الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كتابان وعدة دراسات عن خطورة جماعة الإخوان والإسلاموية على الحضارة الغربية صحوة أوروبية ضد الإخوان

تتصدر جماعة الإخوان المسلمين فى فرنسا وإنجلترا وبلجيكا عناوين أهم الكتب والأبحاث وتتصدر مبيعاتها الكتب السياسية، وتعلق الكاتبة والصحفية ناتاشا بولونى، قائلة: صحوة متأخرة فالأمر خطير، لقد تأخرنا كثيرا فى شن حرب جادة على الإسلام السياسى، فى أكتوبر الماضى قتل دومينيك برنارد، أستاذ مشارك فى الآداب، طعنا بسكين إخوانى متعصب غارق فى التعصب هو محمد موجوشكوف، حادث مكرر لما حدث عندما قتل معلم آخر هو صموئيل باتى ذبحا على يد أحد تلاميذه منذ ثلاث سنوات، تكرر الحادث بسبب حقيقة أننا ما زلنا، بشكل جماعى، لم نتمكن من قياس خطورة جماعة الإخوان المسلمين أو ماهية الإسلام السياسى، والطريقة التى تنتشر بها. والسم الذى يفسد به مجتمعاتنا.



 

«الإخوان المسلمون يريدون تحويل المجتمع الأوروبى لجعله متوافقا مع الشريعة»

من الكتب المهمة عن خطر الإخوان المسلمين على أوروبا والدول الغربية نشر مؤخرا للباحثة فلورنس بيرجود بلاكلر كتاب بعنوان «الإخوان وشبكاتهم دراسة مستفيضة» وهو كتاب مرجعى عن جماعة الإخوان المسلمين وتأسيسها فى أوروبا، يحدد بدقة هذه الحركة وأساليبها ويضعها ضمن الإسلاموية بشكل عام. تقول فلورنس بيرجود بلاكلر من المؤكد أن مصطلح الإسلاموية، إذا استخدم بشكل مفرط ومنهجى، يمكن أن يصبح لعنة تهدف إلى تشويه سمعة شخص ما أو شيء ما. لكن فى الحقيقة، غالبًا ما يستخدم الخبراء هذا المصطلح عمدًا لوصف الحركات التى تدعى نشاطها السياسى باسم الإسلام. لدينا اليوم، بجميع اللغات، آلاف المؤلفات والقواميس والأطالس التى تتناول الحركات الإسلامية الناشطة فى جميع القارات تقريبًا، خاصة فى البلدان الإسلامية. فى هذا الكتاب، كنت مهتمة بهذا النوع الخاص من الإسلاموية التى انتشرت من البلدان غير الإسلامية منذ الستينيات والتى تسعى، ليس فقط إلى الاستيلاء على السلطة من خلال السياسة، ولكن أيضًا وقبل كل شيء من خلال الاقتصاد والثقافة. هذا نتاج العولمة، إنهم الإخوان المسلمون وهو مصطلح يعنى «الأخ» باللغة العربية، تسهيلًا لتمييزه عن الحركات الإسلامية الأخرى الراسخة، والتى تعمل بمنطق المواجهة والتنافس مع الدولة.

إن حركة الإخوان المسلمين التى تأسست عام 1928 فى مصر، كانت تحمل مشروع الإسلام السياسى المحافظ. وتعتبر اليوم «جماعة إرهابية» فى مصر، هى شكل من أشكال الإسلام التبشيرى العابر للحدود الوطنية، والذى تم تكييفه خصيصًا مع الديمقراطيات والثقافات الغربية دون التقاليد الإسلامية. وكانت أساليبها، المستوحاة من أساليب جماعة الإخوان المسلمين التى ولدت فى مصر عام 1928، تتغذى على مؤثرات مختلفة، وأبرزها الإسلاموية الهندية الباكستانية، ولكن أيضًا أساليب الوعظ المسيحية، وتم تكييفها مع الواقع المحلى نقدية ومتعددة الثقافات للديمقراطيات. واعتمدت على نصوص المؤسسين مثل المصرى يوسف القرضاوى والهندى الباكستانى أبو الأعلى المودودى، لفهم أساليبهم فى الدعوة والتجنيد ورؤيتهم والهوية العابرة للحدود الوطنية التى يريدون فرضها وخططهم. وقد امتنعت فى هذا العمل عن مقارنتها بالحركات الدينية الأخرى من أجل التركيز على المنطق النظامى الداخلى الخاص بهذه «الحركة الإسلامية» العظيمة، كما يسميها القرضاوى بوقاحة.

 تهديد بالقتل

كان من المقرر أن تقدم الأكاديمية والباحثة فى المركز الوطنى للبحث العلمى كتابها فى مؤتمر بجامعة السوربون لكن فلورنس بيرجود بلاكلر أبلغت على حسابها على تويتر أن «عميد كلية الآداب فى جامعة السوربون (طلب) «تعليق» المؤتمر (لها) لأسباب «أمنية»، علقت فلورنس إن «الجامعة هى أحد الأهداف الأولى للإخوان لم تكن هناك أى مظاهرة ضد الحدث» لكن بعدها تطور الأمر تلقت فلورنس بيرجود بلاكلر تهديدات بالقتل ووضعت تحت حماية الشرطة.

  بريطانيا

فى إنجلترا تتعالى الأصوات فى أوساط الباحثين والمثقفين حول خطورة توغل وتهديد جماعة الإخوان المسلمين فى الجامعات وأوساط الشباب محذرة من العواقب.

كانت المملكة المتحدة منذ أشهر مسرحا لمظاهرات مؤيدة للفلسطينيين ومؤيدة لحماس رفعت خلالها شعارات تطالب بالقضاء على دولة إسرائيل («من النهر إلى البحر»)، ودعوات لقتل اليهود ورفع أعلام داعش. لوح. استغرق الأمر ما يقرب من خمسة أشهر - بعد تحذيرات وزيرة الداخلية السابقة لحزب المحافظين سويلا برافمان (التى تم فصلها بسبب ذلك) وتمرد النائب المحافظ لى أندرسون الذى اتهم علانية عمدة لندن، صادق خان، بالتنازل عن سيطرة الإسلاميين على المدينة (تم طرده من حزب المحافظين قبل أن يصفه رئيس البلدية بأنه كاره للإسلام) - يوضح رئيس الوزراء ريشى سوناك أخيرًا رؤيته للمشكلة ويقترح إجراءات ضد «سم التطرف»، دون أن يتخلى عنها. لشعار التكافؤ بين تهديدات الإسلام السياسى واليمين المتطرف.

بدت ردود السلطات البريطانية ساذجة وخجولة، خاصة إذا ما قورنت بالسياسة الاستباقية التى اتبعها وزير الداخلية الفرنسى جيرالد دارمانين، الذى حرره قانون «مكافحة النزعة الانفصالية» المستهدف للإسلام المتطرف من عدد معين من العوائق الإدارية.

ومع ذلك، يبدو أن البريطانيين قد اتخذوا دورًا رائدًا فى مجال تحليل التهديدات من خلال اهتمامهم بما تفعله الإسلاموية بالعالم الأكاديمى: الجامعة هى مكان المشكلة بقدر ما هى مكان لحلها الفعال.

إن محاولات تأطير الدراسات فى العلوم الاجتماعية جعلت من الممكن فهم نوايا وأفعال الفاعلين وفقًا للأطر المعرفية التى يتبنونها، والطريقة التى يرون بها العالم، للتأثير على المعتقدات العامة.

وبينما تقوم الخدمات المتخصصة الفرنسية بالتحقيق فى الخطابات العنيفة فى المساجد والبحث عمن يمكنه القتل ومتى، فإن البريطانيين مهتمون أيضًا، وفى سياق أوسع، بالاستراتيجيات التى يستخدمها الأعداءالإخوان لمنع المجتمع من الدفاع عن نفسه وإنتاج أجسام مضادة اجتماعية. فى مواجهة العدوان. لقد أظهروا أنهم مهتمون بمعلومات التهديد الاستخباراتية.

ويوضح تقريران بريطانيان نُشرا مؤخرًا هذا الاهتمام. أحدهما بعنوان نزع الشرعية عن مكافحة الإرهاب: الحملة الناشطة لشيطنة السياسات الوقائية.

يركز تقرير من مشروع فهم الإسلام السياسى التابع لـ Policy Exchange، على الآليات التى يتم من خلالها إعاقة سياسات المنع أو الوقاية، ويستكشف التقرير الآخر، الذى يحمل عنوان «إعادة النظر فى التطرف»، سبب نقص تمثيل الدراسات الإسلامية فى الأوساط الأكاديمية.

  تمثيل ناقص للأبحاث المتعلقة بالإسلاموية

 يشير الأول إلى شيطنة سياسة المنع البريطانية (المسماة «منع») من قبل نشطاء الإخوان المسلمين المنظمين جيدًا (مثل أعضاء لجنة حقوق الإنسان الإسلامية) وأحزاب معينة، من خلال الترويج لعدة مواضيع بما فى ذلك التأثير على زيادة عدم الثقة. وفك الارتباط (المسلمين على وجه الخصوص) عن الجهود الوطنية والمحلية لمكافحة التطرف. التقارير والمقالات والحملات، مثل حملة «طلاب غير مشتبه بهم» التى أطلقتها منظمة Fosis، ومنظمة «معًا ضد الوقاية»، التى أطلقتها لجنة حقوق الإنسان الإسلامية (IHRC) أو حتى إحاطة حزب العمل حول «تأثير برنامج الوقاية على المجتمعات الإسلامية»، تتهم نظام الوقاية من الجرائم. جعل المسلمين «مجتمعًا مشبوهًا»، وتجريم المعتقدات الإسلامية «المحافظة» من خلال تعريفها بأنها «متطرفة»، وتقويض حرية التعبير، والتجسس على المسلمين نيابة عن الحكومة واستهداف المدارس والمعلمين بشكل خاص.

  كتاب عن حكم الإخوان فى مصر وتونس

فى الكتاب الذى نشر هذا الاسبوع ويلاقى اهتمام الاوساط الثقافية والدوائر السياسية والشان الدينى وهويحمل عنوان «الإخوان المسلمون واختبار القوة» فى مواجهه اختبار السلطة «مصر، تونس (2011-2021)»، تقوم لعالمة الاجتماع سارة بن نفيسة، مديرة الأبحاث الفخرية وعضو إدارة البحوث والتنمية والمؤرخ بيير فيرميرين، أستاذ التاريخ المعاصر فى جامعة باريس السوربون وخبير شئون العالم العربى، ببحث وتحليل مسار جماعة الإخوان المسلمين فى تونس ومصر بعد انتصاراتهم السياسية فى مرحلة ما بعد الربيع العربى. حتى الإطاحة بهم وفك نقاط القوة والضعف فى هذه الحركة السياسية والدينية.

فى حوار لمجلة ماريان العدد الأخير يقول بيير فيرميرين: لم يحكم الإخوان أى بلد عربى حتى ذلك الحين، لذلك كان الانتظار هائلًا. وفى مواجهة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ومشاكل الدولة والفساد الخطيرة، طالب المصريون والتونسيون على حد سواء، بالإضافة إلى الحرية، بدولة أكثر حماية، تشعر بالقلق إزاء الظلم والفقراء.

ومع ذلك، بمجرد وصولهم إلى السلطة فى تونس، ظهر الإخوان المسلمون كنوع من أعداء الدولة إلى الحد الذى تزامنت فيه إدارتهم للشئون العامة مع إضعاف البلاد: ديون كبيرة، وتوظيف موظفين حكوميين غير أكفاء، وغياب الإصلاحات، وغياب الإصلاحات. وتدهور الاقتصاد وإضعاف المدارس وما إلى ذلك، كل ذلك لصالح إصلاح العقول والأخلاق. همهم الأساسى هو الدين: تطبيق الإسلام كمبدأ عالمى على كل علل المجتمع. إن سوء الفهم الهائل وخيبة الأمل التى أثاروها تفسر سبب طردهم من السلطة فيما بعد.

ووصف الباحثان فترة حكم الإخوان فى مصر بأنها «فترة عصيبة انتهت بالانقلاب عليهم لكنها تركت آثارا كثيرة» أحد أسباب الفشل هو سعى السلفية إلى قراءة حرفية لجميع نصوص الإسلام وبالتالى العودة إلى الصورة التى يبدو أنها تنقلها للممارسات السائدة فى المجتمع المسلم فى زمن النبى والخلفاء الراشدين.

 تاريخ

خصص الباحثان فصلا يشير إلى تاريخ وتحركات الجماعة المحظورة حيث، نشات جماعة الإخوان المسلمين فى مصر التى طردها عبدالناصر منها ثم انتقلوا إلى المملكة العربية السعودية، مبتعدين بالأمر الملكى عن السياسة مع اظهار الاهتمام بالقضايا الاجتماعية مع مرور الوقت بدا عدم الالتزام الكامل بالقرارات الملكية ومحاولة إعادة فكر الجهاد ضد الكفار، مما أجبر الإخوان المسلمين على مغادرة المملكة العربية السعودية.

 

ولذلك يوجد اليوم نوعان من السلفية، سلفية الإخوان المسلمين المدعومة من تركيا وقطر، والسلفية القريبة من الوهابية. وتتشابه أفكارهم حول السيطرة على المجتمع، لكن جماعة الإخوان المسلمين أكثر انسجاما مع جوانب معينة من الحداثة.

ويظهر الكتاب أن الإخوان المسلمين لم يكونوا بأى حال من الأحوال مسئولين عن الربيع العربى الذى هز تونس ومصرلكنهم وجدوها فرصة ضرورية على المستوى التنظيمى للقفز على السلطة املا فى إقامة خلافة جديدة، ولكن الأمر الأكثر إلحاحا هو «قيادة هجوم ثقافى مضاد للحداثة وتنفيذ عملية إعادة أسلمة فردية واجتماعية، ولكن أيضا سياسية»  ويجب أن ندرك تأثير مفكرين مثل يوسف القرضاوى (الذى منعت كتبه فى الرياض عام 2015) الذى يعتقد أن الشريعة لها الأسبقية على كل القوانين المستوحاة من حقوق الإنسان.

إن الزعامة من منظور الإخوان هى استحضار سيادة الله الإلهية المطلقة على الأرض، والتى تتعارض بشكل جذرى مع السيادة الديمقراطية الحديثة، سيادة الشعب والمنتخبين. ولذلك فإن شرعية الحكومات تعتمد على استمرار تطبيقها واحترامها للقانون الإلهى. ولا يجب عليهم أن يكونوا مسلمين فحسب، بل يجب أن يعتمدوا القرآن كدستور لهم.

 يرى سيد قطب أن كل المجتمعات غير الإسلامية كافرة. ولكن حتى المجتمعات التى تسمى نفسها مسلمة ولكنها توافق على الخضوع لقوانين غير قوانين الله فهى كافرة! فهؤلاء، رغم احترامهم للعبادات والالتزامات الدينية، ليسوا فى خدمة الله وحدهم فى تنظيم حياتهم. ولذلك فإن الدولة الإسلامية ليست مجرد دولة يحكمها رجال الدين! يجب على المجتمع بأكمله أن يخضع للقانون الإلهى، ولن يكون هذا المجتمع موجودًا حتى يتم تشكيل مجتمع من الرجال الذين عقدوا العزم على خدمة الله، الله وحده، بكل قلوبهم. وعندها فقط سيكون هذا المجتمع المسلم الحقيقى قادرًا على إقامة مجتمع مسلم ودولة مسلمة. يجب علينا أولًا إقناع المجتمع قبل إنشاء الدولة الإسلامية.

وتظهر فصول مختلفة كيف استولى الإخوان المسلمون، فى البلدين اللذين شملتهما الدراسة فى الكتاب، على سلطات واسعة. وسرعان ما فرضوا فى مصر إجراءات (بما فى ذلك دستور جديد) عزلتهم عن القوى الأخرى فى البلاد (بما فى ذلك السلفيون من حزب النور المقرب من الوهابية). وفى تونس، يحكم حزب النهضة فى إطار الائتلافات. وفى عام 2014، اعتمد الحزب على حزب نداء تونس العلمانى الذى كان يتزعمه الرئيس الراحل الباجى قائد السبسى، وفى عام 2019 أصبح زعيمه التاريخى الغنوشى رئيسا لمجلس الأمة بفضل اتفاق مع حزب قلب تونس الليبرالى. لكن النهضة تعتزم تنفيذ مشاريع مثل تعدد الزوجات أو الإجهاض التى تواجه معارضة واسعة، بما فى ذلك معارضة السيد بطيخ مفتى الجمهورية. ولم ينفذ هذا الحزب الإسلامى الإصلاحات المجتمعية المتوقع منها تحسين الظروف المعيشية للتونسيين.

وبعد عامين فى مصر وأحد عشر عامًا فى تونس، وضع الانقلاب حدًا لسلطة الإخوان المسلمين. والسؤال هو ما إذا كان الرئيسان السيسى والصائب يغيران بالفعل تأثير الإسلام على بيئة سكانهما. فالإسلام، الذى كان مرتبطا ذات يوم بالقدرية والتصوف، يحمل الآن صورة العنف. لقد ضاع حلم الخلافة لدى الإخوان المسلمين إلى حد كبير فى أماكن عمل داعش. إن نظرة نقدية لتاريخ الإسلام، والتفكير فى علمنة المجتمع المحتملة والميل إلى كسر المحرمات (بما فى ذلك الردة).

  بلجيكا والإخوان

فى بروكسيل عاصمة بلجيكا وفى مبنى صغير من الطوب بواجهة زرقاء. فى الطابق الأول، يؤدى درج ضيق إلى باب مغلق وبجانبه لوحة برونزية اللون مكتوب عليها «منتدى الشباب الإسلامى والمنظمات الطلابية الأوروبية» «المقر الرئيسى».

 هذا الاتحاد الذى يضم 33 منظمة من 20 دولة أوروبية، والذى يدعى أنه «صوت الشباب المسلم فى أوروبا»،  شارك مؤخرا فى تنظيم حملة فى الاتحاد الأوروبى للترويج لقبول الحجاب، بشعارات. مثل «حجابى، خيارى» أو «الجمال يكمن فى التنوع مثل الحرية فى الحجاب». وفى مواجهة الغضب الذى أثير داخل الطبقة السياسية الفرنسية، من الحكومة إلى المعارضة من اليمين واليسار، تمت إزالة الصور والملصقات الدعائية من فرنسا وإنجلترا.

رغم أنها تدحض رسميًا أى صلة بالإخوان المسلمين، تلقت الجمعية تنبيه أمن الدولة البلجيكية، إن نفوذهم فى يتزايد ويزدادون قوة.

وإذا كان الإخوان المسلمون قادرين على ترسيخ وجودهم بسهولة فى بلجيكا وجعلها نقطة الانطلاق، فذلك لأنهم استفادوا من ظروف أكثر ملاءمة مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. توضح المؤرخة كارولين ساجيسر: «حتى نهاية القرن العشرين، كانت الديمقراطية المسيحية هى الحركة السياسية المهيمنة فى بلجيكا». لا تزال هناك مجموعة كبيرة من المنظمات «المسيحية» المختلفة. وهذا يفسر سبب انفتاح المجتمع نسبيًا على المنظمات التى تعرض هويتها الإسلامية خارج المجال الدينى البحت. «علاوة على ذلك، فإن اليسار البلجيكى متهم بالتخلى عن التقليد المناهض لرجال الدين. وفى نهاية مايو 2021، تم تعيين إحسان الحواش، الناشطة المجتمعية المحجبة، مفوضة حكومية فى معهد المساواة بين المرأة والرجل. إذا لم تكن الأخيرة «عضوة» فى جماعة الإخوان المسلمين، فإنها تحافظ على «اتصالات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين. 

تعتقد فيفيان تيتلبوم، عضو البرلمان فى بروكسل عن حركة الإصلاح، وهو حزب يمين الوسط: «لدينا يسار لا يريد أن يرى التبشير الدينى». لا يزال هناك عدد قليل من العلمانيين فى الحزب الاشتراكى، لكننا لم نعد نسمعهم.

فى استطلاع رأى شارك فيه المئات حول امكانية توافق الإسلاميين مع القيم الغربية جاءت الإجابة الغالبة هى لا، أن ثقافتهم مختلفة جدا عن ثقافتنا. يريدون أن نتأقلم، لكنهم بعيدون كل البعد عن بذل الجهد، فالتعايش صعب للغاية..