السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد فشل كل المحادثات.. تحدى رمضان بدأ: الخلافات تشتد بين السنوار فى غزة وقيادة حماس فى الخارج

لا يمكن سد الفجوات بين شقى حماس فى المحادثات مع إسرائيل؛ والعملية فى رفح فقط تضاعف التوترات المتصاعدة فى شهر رمضان؛ هكذا بدأ الكاتب الإسرائيلى فى تايمز أوف إسرائيل أمير بار شالوم مقاله وقال إن مكتب رئيس الوزراء أصدر إعلانا استثنائيا بعد اللقاء الذى عقد الأسبوع الماضى بين رئيس الموساد ديڤفيد بارنياع ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز.



 

وجاء فى البيان أن حماس تتمسك بموقفها بشكل يدل على عدم اهتمامها بالصفقة وسعيها إلى إشعال المنطقة خلال شهر رمضان على حساب السكان الفلسطينيين فى قطاع غزة. وعادة ما تبقى هذه المحادثات سرية، لإبقاء الأبواب بين الوسطاء والأطراف مفتوحة. وكان هدف الاجتماع هو أن يكون محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق قصير الأجل قبل شهر رمضان وهو اتفاق يسعى فى المقام الأول لاسترضاء الوسطاء الثلاثة الولايات المتحدة وقطر ومصر، كل منهم لأسبابه الخاصة. لكن كان من الواضح فى نهاية الحديث أن هذا الهدف طموح للغاية، خاصة فى ظل الخلافات العميقة بين يحيى السنوار فى قطاع غزة وقيادة حماس فى الخارج. هناك فجوات بين شقى حماس لا يمكن حلها مع إسرائيل. 

السنوار، وفقا لمسئولين أمنيين إسرائيليين يريد القتال فى قطاع غزة وأعمال الشغب فى الحرم القدسى على أمل أن تمتد هذه الأحداث إلى الضفة الغربية ومن ثم إلى المجتمع العربى فى إسرائيل. ووفقا لتقرير المؤسسة الأمنية فى الاجتماع الحاسم قبل ساعات من بداية رمضان مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ فالسنوار يعتبر شهر رمضان فرصته الأخيرة لتوحيد الجبهات، بعد فشله فى ذلك فى 7 أكتوبر. وأكد التقرير أن السنوار يحاول إشعال التوترات الدينية فى الصراع، وأن هذه ورقته الأخيرة نظرا لوضعه فى القطاع.

وزعم أنه يعتقد أن هذه هى الطريقة الوحيدة لجعل إسرائيل تواجه جبهة كبرى أخرى فى الضفة الغربية وتوحيد العالم الإسلامى.

ولتجنب إثارة التوترات الدينية قدر الإمكان كانت توصية الشاباك حادة وواضحة وهى عدم الانصياع لمطالب وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير بالحد من دخول المواطنين العرب الإسرائيليين إلى الحرم القدسى خلال العيد. السيناريو الذى يخشى منه الجميع هو تكرار رمضان 2021، عندما تم توقيف السيارات التى كانت تقل المصلين العرب من مواطنى إسرائيل إلى الحرم القدسى على الطريق رقم 1، وبدأ ركاب السيارات بالسير على الطريق المؤدى إلى القدس. وهذا أيضا هو سبب اللقاء غير العادى الذى عقده رئيس الشاباك رونين بار الأسبوع الماضى فى مكتبه مع قادة المجتمع العربى. وللتوضيح، لم يسبق إلا لعدد قليل من السياسيين الإسرائيليين زيارة غرفة استقبال رئيس الشاباك. واقتنع نتنياهو بهذه الحجج، بعد أن فهم الصورة المعقدة للوضع، وخاصة ثمن التدهور الأمنى ​​السريع فى الضفة الغربية. وقد وصف مسئول أمنى كبير هذا السيناريو بأنه نهاية الحرب فى غزة وفى الشمال حيث سيجب على الجيش الإسرائيلى نقل قوات كبيرة من هاتين الجبهتين إلى الضفة الغربية. وقال مصدر أمنى لتايمز أوف إسرائيل إن هناك نصف مليون مواطن إسرائيلى فى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) يتحركون فى شوارع مشتركة مع 3 ملايين فلسطينى. وهذا احتكاك يومى خطير للغاية خاصة إذا كان هناك تصعيد. أى خطأ صغير يمكن أن يشعل انتفاضة ثالثة تعنى تدفق قوات كبيرة إلى المنطقة. ووفقا لتجارب الماضى هذا وحده يمكنه تهدئة موجات الإرهاب.

وتضم القيادة المركزية حاليا 23 كتيبة بالإضافة إلى عدة وحدات خاصة. وهذا مشابه للحال قبل 7 أكتوبر. ولكن بالإضافة إلى القوات النظامية، ترك الجيش الإسرائيلى ما يقرب من 5000 جندى احتياط من نظام الدفاع الإقليمى للمستوطنات، من أجل تعزيز قواته قدر الإمكان فى حالة تصعيد الأوضاع. التخطيط فى الوقت الحالى هو ألا يتم إطلاق سراحهم من خدمة الإحتياط إلا بعد شهر رمضان، على افتراض وأمل أن يمر بهدوء. ومسألة العملية فى رفح فقط تزيد الطين بلة. بالنسبة للجيش الإسرائيلى السؤال هل سيتم تنفيذ عملية فى رفح ولكن متى سيتم تنفيذها، والخطط العملياتية تسير على قدم وساق. وأعلن الجيش الإسرائيلى عن وضع رئيس الأركان ورئيس الشاباك ونائبه وقائد القيادة الجنوبية الخطط لمواصلة العملية فى قطاع غزة.

بالنسبة لإسرائيل، لا يتم التفاوض على رفح، أى أن إسرائيل ليست مستعدة لمناقشة تنفيذ العملية أم لا. المرونة الوحيدة التى يمكن الحديث عنها هى مسألة التوقيت. ونظرا إلى أنه لا يزال على الجيش إنجاز بعض المهام فى منطقة خان يونس، إضافة إلى التقدير بأن إخلاء السكان من رفح إلى الشمال ستستغرق أسبوعين على الأقل، فيبدو أنه من المفترض تأجيل العملية إلى ما بعد رمضان. هذا التأجيل يشكل ورقة ضغط لإسرائيل فى المفاوضات مع مصر بشكل رئيسى. القتال على الحدود مع مصر ستشكل ضربة فى القاهرة وخارجها كما يزعم الكاتب؛ والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى يريد تجنب هذه المشاهد؛ وبعد رمضان سيكون من الأسهل له التعامل معها. البدء فى بناء الرصيف البحرى الذى أعلن عنه رئيس الولايات المتحدة بايدن خلال شهر رمضان أمر غير مستبعد. إسرائيل لم تعترض على ذلك، لأن الولايات المتحدة تتحمل مسئولية المدنيين فى غزة دون تدخل إسرائيلى. لكن هناك مشكلة؛ الرئيس بايدن يطالب إسرائيل بحراسة هذا الرصيف. وحتى الآن ليس من الواضح أين سيتم إنشاؤه وكيف ستقوم إسرائيل فى حراسته. ولم يتم تطوير فكرة توصيل المواد الغذائية من قبرص إلى الشاطئ بدون رصيف، رغم أن وزير الخارجية السابق إيلى كوهين ذهب إلى قبرص لفحصها وحصل على موافقة القيادة الأمنية والأمريكيين. لكن إسرائيل تأخرت فى تنفيذ هذه الخطة، وحصلت على رصيف بدلا من ذلك. والآن يجب أن نأمل أن يكون الميناء المؤقت فعلا مؤقت، وإلا فستضطر إسرائيل إلى حراسته بشكل دائم، وهو بالضبط ما تحاول تجنبه. والشىء نفسه ينطبق على اليوم التالى بدون المبادرة، سيتم فرض الحل علينا.

ومن ناحية أخرى؛ قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن خلافا نشب بين رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس الحركة يحيى السنوار بسبب مطالب الأخير فى المفاوضات. وذكرت الصحيفة الأمريكية نقلا عن مصادر مطلعة بأن السنوار طالب بتحقيق المزيد من الإنجازات من الصفقة فى حين اكتفى هنية بالبنود التى كانت على جدول الأعمال. ووفقا لمصادر فإن هنية كان مستعدا لقبول وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع دون التزام من إسرائيل بوقف كامل للأعمال العسكرية فى القطاع، لأنه يعتقد أنه سيكون من الممكن استغلال أيام وقف إطلاق النار بمساعدة وسطاء للتوصل إلى اتفاق. وفى المقابل وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال أن السنوار يعتقد أن حماس هى صاحبة اليد العليا.

ويطالب يحيى السنوار الذى كان منعزلا إلى حد كبير عن المحادثات حتى وقت قريب إسرائيل بالالتزام بمناقشة وقف دائم للقتال، مما يضعه على خلاف مع مسئولين آخرين فى حماس، وفقا لمسئولين مطلعين على المناقشات. ويقول مسئولون مصريون إن السنوار يعتقد أن حماس لها اليد العليا حاليا فى المفاوضات، مستشهدين بالانقسامات السياسية الداخلية داخل إسرائيل بما فى ذلك التصدعات فى قبضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على السلطة وتزايد الضغوط الأمريكية على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد للتخفيف من معاناة سكان غزة. وقد ظهرت هذه التوترات فى الأيام الأخيرة، بما فى ذلك خطاب ألقته نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس دعت فيه الجانبين إلى الموافقة على وقف فورى لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتوجيه واحدة من أشد التوبيخات لإسرائيل حتى الآن من الإدارة. وكان المسئولون الأمريكيون والعرب يسعون منذ أسابيع إلى التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لهدنة مدتها ستة أسابيع قبل بداية شهر رمضان المبارك. كما يخشى المسئولون العرب والإسرائيليون أن يقوم السنوار بتقويض المحادثات عمدا على أمل أن يؤدى شهر رمضان إلى حشد الدعم الشعبى العربى لحماس، ما يؤدى إلى تصعيد التوترات فى الضفة الغربية والقدس. هذا، وكان مصدر بحماس قد أكد أن قيادة الحركة لا تتوقع أى نتائج إيجابية للمفاوضات مع إسرائيل حول الهدنة فى قطاع غزة، معتبرا أن الوسطاء لا يستطيعون الضغط على إسرائيل.