الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رمضان فى مصر حاجة تانية (2)

رمضان يعنى صيام وفطار وسحور وحلو..ومع كل حلو فى قصة، النهاردة هنعرف زينب الليّ بنحب صوابعها وناكلها.



لأصل حكاية صوابع زينب عدة روايات منها ما هو الرومانسى جدًا والقاسى. الحكاية الأولى بتقول إن بعد انتصار الظاهر بيبرس على المغول رجع مصر وتم استقباله استقبالًا عظيمًا بسبب النصر اللىّ حققه فأمر بيبرس بعمل حاجة حلوة وتوزيعها على كل أهالى القاهرة احتفالاً بالنصر، وبالفعل بدأ الطهاة بعمل الحلويات ومن ضمن الحلويات دى كان فى نوع ظهرت فيه آثار صوابع من صنعها ولما قدمت للظاهر بيبرس عجبته جدًا وكان عايز يعرف اسمها فجاب الطباخ وسأله فارتبك لأنه كان فاكر إنها معجبتوش بسبب آثار الصوابع عليها وقاله عفوًا يا مولاى هذه أصابع زينب، لما الطاهى قاله كده افتكر الأمير إن دا اسمها وطلب أنه يقابل زينب وبالفعل جت واتكلم معاها وأعجب بها واتجوزها وبقت الأميرة زينب.

أما الرواية التانية بقى فبتقول إن فى عصر المماليك كان فى ست معروفة بأعمال الخير اسمها نفيسة البيضاء وكان عندها أكبر سبيل وتكية ومدرسة فى العصر ده، وكانت غنية ولها سمعة وشهرة فى كل البلاد.

كان عند نفيسة البيضاء طباخة شاطرة اسمها زينب، وفى يوم كانت نفيسة متضايقة، فزينب كانت عايزة تبسطها فعملت لها حاجة حلوة بالدقيق والسمن مقلية فى الزبدة وسقتها بعسل النحل وعملتها صوابع وقدمتها للسيدة نفيسة البيضاء وعجبتها جدًا ومن ساعتها بقت بتقدمها لضيوفها من الأغنياء والأعيان ولما كانوا يسألوا عن اسمها كانت بتقول اسمها صوابع زينب نسبة للطباخة وكانت نفيسة البيضاء بتوزع صوابع زينب فى ربوع المحروسة فى أيام مولد النبى ومنها عرفها عموم الشعب مش بس الأعيان.

وفى رواية تالتة تنسب الاسم إلى السيدة زينب بنت الحسين، ترجع التسمية لوقت استشهاد سيدنا الحسين فى معركة كربلاء ولما رجعت جثته أسرعت زينب ابنته اللىّ كان عندها ساعتها أربعة أعوام واحتضنت الجثة ورفضت تركها وفضلت متشبثة بيها بصوابعها، فجم جنود معاوية ابن أبى سفيان يبعدوها وفشلوا فضربوها على صوابعها ومن يومها المجالس كلها بقت بتتكلم بلا انقطاع عن صوابع زينب وبقت إشارة للقسوة وبعد كده سموا الحلو ده على اسمها كتكريم لها ومحبة لآل البيت.

تقاليع الحلويات فى مصر مع كل رمضان لا تنتهى ولا ممكن حد يتوقع هيبقى فى إيه جديد، بس مهما تفنن صانعو الحلويات فى ابتكار حاجات يبقى دومًا الأصلى فى الحلو أصلى خصوصًا لما بيكون لها قصة زى روايات صوابع زينب المتعددة.

صوابع زينب عمايلها سهل ودى مكوناتها: دقيق، سميد، رشة ملح، سكر، خميرة، زبدة، شربات وطبعًا ميه. وطبعًا.. رمضان فى مصر فعلاً حاجة تانية والسر فى التفاصيل.