ليسانس آداب وتزوجت، وتابعت كوثر:

اشتركت فى جمعيات خيرية وكنت أنصح السيدات بتعليم أولادهم وألا ييأسوا وأن يتحدوا الصعوبات وكل سيدة تستطيع أن تعمل مشروعًا، تربى طيور أو تخبز أو تفصّل ملابس أو تشتغل على ماكينة خياطة.

وأضافت كوثر: بنتى عملت حادثة وهى فى الكلية ووقفت جنبها وساعدتها فى الدراسة وكنت أصور الورق من زملائها وأجيبه لها البيت تذاكر وأقعد وسطهم وأشجعهم، وأتمنى أن البنات يتعينوا فى وظائف دائمة وهذا أكثر شىء يسعدنى وينسينى كل تعب مررت به.

 فاطمة: مات حلمى بموت زوجى فكان لى حلم آخر 

وفى محافظة السويس فازت بالأم المثالية فاطمة السيد منصور 69 عامًا وأرملة منذ 38 عامًا لديها ولد وبنت وكانت تعمل بوظيفة محاسبة بإحدى الجامعات.

تقول فاطمة: تعلمت وتخرجت من جامعة القاهرة وتزوجت فى 1981 وأنجبت ولدًا وبنتًا ثم توفى زوجى بعد 6 سنوات فقط من زواجنا وترك الولد عمره عامين والبنت 4 سنوات، فكان حلمى أكون أنا وزوجى وأولادى أسرة سعيدة مع بعض، ولكن مات الزوج ومات الحلم ولكنى لم أستسلم من أجل تربية أبنائى وبدأت حلمى الثانى أربى أولادى وأعلمهم واستمرت الرحلة مع مرورنا بالعديد من الأزمات، ثم علمت البنت وتزوجت والابن أيضًا تعلم تعليمًا عاليًا، وفى 2020 فى الحملة التى أطلقها سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ألف مليون صحة لاكتشاف سرطان الثدى اكتشفت أن عندى ورم وبدأت بالكيماوى ثم استئصال ثم إشعاع وأتابع العلاج الآن، وتابعت فاطمة: مررت بظروف صعبة وكنت لا أعرف أجيب مدرس البيت لمساعدة الأولاد خوفًا من كلام الناس وأيضًا فى زواج بنتى وتجهيزها فكنت آخذ قرارًا فى كل شىء وكنت أخشى أن يكون قرارى غلط، لذا كنت أفكر كثيرًا قبل أخذ أى قرار، وتابعت أعمل فى جمعية أهلية وأدعم فيها السيدات والجمعية هى اللى عرفتنى بالمسابقة وقالت لى قدمى وبالفعل قدمت ولم يكن ببالى أن أفوز بالأم المثالية، هناك أمهات كثيرات تستحق التكريم أكثر منى، فالعديد من السيدات التى أقابلها أثناء عملى بالجمعية مرت بظروف صعبة ومنهن من زوجها مريض وتتعب معه فى المرض سنوات عديدة بجانب تربية أبنائها، فالله يكرمهن ويعطيهن الصحة والبركة، وأشجع كل أم ألا تستسلم ولا تحرم أبناءها من التعليم لسوء الأوضاع الاقتصادية بل تضحى وتعمل وتبحث عن مشروع، فالدولة تشجع عمل مشاريع للسيدات وتشجع التمكين الاقتصادى وتساعد السيدة على العمل، أتمنى أن يصل الوعى لكل سيدة فنجاحها يعمل على النهوض بالدولة والمشروعات الصغيرة متوفرة حتى لا تحتاج أى سيدة، وأيضًا مؤسسة حياة كريمة دخلت السويس منذ 3 سنوات وتقدم كل الدعم للأسر ولدينا جمعيات عديدة تنحت فى الصخر لتوفير حياة كريمة للناس، وأنا أحب هذا المجال واشتركت فى العمل فى حياة كريمة وسعيدة جدًا بذلك وأتمنى أن أقدم الكثير لمن حولى وأساعدهم.

مريم: لما نتمسك بربنا الصعب يهون

ومن قنا مريم وهيب يعقوب عطالله أرملة منذ 17 عامًا ولديها 3 أولاد مؤهلات عليا الابن حصل على بكالوريوس هندسة والبنت الثانية حصلت على بكالوريوس تربية والابنة الثالثة حصلت على حاسبات ومعلومات، تقول مريم: عرفت من وحدة التضامن عن المسابقة وقدمت فيها واتصلوا بيا وقالولى فزتى بالمسابقة ودخلونى جروب الأمهات المثاليات، زوجى توفى وترك لى الأولاد فكنت أحصل على معاش التضامن الاجتماعى وأشتغل بالأعمال اليدوية من المنزل لأنى لا أستطيع ترك أولادى وحدهم، ونشكر ربنا استطعت أربى أولادى وأعلمهم، كنت أشعر فى وقت الأزمات والمشاكل بأهمية وجود زوجى وخصوصًا إنى ترملت وكان عندى 34 سنة لكن ربنا سندنا وعدت الأيام فكانت السنة الأولى من موت زوجى أصعب سنة ولكن استمرت الحياة، لما نتمسك بربنا الصعب يهون وربنا يساعدك، تعليم الأولاد وتربيتهم مهمة كل أم لابد أن تحرص على ذلك مهما مرت بصعاب لابد أن تكون قوية ولا تستسلم.