السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول وكيلة أدبية ومستشارة نشر دولية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا :فاطيما عباس أنا ضد الأعمال المؤلفة أو المترجمة بالذكاء الاصطناعى

بدأت  مشوارها فى عالم النشر فى سن صغيرة، ووفرت لها بيئتها المحيطة خبرة ساهمت فى تشكيل مستقبلها ورغم أنها لم تتخيل يومًا أن تشغل هذا المنصب؛ إلا أنها وجدت فيه شغفها ورغم أن الطريق لم يكن يسيرًا؛ لكنها استطاعت الحصول على لقب أول وكيلة أدبية ومستشارة نشر فى الوطن العربى بعد عشر سنوات من العمل والجد. هى فاطيما عباس المستشارة الأدبية والناشرة الدولية. اشتهرت بخبرتها كمترجمة أدبية. 



بدأت رحلتها إلى عالم الكتاب عام 2014، عندما حضرت معرض القاهرة الدولى للكتاب وتولت مسئولية القسم المخصص لكتب تعليم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، مستفيدة من طلاقتها فى كلتا اللغتين. أشعلت هذه التجربة المحورية شغفها بهذه الصناعة ودفعتها إلى التعمق فى كل جانب من جوانب المهنة.  قادتها رحلتها المتميزة فى النهاية إلى منصب رفيع المستوى كرئيس قسم العلاقات الخارجية والترجمة فى إحدى أعرق دور النشر والتوزيع فى القاهرة بمصر.

بالإضافة إلى عملها المتميز فى الترجمة، والذى يشمل 12 عملاً أدبياً مترجمًا من الإنجليزية إلى العربية والعكس، تشرف فاطيما الآن على وكالتها الأدبية المعروفة باسم «فالا». كما تعمل كمستشارة دولية فى مجال النشر والنشر الأدبي، مستفيدة من خبرتها الواسعة فى تقديم دعم شامل للمؤلفين ومحترفى النشر فى الأسواق العالمية. تشمل مجموعة خدماتها المتنوعة النشر والتوزيع والتسويق وأبحاث السوق والاستشارات والطباعة. علاوة على ذلك، شغلت فاطيما منصب المدير الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى إحدى شركات الذكاء الاصطناعى. 

روزاليوسف حاورت فاطيما عباس لنتعرف سويا على مهنة الوكيل الأدبي، وأبرز ما يميزها، وما الفروق بين النشر فى العالمين العربى والأجنبى، وما هو مستقبل صناعة النشر، ودور الذكاء الاصطناعى فى مستقبل هذه الصناعة.. وإلى نص الحوار... 

 متى التحقتِ بمهنة النشر؟ وما الذى جذبك للمجال؟

ـ التحقت بمهنة النشر منذ عام 2014 حيث كنت أقوم بمساعدة والدى لأنه ناشر وله إسهاماته فى الصناعة منذ 40 عامًا، فهذا العام سيكون لى 10 سنوات فى المهنة. بدايتى بالمجال لم يكن مخططا لها، حتى إننى درست «BUSINESS» وكنت أميل أكثر للعمل فى مجال العلاقات العامة أثناء سنوات دراستى بالجامعة.

 وبعد التخرج سافرت مع والدى لمعرض فى دولة عربية من باب المساعدة ووجدت شغفى فى المهنة.

 وبدأت بالعمل كمساعدة لوالدى فى الجزء المتعلق بالحقوق وحقوق الترجمة، وكنت من القلائل اللاتى نجحن فى ترجمة الأدب العربى للدول الأجنبية مع دار النشر الخاصة بوالدى. لأن العادة جرت على ترجمة الأدب الغربى للعربية وليس العكس. 

 متى بدأتِ مسيرتك المهنية كوكيلة أدبية؟

ـ فى عام 2020 أثناء أزمة كورونا قررت أن أقوم بإنشاء الوكالة. لم يكن هناك أى وكالات مشابهة تقوم بما أفعل. كان هناك وكالة واحدة فقط وكان عملها مختلفا عن عملى. ثم بدأ آخرون فى إنشاء وكالات أدبية شبيهة لاحقا؛ لكن حتى الآن هناك الكثير من العمل الذى أقوم به كوكالة أدبية فى المنطقة ولا يقوم به غيرى.

 إذن ما الدور الذى يقوم به الوكيل الأدبى؟ 

ـ يشبه وكيل الأعمال للفنانين، فأنا أمثل مؤلفين أو ناشرين أو أحصل على حقوق ترجمة الكتب التى يريدون نشرها لدول مختلفة؛ لكننى أقوم بالعكس أيضًا فأنا أرى ما هى العناوين الأدبية المهمة التى توجد فى الدول وأحصل على حقوق النشر الخاصة بها وأقدمها للدول الأخرى أو دور النشر المختلفة. كما أننا كوكالة نقدم خدمات أخرى استشارية وخدمات ترجمة. فلو أرادت دار نشر دخول سوق جديدة أقوم بعمل بحث لها عن هذه السوق. ومنذ فترة أرادت شركة كتب صوتية كبيرة دخول الشرق الأوسط وتعاوننا. قدمت لهم بحث السوق لكى يتعرفوا على حيثيات وتفاصيل الصناعة فى تلك المنطقة لكى يقرروا إذا كانوا سيستطيعون الدخول أم لا. 

كيف ترين مستقبل صناعة النشر؟ 

ــ سؤال صعب لأن الناشر نفسه لم يعد على دراية. فمع الظروف الاقتصادية الحالية لم يعد فى إمكان الناشر التسعير نتيجة أزمة الورق التى هى بالمناسبة أزمة عالمية علاوة على أزمة الحبر والجمارك والدولار فأصبحت التكلفة مرتفعة على الناشر فإذا وضع لنفسه هامش ربح ستكون التكلفة مرتفعة جدًا على القارئ، ومن ناحية أخرى لا بد من الأخذ فى الاعتبار أن أغلب القراء فى مصر من الطلبة فى سن الشباب يحصلون على «المصروف» ويقومون بجمع الأموال طوال العام من أجل شراء الكتب فى الفعاليات الكبرى مثل المعارض بتخفيضات وعروض. وبالتالى فإن تحديد مستقبل الصناعة أمر صعب وليست هناك خطة واضحة فى مصر لما هو آت فى مهنة النشر. لأنها صناعة تعانى بلا دعم من أى جهة ويعتمد الناشر على نفسه بشكل كلى وبكل الطرق فلا يتلقى دعمًا من الحكومة ولا من أى جهة أخرى.

 إذن كيف تنجو دور النشر وسط هذه المصاعب؟ 

ـ الحل الذى يلجأ له الناشرون الآن هو فكرة الطباعة بالطلب. ففى الماضى كانت دور النشر تقوم بطباعة آلاف النسخ وفى النهاية لا يستطيع التخلص من النسخ أو بيعها. لكن الآن من النادر أن يفعل الناشر هذا الأمر الآن وخصوصًا فى الروايات، قد يختلف الأمر فى كتب الأطفال. فالناشر يخرج للسوق بحوالى 200 أو 500 نسخة فإذا تم بيعها يقوم بطباعة الجديد وإذا لم يتم بيعها لا  يخسر. كما قد يلجأ بعض الناشرين لاستخدام عدد من تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى تصميم أغلفة للكتب بدلا من الاستعانة بمصمم حقيقى لتوفير نسبة من التكاليف. كما يلجأون كذلك لبرامج الذكاء الاصطناعى فى الأشياء المتعلقة بالترتيب وتنظيم وتسعير كل التفاصيل. وهو بالنسبة لى أمر جيد لأنه يقلل من الجهد المبذول فى العديد من الأعمال الإدارية الروتينية التى تحتاج لموظف خاص.

أما على صعيد الترجمة فأصبح الحصول على حقوق النشر من الناشر الأجنبى مكلفة جدًا حيث تقومين بدفع 300 دولار للحصول عليها بخلاف باقى التفاصيل؛ وبالتالى أصبحت أغلب دور النشر تتجه لترجمة الأعمال المدعمة فدولة مثل الإمارات وتحديدًا إمارة الشارقة وإمارة أبوظبى تدعم ترجمة الكتب للعربية أو لغات أخرى وهو ما ييسر الأمر على الناشر للاستمرار. وقد يختلف الأمر من دار نشر لأخرى؛ لكننى على يقين أن حتى دور النشر الكبيرة تعانى ويرجع هذا لكثرة عدد دور النشر الشابة الجديدة وليس الجميع ناشر حقيقى فالصناعة صعبة وتحتاج لخبرة ومثابرة وشخص لديه شغف حقيقى بها للاستمرار والنجاة فى ظل هذه الظروف.

هل هناك اختلافات بين النشر هنا والنشر بالخارج؟ 

ـ بالطبع هناك اختلافات، الأمر يختلف من دولة لأخرى حتى الدول الأوروبية تختلف عن بعضها فى عملية النشر. فهناك انفتاح بشكل أكبر فى النشر فى الدول الأوروبية، فدولة مثل النرويج لا يوجد بها أى قيود على عالم النشر بإمكانهم عرض أى أفكار. الأمر ليس نفسه فى الدول العربية حتى إنه قد يختلف من دولة عربية لأخرى. فمن الممكن أن يتم نشر كتاب فى مصر أو لبنان ولكن لا يمكن نشره فى الخليج ويرجع هذا لثقافة كل دولة والرقابة فيها. ونحن كناشرين مصريين لا بد أن نضع فى اعتبارنا كل الدول العربية لأن شبكة التوزيع واحدة وبالتالى لا بد أن نأخذ بعين الاعتبار كل القيود والرقابة فى كل الدول العربية. فلا زال أمامنا بعض الوقت لكى يكون بإمكاننا نشر جميع الأفكار والبت فى إمكانية مناسبتها للنشر أم لا، فالأفكار المعروضة ليست فقط تتعارض مع الثقافة؛ ولكن هناك بعض الأفكار التى قد تتعارض مع الدين وهو من المحظورات التى يصعب كسرها.

 ما نوع الوساطة التى تقومين بها بين الناشر العربى والناشر الأجنبى؟ 

ـ أساعد دور النشر العربية والناشرين العرب على نشر أفكارهم وثقافتهم فى الدول الأخرى عن طريق بيع حقوق الترجمة. أسعى لترجمة المنشورات العربية للغات مختلفة لكى أنشر ثقافة وأقوم بترشيح المؤلف فى الدول الأخرى والأمر يختلف حسب كل دولة. كما أننى أحدد فى أى دولة يمكن أن ينجح المحتوى. فمن الممكن أن تحقق بعض الكتب أعلى المبيعات فى دول ولا تنجح فى دول أخرى. وهو الأمر الذى عرفته بعد بعض الوقت بالخبرة والعلاقات. كما أننى أقوم بالعكس تمامًا أنتقى العناوين من الأدب الغربى التى يمكن أن تنجح فى عالمنا العربى وأعرضها على الناشرين العرب لكى يشترون حقوق الترجمة وأغلب التراجم تكون مدعمة بمنح ترجمة لكى يسهل عملية النشر على الناشر. وأتمنى أن يحدث هذا بشكل منظم فى مصر لأنه سيساعد فى نشر ثقافتنا بالخارج. 

  هل ترين الذكاء الاصطناعى صديقا أم عدوا للمؤلف والناشر؟  

ـ يتوقف الأمر على كيفية استخدامه. فمن يقوم بالاعتماد عليه بشكل كلى يُضِر بنفسه أولًا لأنه يقضى على موهبته إذا كانت حقيقية؛ إنما إذا تم استخدامه كمساعد بالبحث عن فكرة أو مصطلح مختلف موجود فى ثقافة مغايرة فلا مانع فى الأمر، الأمر يرجع لأمانة الشخص الذى يقوم باستخدامه سواء الناشر أو المؤلف.  ما النصائح التى تقدمينها للكُتّاب الذين يبحثون عن وكيل نشر؟

ـ كونى الوحيدة التى أقوم بهذا الأمر فى الصناعة، أشعر أن تقديم النصيحة سيجعل الأمر يبدو كأننى أدعوهم أن يأتوا لي؛ وبالتالى سيكون من الصعب عليّ تقديم النصيحة. 

ما خططك المستقبلية؟

ـ أقوم حاليًا بإعداد كتاب عن تأثير الذكاء الاصطناعى فى النشر، ومن المقرر أن نقوم بإطلاق الكتاب هذا العام مع دار نشر كبيرة فى إنجلترا ولها فروع متعددة فى كندا والإمارات.