الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الفائزة بجائزة أفضل صورة صحفية لعام 2023 لـ«روزاليوسف»: رانيا دعبس: فخورة بالجائزة والتصوير فن ذو رسالة

«عندما  حملت الكاميرا لأول مرة، شعرت أن هذا طريقى الذى أبحث عنه، كأنها المياه التى روتنى وفتحت آفاقًا بعيدة أمامى لملامح المستقبل، بصراحة مكنتش عايشة قبل التصوير»، هكذا تحكى المصورة الصحفية رانيا دعبس، الفائزة بجائزة أفضل صورة صحفية لعام 2023 فئة الحياة اليومية، التى نظمتها قبل أيام نقابة الصحفيين المصرية فى دورتها السابعة عشرة.



رانيا البالغة من العمر 26 عامًا، حصلت على بكالوريوس التربية النوعية، وتخرجت فيها من قسم الإعلام، بدأت أولى خطواتها فى عالم التصوير من الفرقة الثالثة بالكلية، تضيف فى حديثها لروزاليوسف: «عندما اختار أساتذتى بالقسم عددا من صورى للمشاركة فى معرض الكلية، وشاهدت صورى معلقة على الجدران، سألت نفسى قائلة: ليه لأ؟ أن يكون التصوير مجال عملى مستقبًلا، وبالفعل بدأت أولى خطواتى المهنية بالتدريب فى جريدة الوفد فور التخرج عام 2019». 

وبسؤالها عن أسباب اهتمامها بتصوير الحياة اليومية تقول رانيا: «شغفى بتصوير الحياة اليومية لأنه يشبه شخصيتى التى تميل للعفويـة والبساطة، ولا يوجـد أكثـر من المصريين بعفويتهم وحياتهم البسيطة، حريصة على تتبع حيواتهم اليومية فى مواقف مختلفة، يستهوينى كثيرا الاقتراب من الناس العادية فى مهن مختلفة».

أما عن الصورة الفائزة بعنوان الريف المصرى لسيدة وطفلها فى أرض زراعية، فتحكى رانيا ظروف التقاط الصورة: «نظرا لإقامتى بين محافظتى القاهرة والقليوبية، واقترابى من أراضٍ زراعية، كنت ألاحظ دائمًا حركة النساء العاملات الزراعيات صباحا وذهابهن للأرض لجمع المحاصيل المختلفة، أما الصورة الفائزة وحالفنى التوفيق فى التقاطها بعد الفجر، لسيدة تحمل قفصًا عليه الإفطار ويتبعها طفلها الصغير بزجاجة المياه، ساعدتنى عدسة الكاميرا المزودة بتقنية zoom على التقاط الصورة من بعيد».

«بحكم نزولى المستمر للتصوير فى الريف، قابلت نساء كثيرات يعملن فى الزراعة، واستمعت لقصصهن ومعاناتهن، فهن يتحملن مشقة العمل فى الأرض الزراعية، مقابل جنيهات قليلة فى نهاية اليوم للإنفاق على عائلتها ومساعدة زوجها، ويحزننى أن العاملات الزراعيات لا يتمتعن بأى حماية قانونية فى قانون العمل، فهن خارج هذه المنظومة القانونية، ونأمل أن تساعد صورنا كمصورين نرصد الحياة اليومية الشاقة لهؤلاء النساء فى تغييير أوضاعهن للأفضل، وأن يتم إدراجهن تحت مظلة قانونية تكفل لهن التأمين الصحى والاجتماعى على سبيل المثال»، تحكى رانيا لروزاليوسف عن علاقتها ببطلات صورتها الفائزة من الريف المصرى. 

لم تتوقع رانيا الفوز بالجائزة، توضح: «أشعر أن هناك الكثيرين من المصورين/ ات محترفون، ولهم مشوار كبير وبدأوا احتراف التصوير مبكرًا، ولكن أصابتنى السعادة الغامرة بعد الفوز بالجائزة، التى حملتنى مسؤولية كبيرة لمزيد من الدراسة والمذاكرة فى عالم التصوير». 

«الجائزة كأنها تقول لى: كملى يا رانيا، ما زال الطريق طويًلا، ويحتاج لمزيد من الاجتهاد والمثابرة، الجائزة تكسبنا مزيدًا من الثقة فى قدراتنا وتنقذنا كثيرا من أوقات الإحباط وفقدان الشغف الذى نصاب به فى بعض الأوقات». 

اهتمام رانيا بالريف المصرى والتقاط تفاصيله اليومية البسيطة بين أهله، دفعتها لمشروع قصة مصورة عن الطفلة « رقية»، ويحمل اسم المشروع «ضفاير» فى محافظة القليوبية، وتشارك به فى معرض « سرد.. نسخة الإسكندرية والدلتا» ضمن فعاليات أسبوع الإسكندرية للصورة الذى يُقام حتى منتصف فبراير الجارى. 

وتحكى رانيا عن قصتها المصورة «ضفاير»: «اختيارى للعنوان ضفاير، لأنه رمز للأنوثة المفقودة تحت ضغوط الحياة الكبيرة، ورقية طفلة عمرها 12 عامًا، ولكنها تحمل مسؤولية أكبر من طاقتها وعمرها الصغير، فهى تساعد أباها فى الأرض الزراعية - تبدأ يومها من بعد الفجر مباشرة - سواء فى جمع المحاصيل أو حمل المحصول، وكلها مهن شاقة جدا على فتاة فى عمرها، خاصة أن الفتاة تحمل طموحات كبيرة بجوار عملها فى الأرض الزراعية أن تتطور فى دراستها بالمدرسة ومراحلها التعليمية القادمة».

وبسؤالها عن الصعوبات التى واجهتها كونها امرأة مصورة صحفية، تقول: «فى بداية عملى واجهت تحديات إقناع عائلتى بماذا أفعل؟!، فمعظم العائلات تفضل العمل المستقر للفتيات، المرتبط بمواعيد ثابتة، لكن لم تفهم أسرتى فى بداية الأمر، أسباب خروجى بعد الفجر لالتقاط صورة مناسبة أو تنفيذ قصة مصورة ومعايشة مثلا مع العاملات الزراعيات أثناء جمع أحد المحاصيل، أو التأخير ليلًا، ولكن بعد مشاركة صورى فى أكثر من معرض وكذلك فوزى بالجائزة الأخيرة، جعلنى اكتسب ثقتهم وفخرهم وفرحتهم فى ذات الوقت بأهمية العمل الذى أقوم به».

«لدىّ إيمان عميق بأن التصوير فن ورسالة، فمثًلا حلمى من القصص المصورة كقصة «ضفاير» أن تتغير حياة رقية للأفضل، ألا تكون مضطرة للنزول لمساعدة والدها وتحمل هذه المشقة فى الأرض الزراعية، وأن تستمتع بحياتها مثل الأطفال فى عمرها، باللعب بجانب الدراسة والقراءة، أتمنى بالقصة المصورة أن يتم النظر لأحوال رقية وغيرها وإلقاء الضوء على عمالة الأطفال فى الريف المصرى وتوفير الحماية الكافية التى تحمى طفولتهم وحقوقهم»، ترد راينا عن سؤال عن حلمها ورؤيتها لدور الصورة الصحفية.

وعن أبرز المصورين والمصورات الملهمين لها كمصورة شابة تقول: «يأسرنى المصور الكبير حسام دياب، محمد حسام الدين، محمود خالد، وهبة خميس وأمينة قدوس». 

وبسؤالها: ماذا بعد الجائزة؟ تقول رانيا: «بلا شك الجائزة أعطتنى دفعة كبيرة، ولكن تحملنى مسؤولية استكمال الدراسة، وحلمى القبول فى منح دراسية لتعلم التصوير بشكل أكثر احترافية وأكاديمية خارج مصر».