الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها  .. هند.. بأى ذنب قتلت!

أحلف بسماها .. هند.. بأى ذنب قتلت!

هل هى علامات الساعة؟! .. أن توأد الزهور قبل أن تتفتح.. لم أستطع تخيل حالة الطفلة الصغيرة هند وهى محشورة بين جثث خالها وزوجته وأبنائه فى سيارته.. حبيتى هند هل تحمل جسدك الضعيف التصاقك بين الأموات، أتصور نظرات العصفورة المذعورة، يخرج صوتها متهدجًا مرتعبًا وهى ترجو أمها عبر الموبيل «تعالى خدينى أنا خائفة» ثم تسمع الأم طلقات الرصاص لتتوقف أنفاس هند وتلحق بأقاربها داخل السيارة، وتظل الأم الملتاعة تبحث عن صغيرتها أملًا فى العثور عليها حية، تناشد المراسلين وكل من يستطيع مدها بأى معلومة تصلها بهند لتجدها بعد 12 يومًا وقد بدأ جسدها فى التحلل، ولزيادة الفجيعة وصل المسعفون إلى هند وقبل أن ينتشلوها تم قصفهم وقتلهم بدم بارد وتفجرت سيارة الإسعاف ولقيت هند ربها مثل آلاف الأطفال الفلسطينيين، ويعقبهم مئات الأطفال الذين توفوا جراء الإصابة بالأمراض الفيروسية والمعوية وآخرون لاقوا ربهم نتيجة الجوع والبرد.



وجع القلب لأطفال غزة الأحياء، المئات منهم ظلوا يرتجفون بشكل مستمر ولم تتركهم الرعشة نتيجة قصف وتهدم منازلهم فوق رءوسهم وخرجوا أحياء بأعجوبة.. ولا أنسى مشهد طفلة صغيرة وقد ملأتها الجروح والأتربة وهى تسأل الطبيب بذهول «عمو هايدى حلم و لا بچد» يا حبيبتى أنه للأسف چد.. آلاف الأطفال ما زالوا يعيشون صدمة عصبية، ترى نظراتهم زائغة لا يستطيعون استكمال جملة مفيدة.. ومن يستطع منهم الحديث يخلع القلوب وهم يحكون معاناتهم فى عدم إيجاد الطعام يرتعشون من برد الخيام، طفلة لم تتعد السادسة تقول: «طقت روحى من ها العيشة خيمة خيمة برد برد، ملينا من العتمة تعبنا من البرد، حسوا فينا نحنا يا أخى حسوا فينا».

على النقيض نجد أطفالًا رسموا أسمى معانى البطولة.. أطفال نشأوا كبارًا، منهم من يحمل شقيقه الصغير المصاب رغم جسده النحيل ويجرى به لإسعافه ومنهم من يحمل المتاع الثقيل بجوار والدته أثناء نزوحهم من مكان لآخر.. منهم من يسعى هنا وهناك لإحضار طعام أو ماء لأهله، بنات صغيرات يخبزن العجين على أفران بدائية فى الشوارع.. أطفال مصرون على استكمال تعليمهم داخل مراكز الإيواء أو الخيام «علمًا بأن غزة خالية من الأمية» وطوال السنوات الماضية هناك حرص شديد على تعليم كل أطفال غزة.. أطفال آخرون رغم الأهوال التى لاقوها يحبون الحياة متمسكون بالأمل، يداوون وجع الحرب بالغناء وإلقاء الأناشيد الوطنية التى تمجد فلسطين منهم أطفال يرددون بأعلى صوت شعارات الصمود والبقاء فوق أرض فلسطين أو تحتها ولن يهجروها مهما حدث.

شعب فلسطين من كبيرها حتى صغيرها قوم أولى بأس، ويقينى أن الله جل وعلا يمدهم بقوة لا قبل بشعوب العالم لها، الله سبحانه وتعالى لن يترك حق آلاف الأطفال الملائكة فى السماء ولا المصابين والمرتاعين.. لذلك فالمقاومة فى ازدياد وقوة والنصر قادم لا محالة مهما طال الوقت.