الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إطلاق أول جلسة حوارية دولية بين الأزهر ومركز نور سلطان بكازاخستان الأزهر يعيد نشاط الحوار الدولى بين الأديان

شهد الأزهر الشريف إطلاق أول جلسة دولية حوارية مشتركة بين مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ومركز نور سلطان نازار باييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات بجمهورية كازاخستان بعنوان: «أهمية حوار الأديان والحضارات فى تعزيز الوعى بالأمن الفكرى والسلام العالمى»، حيث شارك فى الندوة الحوارية لفيفٌ من قادة الحوار بين الأديان والأكاديميين من داخل مصر وخارجها.



وخلال الجلسة الحوارية تم عرض العديد من الرؤى حول أهمية تفعيل الحوار بين أتباع الأديان فى مواجهة حيث قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد، إن هذا اللقاء من اللقاءات المهمة التى تؤكد على الأدوار التى يمكنُ أن تقومَ بها المؤسسات العلمية والبحثية والدينية بل والسياسية، خصوصًا أنه يتعلق بواحد من الموضوعات الحية والتى تدور حول التعايش بين الإنسان وأخيه الإنسان من خلال حوار شامل لا يلزم عنه إفساد للود أو تطاول على الآخر، ومن ثم كانت هذه الحلقة الحوارية الدولية الأولى بمشاركة بناءة بين مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف مع مركز نور سلطان نازارباييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات بجمهورية كازاخستان تحت هذا العنوان: «أهمية حوار الأديان والحضارات فى تعزيز الوعى بالأمن الفكرى والسلام العالمى».

أضاف أن هذا موضوع الساعة، حيث يأتى فى وقت والحرب المسعورة على أشد ما تكون من خلال عدو غاشم وعدو جائر ضد شعب أعزل لا سند له إلا الله وكفى بالله وكيلًا وكفى بالله حسيبًا.

أضاف عياد أن الدينَ الإسلاميَّ قدْ حثَّ أتباعَهَ على التعايشِ معَ الآخر، وضرورةِ التفاعلِ الإيجابيِّ معه انطلاقًا مِن مبدأِ التعارفِ والبرِّ، حيث أنَّ القرآنَ الكريمَ لم يجعلْ من اختلافِ الشعوبِ والثقافاتِ منطلَقًا للنزاعِ والشقاقِ، بل على العكسِ مِن ذلك تمامًا، فهذه الاختلافات تُعدُّ من وجهةِ النظرِ الإسلاميةِ منطلقًا للتعارفِ والتآلفِ والتعاونِ فى كلِّ ما مِنْ شأنه أن يعودَ بالخير على الجميعِ.

وأوضح الأمين العام أننا فى أمسّ الحاجة إلى مثل هذه الجلسة الحوارية فى الوقت الراهن، خصوصًا أننا نشهد نوعًا من النفاق السياسى والاختلافات الفكرية تجاه حقوق واجبة، ومع ذلك نجد أن هناك اتجاهات مختلفة تعطى الحق لمن لا يستحق؛ حيث إن البشرية مهما بلغت وارتقت فى درجات الكمال المادى والعمرانى، إلا إنها تفقد صوابها بعيدًا عن الدين، كما تعد هذه الجلسة خطوة متفردة فى حوار الأديان والحضارات، مؤكدًا أن الحوار بين الأديان لم يعد من رفاهية الوقت بل واجب من واجبات الساعة، والحاجة إلى ترجمة ما يخرج عن هذه الحلقات النقاشية إلى واقع عملى يأخذ بأيدى البشرية إلى ما فيه الخير والصلاح.

وأكد الأمين العام أنه يجب فى مثل هذه الحلقات التذكير بواجب وحق القضية الفلسطينية والوصول بها إلى مكانتها اللائقة بها والعمل معًا على استرداد الحق المسلوب، فهذه الحلقات ينبغى أن لا يتوقف دورها عند حد التوصيات النظرية.. بل لا بد من تحويل هذه التوصيات إلى خطوات عملية وواقعية ويمكن ذلك بسعى علماء الدين وزعمائه والذين تقع المسئولية الكبرى على عاتقهم فى التذكير بالحقوق والواجبات، والسعى فى رد الحقوق إلى أصحابها، فالدين طوق نجاة، وإذا كانت هناك أخلاق بدون دين فهو عبث، فإن عالما بدون دين عالم هش سرعان ما ينهار بنيانه ويقضى على أركانه.

 وثيقة الأخوة الإنسانية 

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، سعادة المستشار محمد عبدالسلام، أهمية دور الحوار بين الأديان والحضارات فى تعزيز الوعى لدى الشعوب والمجتمعات بقضايا الأمن الفكرى والسلام العالمى، مشيرًا إلى أن المجلس ضمن رؤية عمله للمرحلة القادمة، يعمل على الانخراط بشكل نوعى فى التفكير المشترك والحوار حول أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحًا؛ بما يشمل قضايا السلام العالمى بمستويات الحوار الدينى المختلفة بين مكونات الأمة ومع غيرها، وقضايا التغير المناخى، والتحديات الأخلاقية والفكرية.

وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين: إن هذه الرؤية التى ترجمها المجلس فى خطة عمله فى مجال حوار الأديان للمرحلة القادمة، تستهدف البناء على إنجازاته خلال المرحلة السابقة، وأهمها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية من الرمزين الدينيين العالميين: فضيلة الإمام الأكبر أ.د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، فى أبوظبى عام 2019، بحضور قادة وزعماء دينيين يمثلون أديان العالم، تلك المحطة التى دفعت الأمم المتحدة إلى اعتماد هذا اليوم الرابع من فبراير، الذى وقعت فيه وثيقة الأخوة الإنسانية، يومًا عالميًا للأخوة الإنسانية، بالإضافة إلى إطلاق جائزة زايد للأخوة الإنسانيّة، والتى تعد اليوم إحدى أهم الجوائز العالمية فى مجال الحوار والتعايش والأخوة الإنسانية.

واختتم الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين كلمته بالتأكيد على عزم المجلس المضى قدمًا فى تنزيل مضامين رؤيته فى مجال الحوار الدينى، عبر استكشاف آفاق جديدة من التعاون بين الأديان فى مواجهة المخاطر والتحديات العالمية المشتركة؛ من خلال الشراكة الدائمة مع المؤسسات التى تشارك المجلس هذه الرسالة، مشيدًا بجهود الأزهر الشريف وتنظيم مجمع البحوث الإسلامية فى الأزهر لهذه الجلسة الحوارية جسدت فرصة لمناقشة الأفكار التى تحسن مستوى العلاقات بين الأديان؛ وتطوير مستوى تدبير العلاقات بينها.

فيما قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن الحوار بين الأديان يرسخ للمحبة ويعزز قيم السلام، مؤكدًا أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يحرص دومًا على إرساء قواعد الأخوة والتعاون والمحبة والسلام بين الأديان، وقد توج الأزهر جهود السلام والتآخى بين البشر من خلال إصدار وثيقة الأخوة الإنسانية فى 2019 بين الرمزين الدينيين العالميين: فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وقداسة بابا الفاتيكان، وبحضور قادة وزعماء دينيين يمثلون أديان العالم، وهو ما أكد وعزز أواصر التعاون المشترك، فضلًا عن أن جهود شيخ الأزهر وسعيه الدؤوب فى المحافل الدولية هى خير دليل على ترسيخ مبادئ السلام.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الإسلام أمر بالتعارف والتآلف بين بنى الإنسان، وأمر ألا نغمض أعيننا عن واقع الحياة وهمومها، مؤكدًا أن السلام من الأصول المشتركة حتى نستطيع أن ننهى الصراعات والخلافات ويعم السلام أرجاء العالم؛ مؤكدًا أن الأمم السعيدة الموفقة هى التى تطفئ نيران الحرب؛ ولا يتوقع أن يعم السلام العالم وهناك شعب مستضعف من قبل العدوان الصهيونى الغاشم الذى يتزايد يومًا بعد يوم، وهو ما أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 30 ألف شهيد، وهو ما يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين جميعًا واعتداء على الأمة جمعاء.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر، أن هناك قيمًا إنسانية مشتركة ليست بين الإسلام والمسيحية فحسب، بل قيم مشتركة بين جميع الأديان السماوية، وبين جميع أصحاب الفطرة الإنسانية السوية، مشيرًا إلى أن كل ما يحث على الشر والباطل والظلم والكذب والكراهية هو مما ينهى عنه كل دين وكل عقل سليم وكل نفس بشرية رزقها الله تعالى فطرة سوية، وهو ما يتطلب استمرار الجهود الحثيثة المخلصة والتكامل والتعاون بين الموسسات المختلفة من أجل تعزيز السلام والحوار بين الحضارات.

من جهته قال الدكتور محمد الشحات الجندى، رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية، بنور مبارك، إنه يتعين علينا التنويه بقيمة وأهمية مؤتمرات زعماء الأديان؛ كتجمع عالمى وملتقى حضارى لقادة الأديان العالمية مع شخصيات دولية وفكرية؛ تعمل على إبراز القيم الإنسانية والتراث الإنسانى المشترك بغرض التفاهم والتعاون على ما فيه الخير والمصلحة بين أتباع الأديان؛ وإعلاء مكانة الإنسان كإنسان مكرم يسود الكون ويبنى الحضارة وينشر السلام.

وأكد الجندى أن قضية الحوار قضية أساسية فى مسيرة الحوار بين الأديان ووحدة المجتمعات، مبينا أنه لكى يأتى الحوار بالنتائج المرجوة يجب أن تتوافر بعض الشروط لإنجاحه أهمها الرغبة المتبادلة بين الطرفين لإجراء الحوار بينهما، فضلا عن الجدية والعزم على المضى قدما على طريق التفاهمات والمقاربات للتوصل إلى حلول وإزالة مابين الطرفين من خلافات أو صراعات، مطالبا بتبنى الدعوة إلى إصدار قانون دولى لتجريم ازدراء الأديان؛ والاستجابة لموقف زعماء الأديان فى هذا الخصوص. 

بينما بيّن الدكتور محمد أبو زيد الأمير، المنسق العام لبيت العائلة المصرية، أن الحوار بين أتباع الأديان ضرورة إنسانية أملتها طبيعة الحياة وما يعتريها من أخطار أصبحت موجودة فى العالم حاليا، موضحا أن تبادل المنافع بين الشعوب والمجتمعات ضرورة من ضروريات الحياة، وأن التنوع والاختلاف سنة من سنن الله فى خلقه، فالله أمرنا بالتعارف وأول وسيلة للتعارف هو الحوار وهو يحقق مراد الله، فبدون الحوار لا يكون هناك تعارف، مختتما كلمته بأن الأزهر الشريف رسالته السلام وترسيخ قيم الحوار ويسعى بكل السبل إلى تحقيق هذه الغاية التى تخدم العالم كله.

من جانبه، قال الدكتور محمود الهوارى، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الدينى، إنه من العجيب أن يأتى هذا اللقاء الذى يعظم من الحوار قيمةً ووسيلةً فى الوقت الذى صُمَّت فيه آذان من ينبغى أن يسمع، وعميت عيون كان ينبغى أن تبصر، وجفَّت مشاعر كان ينبغى أن تحس بما يقع لأهل فلسطين، موضحا أن التنوع بين البشر فى مجالات الحياة جميع سُنَّةٌ طبيعيَّةٌ، واختلاف الألسنة يصدق على اختلاف الثقافات والحضارات، واختلاف الألوان يصدق على اختلاف الشعوب والمجتمعات.

رؤية كنسية مصرية

الأنبا إرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، عرض من جانبه رؤية كنسية حول الحوار وأكد أن الحوار بين الأديان له دور عظيم ومكانة مرموقة، لأنه يساعد على تذليل الخلافات والصراعات وينشأ فرصة للالتقاء والتجمع، مبينا أن الإسلام عنى بالحوار ومعالجة المشكلات، موضحا أن مصادقة الأديان السابقة على أهمية الحوار تؤكد جميعها أنها كلها تنبع من مسار واحد، مؤكدًا أن الحوار بين الأديان أصبح موضوع بالغ التوهج فى هذا الوقت الراهن، خاصة فى ظل الصراعات الحالية، كما أنه جزء أصيل فى تقدم المجتمعات والمساعدة على نهضة الفكر فى العالم.

وأوضح الأنبا إرميا، أننا نعيش اليوم ظاهرة تجسد العنف بكل أشكاله تصل إلى انتهاكات تزهق فيها ملايين أرواح الأبرياء مما يؤكد أن الدعوة إلى حوار الأديان أصبح أمرا ملحا لنجاة بنى البشر ونشر السلام، مشددا أنه إذا سادت روح الحوار ساد السلام بين الجميع، كما أن الحوار بين الأديان لن يحل وحده المشاكل الأساسية ولكنه سيساعد بشكل كبير فى حلها فدوره مهم وجوهرى، مختتما بأن احترام الأديان صمام الأمن والأمان للعالم أجمع.

 تجربة كازاخستان

من جهته، أوضح السيد بوالاط سايسينبايف، رئيس مجلس إدارة مركز نور سلطان نازارباييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات بجمهورية كازاخستان، عن نجاح تجربة دولته كازاخستان فى تنظيم مؤتمر زعماء الأديان، حيث تم عقد (7) نسخ منه على مدار 20 عامًا فى الأستانا عاصمة كازخستان، لافتا أن توصيات المؤتمر قد أكدت بوضوح على أن الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل هى أهم وأقوى أدوات التعايش السلمى بين جميع الثقافات والأديان، ولهذا تسعى كازاخستان فى خطتها المستقبلية على تعزيزه ودعمه، مع إتاحة مشاركة السيدات وأصحاب الإرادة وذوى الهمم كممثلين لجميع الفئات المجتمعية.

وشدد سايسينبايف على رغبتهم فى تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة من خلال تطوير الدبلوماسية الدينية، فقد اقترحنا إنشاء معهد سفراء النوايا الحسنة للكونغرس الذى سيضم شخصيات دينية وسياسية وعامة بارزة تحظى باحترام كبير، بهدف تعزيز ترسيخ الحوار فى العالم، حيث لا يتم الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية فحسب، بل تصبح أساسية.

ومن جانبه، أعرب السيد تواماش برنايد بيتا، رئيس أساقفة أبرشية الروم الكاثوليك فى سانت مارى فى أستانا بجمهورية كازاخستان، عن عميق امتنانه وشكره لحضوره هذه الجلسة المهة، مستعرضًا الجهود التى قامت بها كازاخستان منذ عام 2022 لنشر ثقافة الحوار على مستوى العالم والتى تأتى جلسة اليوم استكمالًا لها.

وأضاف رئيس أساقفة أبرشية الروم الكاثوليك فى سانت مارى فى أستانا أن أولئك الذين لا يفهمون القيم التى تهدف إلى تعزيز الحوار والسلام لا يستطيعون أن يفهموا حقيقة الأديان وحقيقة السلام الذى تدعو إليه جميع الأديان، ولذلك يجب أن يكون الحوار دائمًا مفتوحًا بين الجميع، وبين جميع الدول خاصة تلك التى تعانى من النزاعات لانها تتكبد العديد من الخسائر بسبب الحروب، موضحًا أن الإنسانية قد تكبدت العديد من الخسائر فى الأرواح بسبب الحروب، وأننا لا نريد أن يكون هناك المزيد من الخسائر فى المستقبل، وأنه من المهم جدًا التركيز على الحوار بين الأديان والحضارات لإبراز قيم حقوق الإنسان التى تكفلها الأديان المختلفة.

وبدوره عبر السيد أرجان نوكيجانووف، رئيس لجنة الشئون الدينية بوزارة الثقافة والإعلام بجمهورية كازاخستان، عن تقديره الكبير للأزهر الشريف ولمجمع البحوث الإسلامية لما يبذلونه من جهد كبير فى دعم حوار الأديان، وعلى دعمهم الدائم لمبادرات كازاخستان وجهودها فى ذلك، مؤكدا أن كازاخستان قد سعت طوال الفترة الماضية، عبر تنظيم القمة العالمية لقادة الأديان بنسخها السبعة، إلى تحقيق سياسة دينية وسطية وبما يشكل نموذجا خاصا بها فيما يتعلق بحوار الأديان، معبرا عن أمله فى أن تسهم الجهود المشتركة بين الأزهر وكازاخستان فى نجاح مهمتنا بتعزيز الحوار وتحقيق السلام فى تلك المرحلة المليئة بالحروب والصراعات.

 تطبيق دعوى

الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، بدروها قالت إن الأزهر الشريف ينفتح على المؤسسات الدينية داخل مصر وخارجها، بهدف البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية والتعلق بها لانتشال الإنسانية من أزماتها المعاصرة، ونزاعاتها المتناحرة حتى تستطيع مواجهة ما حاق بها من ظلم الغادرين وبغى الأقوياء، وغطرسة المتسلطين على المستضعفين، وحتى لا تقعد بها الصراعات العقدية والنزاعات الدينية وتعوقها عن الوصول لتحقيق غايتها الإنسانية النبيلة.

وأكدت الأمين العام المساعد لشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر الشريف حريص دائمًا على تنمية الوعى الفكرى لوعاظه وواعظاته، ليس على المستوى العلم الشرعى فحسب، وإنما فى جميع مناحى الحياة، حتى يكونوا قادرين على مواجهة الأفكار الهدامة التى غايتها التمزيق والتشتيت بين الأمم؛ وذلك من خلال دورات إعداد القادة الدينيين، برامج منتدى حوار الثقافات والقائم منذ عام 2022 مع المؤسسات الدينية فى مصر الإسلامية والمسيحية؛ كل ذلك بهدف إعداد قادة دينيين، وخلق روح من التعاون المثمر بين المؤسسات الدينية المختلفة (الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والكنيسة)، ولخلق روح التسامح فى المجتمع، وتغيير النظرة المغلوطة عند البعض من الحذر من التعامل مع أصحاب الديانات.

من جانبه، قال يوسف الصديقى، عضو مركز الدوحة الدولى لحوار الأديان، إن مفهوم الحوار بين أتباع الأديان فى جوهره يهدف إلى تفعيل القيم الدينية والأخلاقية التى توافقت عليها شرائع الأديان، لتحقيق التعايش والسلم والأمن، وتتأسس معه ثقافة إنسانية تقوم على تقبل الاختلاف والتنوع والتعاون بين البشر، مشيرًا إلى أن الإيمان بالحوار يؤدى بنا إلى التغلب على الصراعات والحروب.