الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

منطقة الساحل الأفريقى ستشهد حالات مقلقة من عدم الاستقرار السياسى والأمنى ارتفاع العمليات الإرهابية فى إفريقيا

لا تزال العلميات الإرهابية خطرا يهدد استقرار الدول خاصة فى القارة الأفريقية، حيث تابعت وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف على مدار شهر يناير 2024م أنشطة التنظيمات الإرهابية فى إفريقيا وعلى رأسها تنظيما «داعش» و«القاعدة»، والحركات التابعة لهما، حيث بلغ عدد العمليات الإرهابية التى شنتها تلك التنظيمات 24 عملية، بينها عمليتان انتحاريتان، والتى أسفرت فى مجملها عن سقوط 82 ضحية، و23 مصابًا بجراح، وثمانية رهائن، بخلاف تشريد ونزوح المئات.



 

ولفت المرصد إلى ارتفاع مؤشر العمليات الإرهابية فى يناير، وبحسب الإحصائية فقد ارتفع مؤشر العمليات الإرهابية فى القارة الإفريقية خلال الشهر الأول من عام 2024 مقارنة بعددها فى الشهر الأخير من عام 2023 بنسبة 24 %، فيما انخفض عدد الوفيات بمعدل 49.7 %؛ حيث بلغ عدد العمليات الإرهابية فى شهر ديسمبر 2023 إلى 19   عملية، أسفرت عن مقتل 165 شخصًا، وإصابة 51، واختطاف سبعة آخرين.

وعلى الرغم من أن عدد العمليات الإرهابية فى شهر يناير 2024 كان أكثر من عددها فى شهر ديسمبر 2023، إلا أن عدد الضحايا كان قليلًا، وهذا يشير إلى أن هدف التنظيمات الإرهابية فى إفريقيا لم يكن إسقاط أكبر عدد من القتلى بقدر ما تحمله دلالات تلك العمليات من إيصال رسائل بأنها ما زالت موجودة وأنها لم تنته، بل تعمل على إعادة ترتيب صفوفها من جديد، خاصة مع بداية العام الجديد 2024.

الصومال تتصدر 

ووفقًا للإحصائية التى أعلنها مرصد الأزهر، فقد احتلت منطقة شرق إفريقيا المرتبة الأولى؛ حيث سجلت المنطقة 11 عملية إرهابية، بواقع (45.8 % من إجمالى عدد العمليات الإرهابية)، والتى أسفرت عن سقوط 26 ضحية، و16جريحًا، كان للصومال النصيب الأكبر من تلك العمليات؛ إذ شهدت بمفردها 10 عمليات إرهابيبة بينها عمليتان إرهابيتان، أدت جميعها إلى مقتل 23، وإصابة 16، واختطاف سبعة آخرين. بينما شهدت «موزمبيق» حادثًا إرهابيًا خلّف ثلاث وفيات دون وقوع إصابات.

فيما لقى مؤخرًا 6 عسكريين على الأقل مصرعهم وأصيب آخرون فى هجوم تبنته حركة الشباب الإرهابية على قاعدة «غوردون» العسكرية التى تديرها دولة الإمارات فى العاصمة الصومالية مقديشو.  وذكرت وزارة الدفاع الإماراتية فى بيانها الصادر يوم السبت الموافق 10 فبراير، أن ثلاثة من جنودها وضابط بحرينى قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون بعد تعرضهم لعمل إرهابى أثناء أداء مهام عملهم فى تدريب وتأهيل القوات الصومالية.

وعقب الهجوم، أعلنت حركة الشباب الإرهابية مسئوليتها فى بيان بثته عبر الإذاعة التابعة لها، بينما أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن حركة الشباب الإرهابية – كعادتها - تحاول عرقلة جهود مكافحة الإرهاب مثل الاتفاقية الثنائية المبرمة بين الإمارات والصومال للتعاون العسكرى، من أجل إبقاء الوضع الداخلى كما هو وبما يعزز تواجدها فى البلاد.

وقال: «إن منطقة شرق إفريقيا تستمر فى احتلال مقعد الصدارة على مستوى عمليات التنظيمات الإرهابية فى إفريقيا رغم الضربات القاصمة التى تعرّضت لها، وهذا يؤكد أن المنطقة تعد أحد المرتكزات الإفريقية الرئيسية للعمليات الإرهابية بشكل عام، ولحركة «الشباب» الفرع الأقوى لتنظيم «القاعدة» بشكل خاص؛ حيث تستغل الحركة استمرار بعض الأزمات السياسية فى الصومال كالخلافات بين الحكومة الصومالية وبعض الولايات الفيدرالية من جهة، وخلافها مع إثيوبيا بشأن أرض الصومال من جهة أخرى، فضلًا عن استغلالها للوضع الأمنى الهش الذى تتسم به المناطق الحدودية الصومالية مع دول الجوار، وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن استمرار جهود مكافحة الإرهاب تظل عاملًا رئيسًا لوقف الهجمات الإرهابية فى دول المنطقة.

منطقة الساحل والصحراء

وجاءت منطقة الساحل والصحراء، فى المرتبة الثانية؛ إذ شهدت المنطقة ثمانى عمليات إرهابية، بمعدل (33.3 % من إجمالى عدد العمليات الإرهابية) أدت تلك العمليات إلى سقوط 26 قتيلًا، وسبعة مصابين آخرين. حيث تم تنفيذ خمس عمليات إرهابية فى «مالى» وأدت إلى مقتل شخص واحد. بينما وقع فى «النيجر» حادثان إرهابيان أسفرا عن مقتل 25، وإصابة سبعة آخرين. وفى «بوركينا فاسو» وقع هجوم وحيد إلا أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا أو مصابين.

ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن موجة الانسحابات والتفككات الأمنية التى ضربت منطقة الساحل الإفريقى جعلت دولها المركزية عند مفترق طرق، وأصبحت الخارطة الاستراتيجية للمنطقة تتوزع إلى فصيلين متباينين؛ فصيل دولتى «موريتانيا» و«تشاد»، وفصيل «مالى» و«بوركينا فاسو» و«النيجر»، وستشهد المنطقة على الأرجح حالات مقلقة من عدم الاستقرار السياسى والأمنى قد تصل إلى حد الانهيار الكلى للدولة المركزية، الأمر الذى يحذر منه المرصد ويطالب دول المنطقة والاتحاد الإفريقى الوصول إلى حلول فاعلة تحول دون وقوع مثل تلك الأخطار فى قادم الأيام.

منطقة وسط إفريقيا

أما منطقة وسط إفريقيا فقد جاءت فى المركز الثالث من حيث عدد العمليات الإرهابية، وفى المركز الرابع من حيث عدد الوفيات الناجمة؛ حيث تعرضت المنطقة لـ ثلاث هجمات إرهابية، بمعدل (12.5 % من إجمالى عدد العمليات الإرهابية)، والتى أسفرت عن سقوط تسع ضحايا. وقع هجومان إرهابيان منها فى «الكاميرون» ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. فيما وقع هجوم وحيد فى «الكونغو الديمقراطية» ونُسبت إلى متمرّدى «القوات الديمقراطية المتحالفة» التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابى، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، دون وقوع إصابات أو عمليات اختطاف.

ووفقًا لمؤشر الإرهاب الإفريقى، جاءت منطقة غرب إفريقيا فى المركز الرابع من حيث عدد العمليات الإرهابية، وفى المركز الثالث من حيث عدد الضحايا؛ إذ تعرضت «نيجيريا» لعمليتين إرهابيتين أسفرتا عن مقتل 21، واختطاف آخر.

أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية فى إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية 745 قتيلًا و111 معتقلًا، فضلًا عن استسلام آخر. 

ففى منطقة الساحل، فقد أسفرت جهود جيش «بوركينا فاسو» من تصفية 401 من العناصر الإرهابية، فيما نجح الجيش المالى من قتل 16، وبدورها تمكنت القوات النيجرية من تحييد عشر آخرين.

أما منطقة شرق إفريقيا، فنجحت الحكومة الصومالية من تصفية 222 من مقاتلى حركة «الشباب» الإرهابية، واعتقلت عشرة أفراد، فيما استسلم إرهابى واحد طواعية لقوات الجيش. 

وفى غرب القارة، أدت جهود الجيش النيجيرى فى مكافحة حركتى «بوكو حرام» و«داعش غرب إفريقيا» إلى مقتل 87 من العناصر الإرهابية، واعتقال 101، بينما أقدم إرهابى على إلقاء السلاح أرضًا وتسليم نفسه لقوات الجيش.، وفى منطقة وسط إفريقيا، تمكنت قوات الجيش الكونغولى من تصفية تسعة من العناصر الإرهابية.

من جانبه يدعو مرصد الأزهر إلى ضرورة تكاتف الجهود على جميع الأصعدة، من أجل القضاء على ذلك المرض السرطانى الخبيث، حتى لا يستفحل أمره أكثر فأكثر، خاصة فى المناطق النفطية والمناطق التى تحتوى على ثروات طبيعية فى القارة، والتى يمكن أن تستغلها تلك الجماعات الإرهابية فى تمويل أعمالها الإجرامية، التى لا تهدد سلامة المنطقة فحسب؛ بل تهدد أمن العالم، عن طريق إعادة تصدير ذلك الفكر الظلامى.