الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مترجمة أديب نوبل «يون فوسه» لـ«روزاليوسف» د. شيرين عبدالوهاب: أعمال «فوسه» تهتم بالحياة والموت بعكس روايات نجيب محفوظ

اختارت  أن ترسم إيقاعها على صفحات الورق فى لوحات معرفية ثقافية وتنقل معرفة ثقافية من مملكة النرويج إلى اللغة العربية لتُثرى ثقافة بأخرى. اختارت مترجمة أديب نوبل النرويجى «يون فوسه» المصرية شيرين عبدالوهاب العمل فى مجال الترجمة منذ ما يزيد على 15 عامًا بعد أن تخرجت فى كلية العلوم السياسية فى أوسلو بالنرويج، وقضت حياتها بين مصر والنرويج لتتعمق بالثقافتين وتطرح كل ما يواجهها على صفحات الكتب فى مزيج ثقافى شيق. 



 

ولكون النرويج كانت ضيف شرف النسخة الـ55 من معرض الكتاب «روزاليوسف» تحاور د. شيرين عبدالوهاب الكاتبة والمترجمة المصرية النرويجية، والمنسق العام للمشاركة النرويجية فى معرض الكتاب، والمستشار الثقافى لمؤسسة نورلا فى النرويج. وفيما يلى نص الحوار.

 قبل الحديث عن الأدب النرويجى، كلمينا عن مدى تاثرك بالكتابات المصرية؟ 

- فى البداية، أنا أشغل منسقا عامًا للنرويج كضيف شرف فى معرض الكتاب، والمستشارة الثقافية لمؤسسة norla المسئولة عن ترويج الأدب النرويجى فى العالم كله ومترجمة اللغة النرويجية لأكثر من 20 عامًا. وتأثرت كثيرا بالكتابات المصرية لتنشئتى فى مصر وتخرجت فى جامعة أوسلو بتخصص العلوم السياسية. ونجحت فى ترجمت 12 من الأعمال الدرامية المعاصرة لهنرى إبسن، وعددا من أعمال الأديب النرويجى الحائز على نوبل مؤخرًا «يون فوسه» علاوة على العديد من العناوين النرويجية الأخرى. 

 ما الذى جذبك لمجال الترجمة؟ 

- أهم ما جذبنى لمجال الترجمة هو أننا فى عالم الأدب نستطيع الاقتراب من بعض بشكل أكثر، من خلال ثقافات بعضنا البعض. ولكونى مترجمة من اللغة النرويجية، فأنا أعرف العالم العربى بثقافة بعيدة تمامًا. فالنرويج تقع فى إسكندنافيا أى شمال أوروبا؛ وبالتالى فهى دولة بعيدة تمامًا عن عالمنا العربى لا نعرف عن حياتهم ولا مجتمعهم ولا ثقافتهم أو تاريخهم. وأنا أحببت القيام بهذا الدور نظرا لكونى مصرية نرويجية. فبشكل كبير الترجمة تمثلنى، والخلفية الثقافية التى أملكها والتى هى مزيج من الثقافتين، وبالتالى فوجودى كمترجمة من وإلى الثقافة النرويجية هو أمر مهم.

 

فلم يكن أحد يعلم شيئا عن النرويج عندما بدأت فى مسار الترجمة منذ 20 عاما. وعن طريق الأدب والترجمات أصبح هناك تعارف كبير على النرويج من خلال الكتب، وبدأت دور النشر تطلب الكتب النرويجية. وكون النرويج ضيف شرف هذا العام فى معرض الكتاب، فهى فرصة جيدة جدا لنشر الأدب والثقافة النرويجية.

 هل هناك أوجه شبه بين الأدب النرويجى والأدب العربى والمصرى خصوصا؟ 

- بالطبع، هناك أشياء كثيرة متشابهة  بين الأدب المصرى أو العربى والأدب النرويجى. فهى نفس مشاكل الحياة، فجزء كبير من الأدب النرويجى يناقش حرية المرأة، وهى المشكلة التى تظهر فى مجتمعنا العربى أيضًا، ويناقش كذلك المشاكل الأسرية مثل العلاقات الأسرية وخلافه، وأيضًا حب أفراد الأسرة لبعضهم البعض وما قد ينتج عنه من مشكلات. فالأدب النرويجى فى المجمل يناقش مشاكل المجتمع والسياسة والطبقات، وهى مشكلات تتواجد فى كل مجتمعات العالم، وأثبت هذا التشابه الكاتب المسرحى النرويجى هنرى إبسن الذى كتب فى موضوعات منذ أكثر من 150 عامًا، وما زالت موجودة حتى اليوم فى العالم العربى ونناقشها. وهذا هو جمال الأدب أن الثقافات تلتقى فى عالم آخر بخلاف السياسة والاقتصاد وتتناقش فيه كل شىء.

 لماذا اخترت الترجمة لـ«فوسه» تحديدا؟ 

- فى الحقيقة، أنا قمت بالترجمة لـ«يون فوسه» قبل أن يحصل على جائزة نوبل، ولدار نشر كرمة الفضل الأول لأنهم اختاروا الترجمة لــ«يون فوسه»، واختارونى كمترجمة باعتبارى المترجمة التى قمت بترجمة أكبر عدد كتب من الأدب النرويجى للغة العربية. وعندما دخلت لعالم فوسه لم أستطع الخروج لأنه كاتب خاص جدًا.

 ما أوجه الشبه بين كتابات «فوسه» وأعمال نجيب محفوظ كونه حائزًا على نوبل أيضًا؟

- فوسه بشكل عام لا يمكن القول إنه الأقرب للكاتب المصرى نجيب محفوظ على اعتبار أن كليهما حاصل على نوبل، فنجيب محفوظ يتحدث عن المجتمع والأسرة والعادات والتقاليد وبشكل كبير السياسة، بينما يتحدث «يون فوسه» عن الحياة والموت وما بينهما. ويمكن القول إن سببب نجاح يون فوسه فى العالم العربى هو هذا السبب. فإنه يتحدث حول ما معنى الحياة وما معنى الموت وهل يمكننى الحوار مع من يموت، وما هو شعورى عندما يموت من أحب فهو يتحدث بشكل أكبر عن الروحانيات.

ومن ناحية أخرى، تتواجد فى كتاباته سمة دينية حيث تتواجد الديانة الكاثوليكية بشكل قوى جدًا فى جميع كتاباته، وهو ما يجعلنا نربطه بالعالم العربى فالدين الإسلامى فى العالم العربى على سبيل المثال يؤثر فينا فى أسلوب حياتنا وفى يومياتنا العادية. وبالتالى لا يمكن القول إن يون فوسه قريب من نجيب محفوظ، لأنه أكثر ميلا للروحانيات والصوفية. وأعتقد أن التشابه الأكبر يتمثل فى أعمال يون فوسه والروحانيات وعالم الصوفية.

 هل هناك أوجه شبه بين ثلاثية نجيب محفوظ وثلاثية فوسه الأخيرة؟ 

- يمكن القول إن التشابه بين ثلاثية نجيب محفوظ وثلاثية فوسة تكمن فى العنوان، ويمكن القول إن التشابه فى الترابط الأسرى أيضًا؛ ولكن لا أعتقد بوجود تشابه أكثر من هذا لأن نجيب محفوظ يدخل بعمق فى العلاقات الأسرية والأخلاقيات والمجتمع والنفاق، بينما يون فوسه لا يذهب لتلك الناحية. وأهم ما يميز «يون فوسه» هو صوت الأشياء التى تكون بلا صوت أى الأشياء التى نفكر فيها؛ ولكن لا نعبر عنها، فهو يعبر عنها عن طريق كتاباته فأعتقد أنهما مختلفان بشكل قوى عن بعضهما البعض.

لكن هناك أدباء آخرين فى النرويج أقرب لنجيب محفوظ، ومن هؤلاء «هنرى إبسن» حيث يتشابه مع محفوظ بشكل قوى؛ لكن فوسه فى عالم الروحانيات أكثر، ويلمس بداخلنا الأشياء التى لا نتحدث فيها.

 كونك مترجمة من اللغة النرويجية وسفيرة للثقافة النرويجية، ما هى الأعمال التى تستعدين لإطلاقها الفترة المقبلة؟ 

- الفترة المقبلة، سأستكمل الترجمات فى يون فوسه، لأننى أحب العالم خاصته، وسيكون أهم ترجماتى القادمة مع «يون فوسه»، وهناك كتاب كبار آخرون أحب أن أترجم لهم؛ لكننى لم أحدد ذلك بعد. وأخطط لترجمة الأدب النرويجى للغة العربية الفترة المقبلة.