الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الحائزة على العديد من الجوائز فى أدب الأطفال لـ «روزاليوسف» .. المؤلفة والرسامة النرويجية «نورا دوسنيـس»: بعشق سرد القصص للأطفال بالكلمات والصور

«التعليم فى الصغر كالنقش عالحجر».. مقولة حفظناها منذ نعومة أظافرنا وظللنا نرددها يوميًا فى جميع محطات حياتنا، لنذّكر أنفسنا بأهمية التعليم فى الطفولة وكم يؤثر علينا كل ما نحصل عليه فى تلك المرحلة. وعليه تبرز أهمية كل ما يوّجه للأطفال فى تلك المرحلة. ومن بين تلك الأشياء أدب الطفل الذى يُشكل وعى الطفل. وفى معرض الكتاب هذا العام الذى حلت فيه النرويج ضيفة للشرف، أشاد ناشرون عرب ووكلاء نرويجيون، بتميز أدب الطفل عند النرويج لواقعيته وقربه من حياة الأطفال ومعايشتهم.



حيث تتمتع النرويج بتقاليد قوية فى مجال كتب الأطفال وتحديدًا المرسومة، وعليه حاورنا أحد كُتّاب أدب الطفل فى النرويج وهى الكاتبة والرسامة الإيضاحية النرويجية «نورا دوسنيس» التى سنتعرف عليها سويًا خلال السطور التالية... 

 

نورا هى رسامة رسوم إيضاحية ومتحركة تخرجت فى جامعة كينغستون فى لندن. ظهرت نورا لأول مرة كمؤلفة ورسامة مع الرواية المصورة التى نالت استحسانًا كبيرًا «عشر سكاكين فى القلب» فى ربيع عام 2020 بعد حصولها على جائزة بوندوس لأفضل رواية كوميدية/مصورة، والجائزة من الجوائز الشهيرة فى النرويج التى تمنحها مجلّة الرسوم الساخرة النرويجية والتى تحمل اسم رسام الكاريكاتير النرويجى «فرودى أوفيرلى»، كما حصلت على جائزة وزارة الثقافة لأفضل قصة رسوم مسلسلة هزلية لهذا الكتاب. وفى عام 2021، نُشرت الرواية المصورة «مكالمة لم يُرد عليها» التى نالت استحسان النقاد وحصلت على جوائز متعددة، منها جائزة مجلس بلدان الشمال لأدب الأطفال والشباب، وجائزة وزارة الثقافة لأفضل قصة رسوم هزلية. فيما كان كتاب «دع الغابة تعيش!» هو الإصدار الثالث لها للأطفال. وبعيدًا عن الكتابة ترسم دوسنيس أيضًا سلسلة كتب الأطفال الصغار «فيسِل» Vesle للمؤلفة هانا ميلمان. وإلى نص الحوار..

 هل يمكن أن تعطينا لمحة سريعة عنكِ؟

- أنا نورا دوسنيس، تلقيت تعليمى كرسامة فى جامعة كينغستون بلندن. لطالما أحببت أن أسرد القصص بالكلمات والصور معًا، وكنت أحلم بتأليف كتاب مصور. وتحقّق حلمى فى عام 2020، عندما نُشر كتابى الأول فى النرويج.

 لماذا اخترتِ مجال الكتابة؟

ـ استفدت كثيرا من دخولى لمجال الكتابة، فأنا اكتشفت بداخلى القدرة على كتابة القصص والتعبير عنها، وهو ما أثقلته بالدراسة. فأنا أقوم بالتعبير عن أفكارى باستخدام الصور الإيضاحية التى أقوم برسمها، بخلاف اللغة المكتوبة وهو ما يعطينى القوة فى أن أصل بأفكارى إلى القراء بالجمع بين الرسم والكتابة، هو أمر شيق جدًا فى أن أقوم بالأمرين معًا. 

 كيف بدأتِ بالكتابة فى أدب الأطفال؟

ـ نظرًا لكونى رسامة، كان من السهل أن يتم قبولى من قِبل ناشر أدب الطفل. لأن كتب الكبار لا تحتوى على الكثير من الرسومات للأسف! وبعد نشر روايتى الأولى للأطفال، أدركتُ مدى روعة الأطفال كجمهور. فأنا أستمتع بقراءة رسائل البريد الإلكترونى التى يكتبونها لى، كما أحب التحدث إليهم عند زيارة المدارس أو معارض الكتب. فإنهم يكونون شغوفين ومهتمين، ويجعلوننى أشعر بسعادة بالغة لخلق هذا الترابط بين الأجيال.

  هل هناك اختلافات بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار؟

- نعم، فإذا كنت تكتب للبالغين، فيمكنك اعتماد منظور الشخص البالغ فى استرجاع طفولته وتحليلها. وأنا عندما أكتب للأطفال، أحاول دائمًا تجنب ذلك. فعليّ أن أتواجد مع الطفل فى مختلف الأوقات، وأن آخذ مشاعره وصراعاته على محمل الجد، حتى لو بدت تافهة وصغيرة فى نظر شخص بالغ. كما يجب أن تتكيف مع الفئة العمرية، فهناك اختلاف كبير فى اهتمامات طفل عمره ثلاث سنوات وآخر عمره ست سنوات وثالث عمره تسع سنوات.

 من أين تستمدين المشاهد التى تصورينها فى قصص الاطفال؟

- عملية التواصل البصرى بالنسبة لنا كمؤلفين تُستمَد من البيئة التى أعيش فيها. عندما أتجول فى المدينة وأشاهد ما حولى، يكون لذلك تأثير كبير على الألوان التى أستخدمها فى القصص. علاوة على أننا جميعا نشترى الكتب فى النرويج، وعندما نلتقط كتابًا يكون ألوان الغلاف هو أول ما يلفت الانتباه بالنسبة لنا.

 ما  التحديات التى تواجهينها عند الكتابة للأطفال؟

- أكبر التحديات التى أواجهها عند الكتابة للأطفال هى أن أتمكن من رؤية العالم من منظور طفل. وللتغلب على ذلك، أحاول مراقبة الأطفال والتحدث إليهم باستمرار، وغالبا ما أستخدم موسيقى معينة أو حتى أتناول وجبات خفيفة من طفولتى القديمة لأتذكر مشاعر تلك الفترة.

 باعتبار أنكِ كاتبة فى أدب الأطفال هل متاح لكِ الحديث فى كل الموضوعات؟

ـ هناك بعض الموضوعات التى يصعب التحدث عنها، ويجب أن يختاروا ما يلائم القارئ ويتناسب مع القيم المجتمعية. وبحسب القيم المجتمعية، هناك بعض الرسومات التى وجدتها عنيفة ولا تتناسب مع المجتمع فى النرويج. لذا قررت تخفيف حدتها والتقيد بالنص فقط دون تأثيرها على الصورة.

 هل تواجهين صعوبات فى النرويج كونك كاتبة؟

- هناك تركيز كبير فى النرويج على كتب الأطفال، والذى يستهدف الطفل منذ عمر عامين. ونحن محظوظون لأن لدينا نظامًا جيدًا. فالنرويج دولة صغيرة ونحن نحصل على دعم مالى من الدولة، وهناك نظام تأمين اجتماعى؛ وبالتالى نستطيع أن نعيش ونحن مؤمنين اقتصاديًا وهو ما يجعلنا نشعر بالحرية ويُطلق العنان لخيالنا ويتيح لنا فرصة الإبداع.

 ما  أكثر ما أعجبك فى قصص الأطفال المصرية فى جناح الطفل بمعرض الكتاب؟

- الاختيارات متعددة، وهذا منطقى حيث تُعد مصر دولة كبيرة جدًا. أنا أيضًا أحببت رؤية العديد من القصص المستوحاة من الفولكلور والتاريخ العربى. آمل أن يتم ترجمة بعض تلك الكتب إلى اللغة النرويجية حتى أتمكن من قراءتها.

 هل يمكن أن تحدثينا عن كتابك الأخير؟ 

- كتابى الأخير بعنوان «أنقذوا غابتنا»، وهى قصة حول فتاة تحاول إنقاذ غابتها المحلية من التحول إلى موقف للسيارات. إنها قصة حول البيئة بالطبع؛ لكنها تدور بشكل أساسى حول الصداقة وكيف أننا لا نستطيع القيام بكل شيء بمفردنا.

 ما رأيك فى معرض الكتاب المصرى؟ وما وجه الشبه بين قصص الأطفال المصرية والنرويجية؟

- أحببت كثرة الحضور العائلى فى معرض الكتاب. كما أن هناك العديد من الأجنحة والأنشطة المختلفة، وأحببت كونه يبدو كمناسبة اجتماعية بجانب كونه حدثًا متعلقًا بالكتب. نحن حقًا ليس لدينا شيء مشابه لهذا فى النرويج، وأتمنى لو كنا نملك ذلك.

أما عن وجه الشبه بين قصص الأطفال المصرية والنرويجية، فأعتقد أن هناك العديد من الموضوعات المتشابهة، فالأطفال فى النرويج تحب أيضًا قراءة القصص الخيالية والتاريخ، والقصص حول مصر القديمة. ربما يكون أحد الاختلافات هو أن النرويج لديها المزيد من القصص المصورة مثل التى أصنعها، كما أن الكتب المصورة العربية تحتوى على نصوص أكثر قليلًا من نظيرتها النرويجية.

 ماذا عن خططك المستقبلية؟

- أنا أعمل حاليًا على كتاب مصور جديد، إلى جانب بعض مشاريع الرسوم التوضيحية الأخرى. وآمل أيضًا أن أتمكن من الاستمرار فى السفر ومقابلة الكتّاب والرسامين والقُرّاء من مختلف البلدان.