السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى اليوم العالمى للإذاعة: الإذاعة المصرية من أقدم الإذاعات فى العالم

عرفت مصرُ الإذاعةَ فى مراحل متقدمة عن الدول العربية وبالتحديد فى سنة 1925، أى بعد ظهور أول محطة إذاعية فى العالم بخمس سنوات.. من خلال محطات أهلية يملكها بعضُ الهواة من المصريين، وكانت الإذاعة حينها ذات طابع تجارى إعلانى فى الأساس وكان بث الإذاعة محدودَ المجال..واستمرت الإذاعات الأهلية على مدار عَشر سنوات، وقد حمَلت أسماءً مميزة مثل راديو فاروق وراديو سابو وراديو الأميرة فوزية وراديو أمير الصعيد وراديو مصر الملكية، وفى التاسع والعشرين من مايو عام 1934م تم إيقاف جميع الإذاعات الأهلية الموجودة.



 هنا القاهرة

واحتكرت الحكومة المصرية وقتها الإذاعة، وبعدها بعدة أيام وفى الحادى والثلاثين من شهر مايو عام 1934 افتتحت الإذاعة المصرية الحكومية، وذلك بالتعاون مع شركة ماركونى البريطانية المعروفة وكان أول نداء بث من خلاله محطة الإذاعة واستمع إليه الجمهور عبر الأثير هى الجملة الشهيرة هنا القاهرة للمذيع أحمد سالم.

وقد أصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية ويذكر أن هذه الإذاعات تعتمد فى تمويلها على الإعلانات التجارية، ومن أمثلتها فى ذلك الوقت راديو فاروق وراديو فؤاد، وراديو فوزية، وراديو سابو، وتعد الإذاعة المصرية التى بدأ بثها خلال عام 1934 من أقدم الإذاعات فى العالم، وتمثل أرشيفًا وتجسيدًا هائلًا للتاريخ المصرى الحديث ورافدًا مهمًا فى تشكيل الوجدان المصرى والعربى، وقد عرفت مصر الإرسال الإذاعى فى عام 1925 أى بعد ظهور أول محطة إذاعية فى العالم بخمس سنوات من خلال محطات أهلية يملكها بعض الهواة وتعتمد فى تمويلها على الإعلانات التجارية، ففى بداية مايو 1926 صدر المرسوم الملكى يحدد شروط استخراج تراخيص الأجهزة اللاسلكية طبقا للاتفاقيات الدولية، وبدأت هذه المحطات الأهلية تذيع بالعديد من اللغات كاللغة العربية، وللأجانب فى مصر كانت تذيع بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية.

إذاعة مصر الجديدة

وكانت إذاعة مصر الجديدة هى أول إذاعة أهلية، وبعد عامين افتتحت محطة أهلية أخرى أوروبية هى إذاعة سابو، وفى العام 1932 افتتحت محطة راديو الأمير فاروق، وفى الإسكندرية افتتحت إذاعتان أشهرهما محطة راديو فيولا، وهذه الإذاعات كان يقوم بتشغيلها هواة لذلك استخدموها كما يحلو لهم، استخدمها البعض فى الإعلان عن البضائع وأيضا للرسائل الخاصة والموجهة إلى أصدقائهم ولقد حاولت الحكومة المصرية آنذاك تنظيم الإذاعات الأهلية والسيطرة عليها ولقد كان معظم أصحاب تلك الإذاعات من التجار الذين استغلوها للترويج لبضائعهم وتحقيق الربح من وراء إذاعة الإعلانات التجارية مثل محطة راديو فؤاد التى أنشأها عزيز بولس ومحطة راديو فاروق التى أنشأها تاجر أجهزة الراديو إلياس شقال، كما كانت معظم هذه المحطات شركات بين عدد من الأفراد وكانت ضعيفة الإرسال لا تغطى أكثر من الحى الذى تذيع منه ومعظمها أقيمت فى غرفة أو شقة صغيرة، ووافق مجلس الوزراء فى يوليو ‏1932‏ على أن تتولى شركة ماركونى التلغرافية اللاسلكية كوكيل عن الحكومة المصرية إدارة الإذاعة وتشغيلها‏ وصيانتها وإعداد البرامج والمذيعين‏.

 إيقاف جميع الإذاعات الأهلية

وفى التاسع والعشرين من مايو 1934 تم إيقاف جميع الإذاعات الأهلية، وتم التعاقد مع شركة ماركونى على إنشاء الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية، وبدأ العمل فى إقامة محطات الإرسال وكذلك الاستوديوهات الإذاعية‏‏ فى مبنى شركة ماركونى فى شارع علوى خلف البنك الأهلى المركزى،‏ وقد قضى العقد المبرم بين الجانبين أن تكون الحكومة هى المحتكرة للإذاعة وأن الشركة موكلة من الحكومة المصرية فى إدارتها وإنشاء برامجها لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد وأنه فى مقابل الإدارة تتلقى الشركة حصة من حصيلة رُخص أجهزة الاستقبال وقدرها ستون فى المائة وإنشاء لجنه عليا، وذلك للإشراف على البرامج تتكون من خمسة أعضاء ثلاثة منهم يتم تعيينهم من قَبل الحكومة.

الإذاعة المصرية مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية

وفى الخامس عشر من فبراير ‏1958‏ صدر القرار الجمهورى رقم ‏183‏ لسنة ‏1958‏ باعتبار الإذاعة المصرية هى مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية وإلحاقها برئاسة الجمهورية‏، وأصبحت عام ‏1961‏ من أهم المؤسسات العامة ذات الطابع الاقتصادى، وسميت‏ المؤسسة المصرية العامة للإذاعة والتليفزيون‏‏ وفى عام ‏1962‏ تم ضمها إلى وزارة الإرشاد القومى وصدر عام‏ 1971‏ القرار الجمهورى رقم‏1‏ لسنة ‏1971‏ بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون‏ وكانت إذاعة صوت العرب هى إذاعة مصرية تبث من القاهرة، وتم إنشاؤها فى 4 يوليو عام 1953 وكانت من أول وأشهر الإذاعات المصرية التى بثت لجميع أقطار العالم العربى باللغة العربية كما اعتمدت 34 لغة للبرامج الإذاعية واشتهرت الإذاعة كوسيلة أساسية.

عبدالناصر يبث خطاباته من خلال الراديو

ولقد استخدم الرئيس جمال عبدالناصر الراديو لبث خطاباته حول الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار الأجنبى للبلدان العربية رغم سطوع نجمها فى سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، وكان الراديو جزءًا أساسيًا من الروتين اليومى للأسرة المصرية ذلك الصندوق السحرى الذى جمع المصريين حوله وكانت برامجه سببًا فى تشكيل وعى الكثير من الأجيال بل كانت شاهدًا على مراحل مهمة من تاريخ مصر واشتركت فى بعض الأوقات فى صناعة تاريخ مصر والمنطقة بأكملها.

 أم كلثوم وعبدالوهاب وعلى الجارم يشاركون فى افتتاح الإذاعة 

وكانت أولى الأسماء التى شاركت فى افتتاح الإذاعة المصرية أم كلثوم والفنان محمد عبدالوهاب والشاعر على الجارم وصالح عبدالحى والمونولوجست محمد عبدالقدوس والموسيقيين مدحت عاصم وسامى الشوا، ثم انطلق صوت المذيع أحمد سالم مفتتحا البث الإذاعى، وهو يقول هنا القاهرة ومصطلح هنا القاهرة بهذه الجملة الرشيقة شديدة الدلالة وقد أقيم أحتفال بهذه المناسبة، وأحيت الحفل أم كلثوم وكان القارئ محمد رفعت هو صاحب التلاوة الأولى فى هذه الإذاعة الوليدة الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية مع أحمد سالم، وكان من أوائل المذيعين محمد فتحى الذى عرف بلقب كروان الإذاعة ثم انتهى عقد شركة ماركونى مع الحكومة المصرية فى 30 من مايو 1944 وفى 1947 تم تمصير الإذاعة.

 دور الإذاعة الحيوى فى الفترة بين عامى 1967 و1973

وأيضا كان للإذاعة دور كبير فى الفترة من عامى 1967 وحتى عام 1973، عندما كان هو مصدر الأخبار الوحيد، لعل أبرز مذيعيها فى تلك الفترة هو الإذاعى القدير أحمد سعيد، مؤسس إذاعة صوت العرب، التى بثت لجميع بلاد الوطن العربى، وكانت له إسهامات كبيرة فى تطوير العمل الإذاعى، بينما كان الرائد الإذاعى صبرى سلامة، هو أول من أذاع بيان النصر فى حرب أكتوبر 1973 وأعلن فيه عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس والاستيلاء على نقط العدو القوية بها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة.

صفية المهندس (أم الإذاعيين)

كان صوتها عبر الأثير من أهم طقوس الأسرة المصرية فهى من رائدات العمل الإذاعى وعاصرت جيل الرواد الأوائل، وكانت أول صوت نسائى إذاعى انطلق ليس فى الإذاعة المصرية فقط بل وفى اذاعات المشرق العربى كله ولذلك منحها النقاد وكل العاملين بالمجال الإعلامى لقب أم الإذاعيين المصريين، بما اشتهرت به من حب وعطف وتقديم العون والنصيحة للجميع.

وكانت صفية المهندس من مؤسسى الإذاعة المصرية ومن أوائل الذين حفروا أسماءهم فى هذا المجال، حيث أصبحت اسما بارزا فى هذا المجال بعد أن كان مقصورا على عمل الرجال فقط، ويرجع الفضل لدخولها هذا المجال للإذاعى محمد فتحى عبدالوهاب يوسف بعد أن أقنع والدها زكى المهندس بذلك.

ورفضت صفية المهندس الظهور بالتليفزيون عام 1960 منذ افتتاح إرساله وظلت على موقفها خلف الميكوفون تبث من خلاله أروع وأشهر البرامج وظلت وفية له طوال رحلتها مع الميكرفون، حيث تقلدت العديد من المناصب داخل الإذاعة المصرية، منها مشرفة على برامج المرأة عام 1965 ومديرة عامة لإذاعة البرنامج العام عام 1967 ثم نائب رئيس الإذاعة ثم رئيسة للإذاعة فى الفترة من عام 1975 حتى عام 1982 حتى أحيلت إلى التقاعد عام 1982.

 (ملكة الكلام)

آمال فهمى وهى من أشهر الإعلاميات فى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى وقد أطلق عليها لقب (ملكة الكلام) فى العالم العربى، بعد أن حصلت عليه من لبنان إثر استفتاء موسع فى الدول العربية، والتقت بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر ووافق على التسجيل معها.

وكانت أول من أدخلت الفوازير فى الإذاعة العربية فهى أول من قال عبارة (فوازير رمضان)، بالتعاون مع الشاعرين بيرم التونسى وصلاح جاهين، وأول امرأة ترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964. لم تكن فهمى مذيعة تقليدية؛ بل كانت مبدعة، حولت البرامج الإذاعية إلى تحقيقات صحافية، وكانت أول من يخرج بميكروفون الإذاعة إلى الشارع، ورغم عشقها للميكروفون. فإن الإعلامية التى ولدت عام 1926، لم تحب التليفزيون، ورفضت العمل به، لأنها كانت تريد للجمهور، أن يسبح بخياله معها. فالعمل الإذاعى بالنسبة لها: «مثل الفن التشكيلى الذى يثير خيال المستمع»، ليبقى ظهورها الوحيد من خلال حوارها فى برنامج «على الناصية» مع المطرب عبدالحليم حافظ فى فيلم «حكاية حب».

واستضافت فى برنامج «على الناصية» كبار الشخصيات من المسئولين فى الدولة مثل عبدالحكيم عامر ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة، كما التقت بأشهر المطربين ومطربى الوطن العربى أمثال كوكب الشرق والعندليب الأسمر، وقدمت برنامج «حول العالم» فى فترة الخمسينيات حيث قدم البرنامج تسجيلات نادرة منها حلقة عن ألمانيا فيها تسجيل نادر (هتلر) وحلقة أخرى عن دولة الهند مع تسجيل للزعيم نهرو.

أبلة فضيلة

وعلى حواديت البرنامج الإذاعى «غنوة وحدوتة»، تربى جيل كامل من الأطفال ملبيًا النداء الإذاعى «يا ولاد يا ولاد... تعالوا تعالوا... علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكى لنا حكاية جميلة»، واستمع لحكايات وحواديت فضيلة توفيق الشهيرة بـ«أبلة فضيلة»، التى اختارت أن تكون أختًا للأطفال، لا والدة لهم، وقرنت اسمها بلقب أبلة، بدلًا من ماما. ولدت فضيلة توفيق فى أبريل (نيسان) 1929. وتخرجت فى كلية الحقوق؛ لكن حلمها كان العمل فى الإذاعة، وهو ما تحقق بتعيينها مذيعة لنشرة الأخبار، وبعد ذلك اختارها الإذاعى محمد محمود شعبان «بابا شارو» لتحل محله فى تقديم برنامج «غنوة وحدوتة».

أمينة صبرى

أول صوت نسائى يرأس الإذاعة هى أمينة صبرى التى كانت تلقب أثناء تجوالها فى حرم «ماسبيرو» بـ«أمينة هانم صبرى». أمينة هى ابنة وحيدة لأسرة متوسطة تلقت تعليمها فى مدرسة للراهبات، إلا أنها نقلت منها بعدما ضربتها إحدى الراهبات واستكملت تعليمها بكلية البنات بالزمالك.

تخرجت فى كلية الآداب جامعة القاهرة، قسم اللغة الإنجليزية، أرادت العمل فى المجال الصحفى، نجحت فى اختبار الصوت للإذاعة فى لجنة ترأسها رئيس الإذاعة الأسبق، عبدالحميد الحديدى الذى أخبرها أنها ستذهب لإذاعة صوت العرب، كما كان عضوا فى اللجنة وقتها، بابا شارو وعدد من الإعلاميين الكبار.

اشتهرت أمينة صبرى بجملة «إذاعة صوت العرب من القاهرة»، كما قدمت برنامج «حديث الذكريات» الذى استضافت فيه نجوم الفن والطرب والشعر ومنهم الفنانة صباح وشادية وعماد حمدى وفريد الأطرش ومحمد عبدالمطلب وحسن فايق ويوسف إدريس ونزار قبانى وغيرهم.

 إيناس جوهر

من أشهر المذيعات اللاتى عملن فى كل من البرامج الإذاعية والبرامج التليفزيونية، بدأت عملها الإذاعى عام 1969 كمذيعة وقارئة لنشرة الأخبار فى البرنامج العام، ثم عينت كمذيعة وقارئة للنشرة فى إذاعة الشرق الأوسط ووصلت لمنصب نائب شبكة الشرق الأوسط، ومن ثم لمنصب رئيس شبكة الشرق الأوسط فى الفترة بين عام 2000 وحتى عام 2005 ثم رئيسة للإذاعة فى نفس العام، لتصبح بذلك ثانى سيدة تتولى رئاسة الإذاعة بعد الإذاعية القديرة صفية المهندس وظلت فى هذا المنصب حتى 26/6/2009.

ساهمت فى إعداد عدد كبير من البرامج التليفزيونية، ولم يتوقف عطاء «إيناس جوهر» عند هذا الحد حيث أنها تعمل فى تدريب المذيعين على العمل فى التنفيذ على الهواء داخل استوديو التنفيذ وعلى الإذاعات الخارجية باختلافاتها.

كما قامت بالمشاركة فى الإعداد والإشراف وإدارة المسرح لجميع الحفلات التى تقيمها الإذاعة وحفلات قطاع الإنتاج والتـليفزيون فى المناسبات القومية.. كما ساهمت ضمن لجان الإشراف على إنشاء قناة النيل للدراما وقناة النيل للمنوعات، وذلك بالإضافة لكونها قامت بقراءة نشرة الأخبار فى التليفزيون المصرى لمدة أربع سنوات منذ عام 1974 وحتى عام 1978.

من أهم البرامج التى قدمتها «تسالى» - «قصة فيلم» - «الجديد فى ورق سوليفان» - «النادى الدولى» - «الفترات المفتوحة» - «ألبوم الذكريات».

وحصلت على العديد من الجوائز أكثر من مرة فى الاستفتاءات المنوعة على جوائز أفضل إذاعى.. وحصلت برامجها على جوائز أفضل البرامج فى أعياد الإعلاميين.

وحصل برنامج «تسالى» على رقم 6 بين إذاعات العالم كأفضل برنامج يعطى جرعة ثقافية يومية للمستمع، وذلك من خلال مسابقة أقامتها إذاعة «مونت كارلو».