الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مستشهدًا بنبوءات تلمودية.. رئيس الأرجنتين يدعو لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل.. والأزهر يرد: تصريحات تفيض بالكراهية والتطرف

كشف مرصد الأزهر عن استمرار موقف الرئيس الأرجنتينى خابيير ميلى العدائى ضد الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية، والذى أدلى أثناء زيارته للأراضى المحتلة بتصريحات دعا فيها إلى تدمير المسجد الأقصى وتشييد الهيكل على أنقاضه لسرعة ظهور المسيح المخلص للشعب اليـهـودى.. واستشهد «ميلى» فى خطابه بقصص من التلـمود للحاخام عكيفا، والتى جاء فيها: «بعد تدمير المعبد الثانى على يد الرومان، كان الحاخام الأكبر وزملاؤه يراقبون الهيكل (المسجد الأقصى المبارك) بعد أن تم تدميره بالكامل، ورأوا ثعلبا يخرج من ذلك المكان الأقدس، لا يمكن أن يكون هناك مشهد يخيب الآمال أكثر من ذلك».



 

وأكملت القصة أنه «أمام ذلك المشهد المروع بكى الحاخامات فى إشارة إلى ذلك الألم، ولكن الحاخام الأكبر شرع فى الضحك، فسأله زملاؤه كيف له أن يضحك أمام هذه المأساة؟ فأجابهم بأن ثمة نبوءة تتحدث عن تدمير ذلك المعبد، وأن نبوءة أخرى تقول إنه سيعاد بناؤه مرة أخرى. والآن أرى بأم عينى النبوءة الأولى، وأنا فى غاية السعادة والأمل فى أن النبوءة الثانية سوف تتحقق».

وأكد الأزهر أن هذه التصريحات المحرضة على تدمير مقدسات المسلمين تفيض بالكراهية والتطرف، اللذين لا يمكن أن يصدرا عن شخص مسئول، فضلًا عن رئيس لدولة.

ولفت إلى أنه رغم ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطـينى من حرب إبادة جماعية فإن رئيس الأرجنتين يسير فى مسار داعم للكيان الصهيونى غير متقيد بقيود القوانين الدولية، ولا القواعد الأخلاقية، ولا مكترث بحجم الدمار الهائل الذى طال كل شىء داخل قطاع غـزة، وهو بذلك ينتهج مسارًا مخالفًا لموقف القارة اللاتينية بأكملها الداعم بشدة لحقوق الشعب الفلـسطـينى. 

وحذر مرصد الأزهر من مغبة مثل هذه التصريحات التى تزيد من فداحة الكارثة الإنسانية فى غـزة مع حالة الصمت الغالبة على المجتمع الدولى وفشل مجلس الأمن الدولى فى ردع الآلة العسكرية الصـهيـونية. >دعوات صهيونية لمنع الصلاة بالأقصى

فى الوقت نفسه يمارس وزير الأمن الصهيونى (الذى وصفه بيان للأزهر بالمتطرف) «إيتمار بن جفير» ضغوطًا على الحكومة الصـهـيونية من أجل منع المسلمين من دخول الحرم القدسى فى شهر رمضان المقبل؛ زاعمًا أن السماح للفلـسـطـينيين بالوصول إلى الحرم القدسى فى رمضان سيتيح لهم فرصة الاحتفال بانتصار المقاومة.

وهاجم «بن جفير» أى اتجاه للموافقة على دخول الفلسطينيين إلى الحرم القدسى، مضيفًا: «أوصى المسئولين الأمنيين بإلقاء نظرة على استطلاعات الرأى لدى السلطة الفلسطينية، ليكتشفوا التأييد الهائل لما فعلته المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر».

من جانبه، ادعى عضو حزب «عوتسما يهوديت» الدينى المتطرف، «يتسحاق كروزر»، أن عدم السماح للمسلمين فى الداخل الفلـسـطـينى بالوصول للحرم القدسى فى رمضان من شأنه أن يحمى المستوطنين من العمليات الإرهابية «المحتملة»، على حد وصفه.

وأضاف كروزر «نرى التأييد الكبير لحـماس، فأى نوع من التفكير هذا؟» من العجيب أن يقال: «إذا لم نسمح لهم بالصلاة فستحدث فوضى. وأننا إذا لم نستفز أعداءنا فسنحيا فى أمان... أى تفكير هذا؟!» وأضاف كروزر: «هدفنا هو وضع أعدائنا أمام المدفع والقضاء عليهم... لا يزال أمامنا الكثير من العمل الواجب لتغيير السياسة والتفكير وطريقة العمل تجاه أعدائنا».

فيما حذر الأزهر الشريف من تلك الدعوات الصـهيـونية المقيتة التى تسمح للمستوطنين باقتحام الحرم القدسى الشريف وممارسة طقوسهم التلـمودية الاستفزازية فيه، فى حين تجنح إلى منع المسلمين من الوصول لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فى شهر رمضان المعظّم، وذلك بعدما فرضت مزيدًا من القيود ووضعت العقبات أمام رواد الحرم القدسى الشريف منذ بدء العدوان على قطاع غـزة فى السابع من أكتوبر الماضى، وهو العدوان الذى خلَّف عشرات الآلاف من القتـلى والجرحى، وما زالت الأعداد فى تزايد بسبب عدوان همجى بربرى لم نر له نظيرًا فى حاضر اليوم.

إشادة بموقف البرازيل 

على الجانب الآخر، أشاد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بموقف البرازيل تجاه القضية الفلسطينية، وقال خلال لقائه بمشيخة الأزهر، السفير باولينو نيتو، سفير البرازيل لدى القاهرة: موقف البرازيل موقف عادل وإنسانى تجاه الفلسطينيين الأبرياء فى غزة، مشيرا فضيلته إلى تناغم هذا الموقف مع الموقف العربى ومواقف العالم الحر التى تغلب ضمائرها وإنسانيتها، وأن هذا الموقف ليس غريبا على موقف البرازيل وبعض دول أمريكا الجنوبية التى تنطلق من معرفة كبيرة بمعاناة الفلسطينيين الأبرياء. 

وأشار إلى أن رسالة الأزهر هى نشر السلام حول العالم، ولذا فإن كل مبعوثى وخريجى الأزهر هم مبعوثو سلام فى الدول التى يعيشون فيها، مرحبا فضيلته باستقبال الأئمة والوعاظ البرازيليين فى أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ، وتصميم برنامج دعوى يناسب متطلبات البرازيل وتحدياتها الداخلية، حيث يتم تدريب الأئمة على تفنيد الفكر المتطرف المتعلق بقضايا التعايش المشترك والتنوع، وقضايا المرأة فى الإسلام وغير ذلك من الموضوعات المهمة. 

من جانبه، أكد السفير البرازيلى تقدير بلاده لدور الأزهر فى تعزيز قيم التعايش والأخوة والتنوع عالميا، ودور فضيلة الإمام الأكبر فى نشر الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامى، مطالبا بالاستفادة من خبرات الأزهر الكبيرة فى تدريس العلوم الشرعية، وإيصال صوته إلى مسلمى البرازيل بشكل مباشر من خلال مبعوثين أزهريين وإيفاد أبناء المسلمين للدراسة فى هذه المؤسسة العريقة والحصول على العلوم الشرعية من مصدرها الأساسى.

وطالب السفير البرازيلى أن يكون الأزهر حاضرا فى بلاده وأن يكون له دور فى خدمة الجالية المسلمة فى البرازيل، كما طالب بإنشاء معهد أزهرى فى البلاد لخدمة مسلمى البرازيل والجالية المسلمة، مشيرا إلى أن البرازيل معروفة بتنوعها الدينى، والتعايش بين مختلف الديانات والثقافات، مبينا أن المجتمع الإسلامى فى بلاده يتمتع بحريته الكاملة فى ممارسة شعائره الدينية.

 إجراءات ضد الكيان الصهيونى 

فيما سلطت الصحف الناطقة بالإسبانية الضوء على طلب رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، ورئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار، فى رسالة مشتركة من المفوضية الأوروبية، اتخاذ إجراءات ضد الكيان الصهيونى بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، وكذلك إعادة النظر فى اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبى والكيان لتحديد مدى التزامها بالنقاط الأساسية فى مجال حقوق الإنسان. 

وأعرب المسئولان فى رسالتهما عن قلقهما العميق من تطور الصراع فى المنطقة وآثاره على المدنيين، خاصة النساء والأطفال، ومن نتائج العملية العسكرية المرتقبة فى منطقة رفح الحدودية وهو ما اعتبراه تهديدًا قائمًا ينبغى على المجتمع الدولى مواجهته عاجلًا.

وفى هذا الصدد شدد الأزهر على أهمية المواقف الأوروبية فى زيادة الوعى الدولى بالقضية الفلسطينية، والذى يسهم فى تفعيل الضغط الدولى على الاحتلال لوقف إطلاق النار بما يحقق الاستقرار فى المنطقة التى تتصاعد حدة التوترات بها. كما يثمن المرصد المواقف الثابتة لتلك الدول والتى لم تتغير تجاه القضية الفلسطينية.

 منع وفد صهيونى 

فى الوقت نفسه منع الاتحاد الإفريقى وفدًا صـهيـونيًا من دخول مقره الرئيسى بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك بعد تقدم الوفد بطلب لمقابلة مسئولين أفارقة لتوضيح موقف الكيان الصهيونى من الحرب الدائرة بقطاع غـزة.

وذكر دبلوماسيون أن الوفد الصهيونى الذى ضمّ المدير العام بوزارة الخارجية ياكوف بليشتين، ورئيس إدارة المتابعة بإفريقيا عميت بياس، وصل إلى أديس أبابا فى محاولة للتواصل مع عدد من المسئولين الأفارقة لتخفيف حدة الموقف الذى تتخذه عدة دول إفريقية لمناهضة ممارسات الاحتـلال وما يقوم به من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، علاوة على كسب تأييد بعض الدول الإفريقية لانضمام الكيان للاتحاد الإفريقى بصفة مراقب، علمًا بأن الاتحاد أعلن رفضه لهذا الطلب فى وقت سابق. 

وتعقيبًا على موقف الاتحاد الإفريقى، يؤكد مرصد الأزهر أن الاحتـلال يسعى لتحسين صورته الملطخة بدماء الفلسطينيين، بعد تحرك إحدى دول القارة ضده أمام محكمة العدل الدولية، إذ يرغب الكيان المحتل فى اللعب على وتر التعاطف لكسب تأييد إفريقى ودولى لممارساته الدموية فى قطاع غـزة ورفح بدعوى الدفاع عن النفس، وهو الأمر الذى قابله تقديم جنوب إفريقيا طلبًا للمحكمة لمنع الاحتـلال من العدوان على رفح، مما يعكس إدراك الصهاينة لتأثير القارة الإفريقية.

كما يشدّد المرصد على ضرورة الثبات على المواقف المناهضة للممارسات الوحشية التى يرتكبها الكيان الغاصب بحق الأبرياء، والتصدى لمحاولات الكيان المعهودة عنه لتزييف الواقع وقلب الحقائق وتقديم روايات مخالفة لما يحدث من مجازر وجرائم بعيدة كل البعد عن الإنسانية.

 كارثة غير مسبوقة

من جهة أخرى، واصلت جنوب إفريقيا جهودها لنصرة القضية الفلسطينية والدعوة لمحاكمة الكيان الصهيونى على جرائمه فى قطاع غــزة والتحذير من مغبة استمرار العدوان الغاشم وتوسيع دائرته ليشمل مدينة رفح الفلسطينية. حيث تقدمت حكومة جنوب إفريقيا، بطلب إلى المحكمة الدولية للنظر فيما إذا كانت خطة الاحتلال لتوسيع هجومه فى غـزة إلى مدينة رفح تتطلب إجراءات طارئة إضافية لحماية حقوق الفلسطينيين، وأعربت فى طلبها عن قلقها البالغ من الهجوم العسكرى غير المسبوق ضد رفح ونتائجه الكبيرة من حيث عدد الضحايا.

وجاء فى بيان صادر عن رئاسة جنوب إفريقيا: «إن القتل والأذى والدمار على نطاق واسع، وهو ما يعد انتهاكًا خطيرًا وتطورًا غير مأمون العواقب، كما يعد ذلك خرقًا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية وأمر محكمة العدل الدولية الصادر فى 26 يناير الماضى».

من جانبه، جدّد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيره من توغل صـهيونى فى رفح تتبعه مجازر جديدة تستهدف الفلسطينيين تضاف لسجل جرائم الكيان الغاصب، مناشدًا المجتمع الدولى بضرورة الالتزام بمسئولياته لحماية الأبرياء والتصدى لهذا الإرهاب الوحشى والعنف غير المسبوق.

وشدد مرصد الأزهر على أن التحذير الذى أطلقته الدول الثلاث – استراليا وكندا ونيوزيلاندا التى وصفت نفسها بأنها أصدقاء الكيان الصهيونى- عن تخوفاتها من العملية العسكرية التى يعتزم الكيان الصهيونى تنفيذها فى مدينة رفح الفلسطينية، جاء متأخرًا، فبعد مباركة ما نفذه الاحتلال سابقًا من أعمال قتـل وإبادة جماعية ومنحه الضوء الأخضر تحت ستار الدفاع عن النفس، لا يمكن أن نتخيل أن تلك العبارات قد توقظ الضمير أو الوازع الإنسانى عند القائمين على آلة القتل الصهيونية بعد سقوط أكثر من 30 ألف شهيد بين قتيل ومفقود بخلاف آلاف الجرحى أغلبهم من الأطفال والنساء.

كما أكد  مرصد الأزهر أن تحذيرات منظمة الصحة العالمية من «كارثة غير محسوبة العواقب» حال تنفيذ عملية عسكرية برية فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من الدول الداعمة للكيان المحتل والتى تغض الطرف عن انتهاكاته التى وصلت إلى حد ارتكاب جرائم حرب مكتملة الأركان دون تحرك جاد لوقفها، وسط ادعاءات صـهـيونية بالدفاع عن النفس.

وهنا يتساءل المرصد: «إذا كانت عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر أوقعت 1500 قتيل فى صفوف المستوطنين رغم التقارير اللاحقة التى كشفت تورط قوات الاحتلال فى قتل مواطنيه، مع الأخذ فى الاعتبار صفة المبالغة الغالبة على تقارير الكيان بغرض جذب التعاطف وتبرير أفعاله الدموية قد أعطت له حق الدفاع عن النفس ليسفك دماء أكثر من 30 ألف فلـسـطينى فى حصيلة غير نهائية فى ظل الأوضاع الراهنة، فماذا على الفلسطينيين فعله إذًا للدفاع عن أنفسهم أمام القنابل الحارقة المحرمة دوليًا وآلاف الأطنان من القاذفات؟!

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من «كارثة غير محسوبة العواقب» حال تنفيذ عملية عسكرية برية فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، إذ ستدفع النظام الصحى نحو حافة الانهيار، وقال ممثل المنظمة فى غزة والضفة الغربية ريتشارد بيبركورن: «الأنشطة العسكرية فى تلك المنطقة المكدسة بالسكان، ستكون بلا شك كارثة غير محسوبة العواقب بل إنها ستتسبب فى تفاقم الكارثة الإنسانية تفاقمًا لا يُمكن تخيله».

جدير بالذكر أن أكثر من 1.5 مليون فلـسطينى يعيشون مكدسين على الحافة الجنوبية لقطاع غزة داخل الخيام والملاجئ المؤقتة، وذلك بعد فرارهم من القصف الصهيونى.