الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها  .. هل أخطأت حماس فى حساباتها؟

أحلف بسماها .. هل أخطأت حماس فى حساباتها؟

قبل عملية طوفان الأقصى، وصلت الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية إلى حد غير مسبوق من جرائم القتل والأسر والتجويع والحصار الاقتصادى ثم الحصار الأمنى بالتوسع فى الجدران العازلة ومنع الانتقال من مكان لآخر، ليس ذلك فقط، لكن تم مضاعفة المستوطنات التى زحفت إلى حدود غزة والضفة، وهدمت مئات المنازل الفلسطينية لتحل مكانها مستوطنات اسرائيلية ولم تتوقف عمليات القتل والضرب والسحل على يد فرق الأمن وقوات الجيش الإسرائيلى فقط بل امتدت إلى المستوطنين الذين تم تسليحهم بالمدافع والرشاشات للتنكيل بالفلسطينيين.. الأخطر، والذى كان معروفًا للجميع، خطط تهجير الفلسطينيين قسريا لضمان تحقيق حلم إسرائيل الكبرى الذى وضعت من أجله عدة مخططات منها إقامة قناة بن جورين لمنافسة قناة السويس والاستئثار بالتجارة العالمية، بالتوازى يتم تحقيق التطبيع مع بعض الدول العربية والاستفادة بالغاز الذى تأكد وجوده على حدود غزة البحرية.. وذهبت كل اتفاقيات السلام الزائفة أدراج الرياح، ليعلن حكام دولة الاحتلال مثل نتانياهو وقبله شارون رفض إقامة الدولة الفلسطينية وتجريد السلطة الفلسطينية من فاعليتها، ليثبت بعد أكثر من ثلاثين عامًا أنه لا بديل عن المقاومة.. ورغم أخطاء حماس الفادحة فى مواقف عدة سابقًا، إلا أنها تمثل المقاومة الشرعية الوحيدة للشعب الفلسطينى والتى حظت بتأييد ليس فقط أهل غزة لكن معظم الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية.



كم المعلومات التى تناقلتها المصادر والتى لا اعلم مدى حقيقتها هى أن حماس لم تخطط لاختطاف رهائن مدنيين ولكن العملية تمت من أجل الهجوم على أحد مراكز الاستخبارات الإسرائيلية والحصول على معلومات سرية خطيرة من أجهزة الكمبيوتر التى تم الاستيلاء عليها، وأن إطلاق اسرائيل النيران بشكل عشوائى هو المتسبب فى قتل المئات من الإسرائيليين مدنيين وعسكريين وهو ما اضطر مقاتلى القسام إلى اختطاف الرهائن، ثم توالت ردود الفعل الكارثية من دولة الاحتلال الإرهابية ضد أهالى غزة على مدار ما يزيد على أربعة أشهر.. مع التأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية عبر المفاوضات السياسية السلمية وأنه لا بديل عن المقاومة، فالتساؤل هنا: هل أخطأت حماس فى حساباتها وأنها ربما لم تتوقع مجازر إسرائيل واستغلال عملية الأقصى لتسريع الخطة الشيطانية بتهجير الفلسطينيين حتى لو كان ذلك على حساب الرهائن الإسرائيليين.. هل كان من الأفضل تأجيل العمليات التى قامت بها حماس لحين بدء تنفيذه إسرائيل مخططها بتهجير أهل غزة وفى تلك الحالة تكون المقاومة فى حالة الدفاع عن النفس بدلا من تبرير الصهاينة المجازر بالدفاع عن النفس واستغلال الفرصة بتحقيق التهجير القسرى مع الإبادة الجماعية.. تلك التساؤلات ربما لا نجد لها إجابة فى خضم الحرب الشيطانية التى لا نرى لها نهاية محمودة إلا بمعجزة من الله جل شأنه، والعودة إلى التاريخ الذى يؤكد لنا نهاية الطغاة التى قد بدأت علاماتها تتكشف متمثلة فى ثورة شعوب العالم ضد الدولة الصهيونية التى ربما تستطع مواجهة حكام الدول الإمبريالية التى تدعم إسرائيل أملا فى نهاية أبناء صهيون.