الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جيش الاحتلال دنس مقدسات المسلمين والمسيحيين إسرائيل وداعش.. إرهاب واحد وردود فعل أمريكية مختلفة

في تقرير نشره موقع ميدل إيست مونيتور البريطانى يشير إلى النقاط المشتركة التى تجمع بين إسرائيل وتنظيم داعش الإرهابى، قال كاتب التقرير إيڤون ريدلى إن آلة الدعاية الإسرائيلية السوداء كانت ذات يوم بارعة فى تأليف سرديات التزوير ببساطة وسهولة، مشيرا فى تقرير نشره إلى أن ذلك سببه محدودية وسائل الإعلام التقليدية واحتكارها من قبل حلفاء الاحتلال الإسرائيلى فى الغرب.



 

يضيف الكاتب: ما كان ممكنا بالأمس لم يعد كذلك فى عالم اليوم. لكن، من يقنع حكومة تل أبيب بالتوقف عن الكذب على العالم حول جرائمها فى فلسطين المحتلة وتشبيه حركة حماس بجماعة داعش ما هو إلا مثال فج على عدم قدرة الصهاينة عن التوقف عن الخداع والنفاق. ومنذ عملية طوفان الأقصى شبه رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو عدوانه على غزة بالحرب التى تم خوضها ضد الجماعات الإرهابية فى العراق وسوريا، كما اتحدت قوى الحضارة لهزيمة داعش يجب على قوى الحضارة دعم إسرائيل كى تهزم حماس؛ لكن نتنياهو لم يوضح فى تصريحاته الغبية والحمقاء أى نوع من الحضارات يتقبل قتل أكثر من 15000 طفل وامرأة فى غزة بشكلٍ متعمد؟

 

بدأ خطاب نتنياهو الصاخب ترامبى للغاية، معتقدا أنه إذا كرر مزاعمه الزائفة بصوت عالٍ بما فيه الكفاية فإن السامعين سيصدقونه، لكنهم لم يفعلوا. مع ذلك، استمر قادة جيش الاحتلال فى عقد مقارنات بين المقاومة الفلسطينية وداعش الإرهابية، فى كل خطابٍ وبيان علنى تقريبا دون تقديم أى دليل ملموس سوى التبجح والمزاعم. وعلى سبيل المثال، ادعت إسرائيل أن حركة حماس قتلت 1200 مستوطن إسرائيلى فى 7 أكتوبر الماضى، وبعد ذلك صعد الرقم إلى 1400 قتيل. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية وغيرها من وسائل الإعلام، أن الدبابات والطائرات الإسرائيلية قتلت العديد من الجنود والمستوطنين فى ذلك اليوم. ولا تزال رواية  هآرتس الإسرائيلية، تعامل على أنها حقيقة مزعجة اليوم، من قبل أولئك الذين ينكرون الحقائق بشكل أعمى، والذين لا يزالون يشيرون إلى مقتل الإسرائيليين بشعار حماس هى داعش. تستمع معظم شعوب العالم بذهول إلى تلك الأكاذيب وسط تساؤل عن رأى النخب السياسية فى الغرب الذين اشتراهم ودفع ثمنهم اللوبى الصهيونى إلى هذا الحد فى دعم ما هو واضح أنها دولة مارقة، لقد باعوا نزاهتهم بثمن بخس جدا؛ ولا أحد مقتنعًا بأنهم يصدقون الأكاذيب التى تروج لها إسرائيل حتى لو كانت دولة الاحتلال سخية فى تبرعات الحملات الانتخابية فى الولايات المتحدة، حيث يعتمد العديد من هؤلاء السياسيين على هذه الدية للحفاظ على مقاعدهم فى ديمقراطية الدولار الأمريكية.

 

وكنتيجة مباشرة، يتعرض الجمهور الغربى المنهك بشكلٍ متزايد للإهانة مرارا من قبل الدعاية الإسرائيلية التى تخطئ الهدف بشكلٍ كبير. واليوم، بعد أكثر من 100 يوم من العدوان الوحشى على الفلسطينيين، لا تزال حركة حماس متجذرة بعمقٍ فى غزة، وتتعاظم ضرباتها بمواجهة هجوم جيش الاحتلال المزود بأحدث الأسلحة الأمريكية. إسرائيل ومؤيدوها الحمقى يتجاهلون على طريقتهم، الحاضنة الاجتماعية الفلسطينية لحركة حماس ولكل فصائل المقاومة. وقد أدت حساباتهم الخاطئة هذه إلى فشل ذريع فى ميدان المواجهة المباشرة، حيث ترك جنود الاحتلال يتخبطون باليأس والألم وبعيدون كثيرا عن النصر وعن تدمير حماس أكثر. لا شك أن العدوان الإسرائيلى على غزة، أدى إلى تدمير معظم البنى التحتية والفوقية فى القطاع وشرد جميع السكان تقريبا وقتل أكثر من 25000 فلسطينى إلا أن هذا يبدو على نحو متزايد وكأنه حرب لا يمكن لإسرائيل أن تأمل فى الفوز بها.

 

وأما الخطاب الإسرائيلى الذى يقارن حركة حماس مع داعش فما هو إلا  أضاليل لا تقنع الجمهور الإسرائيلى الذى يعرف ببساطة أن هذا غير صحيح. يجب على هؤلاء السياسيين والمسئولين الذين يُرددون الأكاذيب الدعائية الإسرائيلية مرارا، مثل وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن يتذكروا أن التزوير والنفاق المتعمد المماثل دمر سمعة أحد أسلافه، الراحل كولن باول. فالحقيقة الناصعة، تظهر أن قوة واحدة فقط قد قلدت داعش وهى إسرائيل وليست حماس. أى شخص من أصل يهودى من أى مكان فى العالم يستطيع الالتحاق بجيش الاحتلال الإسرائيلى الذى هو فى الأساس ليس جيشا مثل الجيوش النظامية وما هو إلا مجموعة من المرتزقة من كل الدول. كذلك، هى داعش تجذب مجندين من جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا ودول الاتحاد السوڤيتى السابق.

 

وعلى عكس إسرائيل وداعش، حماس هى حركة مقاومة وتحرر وطنى فلسطينى من الاحتلال الإسرائيلى وكل منتسبيها من الفلسطينيين. ولم تقم الحركة أبدا بأى عملية خارج حدود فلسطين التاريخية، حيث يعيش الفلسطينيون تحت الاحتلال العسكرى الإسرائيلى الوحشى. إن المقاومة ضد الاحتلال العسكرى مشروعة بموجب القانون الدولى. فإسرائيل وحلفاؤها هم الذين ينتهكون القانون عندما يصنفون حماس على أنها كيان إرهابى عالمى. قد لا تحب واشنطن ولندن ذلك، لكن هذا هو الواقع. وعلاوة على ذلك، هناك حقيقة مُزعجة يتجاهلها الغرب بانتظام وهى أن حماس فازت فى انتخابات المجلس التشريعى الفلسطينى فى عام 2006. ولم تقبل إسرائيل ولا حلفاؤها النتيجة فى عام 2007. وعلى الرغم من المقاطعة والحصار الدوليين، خلال عقدين من الزمن على رأس السلطة فى غزة طورت حركة حماس نظام حكم لا يشمل جناحها العسكرى فقط بل يشمل أيضا عشرات الآلاف من المعلمين وموظفى الخدمة المدنية والشرطة. وتحظى بدعم كبير فى الضفة الغربية وقيادة منفية منتشرة فى جميع أنحاء العالم العربى وخارجه. الحركة أكبر بكثير وأكثر تطورا مما يوحي به الخطاب الإسرائيلى. وحماس بشكل أو بآخر ستكون دائما فاعلة فى المجتمع والحياة والسياسة الفلسطينية.

 

ولعل هذا يفسر سبب اعتراف  الرئيس السابق للمكتب الفلسطينى فى المخابرات العسكرية الإسرائيلية والخبير فى الشؤون الفلسطينية فى جامعة تل أبيب مايكل ميلشتاين مؤخرا بأن مقارنة حماس بداعش مضللة. مع ذلك، تستمر تل أبيب بتوسيع هجومها البربرى على سكان قطاع غزة الأبرياء علها تجد صورة لنصر ما فى المزيد من قتلها للأطفال مستخدمة تكتيكات داعش الدموية. الحقيقة، أن الاحتلال الإسرائيلى وداعش ما هما إلا فاكهة فاسدة من معين واحد. وقد توصل كلاهما إلى الأعذار الزائفة فى قتل المدنيين الأبرياء بشكل متعمد. وكما يرى جيش الاحتلال الإسرائيلى حركة حماس فى كل مكان، رأت عصابات داعش عبدة الأوثان فى كل زاوية. وقد استهدف كلاهما مواقع ذات أهمية أثرية وثقافية ودينية. لهذا، أدان الغرب داعش باعتبارها عدوا للثقافة والحضارة، لكنه يكافح للعثور على الكلمات المناسبة لوصف سياسة الأرض المحروقة التى تنتهجها حكومة تل أبيب.

 

وقد دنست الجرافات المدرعة لجيش الاحتلال معظم المواقع المسيحية والإسلامية فى غزة وذكرت شبكة «سى إن إن» تدنيس 16 مقبرة إسلامية وأكثر من 1000 مسجد وكنيسة بنيت منذ ألف عام فى قطاع غزة.

 

كذلك، انتزعت جثث الفلسطينيين من القبور وتُركت فى العراء؛ تذكر صور التوحش الإسرائيلى ببلطجية داعش الذين دمروا أنقاض معبد بعل شامين فى مدينة تدمر فى سوريا. لم يكن هناك شىء متحضر فى سلوك جيش الاحتلال الإسرائيلى بغض النظر عما يزعمه بنيامين نتنياهو، ولا يمكن لأى حضارة أن تتغاضى عما فعلته قواته. يتفوق الجيش الإسرائيلى على بلطجية داعش فى سوء انضباطه وتجاهله التام للقوانين والاتفاقيات الدولية، ومن المؤكد أن محاكمة إسرائيل على الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة قادمة لا محالة. وبعد كل ذلك يتضح للقاصى والدانى من الذى مثل داعش فى إجرامه.. إسرائيل أم حماس التى تدافع عن أرضها المحتلة.