الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

طريق التعافى رأس الحكمة أكبر صفقة استثمارية لمصر

وافق مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، على أكبر صفقة استثمار مباشر من خلال شراكة استثمارية مع كيانات كبرى، وذلك فى ضوء جهود الدولة حاليًا لجذب الاستثمار الأجنبى المباشر، وزيادة موارد الدولة من النقد الأجنبى.



قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء إن صفقة مشروع رأس الحكمة الاستثمارية الكبرى بداية تصحيح المسار للاقتصاد المصرى، وأوضح أن المشروع سيتضمن استثمارًا أجنبيًا مباشرًا بقيمة 35 مليار دولار تدخل للدولة خلال شهرين، منها الدفعة الأولى 15 مليار دولار، والثانية 20 مليار دولار، وسيكون للدولة المصرية 35 % من أرباح المشروع.

المشروع يعد أكبر صفقة استثمار مباشر فى تاريخ البلاد، مشيرًا إلى أنه سيدر على مصر 150 مليار دولار استثمارات ضخها الجانب الإماراتى على مدار عمر المشروع، وقد شكلت مدينة العلمين الجديدة ومهرجان العلمين فرصة مهمة للترويج للاستثمار فى منطقة الساحل الشمالى.

وقد بذلت الدولة جهودًا لتنمية وتطوير البنى التحتية فى هذه المنطقة لجذب الاستثمارات لها، مما يعمل على زيادة معدلات النمو الاقتصادى فى مدينة العلمين وتوفير فرص عمل للمواطنين وتعزيز السياحة فى المنطقة، وإطلاع المستثمرين على الفرصة الاستثمارية بهذه المدينة وكذلك منطقة الساحل الشمالى كله.

من الممكن أن يكون لهذه الصفقة التاريخية دور كبير فى وضع مصر على طريق التعافى وحل مشاكلها الاقتصادية والمالية لبضعة سنوات، وهى المشاكل التى برزت نتيجة لارتفاع الدين العام، وانخفاض المداخيل السياحية، وانخفاض مداخيل قناة السويس من العملات الصعبة، بالإضافة إلى ضغوطات صندوق النقد الدولى الذى أوقف قرضًا من 3 مليارات دولار، كان قد منحه لمصر منذ ديسمبر 2022، كل هذه العوامل أدت إلى انهيار الجنيه المصرى وارتفاع الفائدة على الدين المصرى.

يرى البعض أن مشروعا بهذا الحجم يشير إلى أن الاتفاقات الاستثمارية هى «اتفاقات سياسية ذات صبغة اقتصادية»، وذلك من حيث المدى الزمنى المحدد لدخول 24 مليار دولار إلى البلاد وهو شهرين، وذلك بالرغم من أن المشروع سيتم البدء فيه فى أوائل عام 2025 حسب بيان شركة أبو ظبى القابضة (ADQ) على موقعها.

كما أن رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولى أرجع الفضل فى إنجاز الصفقة بهذه الشروط إلى القيادة السياسية فى البلدين.

بناها الملك

وتتخذ منطقة رأس الحكمة شكل مثلث فى البحر الأبيض المتوسط، وهى قرية تتبع مدينة مرسى مطروح بمحافظة مطروح على الساحل الشمالى.

وتبلغ مساحتها 55 ألف فدان (الفدان 4 آلاف متر)، وتبعد عن مدينة مطروح 85 كيلومترًا، وقد أنشأها الملك فاروق، آخر ملوك مصر، بعد أن اختار موقعها بعناية وبنى فيها استراحة ملكية للأسرة المالكة، والتى تحولت إلى مقر رئاسى فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات ثم حسنى مبارك وأسرته. ويعد الشريط الساحلى بطول 50 كيلومترًا والواقع بين مدينة الضبعة ومرسى مطروح، وفقًا لموقع خريطة مشروعات مصر (حكومى) على الإنترنت.

وتقع رأس الحكمة على الساحل الشمالى، وهى تابعة لمحافظة مرسى مطروح وتمتد شواطئها من منطقة الضبعة فى الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالى الغربى وحتى الكيلو 220 بمدينة مطروح، وتشتهر بالاستراحة التى أنشأها الملك فاروق فى المنطقة.

تعد منطقة رأس الحكمة إحدى أهم المناطق الاستراتيجية ضمن المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية فى مصر، وتتميز تلك المنطقة التى تقع فى نطاق الساحل الشمالى الغربى للبحر المتوسط بمقومات تنموية شاملة وعديدة، بما يجعلها منطقة رائدة سياحيًا واستثماريًَا وعمرانيًا، ومركزًا عالميًا للسياحة فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، وفقًا لما نشر على موقع مشروعات مصر الرسمى.

وتتمتع المنطقة بوجود عدد كبير من المحميات الطبيعية والمناطق الأثرية والخلجان والرؤوس البحرية والكثبان الرملية، إضافةً إلى توافر بيئة طبيعية مناسبة لجميع أنواع الأنشطة السياحية، سواء البحرية أو الشاطئية أو التاريخية أو سياحة السفارى والأنشطة الصحراوية المتنوعة، علاوة على وجود نواة أولية للتنمية السياحية من طاقة فندقية مميزة ومراكز للمنتجعات والمؤتمرات متكاملة الخدمات والمرافق لتنمية السياحة المحلية والدولية معًا ولضمان استغلال الشاطئ على مدار العام.

ويعتبر الساحل الشمالى الغربى من المناطق الصالحة للتنمية العمرانية والسياحية، كما يشتمل على أنشطة زراعية، وأخرى صناعية؛ منها أنشطة التعدين بالظهير الصحراوى، إلى جانب عدد من الأنشطة الحرفية والصناعات الصغيرة والبدوية فى التجمعات العمرانية.

ويتوفر بالنطاق الساحلى الغربى مجموعة من شبكات الطرق والنقل، أهمها الطريق الدولى الساحلى الذى يمتد من حدود مصر الدولية بالسلوم، وحتى حدود مدينة الإسكندرية شرقًا، والذى يسمح بسهولة وحرية التنقل الآمن والسريع، والذى جاء ضمن خطة بناء وتطوير البنية الأساسية فى مصر.

كما تزخر المنطقة بمقومات السياحة الثقافية والتاريخية التى تظهر فى مقابر الكومنولث والمقبرة الإيطالية والألمانية، وهذا النمط من السياحة يشجع على إقامة سياحة المهرجانات والاحتفالات فى تلك المناطق استرجاعًا للأحداث التاريخية التى اتخذت مواقعها فى هذه المناطق.

وتتميز رأس الحكمة بعدة مقومات تجعلها مصدرًا لجذب الاستثمارات السياحية أبرزها شريط ساحلى بطول 50 كيلو مترًا والواقع بين مدينة الضبعة إلى مرسى مطروح تعد أجمل شواطئ العالم من الرمال الناعمة الصفراء إلى المياه الفيروزية رائعة الجمال، وقربها من مدينة مليونية فى منطقة العلمين فى الساحل الشمالى وما يتبعها من أنشطة صناعية وتجارية وسكنية، يتيح ذلك المنطقة رأس الحكمة الواعدة نشاطًا سياحيًا كبيرًا خلال الـ20 عامًا القادمة.

وقد صممت رأس الحكمة بحيث تكون مصادر الطاقة بالمدينة صديقة للبيئة وذلك من خلال استخدام «طواحين الهواء والألواح الشمسية المنتجة للكهرباء، على أن يتم دمج المجتمع المحلى لسكان خليج رأس الحكمة فى التنمية من خلال دعم وتعظيم الأنشطة الاقتصادية القائمة على المنتجات المحلية لهذه المجتمعات».

 مميزات الصفقة

من المتوقع أن يجذب مشروع رأس الحكمة 3 ملايين سائح سنويًا، حيث تعتمد مخططات الدولة على تنمية منطقة الساحل الشمالى الغربى، وتنشيط سياحة اليخوت والسياحة الشاطئية والبيئية والصحراوية.

كما أن مشروعات العلمين الجديدة ورأس الحكمة وغيرها من المشروعات الاستثمارية إلى تهدف إلى تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل وزيادة استيعاب الأيدى العاملة المصرية، وهذه الاستثمارات لا تتعلق فقط بقطاع السياحة، حيث تتضمن مشروعات أخرى صناعية وزراعية وتجارية، كما أن هذه المشروعات تعمل على إنعاش قطاعات أخرى ومنها الصناعة والزراعة وتشغيل العديد من الشركات المصرية.

كما سينتج عن صفقة رأس الحكمة ضخ المليارات من العملة الصعبة، مما يسهم فى تطور وتنشيط وإنعاش الاقتصاد المصري.

بجانب ذلك، سينتج عن الاتفاقات والاستثمارات التى قامت بها الحكومة والخاصة بمنطقة رأس الحكمة ضخ مليارات الدولارات فى البنك المركزى المصرى، فى الوقت الذى يعانى فيه الاقتصاد المصرى من شح السيولة الدولارية، معتمدة على الاستثمار الأجنبى المباشر كأحد الأهداف الاستراتيجية الذى تسعى له كل دولة لتحسين أوضاعها الاقتصادية.

وستساهم الاستثمارات الأجنبية التى سيتم ضخها فى السوق فى زيادة المعروض الدولارى النقدى فى البنوك وتوفير جزء من احتياجات الأسواق خاصة للأغراض العاجلة وهو ما سيخفف الضغط على الدولار فى السوق الموازية.

وسيجذب المشروع ملايين السياح من مختلف دول العالم، وتحويل مدينة رأس الحكمة الجديدة لتكون مقصدًا سياحيًا عالميًا يتماشى مع الرؤية القومية والإقليمية لمنطقة الساحل الشمالى الغربى، مما سينعكس على تحقيق مجموعة من الأهداف، منها إنشاء مدينة سياحية بيئية مستدامة على البحر المتوسط تنافس مثيلاتها على المستوى العالمى.

تهدف الحكومة لجذب ملايين السياح من مختلف دول العالم، من خلال تحويل مدينة رأس الحكمة الجديدة لتكون مقصدًا سياحيًا عالميًا يتماشى مع الرؤية القومية والإقليمية لمنطقة الساحل الشمالى الغربى.

وسيأتى إنشاء المدينة استكمالًا لمخطط تنمية الساحل الشمالى الغربى عبر إنشاء عدد من المدن الجديدة كالعلمين الجديدة ومركز مارينا العلمين ومدينة سيدى برانى ومدينة السلوم.