الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أمام المنتدى السعودى للإعلام.. كرم جبر: علينا مواجهة غزو الثقافة التى لا تتوافق مع قيمنا

أكد الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن التطور فى وسائل الإعلام يتسارع بشكل كبير، وسوف يكون لهذا تأثير كبير جدًا فى المستقبل المنظور على كل نواحى الحياة.



وشدد خلال مشاركته فى المنتدى السعودى للإعلام فى نسخته الثالثة فى ندوة «الإعلام العربى فى مواجهة التحولات.. رؤى وزارية لمعالم مستقبلية»، بمشاركة وزير الاتصال الحكومى الأردنى مهند مبيضين، ووزير شئون الإعلام البحرينى رمزان النعيمي، ووزير الدولة للاتصال والشئون السياسية الليبى وليد اللافى على ضرورة وضع ضوابط لمواجهة المحتوى الإعلامى الذى نستقبله من المنصات الخارجية والذى يخالف قيمنا وأخلاقياتنا، ليس المقصود منها الحجب ولكن من خلال مخاطبة هذه الشركات الكبرى التى تمتلك هذه المنصات لمراعاة الثقافة والتقاليد والقيم العربية وإنتاج محتوى عربى آمن يتناسب مع مجتمعاتنا حتى نحمى شبابنا وأطفالنا من هذه المنصات.

وقال كرم جبر إن الإعلام كصناعة لم نعد نمتلك منها الكثير فهناك شركات كبرى تسيطر على الإعلام، لذا يجب التركيز على المحتوى، وهنا يجب أن نواجه غزو الثقافة خاصة فيما يتعلق بالقضايا التى لا تتوافق مع تقاليد مجتمعاتنا العربية. 

 وأضاف: لو نظرنا على المحتوى الذى نستقبله من المنصات الإعلامية العالمية نجد أن كثيرًا مما يبث عليها يتعارض مع قيم مجتمعاتنا العربية فهى تبث برامج وأفلامًا تروج للعنف والإلحاد والتكفير والمثلية وكثير من القضايا التى تتعارض مع ثقافاتنا وتقاليدنا وأعرافنا العربية. 

وأعرَبَ الكاتب الصحفى المصرى كرم جبر، عن قناعته بأن المنتدى السعودى للإعلام يرسم ملامح الإعلام العربى للسنوات الخمس المقبلة.

وقال «جبر»: عندما تطرق الثورة الصناعية والتكنولوجيا الباب؛ سيكون الإعلام هو أول من يستقبلها ويرحّب بها.

وأشار إلى أن لدى مصر أكثر من 80 مليون حساب فيسبوك، إذ هيَّأت لكل مواطن السبل للدخول فى مجال الإعلام، مؤكدًا ضرورة أن تكون هناك ضوابط قانونية وأن يكون مستوى الوعى حيال التعامل معها مرتفعًا بشكلٍ أكبر.

وشدد جبر على أهمية دور الإعلام فى مواجهة الدعاية الكاذبة، وأشار إلى الدور الخطير الذى لعبه الإعلام الدولى فى تبرير بعض التوجهات السياسية للدول الكبرى فى أحداث غزة، وأضاف إن هذا الإعلام لا يستطيع أن يتخذ موقفًا تجاه هذا العدوان، وقال: الثورة التقنية القادمة رهيبة ومتطورة بشدة وبها احتكارات عالمية شديدة التعقيد.

وأضاف: فى مصر نهتم بالثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعى فى كافة المجالات,خاصة الإعلام الذى هو أكثر صناعة تتأثر بهذا التطور التقنى الكبير.

ودعا إلى ضرورة العمل على إنتاج محتوى إعلامى عربى يتناسب مع قيمنا ويواجه ما تبثه الشركات العالمية من قيم تسيء لنا، وهذا المحتوى لابد أن يعزز الهوية الوطنية للدولة، وأن نغرس فى نفوس الشباب هذه القيم لأنهم هم الذين سيكملون المسيرة فى الدفاع عن الوطن فى مختلف المجالات خاصة الأمنية والعسكرية، وتساءل: كيف يتحقق ذلك إذا لم يكن هذا الشباب معززًا فى نفسه بالقيم والهوية الوطنية خاصة أن هناك فضاءً إليكترونيًا إعلاميًا لا يمكن السيطرة عليه لكن لابد من التعامل معه.

من جانبه أكد وزير الإعلام السعودى سلمان بن يوسف الدوسرى أن الإعلام السعودى ينتظره مستقبل حافل بالمنجزات والتحوّلات المنشودة فى مختلف قطاعاته، مبينًا أبرز الملامح الاستراتيجية لمنظومة الإعلام للعام الجاري، التى سيتم تحقيقها بعدد من المبادرات والمشروعات والبرامج والأعمال، معلنًا أن عام 2024 هو عام التحول الإعلامى فى المملكة، والاستعداد لمصافحة حارّة بين الإعلام السعودى والمستقبل.

وقال: «اليوم نعلن عن استراتيجيات عام التحول الإعلامى فى المملكة، التى تقوم على أربع ركائز هي: الأرقام، والمؤشرات، والشغف، والعمل، وبرؤية حكيمة يدعمها خادم الحرمين الشريفين، ويقودها ولى عهده الأمين -حفظهما الله».

جاء ذلك، فى كلمة ألقاها فى الجلسة الافتتاحية لفعاليات المنتدى السعودى للإعلام فى دورته الثالثة، الثلاثاء الماضي على مسرح أرامكو السعودية، فى عاصمة مستقبل الإعلام الرياض، وسط حضور إعلامى كبير من داخل وخارج المملكة تجاوز أكثر من 2000 إعلامي.

وأوضح فى بداية كلمته، أن قطاع الإعلام فى المملكة قد أسهم فى عام 2023 بما يعادل 14.5 مليار ريال على مستوى الناتج المحلي، كما يستهدف الوصول إلى نحو 16 مليار ريال خلال هذا العام، مبينًا أن استثمار قطاع الإعلام فى رأس المال البشرى أسهم فى توفير فرص وظيفية، بلغت حتى العام الماضى 56 ألف وظيفة، ويستهدف فى هذا العام نحو 67 ألف وظيفة.

وأعلن عن ثلاث استراتيجيات تسير عليها منظومة الإعلام وتمثل خارطة طريق نحو إعلام المستقبل، وتسهم فى تعزيز القطاع الإعلامي، ورفع الجاذبية الاستثمارية، وتعزيز كفاءة الكوادر الوطنية، التى تتمثل فى تحديد التوجه الاستراتيجى الشامل لمنظومة الإعلام فى المملكة، وتحسين حوكمة وكفاءة قطاع الإعلام، بالشراكة مع أكثر من 30 جهة حكومية، بالإضافة إلى القطاع الخاص والقطاع الثالث.

وأكد أهمية موسمى الحج والعمرة، إذ تمّ إطلاق مشروع «ميدياثون الحج والعمرة» قبل أيام، ليتسابق الإعلاميون والمهتمون من خلاله لابتكار مبادرات ومشروعات إعلامية تعزز التغطية الإعلامية الإبداعية والمبتكرة، معلنًا عن تدشين مبادرة «حج ميديا هب»، تهدف إلى تقديم مجتمع وبيئة إعلامية متكاملة، تساعد الإعلاميين فى إنجاز تغطيات موسم الحج، وإقامة معرض إعلامى تفاعلى يبرز الخدمات المقدمة بموسم الحج، ويتوقع أن يصل عدد مستفيديها لأكثر من 2000 إعلامى وزائر دولي.

واختتم وزير الإعلام كلمته بالحديث عن إطلاق الأكاديمية السعودية للإعلام، التى تهدف إلى التمكين والتطوير والتدريب فى تخصصات المستقبل، إلى جانب عقد شراكات استراتيجية مبكرة ومبتكرة مع كبريات شركات التقنية ومنصات الإعلام العالمية، مثل: قوقل، وهواوي، وعلى بابا، وغيرها.

من جانبه بين رئيس المنتدى السعودى للإعلام رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون محمد الحارثي، أن المنتدى يستضيف متخصصين من جميع أنحاء العالم «فى الرياض عاصمة الإعلام العربى والتنمية التى تجمع من خلال هذا المنتدى نخبة من الإعلاميين والأكاديميين ليناقشوا ملامح التغيير والتطوير الإعلامي».

وأضاف إن المملكة تشهد نهضة تنموية شاملة على الأصعدة كافة وجميع المجالات، لافتاً إلى أن الإعلام مرآة للتغيرات العالمية.

وأوضح رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون، أن المنتدى يتضمن مجموعة من الجلسات التى تناقش مستقبل الإعلام فى ظل التحولات التقنية الهائلة، وجرى إطلاق حزمة من المبادرات الإعلامية بالتعاون مع الشركاء لتطوير القطاع ورفع مستوى الكفاءات.

وتابع قائلًا: «لدينا قصة تستحق أن تروى، والأبواب مفتوحة للجميع، حيث نستقبل ملايين الزوار سنويًا، وبإمكاننا تحسين وتطوير وإكمال المسيرة معًا».

وتشهد فعاليات المنتدى فى دورته الثالثة تحت شعار «الإعلام فى عالم يتشكل»، أكثر من 60 جلسة وورشة تخصصية فى الإعلام، يقدمها نحو 150 متحدثاً من الوزراء والمسئولين والخبراء والمختصين المحليين والدوليين؛ لمناقشة مستجدات العمل الإعلامى فى العالم بمختلف أشكاله المرئى والمسموع والمطبوع والرقمي، كما تم استعراض أبرز التجارب المحلية والدولية فى الإعلام، وأهمية الإعلام الرقمى والتسويق، وصحافة الموبايل، والتليفزيون والصحافة، وفنون تحرير الأخبار، وواقع الإعلام العربي، والعديد من القضايا المتعلقة بالإعلام.

وعلى هامش المنتدى، تقام النسخة الثانية من معرض مستقبل الإعلام «فومكس»؛ أكبر معرض إعلامى متخصص فى الشرق الأوسط، بمشاركة أكثر من 200 شركة محلية وعالمية، على مدى ثلاثة أيام، فيما يستعرض المعرض أبرز التطورات والتقنيات فى عالم الصناعة الإعلامية، إلى جانب إقامة عدد كبير من ورش العمل المتخصصة والنوعية، يقدمها مجموعة من المتخصصين والأكاديميين والممارسين فى مجالات الإعلام المتنوعة.