العدد الأكبر للحضور فى دورة واحدة 5 ملاييـن زائــــر بمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2024
نرمين ميلاد
اختتم معرض القاهرة الدولى للكتاب نسخته الـ55 مسجلًا عدد الزوار الأكبر فى تاريخه بقرابة 5 ملايين زائر. وقال الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن هذا الإقبال الكبير يعكس شغف الجمهور بالقراءة وإقباله على الفعاليات الثقافية على مدار الساعة بالمعرض، وأكد أن المعرض به الكثير من المبادرات الجاذبة للقرَّاء ومحبى الاطلاع، ومنها المبادرة التى أطلقتها وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى للعام الثانى على التوالى «الثقافة والفن للجميع» والتى تتيح الكتب بأسعار من جنيه إلى 20 جنيهًا، إضافة إلى الأسعار المخفضة لإصدارات قطاعات الوزارة وعدد من دور النشر الخاصة.
وقالت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة: «إن الإقبال الجماهيرى الكبير على إصدارات قطاعات وزارة الثقافة، يكُلل جهود القائمين على مشروع النشر بالوزارة»، وأعربت عن سعادتها بالإقبال الجماهيرى الكبير على الإصدارات، وهو ما جسد وعى الجمهور بقيمة وأهمية القراءة.
وأكدت الكيلانى أن الفترة المقبلة ستشهد توسعًا فى إقامة معارض الكتاب بالمحافظات بشكل دورى، بهدف إتاحة المزيد من جميع الإصدارات المعرفية المتنوعة للجمهور المصرى بمختلف شرائحه العمرية والمجتمعية.
وحقق جناح الهيئة العامة للكتاب، والذى تضمن مبادرة «الثقافة والفن للجميع»، مبيعات بلغت أكثر من 430 ألف نُسخة، كما حققت الهيئة العامة لقصور الثقافة مبيعات مرتفعة، بجناحها الذى شهد إقبالًا كبيرًا من جمهور المعرض، وبلغت مبيعاتها نحو 130 ألف نسخة كتاب من مختلف العناوين، حيث اشتمل الجناح على مجموعة متميزة من الإصدارات لعدد من المجالات الأدبية والثقافية، منها الإصدارات الجديدة التى طرحتها الهيئة استمرارًا للاحتفاء بمرور خمسين عامًا على رحيل عميد الأدب العربى طه حسين، حيث قدمت 36 عملا آخر للعميد هذا العام بخلاف 20 عملا أصدرتها العام الماضى، بالإضافة إلى 5 أعمال ودراسات عنه، إلى جانب موسوعة «المستشرقون» لنجيب العقيقى فى ثلاثة أجزاء، و«أصل الأنواع» لداروين، و«ما بعد الأيام» للدكتور محمد حسن الزيات، و«تاريخ سيناء» لنعوم شقير، و«تاريخ النهب الاستعمارى لمصر» لجون مارلو، وغيرها من العناوين الصادرة حديثًا بالسلسلة.
وأقبل الجمهور على رواية «مائة عام من العزلة» لجابرييل جارسيا ماركيز، والصادرة ضمن سلسلة «آفاق عالمية»، وشهد الجناح إقبالًا على إصدارات سلسلة «حكاية مصر»، وسلاسل الهيئة الشهيرة «الذخائر»، «الدراسات الشعبية» وغيرها.
أما عن مبيعات المركز القومى للترجمة، فقد بلغت نحو 45 ألف نسخة. بدوره، حقق جناح صندوق التنمية الثقافية - والذى يضم إصدارات عدد من القطاعات، منها المجلس الأعلى للثقافة، المركز القومى لثقافة الطفل، التنسيق الحضارى - مبيعات بلغت قرابة الـ25 ألف نسخة، وتعددت إصدارته لتُمثل مجالات المعارف والفنون والعلوم المتنوعة.
كما بلغ إجمالى عدد النسخ المباعة، بجناح دار الكتب والوثائق القومية، نحو 20 ألف نُسخة، شملت مجموعة متنوعة من المراجع والموسوعات العلمية والتاريخية فى مختلف المجالات.
ابتسامة كاترينا
عُقدت عدة ندوات بالقاعة الدولية بالمعرض، منها ندوة للتعريف بـ«الآداب والثقافة والهوية الفنزويلية»، وذلك بمناسبة اختيار مصر لتكون ضيف شرف معرض كتاب فنزويلا فى العام 2025، وأيضا ندوة بعنوان «كتاب وجوائز» تؤكد أهمية التراث الشعبى وأنه لا بد أن يكون الأدب الشعبى فى مصاف الآداب الأخرى، لأن السنوات الماضية أثبتت أنه الأقدر على التعبير عن المجتمع فهو يذوب بين الناس ويعاد إنتاجه طوال الوقت.
وعُقدت ندوة أخرى لمناقشة رواية «ابتسامة كاترينا» للروائى الإيطالى الدكتور كارلوفيتش، وخلال الندوة أوجزت الدكتورة وفاء البيه كلمة مؤلف الرواية الدكتور «كارلوفيتش» عن الرواية، والتى أوضح أنها قائمة على وثيقة عُثر عليها فى بيت أحد النبلاء تخص تحرر عبدة كانت تملكها سيدة، وهذه الوثيقة تخص كاترينا والتى نكتشف أنها والدة دافنشى المنحدرة من القوقاز ليتضح أنه بهذا الاكتشاف أصبح نصفه إيطالى. صورة المرأة فى الأدب والشعر العذرى
استضافت القاعة الدولية الكاتب والروائى القطرى الدكتور أحمد عبدالملك، والكاتبة والروائية العمانية جوخة الحارثى، فى لقاء حوارى أداره الإعلامى خالد منصور.
وأشار «عبدالملك» إلى أنه أثناء رصده للسرد فى قطر وجد الكثيرين يكتبون الرواية دون الاهتمام بخصائص السرد، وأوضح أن السرد يُعتبر بناءً هندسيًا يعتمد على الحبكة الروائية وتطوير الشخصيات والأحداث، ولهذا السبب كتب كتابًا بعنوان «كيف تكتب الرواية» حاول من خلاله تقديم تلخيص شامل لعملية كتابة الرواية، خاصة بالنسبة لفئة الشباب.
من جانبها، تناولت «جوخة الحارثي» موضوع صورة المرأة فى الأدب والشعر العذرى فى التراث الشعرى، مشيرة إلى بعض أعمالها البحثية والروائية. وأوضحت «الحارثي» أن المرأة تحتل مكانة بارزة فى المشهد الثقافى، حيث رأت أن تاريخ عمان يشهد على تحقيق النساء لإنجازات عديدة، سواء كقائدات فى الحروب أو كمساهمات فى تهدئة الصراعات بين القبائل. وشددت على أن التاريخ العمانى يضم العديد من النساء اللاتى ساهمن فى صنع التاريخ.
واستضافت القاعة الدولية بالمعرض الكاتب الكويتى الشهير «سعود السنعوسي» الذى قدم إبداعًا متفردًا فى ثلاثيته «رحلة مع أسفار الطين» وأدارت الحوار معه الدكتورة رشا سمير وهى كاتبة وروائية مصرية.
سنكسار وإمام التفكير
أما قاعة «فكر وإبداع» فقد عقدت أيضا عدة ندوات منها ندوة لمناقشة المجموعة القصصية «سنكسار»، بمشاركة مؤلفها هانى منسى، والتى تتعرض بشكل محترف لحياة قديسين، وتتحدث عن الخطيئة باعتبار أن الإنسان سيظل يمارس الخطيئة، وأنه لا يوجد أمامه سبيل سوى الاعتراف بأخطائه والتطهر منها، حتى لو كان قديسا.
كما عُقدت ندوة بعنوان «حرب أكتوبر 1973.. كيف حققت مصر الانتصار؟»، بمشاركة كل من الدكتور خالد عكاشة، الدكتورة دلال محمود، اللواء مجدى حجازى واللواء دكتور محمد قشقوش، وأدارها الكاتب الصحفى محمد مصطفى شردى.
كما نظمت مناقشة حول كتاب «إمام التفكير» للإعلامى الدكتور محمد الباز رئيس مجلسى الإدارة والتحرير لجريدة الدستور، بمشاركة الدكتور محمد سالم عاصى، وأدار الندوة الدكتور محمد عبدالعزيز.
وفى كتابه «إمام التفكير» يرصد الدكتور محمد الباز أهم المحطات التى عبرها المفكر الإسلامى الراحل نصر حامد أبوزيد. ويذكر الدكتور محمد الباز سبب تسمية الكتاب بـ«إمام التفكير» فهو ليس إمامًا فى المُنتج الفكرى بقدر ما هو إمام أمام إصراره على التفكير والتضحية بكل شيء من أجل الانتصار لأفكاره الحرة.
وعُقدت في القاعة الرئيسية أيضا عدة ندوات، منها ندوة بعنوان «الموسيقى والغناء فى مصر القديمة»، أدارها الإعلامى حسام الدين حسين، بحضور الدكتور خيرى الملط، أستاذ بكلية التربية الموسيقية فى جامعة حلوان ومؤسس المشروع القومى لإحياء الموسيقى المصرية القديمة، بالإضافة إلى ابنته نيفين خيرى الملط، طالبة دكتوراة فى جامعة فراى ببرلين.
وقال الدكتور خيرى الملط: «إن المشروع القومى لإحياء الموسيقى المصرية خرج إلى النور فى عام 2000 بعد 12 عامًا من البحث عن الهوية فى جنوب مصر فى رحلة تكوين هذه الهوية فى آفاق مظلمة، ولم يسبقنا فى هذا المجال أحد، سواء من علماء المصريات الأجانب أو المصريين»، وأوضح الملط أن هناك أعداءً كثيرين للحضارة المصرية القديمة.
مدرسة الشاروني
استضافت القاعة الرئيسية ندوة بعنوان «دور الشارونى فى نقد حركة أدب الطفل»، ضمن محور شخصية المعرض لأدب الطفل، تحدث خلالها الكاتب والناقد دكتور شريف الجيار، ودكتور عصمت خورشيد المدرس بقسم رياض الأطفال بكلية التربية جامعة طنطا، والناقد والقاص دكتور كمال اللهيب، وأدارها دكتور محمد سيد عبدالتواب
وأكد الجيار: «أن يعقوب الشارونى لم يكتب أدب أطفال، ولكنه كتب مشروعا متكاملا يربى من خلاله الأسرة المصرية، تُرجمت أعماله إلى لغات أجنبية ليس لأن أدبه عظيم فقط، ولكن لأنه هو نفسه عظيم، لثقته فى نفسه ومشروعه فهو دائما مؤمن بالآخر، وذلك ما شهدته فى أول زيارة لبيت يعقوب الشارونى، الذى يعد مدرسة لتعليم وتنمية أدب الطفل، ليصبح ذلك البيت مدرسة لأدب الطفل وليس منزلًا عاديًا».
الوضع الفلسطينى الراهن
كما نظمت القاعة الرئيسية ندوة تحت عنوان «الوضع الفلسطينى الراهن» بالتعاون مع تنسيقية شباب الأحزاب، فى إطار الاحتفاء بـ «يوم فلسطين».
وحضر الندوة كل من السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، وطارق الخولى وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وطارق رضوان رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، والدكتور رياض الخضرى عضو المجلس الوطنى الفلسطينى ورئيس مجلس أمناء جامعة غزة. وأعرب الدكتور الخضرى عن فخره وامتنانه للشعب والحكومة المصرية على دعمهما القوى للقضية الفلسطينية ورفضهما القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأثنى على الجهود المستمرة التى تبذلها مصر لتوفير المساعدات وتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى، معبرًا عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى على استقبال مستشفيات مصر للجرحى والمرضى الفلسطينيين، وقدم الشكر أيضًا لوزير التربية والتعليم، الدكتور رضا حجازى على القرارات الداعمة التى اتخذها تجاه الطلاب الفلسطينيين.
الصناعات الثقافية
شهد الصالون الثقافى مؤتمر «الملكية الفكرية، وآفاق الصناعات الثقافية»، حيث أكد الدكتور حسام لطفى، أستاذ القانون والخبير فى مجال الملكية الفكرية، أن المصرى القديم أول من عرف حقوق الملكية الفكرية، وأهمية الحفاظ على حقوق الغير. فيما أكد الدكتور هشام عزمى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة فى كلمة افتتاحية للمؤتمر، أن مصر لديها استراتيجية للملكية أعدتها عام 2022، وهى استراتيجية جديدة واعدة ومتكاملة تؤسس للملكية الفكرية فى مصر، وأكد أن مصر تمتلك إرثًا ثقافيًا طويلًا ومتنوعًا، والصناعات الثقافية مصدر للقوى الناعمة وقطاعات الوزارة خطت خطوات واسعة فى مجال الصناعات الثقافية منها برتوكول دوائر الابداع.
ومن جانبه قال أشرف جابر مرسى، مقرر لجنة الملكية الفكرية فى المجلس الأعلى للثقافة، إن موضوع المؤتمر، يعكس عمق رؤية الدولة المصرية أن الملكية الفكرية أداة استثمار، وأن الصناعات الثقافية جزء لا يتجزأ عن اقتصاد أى دولة وهو ما أعطته مصر أولوية فى «رؤية مصر 2030».
الذكاء الاصطناعى والتحول الرقمي
وفى السياق نفسه، استضافت قاعة ديوان الشعر ندوة بعنوان «الذكاء الاصطناعى والتحول الرقمي: الفرص والتحديات»، والتى جاءت بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة، وأوضحت أن الذكاء الاصطناعى يعتبر إحدى الأدوات التى يمكن أن تساعد الإنسان فى ممارسة حياته بشكل أسهل، ومن هنا فأدوات الذكاء الاصطناعى غير مقلقة حتى فيما يخص حقوق الملكية الفكرية، خاصة أنه يضيف على المعلومات ويعالج البيانات وبالتالى لا يمكن اتهامه بالاقتباس. وأشار إلى أن كثيرًا من المشروعات بدأت تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعى لما تمثله من تسهيل أدوات العمل فى العديد من المشروعات.
نفسى أعمل حاجة للأطفال
كما استضافت قاعة «ديوان الشعر» الإعلامى أحمد يونس ورضوى شريف نجلة الإعلامية الراحلة سلوى حجازى، فى ندوة للحديث عن تجاربهما الإبداعية فى كتابة قصص الأطفال، وذلك ضمن برنامج المؤسسات الثقافية، وقال الإعلامى أحمد يونس: أنا إنسان عادى وبسيط لما رأيت 12 ألف شخص فى حفل توقيع أول كتاب ليا أغمى عليا ودخلت المستشفى وقلت «هو أنا استأهل الحب ده كله».
وتابع «يونس»: «طول الوقت كان نفسى أعمل حاجة للأطفال وكنت محبط أن شركات الإنتاج دائما تقولى برامج الأطفال مبتجبش فلوس، لازم أجارى العصر وأنا بكلمه ودائما عينى على أولادى وأنا بكلم الأطفال فى البرنامج، ومن صغرى بحب بقلظ شخصية الكارتون مع ماما نجوى قلت ليه ميبقاش معايا فى البرنامج شخصية الكارتون وسميته زيتون وبقى مشهور عند الأطفال والكبار».
من جانبها، عبّرت رضوى شريف نجلة الإعلامية الراحلة سلوى حجازى عن استغرابها أنه لا يوجد أى برنامج للأطفال بعد ماما سلوى وماما نجوى.
الحفاظ على الهوية المصرية
كما تم إطلاق سلسلة «عقول» للحفاظ على الهوية المصرية فى آخر أيام معرض الكتاب، برعاية الهيئة المصرية العامة للكتاب، وبحضور عبدالسلام فاروق رئيس تحرير مشروع عقول. وتهدف السلسلة إلى إرساء مبادئ الثقافة المصرية والعربية والحفاظ على الهوية المصرية من اختراق الثقافة الغربية التى تستهدف الثوابت الاجتماعية وتهدد عقول الشباب.