الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد مطالب بتعميم التجربة الأزهرية فى التثقيف والتوعية بالقضية الفلسطينية .. حشد أزهرى فكرى وفنى لدعم القضية الفلسطينية

استمرارًا لدور الأزهر فى دعم القضية الفلسطينية، عقد الأزهر الشريف فى ختام معرض القاهرة الدولى للكتاب، ندوة تثقيفية بعنوان «القضية الفلسطينية قصة شعب ومسؤولية أمة»، بحضور الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والباحث المختص فى الشؤون الإسرائيلية، والدكتور أحمد هويدى، أستاذ الدراسات اليهودية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور الحسينى حماد، مدرس التاريخ المعاصر بجامعة الأزهر، وأدار الندوة الإعلامى الدكتور أسامة رسلان، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، المشرف على وحدة اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر باللغات الأجنبية؛ وتناولت الندوة المنظور الصحيح لمقاربة القضية الفلسطينية دينيا وتاريخيًا، والفرق بين الصهيونية واليهودية. 



 

وخلال الندوة، كان التحذير من هجوم الكيان الصهيونى على الأزهر لموقفه الرافض لغطرسة جيش الاحتلال وعدوانه المستمر على الفلسطينيين، حيث قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والباحث المختص فى الشؤون الإسرائيلية، إن الخطورة فى القضية الفلسطينية تكمن فى التعامل مع صعود اليمين المتطرف، لأن حرب الكيان الصهيونى على غزة أثبتت أننا نتعامل مع مجموعة من الهواة الإسرائيليين، ليسوا سياسيين أو وزراء محنكين، فأغلبهم من جماعات العنف والتطرف والإرهاب، مؤكدًا أننا نتعامل مع مجموعة إسرائيلية إرهابية ليس لها تاريخ سياسى أو حزبى، ويمارسون إبادة جماعية وأعمالًا إجرامية، ولا يسمعون لصوت العقل، بل يهدفون لتصعيد الأوضاع بصورة كبيرة لجر المنطقة لأزمات، ويجبرون الفلسطينيين إما على القتل أو التهجير خارج أرضهم.

وأوضح الدكتور طارق فهمى أن ما يجرى فى غزة من استهداف الكيان الصهيونى للأبرياء، ومن تحولات هيكلية، هو استهداف للعرب والمسلمين جميعًا ويفسر أنه لأول مرة فى تاريخ مواجهات الصراع العربى الإسرائيلى تنقل المقاومة الفلسطينية الصراع إلى أرض إسرائيل، مبينًا أن المجتمع الإسرائيلى أصبح مجتمعًا متطرفًا، ولم يعد متماسكًا، وأصبح يتجه بقوة أكبر للتطرف، وأكثر عدوانية، مما كان عليه فى السابق، ويريد أن تستمر الحرب على غزة لتحقيق أجنداتهم المشبوهة، موضحًا أن حرب الكيان الصهيونى على غزة، كشفت عن الوجه الحقيقى للصهيونية، ولولا الجهد المصرى الكبير المبذول لزادت وتيرة إسرائيل الإجرامية عن حدها.

أضاف: إن الهجمة ستستمر على الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ. د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بسبب الجهود الحثيثة والمواقف الشجاعة الداعمة للقضية الفلسطينية، وسيظل محور اتهام من الكيان الصهيونى الذى يزيف التاريخ والحقائق ولا يقدر المواقف النبيلة من مؤسسة الأزهر العريقة، التى لا يزايد أحد على دورها فى خدمة قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. 

وأشار الدكتور أحمد هويدى، أستاذ الدراسات اليهودية بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن هناك فرقا كبيرا جدًا بين الصهيونية واليهودية، وعندما نفرق بين المفاهيم المختلفة يتضح لنا أن العبرية يقصد بها اللغة وليس الدين، فالعبرى الإسرائيلى هو الشخص القادر على فهم الأركان الأربعة التى تخص اللغة العبرية: التحدث، الاستماع، الكتابة، القراءة، واليهودى هو الشخص الذى يتبع الديانة اليهودية التى نزلت على النبى موسى لبنى إسرائيل وجاءت بوصايا وقيم دمروها بأفعالهم، أما الصهيونية فهى تُعنى باستخدام مفاهيم ومصطلحات قديمة تناسب العصر الحديث، مثل الديمقراطية بين الشعوب، وهى حركة تستخدم المصطلحات السياسية لتنفيذ أجندات ومصالح دينية مشبوهة، لدولة احتلال وليست دولة شرعية، مؤكدًا أن كثيرًا من اليهود المثقفين غير مناصرين للصهيونية، لأن الصهيونى هو الشخص الذى يدعم فكرة المؤسسة الصهيونية القائمة على هدف تجميع اليهود فى فلسطين المحتلة لتدميرهم وممارسة التطرف ضدهم.

وأكد الدكتور أحمد هويدى أن غزة هى صمام الأمان لمصر، وأن السلاح الثقافى الذى يستخدمه الصهاينة أخطر بكثير من السلاح العسكرى، لأن الصهاينة متخصصون فى التفسير الخاطئ للنصوص الدينية، والتمسك بنبوءات ومزاعم وضعها بشر لديهم أطماع فى أرض فلسطين ويريدون تحقيق مصالح متنوعة، مؤكدًا أن بروتوكولات الكيان الصهيونى هى ترجمة للمبادئ التلمودية التى اعتقد اليهود بناءً عليها أنهم شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن الله لا يسمح بعبادته ولا يقبلها إلا أن يكون العابد يهوديّا؛ مطالبًا الأزهر الشريف بضرورة تكوين فريق لترجمة التلمودية للغة العربية وتحليل مبادئها، لأنها أساس الفهم الخاطئ، مشيرًا إلى أن هناك يهودا منصفين يرفضون ما يحدث من تزييف الحقائق الدينية والتاريخية والجيوسياسية.

من جانبه، قال الدكتور الحسينى حماد، مدرس التاريخ المعاصر بجامعة الأزهر، إن الهجمة الصهيونية البائسة على الأزهر الشريف بسبب مناصرته للقضية الفلسطينية، تعكس جهل الاحتلال الفاضح بدور الأزهر التاريخى تجاه تلك القضية، مؤكدًا أن دور الأزهر الحالى هو امتداد لدوره التاريخى تجاه القضية الفلسطينية، والذى يمتد منذ أكثر من قرن من الزمان، منذ تصريح بلفور والاحتلال البريطانى للقدس فى عام 1917.

وأضاف الحسينى أن الأزهر الشريف بكامل هيئاته، ما زال يدعم بكل قوة القضية الفلسطينية حتى ترجع الحقوق إلى أصحابها، وهو ما ظهر فى موقفه تجاه الجرائم الأخيرة التى ارتكبتها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى والأماكن المقدسة، وما يحدث فى غزة حاليا، حيث ندد الإمام الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتلك الجرائم التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى فى حق الشعب الفلسطينى والأماكن المقدسة، وكثرت نداءاته التى دعا فيها قادة العالم وأصحاب الضمير العالمى، لمساندة الشعب الفلسطينى المسالم والمظلوم فى قضيته العادلة، وضرورة وقف الاستيطان وما تقوم به إسرائيل من جرائم فى حق الشعب الفلسطينى ومقدساته، وضرورة توفير الحاجات الأساسية للعائلات الفلسطينية المتضررة جراء العدوان الصهيونى الغاشم وإمدادهم بالمستلزمات الطبية والإغاثية اللازمة.

وطالب الحسينى بتعميم التجربة الأزهرية فى التثقيف والتوعية بالقضية الفلسطينية فى المؤسسات الثقافية فى مصر والدول العربية، مشيدا بتدريس الأزهر لمادة «تاريخ الحركة الصهيونية» لطلاب جامعته، حيث إن هذه القضية قضية أمة وليست قضية الأزهر فقط.

 أعمال فنية لدعم فلسطين 

وكان ركن قطاع المعاهد بجناح الأزهر الشريف فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، قام بعرض أكثر من 80 عملا فنيا، تتمثل فى (لوحات ومجسمات رباعية وثلاثية الأبعاد وأخرى مضيئة، أشغال يدوية)، حيث أوضحت د. دعاء صبرى، مسؤول المعرض الفنى لقطاع المعاهد، أن الأعمال الفنية المشاركة قام بتنفيذها وتصميمها معلمو وموجهو التربية الفنية المتميزون من مختلف المناطق الأزهرية، حيث تنوعت موضوعات الأعمال الفنية المشاركة، لتعبر عن البيئة المصرية، والفنون الشعبية، والحضارة المصرية القديمة، والتى استخدمت فى تشكيلها العديد من الخامات، مثل الجلد الطبيعى والأخشاب والأوراق والقماش والألوان الزيتية والفحم، بالإضافة إلى الأعمال المستخدم فيها إعادة التدوير من البيئة المحيطة مثل بواقى الأقمشة الورق ونوى التمر وبعض النباتات المجففة. 

كما تصدرت القضية الفلسطينية لوحات المعرض الفنى لقطاع المعاهد، حيث تم عرض 10 أعمال متنوعة، تجسد القضية الفلسطينية، ما بين رسم وتصوير وتشكيل مجسم، حيث لاقت إعجابا شديدا من رواد المعرض من مختلف الأعمار والجنسيات، خاصة من الإخوة الفلسطينيين، الذين أشادوا بمدى تعبير معلمى الفنون الأزهريين عن القضية الفلسطينية، بتعبيرات مست قلوبهم، ما جعلهم يلتقطون معها الصور التذكارية، وتسجيل فيديوهات وإرسالها إلى أهلهم بغزة لكى يشاركوهم ما شاهدوه من أعمال معبرة.