الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الصحافة التركية: زيارة أردوغان لمصر تسطر فصلًا جديدًا من العلاقات بين أنقرة والقاهرة

بعد إعلان الرئاسة التركية عن زيارة يجريها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر سلطت الصحف التركية الضوء على تلك الزيارة والتى وصفتها بالتاريخية، مشيرة إلى أنها تمثل نقطة تحول جديدة فى العلاقات بين البلدين، معتبرة أن الخطوات التركية لتطبيع العلاقات مع القاهرة ستصل إلى ذروتها بتلك الزيارة. وكانت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية قد ذكرت فى بيان بأن أردوغان سيقوم بجولة خارجية تبدأ من الإمارات، حيث يشارك كضيف شرف فى القمة العالمية للحكومات فى دبى كما سيتوجه إلى مصر يوم الأربعاء.



 

وأوضحت الرئاسة التركية أن المحادثات ركزت على الخطوات الممكن اتخاذها فى إطار تطوير العلاقات بين البلدين، وتنشيط آليات التعاون الثنائى رفيعة المستوى. كما أشارت أيضا إلى أن أجندة أعمال الزيارة تتضمن تبادل وجهات النظر حول القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.

من جانبها، قالت صحيفة جمهورييت التركية إن زيارة أردوغان لمصر ستكون الأولى منذ 12 عاما مضيفة أن آخر زيارة قام بها أردوغان إلى مصر كانت فى نوفمبر 2012، حينما كان رئيسا للوزراء وذلك بمناسبة الاجتماع الثانى لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين مصر وتركيا.

وتحت عنوان «زيارة تاريخية لمصر بعد 12 عاما» قالت صحيفة «ملييت» التركية إن الخطوات المتخذة لتطبيع العلاقات مع القاهرة ستصل إلى ذروتها مع زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لمصر ونوهت الصحيفة التركية بأن عملية التطبيع انطلقت عام 2020، ثم التقى الرئيس السيسى مع أردوغان للمرة الأولى وتصافحا فى حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم فى قطر نوفمبر 2022، ثم فى قمة قادة مجموعة العشرين بنيودلهى ثم فى القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالرياض العام الماضى.

وقالت الصحيفة: إن زيارة أردوغان لمصر والتى تأتى بعد تبادل القاهرة وأنقرة تعيين السفراء، من شأنها أن ترفع العلاقات بين البلدين إلى أعلى مستوى. ووفقا للصحيفة، خلال اللقاء بين الرئيسين تمت مناقشة العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية. ومن أهم الملفات وفقا لصحيفة ملييت زيادة حجم التجارة الثنائية، وإنهاء الهجمات الإسرائيلية على غزة، والتعاون فى مجال الطاقة بشرق البحر المتوسط. وأكدت الصحيفة أن الحوار بين القاهرة وأنقرة له أهمية كبيرة لحل المشاكل فى العديد من مناطق الأزمات بالمنطقة، خاصة غزة وليبيا والسودان والصومال والبحر الأحمر وشرق البحر المتوسط. ووفقا للصحيفة؛ من بين البنود الرئيسية فى جدول أعمال الزيارة تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى غزة والخطوات التى يجب اتخاذها لإنهاء الصراع. كما نقلت الصحيفة عن شبكة بلومبرج الأمريكية أن الرئيسين ناقشا مسألة تعزيز التعاون فى شرق البحر المتوسط. أما صحيفة صباح التركية فقد اعتبرت أن إمكانات التعاون بين البلدين فى مجال موارد الطاقة، والمناطق البحرية، والقضايا الأمنية، تفتح الباب أمام بعض الفرص لكل من المنطقة والبلدين. ورأت الصحيفة التركية أن تطوير وتعميق العلاقات بين مصر وتركيا قد يدعم الجهود الرامية إلى استقرار الأوضاع فى مناطق تشهد صراعات مثل ليبيا والسودان.

ووصفت صحيفة «صباح» التركية الزيارة الرسمية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر بأنها تمثل تطورا مهما فى العلاقة الآخذة فى التطور بين تركيا ومصر، إذ تعد هذه الزيارة بمثابة شهادة على التقدم الكبير الذى تم إحرازه فى مسيرة العلاقات بين البلدين. وقالت الصحيفة، فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى إن هذه التطورات تشير إلى تحول نحو تعاون جديد حيث تظل منطقة الشرق الأوسط تحظى بأهمية حاسمة بالنسبة للسياسة الخارجية التركية، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الأمنية التى تركز على سوريا والعراق، والتعاون المتنامى فى مجال الصناعة مع دول الشرق الأوسط علاوة على ذلك أصبحت تركيا مركزا مهما للتفاعل بين مواطنى الدول العربية ليس فقط للزيارات القصيرة ولكن كمركز للمشاركة الكبيرة.

وأشارت إلى أن مصر باعتبارها لاعبا رئيسيا فى العالم العربى تحتل موقعا فكريا وسياسيا محوريا قائلة: «إن العمق التاريخى للعلاقات التركية المصرية والذى يتميز بالتبادلات الثقافية المكثفة والتفاعلات الفكرية والسياسية، يؤكد أهمية هذه العلاقات، وعلى الرغم من فترات الخلاف السياسى فقد استمرت الصداقة الرمزية بين الأتراك والمصريين. وقالت الصحيفة التركية «إن الرئيس السيسى يقدر العلاقات مع تركيا، وبالمثل يعطى الرئيس أردوغان الأولوية للعلاقات مع مصر معترفا بالحقائق الهيكلية التى تغير المنطقة، إذ تهدف المبادرات التى أطلقها أردوغان إلى تعزيز فهم جديد للدول العربية، والاعتراف بالظروف المتغيرة وترشيد دور تركيا فى الشرق الأوسط فى هذا العصر الجديد.

ورأت صحيفة «صباح» التركية أن العلاقة المتطورة بين تركيا ومصر والتى ترتكز على الروابط التاريخية التى شكلتها الجهود الدبلوماسية الأخيرة تعكس تحولا أوسع فى المشهد الجيوسياسى فى المنطقة وبينما تسعى تركيا إلى إعادة تعريف نفوذها فى الشرق الأوسط فإن الحوار مع مصر يرمز إلى محور استراتيجى نحو المشاركة التعاونية والبناءة مما يمهد الطريق لفصل جديد فى السياسة الإقليمية. ويحمل هذا التطور الذى يرمز إلى إعادة ضبط السياسة الخارجية التركية على نطاق أوسع فى طياته وعدا بتعزيز الاستقرار والتعاون فى منطقة تتسم بالتعقيد والتحول. 

ووفقا للصحيفة فإنه منذ 7 من أكتوبر الماضى أصبح الشرق الأوسط مرة أخرى بؤرة للتوتر الجيوسياسى ولم يؤد الهجوم الإسرائيلى على غزة إلى تسريع الجهود الدبلوماسية بين الدول المجاورة مثل مصر والأردن فقط بل وأيضا بين اللاعبين الإقليميين فى حين ترى مصر أهمية فى تعزيز العلاقات. ونوهت فى هذا السياق بأن العلاقة بين تركيا ومصر أصبحت تكتسب أهمية إضافية قائلة: إن جهود أردوغان الرامية إلى تنويع مجالات التعاون المحتملة مع مصر خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعميق التعاون فى المسائل الأمنية يمكن أن تضطلع بدور حاسم فى منع الصراعات فى المنطقة، ومن الممكن القول إن تركيا ومصر لهما مصالح مشتركة فيما يتعلق بفلسطين وكلاهما يدعم رؤية الدولة الفلسطينية المستقلة، علاوة على ذلك، فإن وصول مصر إلى غزة يمكن أن يسهل تنسيق تركيا لجهود المساعدات الإنسانية المتمركزة فى غزة.

ومضت الصحيفة تقول: إن أحداث 7 من أكتوبر قد فرضت الواقع على الجهات الفاعلة الإقليمية والمتمثل فى أن التعاون أمر بالغ الأهمية.. مشيرة إلى أن السبب وراء كثافة وسرعة الدبلوماسية غير المسبوقة بين دول المنطقة هو من الدروس المستفادة من عواقب النزاعات السابقة، فهناك مجموعة واسعة من مجالات التعاون بين مصر وتركيا، كما أن الالتزام الراسخ على مستوى القيادة لن يمنح زخما إيجابيا للعلاقات الثنائية فقط وإنما أيضا يقلل من المخاطر الإقليمية ويخلق تأثيرا داعما للاستقرار.

واختتمت الصحيفة التركية مقالها بالقول: إن هذا التركيز المتجدد على التعاون يعكس وعيا يتسم بالفطنة بالترابط بين الديناميكيات الإقليمية والحاجة إلى بذل جهود متضافرة لمجابهة التحديات المشتركة وإن إمكانية قيام تركيا ومصر بالقيادة بالقدوة والاستفادة من مواقفهما الاستراتيجية ومصالحهما المشتركة، بمقدوره أن يمهد الطريق لمشهد شرق أوسطى أكثر استقرارا وتعاونا ويقدم هذا النهج الذى يرتكز على الدبلوماسية العملية والمصالح المتبادلة خطة لتخفيف التوترات وتعزيز المناخ الذى يفضى إلى السلام والاستقرار فى المنطقة.