الجمعة 29 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شخصيات المعرض فى دورته الـ 55.. سليم حسن ويعقوب الشارونى رمـــزان لريــــادة مصـــــر الحضــاريــــة والثقافيــة

اختارت اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ«55» عالم المصريات البارز الدكتور سليم حسن، شخصية المعرض فى دورته الجديدة، والكاتب الكبير يعقوب الشارونى شخصية لمعرض الأطفال، بينما تحل مملكة النرويج ضيف شرف المعرض.



 

رائد علم المصريات 

يعد الدكتور سليم حسن أبرز الرواد المصريين الذين عملوا فى علم الحفائر والمصريات، وتلميذ فارس علم المصريات أحمد كمال باشا، وأول مدرس فى جامعة فؤاد الأول يدرس علم المصريات من فنون وتاريخ وآثار ولغات مصرية قديمة، كما وضع أُسس علم الحفائر وإدارة المواقع التراثية، فضلًا عن تركه لنا علمًا عظيمًا ننتفع به وجميع الأجيال القادمة.

وُلد العالم المصرى «سليم حسن» بقرية ميت ناجى التابعة لمركز ميت غمر محافظة الدقهلية فى 15 أبريل لعام 1886، وتناول تاريخ مصر وحضارتها من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والعهد الفارسى، وانتهاءً بأواخر العصر البطلمى، وكتب العديد من المقالات الصحفية تحت عنوان «الآثار المصرية فى المتاحف الأوروبية»، والتى كشف فيها عن السرقة التى حدثت للآثار المصرية، مثل رأس نفرتيتى التى رآها فى برلين، وذلك بعد زيارته لعدد من دول أوروبا.

 علاقته بعميد الأدب العربى

انتسب عالمنا الجليل مبكرًا إلى قسم التاريخ الفرعونى بمدرسة المعلمين، التى أنشأها أحمد كمال باشا، وسافر إلى فرنسا أربع سنوات ونصف السنة؛ للحصول على ثلاث دبلومات تخصصية فى التاريخ الفرعونى ولدى عودته ألحقه الدكتور «طه حسين» عميد الأدب العربى، بالسلك الجامعى ليُصبح أستاذًا فى التاريخ القديم بجامعة فؤاد الأول؛ ولكنه قرر التوجه إلى النمسا ليحصل على شهادة الدكتوراه.

أصبح أول مُكتشف مصرى فى بعثة جامعية رسمية لدراسة مصر القديمة، فبدأ الحفر بمنطقة الأهرامات، واكتشف مقبرة لرجل من النبلاء من حاشية أحد ملوك الأسرة الخامسة، والتى استقرت فى باطنها عشرات التماثيل، بالإضافة إلى مصاطبها الكثيرة. وكانت له اكتشافات كثيرة أيضًا، حيث اكتشف 19 مصطبة أخرى فى عام 1930، وجدران فناء الملك تحتمس الرابع عند سفح أبوالهول.

جاء أهم اكتشافاته فى عام 1931 هرم الملكة خنتكاوس وثمانى مقابر أخرى، و32 مصطبة جديدة، ونشر اكتشافاته باللغة الإنجليزية، كما استمرت مواسم الحفر لعشرة مواسم كاملة، وانتهت عام 1939 عندما اكتشف 159 مصطبة من الدولة القديمة فى الجبانة الشرقية بالجيزة. ومنذ عام 1940 حتى وفاته عام 1961، عكف على إخراج موسوعته الشهيرة «مصر القديمة» فى 16 جزءًا، فضلًا عن كتابه «الأدب فى مصر القديمة» فى جزأين، ومن مؤلفاته كتاب «أبوالهول» و«أقسام مصر الجغرافية فى العهد الفرعونى»، وترجمته لكتاب «فجر الضمير» لـ جيمس هنرى برستد، والعديد من الأعمال التى كتبها باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

رائد أدب الأطفال

اختير الأديب الراحل يعقوب الشارونى كشخصية معرض الكتاب للطفل هذا العام، كونه صاحب تاريخ كبير فى مؤلفات الأطفال، وبعد رحلة طويلة معها أصبح رائد أدب الأطفال فى العالم العربى حصل على جوائز عديدة عن أدب الطفل محليًّا وعالميًّا، ومنها فوزه بالجائزة الأولى من المجلس الأعلى للفنون والآداب، والجائزة الأولى من الهيئة العامة لفنون المسرح عن مسرحية «جنينة المحطة» عام 1962.

ولد يعقوب الشارونى عام 1931 فى القاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1952، ومن بعدها على دبلومة الاقتصاد السياسى، ودبلوم الدراسات العليا فى الاقتصاد التطبيقى، وشغل العديد من المناصب منها مستشار وزير الثقافة لشئون الطفل ومدير المركز القومى لثقافة الطفل، وعضو لجنة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، وأستاذ زائر لتدريس أدب الطفل فى بعض الجامعات المصرية.

تخصص فى أدب الطفل، وشرع فى الكتابة بجريدة الأهرام فى باب بعنوان «ألف حكاية وحكاية» عام 1981، وكان مُشرفًا على صفحة الطفل حتى عام 2008، وحصل على جائزة أفضل كاتب أطفال من الجمعية المصرية لنشر الثقافة العالمية عن رواية «سر الاختفاء العجيب»، وفى سنة 1998 حصل على نفس الجائزة عن محموعة مُؤلفاته للأطفال، وعلى جائزة الشئون المعنوية للقوات المسلحة فى مسابقة الإبداع للأطفال عن كتابه «أبطال أرض الفيروز».

وفى عام 2002 حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل مؤلف فى مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال عن كتابه «أجمل الحكايات الشعبية»، وجائزة «الآفاق الجديدة» من معرض بولونيا الدولى بإيطاليا، كما حصل على جائزة أفضل مؤلف فى مسابقة سوزان مبارك عن روايته «سر ملكة الملوك»، والذى كان يتحدث فيها عن حياة الملكة حتشبسوت عام 2007.

إسهامات مميزة 

وأُعلن فوز «يعقوب الشارونى» بجائزة الدولة التقديرية فى مجال الآداب فى عام 2020، نظرًا لإسهاماته فى تنمية القراءة عند الطفل، ورفع القيم التربوية. ويمتلك أكثر من 400 كتاب فى حياته عن الأطفال، وبالإضافة إلى استلهام مُعظم مؤلفاته من التراث الشعبى المصرى، فإن له تأثيرًا كبيرًا فى العديد من أجيال القراء والكتَّاب. وأعادت الهيئةُ إصدار عدد من مؤلفاته، فضلًا عن إعداد كتاب احتفائى عنه تحت عنوان «فى محبة يعقوب الشارونى»، وكتب هذه الشهادات كُتَّاب من مصر والوطن العربى، ومن إيطاليا والصين والهند. وفى عام 1963 حصل يعقوب الشارونى على منحة التفرغ للكتابة الأدبية.

وفى تقرير اللجنة التى منحت الشارونى جائزة أحسن كاتب أطفال عام 1981، قالت الدكتورة سهير القلماوى: «إن أسلوب الأستاذ يعقوب الشارونى، بالنسبة لما يجب أن يكون للأطفال، قد حقَّق آفاقًا بعيدة المدى، سهولةً وبساطةً وتعليمًا. إنه أسلوب واضح المعالم، مُستجيب لكل ما نطمع فيه من حيثُ اللغةُ التى نُخاطب بها الأطفال». وتوفى فى نوفمبر 2023 عن عمر يناهز 92 عامًا بعد رحلة عطاء كبيرة.