الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التحدى يشعل الأجواء بين واشنطن وتل أبيب .. نتنياهو يتعهد باجتياح رفح وبايدن: اجتياح رفح خط أحمر

قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، صراحة، إنه ينوى المضى قدما فى اجتياح مدينة رفح الواقعة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، وذلك فى تحد للرئيس الأمريكى جو بايدن الذى حذر من أن مثل هذا الهجوم سيكون خطا أحمر ورد نتنياهو فى مقابلة مع مجلة بوليتيكو الأمريكية على سؤال حول ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستجتاح رفح قائلا: «سنذهب إلى هناك ولن نغادر فكما تعلمون لدى خط أحمر؛ هل تعلمون ما هو؟ ألا يتكرر يوم 7 أكتوبر مرة أخرى أبدا» فى إشارة إلى الهجوم الذى شنته حركة حماس فى السابع من أكتوبر الماضى.



 

ورد نتنياهو بشكل مباشر على انتقادات بايدن الذى قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلى يضر تل أبيب أكثر من مساعدتها قائلا إنه «لا يعرف بالضبط ما كان يعنيه الرئيس الأمريكى ولكنه مخطئ فى كل الأحوال، لأن الشعب الإسرائيلى يدعم موقفى الرافض بشكل قاطع لمحاولة إجبارنا على قيام دولة فلسطينية، فهذا شىء يحظى بالإجماع». ومع ذلك، كان رئيس الوزراء الإسرائيلى حذرا خلال المقابلة فى انتقاداته للرئيس الأمريكى بل وأكثر حذرا عندما سئل عما إذا كان يفضل المرشح الجمهورى دونالد ترمب إذ قال: «آخر شىء أريد القيام به هو الانخراط فى الساحة السياسية الأمريكية». وتأتى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بعد أن قال بايدن إن نتنياهو يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها بطريقة إدارته الحرب فى قطاع غزة، مؤكدا أن اجتياح إسرائيل لمنطقة رفح جنوب قطاع غزة سيكون خطا أحمر، ولكن دون أن يؤثر ذلك على صادرات الأسلحة الأمريكية إلى تل أبيب. وأصر نتنياهو خلال اللقاء على ضرورة أن يكون لإسرائيل سيطرة أمنية كاملة على جميع الأراضى الفلسطينية الواقعة غرب نهر الأردن، وذلك حتى فى حالة حدوث ما وصفه بتغيير القيادة أو الثقافة الفلسطينية. وعندما سئل عن وجهة النظر الأوروبية القائلة بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دون حل الدولتين أجاب نتنياهو: نعم، هم يقولون ذلك، لكنهم لا يفهمون أن غياب السلام لا يرجع إلى عدم وجود دولة للفلسطينيين، بل لأن اليهود لديهم دولة والفلسطينيون لم يعترفوا أو يقبلوا بها بعد.

وتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلى انتهاء القتال فى خلال شهرين قائلا: «لقد دمرنا ثلاثة أرباع كتائب حماس ونحن على وشك الانتهاء من الجزء الأخير من الحرب، والأمر لن يستغرق أكثر من شهرين، ربما 6 أسابيع أو 4». وأعرب نتنياهو عن رفضه فكرة وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان مشيرا إلى أنه ورغم رغبته فى إطلاق سراح عدد آخر من المحتجزين فإنه لا يرى أى اختراق فى المفاوضات. وأضاف: «لن يكون هناك وقفا لإطلاق النار دون إطلاق سراح المحتجزين». وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلى على رفضه لإمكانية قيام دولة فلسطينية، قائلا: المواقف التى أتبناها تحظى بتأييد الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين الذين يقولون لكم بعد 7 أكتوبر: لا نريد أن نرى دولة فلسطينية». وفيما يتعلق بما إذا كانت إسرائيل ستحتاج إلى توسيع حملتها لمحاربة حزب الله فى جنوب لبنان، قال نتنياهو: سنفعل كل ما فى وسعنا لإعادة الأشخاص الذين تركوا منازلهم فى شمال إسرائيل خشية ارتكاب جماعة حزب الله مجازر هناك، وإذا كان علينا إعادتهم بالوسائل العسكرية سنفعل ذلك، وإذا كانت هناك طريقة دبلوماسية لتحقيق الأمر فلا بأس ولكننا فى نهاية المطاف سنفعل ذلك.

وتشير تصريحات نتنياهو، إلى تصاعد الخلاف مع بايدن الذى قال فى مقابلة مع شبكة MSNBC، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى «يجب أن يكون أكثر حذرا بشأن الأرواح البريئة التى تفقد بسبب الإجراءات المتخذة».

مضيفا: فى رأيى هذا يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها؛ كما حذر من أن اجتياح إسرائيل لمنطقة رفح جنوب قطاع غزة سيكون خطا أحمر قبل أن يستدرك أنه لن يتخلى أبدا عن إسرائيل بحيث يوقف عنها صادرات الأسلحة، وأكد أنه لا خط أحمر فى هذا الجانب. وفى السياق نفسه قال وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس إن بلاده ستنقل سكان رفح إلى الغرب أو مناطق أخرى فى قطاع غزة قبل الشروع فى عملية برية فى المدينة، مشددا على أن واشنطن تدعم أهداف إسرائيل فى الحرب على قطاع غزة، وسيستمر تحالفها مع تل أبيب وعلى أن واشنطن تدعم أهداف الحرب. وأشار كاتس فى التصريحات التى نقلتها هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة تدعم بشكل أساسى أهداف الحرب. بايدن يريد خطة لإجلاء المدنيين من رفح قبل الغزو. بالنسبة لنا نحن بحاجة إلى إجلائهم غربا. سيتم تنفيذ ذلك قبل بداية العملية وأثنائها. لا فائدة من إيذاء المدنيين. ودعا الوزير الإسرائيلى إلى الفصل بين لغة الخطاب وحقيقة الأمر فى إشارة إلى دعم الرئيس الأمريكى لموقف إسرائيل بشكل عام قائلا إن بايدن فى نهاية المطاف، يريد أن يرى خطة منتظمة لإخلاء السكان، معتبرا أن الجيش الإسرائيلى نفذ ذلك حين حارب فى شمال القطاع وسينفذ ذلك فى رفح أيضا.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت إن المساعدات التى ستصل إلى قطاع غزة عن طريق البحر ستساعد على إنهيار حركة حماس، مضيفا أنه سيجب على الجنود الإسرائيليين استلام البضائع، ومن ثم السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها. وأدلى جالانت بتصريحه بعد جولة قام بها على شاطئ غزة لتفقد الاستعدادات الجارية لبناء رصيف بحرى عائم تحمل مواده سفينة أمريكية للدعم اللوجيستى أبحرت من الولايات المتحدة، ويتوقع أن تستغرق عملية البناءبعض الوقت، وذكر جالانت على منصة إكس: وصلت إلى شواطئ غزة لأطلع عن كثب على الاستعدادات الجارية لبناء الرصيف البحرى؛ وكان لدى انطباع بأن المساعدات البحرية ستساعد على تحقيق أحد الأهداف الرئيسية للحرب وهى انهيار حكم حماس. سوف نكون حريصين على أن تذهب المساعدات إلى من يحتاجونها، وليس إلى من لا يحتاجونها. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه قوله إن الخطة قدمت منذ شهرين كجزء من حل اليوم التالى بعد الحرب.

ويأتى رمضان هذا العام مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها السادس حيث قتل الجيش الإسرائيلى أكثر من 31 ألف فلسطينى وأصاب 72 ألفا و654 آخرين؛ فى حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض. ونزح 1.7 مليون من السكان بسبب الحرب، ويتكدّس 1.5 مليون منهم فى مدينة رفح فى أقصى الجنوب قرب الحدود مع مصر. ويواجه أكثر من مليونى شخص خطر المجاعة، وفقا للأمم المتحدة، فى وقت يواصل المجتمع الدولى تعبئته لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية، ولكن تبقى كميات المساعدات شحيحة وبعيدة عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات. وحذر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة من أن الجوع وصل إلى مستويات كارثية فى شمال قطاع غزة، حيث يموت الأطفال بسبب الأمراض المرتبطة بالجوع ويعانون من مستويات حادة من سوء التغذية.

وعلى جانب آخر؛ قال الرئيس الأمريكى بايدن إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها بطريقة إدارته الحرب فى قطاع غزة؛ واعتبر بايدن فى مقابلة مع شبكة MSNBC أن من حق نتنياهو الدفاع عن إسرائيل ومواصلة مهاجمة حماس، لكنه يجب أن يكون أكثر حذرا بسبب الأرواح البريئة التى تفقد بسبب الإجراءات المتخذة مضيفا: «فى رأيى هذا يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها». كما ذكر أن اجتياح إسرائيل لمنطقة رفح جنوب قطاع غزة سيكون «خطًا أحمر» قبل أن يستدرك، مؤكدا أنه لن يتخلى أبدا عن إسرائيل بحيث يوقف عنها صادرات الأسلحة، مؤكدا أنه لا خط أحمر فى هذا الجانب. وأضاف بايدن: لا يوجد خط أحمر بمعنى أننى سأوقف جميع صادرات الأسلحة بحيث لا تكون لديهم قبة حديدية لحمايتهم، لكن هناك خطوطا حمراء لا يمكن أن يموت 30 ألف فلسطينى آخرين نتيجة لمطاردة حماس، هناك طرق أخرى للوصول والتعامل مع الصدمة التى تسببت بها حماس. وتابع الرئيس الأمريكى فى المقابلة التى سلطت الضوء على العلاقة المتوترة بينه ورئيس وزراء إسرائيل: «فى أول مرة جلست معه (بنيامين نتنياهو) قلت له، انظر، لا تكرر نفس الأخطاء التى ارتكبتها الولايات المتحدة.. لم يكن علينا الدخول إلى العراق وأفغانستان. لم يكن ذلك ضروريا، لقد تسبب الأمر فى مشاكل». وحث بايدن ومساعدوه نتنياهو بعبارات قوية على عدم شن هجوم كبير فى رفح، قبل أن تعلن إسرائيل أنها بصدد خطة لإجلاء جماعى للمدنيين من آخر منطقة فى غزة لم تجتحها القوات البرية بعد، حيث يحتمى أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فى منطقة رفح. وتعكس مواقف البيت الأبيض بعض التباين مع نتنياهو وحكومته التى تضم ممثلين لليمين المتطرف خصوصا مع إستقبال خصمه عضو حكومة الحرب بينى جانتس فى واشنطن، فى زيارة ذكرت تقارير بأنها لم تحظ بمواقفة رئيس الوزراء.

وبالرغم من هذه التباينات، تجاهلت إدارة بايدن الذى يسعى هذا العام للفوز بولاية ثانية فى البيت الأبيض، المطالبات المتزايدة من المناهضين للحرب لاستخدام أكثر أوراقها فعالية مع إسرائيل، أى الدعم العسكرى، لانتزاع تنازلات منها بشأن حرب غزة. واجه عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بينى جانتس انتقادات لاذعة وأسئلة صعبة بشأن الأزمة الإنسانية الحادة فى غزة، خلال زيارته إلى واشنطن. وفى رسالة مفتوحة، حض 37 نائبا من الحزب الديمقراطى بقيادة خواكين كاسترو، بايدن على استخدام كل وسيلة يمتلكها لضمان عدم استخدام إسرائيل الأسلحة الأمريكية فى أى هجوم برى محتمل على مدينة رفح. وتشير مواقف بايدن، إلى تصعيد فى الأزمة مع نتنياهو مع تصاعد حدة الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة والانتقادات لإدارته حتى داخل الولايات المتحدة، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن واشنطن قد تقدم بشكل متزايد على اتخاذ خطوات أحادية بشأن الحرب مع استبعاد أى تغيير جذرى فى دعمها لأمن إسرائيل. وقال بايدن أنه يعتقد أن نتنياهو يؤذى إسرائيل أكثر من مساعدتها بسبب الطريقة التى يتعامل بها فى حربه على قطاع غزة، وجدد دعمه لتل أبيب، لكنه أكد فى الوقت نفسه أنه على نتنياهو أن «يولى المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التى تفقد نتيجة للإجراءات المتخذة.

واعتبر بايدن أن العدد الكبير من الضحايا فى قطاع غزة يتعارض مع ما تمثله إسرائيل واعتقد أنه خطأ كبير.

ويأتى هذا بعد أن حذر الرئيس الأمريكى أكثر من مرة من أن إسرائيل تخاطر بفقدان الدعم الدولى بسبب ارتفاع الخسائر فى صفوف المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة. وذكر خلال خطاب حالة الاتحاد بأنه كان داعما لإسرائيل طوال مسيرته السياسية، لكنه توجه إلى قيادتها بالقول: لا يمكن للمساعدات الإنسانية أن تكون مسألة ثانوية أو ورقة مساومة.. إن حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون لها الأولوية. وقال بايدن إنه أمر الجيش الأمريكى بإنشاء ميناء على ساحل البحر المتوسط أمام غزة، لتوصيل مساعدات إنسانية عن طريق البحر. لكن موقف بايدن من نتنياهو بدا أكثر وضوحا عندما سمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجرى نقاشا صريحا مع رئيس الوزراء بسبب الحرب على القطاع.