الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

منها وجوده فى كل مكان وميزانيته الضخمة 5 أساطير حول الجيش الأمريكى غير صحيحة

تهيمن بعض المفاهيم على الثقافة الشعبية عندما يتعلق الأمر بالجيش الأمريكى وسواء أكانت هوليوود تصنع فيلما حربيا مثل پيرل هاربور وما تخلله من أخطاء تاريخية، أو تصوير غير واقعى لظروف الحرب فى أعمال أخرى، يظهر العديد من الروايات التى تشوه صورة الجيش الأمريكى والتغلب على بعض هذه المفاهيم الخاطئة يعنى معالجة خمس أساطير شائعة يفترضها معظم الناس حول القوات المسلحة الأمريكية. وفى تقرير نشرته ناشيونال إنترست قالت إن هناك 5 أساطير غير صحيحة، وهى:



 

 

1  الجيش الأمريكى موجود فى كل مكان

يحب العديد من المثقفين الترويج للسرد القائل بأن الولايات المتحدة أصبحت نوعا من الإمبراطورية الاستعمارية الجديدة صاحبة القواعد العسكرية فى كل مكان للسيطرة على الدول وتحقيق مكاسب استغلالية للرأسماليين الأمريكيين. إلا أن هذه التأكيدات لا تتطابق مع الواقع. وعلى سبيل المثال، أعلنت إحدى المنظمات السياسية، فى دراسة أجريت عام 2021، أن الولايات المتحدة لديها حوالى 750 قاعدة عسكرية فى 80 دولة ومستعمرات مختلفة (مصطلح غريب للأراضى الأمريكية فى جوام وبورتوريكو وجزر ڤيرچن). ولسوء الحظ فإن التقرير لا يميز بين المنشآت العسكرية الفعلية لاستعراض القوة العسكرية والمرافق المخصصة للمدنيين والمقاولين. وعلى سبيل المثال، تحدد مجموعة البيانات مقبرة واردوج سيمترى فى جوام، وستة مواقع صغيرة للبحث والتطوير فى جزر البهاما، ومدرج طائرات كمرافق عسكرية.

والحقيقة هى أن الجيش الأمريكى لديه عدة عشرات من القواعد العسكرية الرئيسية خارج الولايات المتحدة؛ وتقع هذه فى المقام الأول فى الدول الحليفة فى جميع أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. وتفاوضت وزارة الخارجية على هذه الاتفاقيات، ودفعت الحكومات المضيفة مليارات الدولارات مقابل وجود الولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك، يتمركز نحو %85 من القوات العسكرية العاملة فى الولايات المتحدة. ومن بين الـ%15 المتمركزين والمنتشرين فى الخارج، يمثل هؤلاء الأفراد مواقع القوة اللازمة للاستجابة بكفاءة للأزمات أو الصراعات التى لم تظهر أى دولة مسؤولة أخرى القدرة على القيام بها.

 

2  الجيش الأمريكى يقوم بالقتال فقط

من المؤكد أن المؤسسة العسكرية الأمريكية تهتم أكثر بتنظيم وتدريب وتجهيز قواتها للقيام بعمليات قتالية واسعة النطاق. ولكن الجيش الأمريكى يفعل أكثر من مجرد خوض الحروب. وينشر الرئيس القوات لأداء مجموعة من المهام غير القتالية التى كان يشار إليها باسم العمليات العسكرية غير الحربية، سواء كان ذلك من خلال تقديم المساعدة الإنسانية لمكافحة ڤيروس إيبولا فى إفريقيا، على سبيل المثال، أو إعادة الرهائن الذين احتجزهم تنظيم داعش فى سورية، أو الاستجابة لڤيروس كوڤيد-19 أو المشاركة فى مشاريع هندسة الأشغال المدنية المحلية، فإن الجيش الأمريكى يوفر مجموعة واسعة من القدرات للحكومة الأمريكية والحلفاء والشركاء.إن العديد من الأنشطة تعود بالنفع على المصلحة العامة العالمية، مثل مساعدة الدول على مكافحة الصيد غير المشروع.

أحد الأهداف الرئيسة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة هو الحفاظ على النظام الدولى القائم على القواعد، من خلال مساعدة الدول على معالجة العجز الأمنى وتشمل هذه الأنشطة عمليات مكافحة الإرهاب فى إفريقيا، وبعثات التعاون الأمنى فى جميع أنحاء العالم، والتدريبات العسكرية مع اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، والمساعدة الأمنية لأوكرانيا، ومجموعة من عمليات مكافحة القرصنة ومكافحة المخدرات فى جميع أنحاء إفريقيا، إضافة إلى ضمان حرية الملاحة فى بحر الصين الجنوبى والقطب الشمالى والبحر الأحمر، وتضمن هذه الأنشطة عدم قيام أى جهة عنيفة بإيذاء العولمة أو تقويض النظام الدولى القائم على القواعد.

 

3 لا يمكن للجيش الأمريكى خوض حرب إلا على جبهة واحدة

ويشير بعض المحللين إلى أن الجيش الأمريكى لا يمكنه التعامل إلا مع أزمة واحدة، بينما يرى آخرون أنه لا يمكن للقوات العسكرية الأمريكية أن تقاتل على جبهتين. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تتولى القتال فى أوكرانيا، فإن هذا يقود بعض النقاد إلى المطالبة بوقف الدعم لأوروبا للحفاظ على الموارد اللازمة لحروب مستقبلية مع الصين. إن مثل هذه الآراء مضللة لأنها تلمح إلى أن القيادة السياسية الأمريكية مركزية للغاية. وهم يتجاهلون كيف تعتمد وزارة الدفاع على القيادات القتالية لتوظيف القوة ودمج الحلفاء والشركاء فى هذه العمليات. وتقدم 54 دولة مساعدات عسكرية ومالية للدفاع عن أوكرانيا، بينما الدعم الأوروبى أكبر مما تقدمه واشنطن.

وفى أى سيناريو صينى، من المؤكد أن تايوان ستدافع عن نفسها أولا، ومن المرجح أن يحشد الدبلوماسيون الأمريكيون الدعم الدولى، ويكرروا نجاحهم مع أوكرانيا. ويوضح ظهور مفاهيم مثل الردع المتكامل أن الولايات المتحدة يمكنها تعزيز حلفائها وشركائها للقيام بالجزء الأكبر من القتال وأول المستجيبين فى الأزمات، حيث يظل الجيش الأمريكى فى دور داعم.

 

4 الإنفاق الدفاعى خارج عن السيطرة

تبلغ ميزانية الجيش الأمريكى لعام 2023 أكثر من 816 مليار دولار، ومن المتوقع أن تزيد على 842 مليار دولار فى عام 2024. وعند إضافة تكلفة مزايا المحاربين القدامى والتحديث النووى، فإن تكلفة الأمن القومى تتجاوز بسهولة تريليون دولار. ومن المؤكد أن الناس العاديين سيصابون بصدمة شديدة لأن هذا الرقم يصعب تصوره، ولكن نسبة إلى الاقتصاد البالغ 24 تريليون دولار، فهو منخفض. علاوة على ذلك، هناك الكثير من الإنفاق غير الدفاعى فى ميزانية وزارة الدفاع مثل الصحة العامة، ودعم الشركات الصغيرة، والتعليم العالى.

لقد انتهى السلام الطويل بلا شك، ويقود المنافسون لأمريكا الإنفاق الدفاعى، ومن المتوقع أن تنفق الصين حوالى 700 مليار دولار على جيشها. وتعمل الصين، أيضًا على تحديث جيشها وتمتلك أكبر قوة بحرية فى العالم، وتأمل فى مضاعفة أسلحتها النووية إلى ثلاثة أمثالها. وتنوى روسيا إنفاق 391 مليار دولار على قواتها المسلحة فى عام 2024 على الرغم من إنفاق أكثر من 102 مليار دولار فقط العام الماضى. وروسيا هى أكبر دولة تمتلك أسلحة نووية فى العالم وقد وجهت تهديدات متكررة باستخدامها فى أوروبا.

 

5 الجيش الشامل هو جيش ضعيف

لقد أصبح التجنيد فى الجيش الأمريكى تحديا، لكن حله ليس صعبا وبالتأكيد ليس أزمة كما قد يرى البعض. ويشير مراقبون إلى أن أزمة التجنيد هذه وتصور الجيش المستيقظ هو ما يسبب الضعف العسكرى الأمريكى. ومع ذلك، كانت القوات المسلحة الأمريكية، تاريخيا دائما أكثر تقدمية وشمولية من المجتمع المدنى الأمريكى. وقد قام الرئيس هارى ترومان بإلغاء الفصل العنصرى فى الجيش فى عام 1948، قبل وقت طويل من إقرار قانون الحقوق المدنية فى عام 1964. ومنذ ذلك الوقت اتجهت السياسات العسكرية نحو المساواة فى المعاملة والمساواة بين الجميع.

إن هذا السعى لتحقيق الشمولية والتنوع هو قوة استراتيچية تجعل الجيش الأمريكى فعالا للغاية. ويتوقع من كل عنصر فى الخدمة أن يعامل الجميع بالكرامة والاحترام اللذين يجب منحهما لجميع البشر.وأخيرا، الحقيقة أن الجيش الأمريكى مثل أى مؤسسة حكومية أخرى، فإن الجيش الأمريكى هو مؤسسة ذات بيروقراطيتها وقوانينها وقواعدها الخاصة ومجموعة من التقاليد لكل فرع عسكرى، غير أن وزارة الدفاع الأمريكية هى أيضا أكبر جهة توظيف فى العالم، حيث يبلغ عدد موظفيها 3.2 ملايين موظف.