أحلف بسماها .. القوة الناعمة لفلسطين

كما ساعدت مواقع التواصل الاجتماعى على نقل وتوثيق جرائم ومجازر إسرائيل فى غزة.. بدأت تلك المواقع فى نشر كل ما يمثل القوة الناعمة لفلسطين، التى جذبت إليها ملايين المشاهدات وساعدت كثيرًا فى دعم الحقوق الفلسطينية فى الأرض والتاريخ.

مواقع مختلفة تم تداولها على اليوتيوب والتيك توك والفيس بوك نشرت صورًا قديمة بالأبيض والأسود فى العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات للمدن والقرى الفلسطينية قبل نكبة 48 وكيف كانت بعضها متحضرة مثل أوروبا.. صور ليافا وعكا والقدس.. صور لفتيات جميلات فى مدارس، مزارع البرتقال فى بئر سالم بيافا وأشجار الزيتون المنتشرة حول بحيرة طبرية وقرية الرامة بالجليل الأعلى التى تنتج أفضل زيت زيتون بالعالم.. صور لمطار القدس ومطار اللد الذى أصبح مطار بن جريون وصور لميناء حيفا.. صور لشرطى فلسطينى يفتش يهوديًا قادم إلى فلسطين، وأخرى لتأشيرات دخول اليهود إلى البلاد منهم صورة تأشيرة دخول لشيمون بيريز كعامل نظافة. جانب آخر من القوة الناعمة للوطن الفلسطينى عادت للظهور، تمثلت فى الفنون بأنواعها والتى أقبل على معرفتها كل من تعاطف مع القضية الفلسطينية، منها الروايات الفلسطينية منها ما حصلت على جوائز عربية وعالمية مثل رواية «رأيت رام الله» لمؤلفها مريد البرغوثى، رواية «زمن الخيول البيضاء» لإبراهيم نصر الله وهى من ضمن سلسلة «الملهاة الفلسطينية» المكونة من سبع روايات تروى قصصًا مختلفة من التاريخ الفلسطينى، رواية «عائد إلى حيفا» لغسان كنفانى الذى اغتيل على يد الموساد الإسرائيلى وتمثل أهم كلاسيكيات الرواية الفلسطينية، «المتشائل» رواية إميل حبيبى من أشهر الأدب، رواية «جريمة فى رام الله» لمؤلفها عباد يحيى التى تعرضت للمنع كثيرًا وهى من أكثر الروايات إثارة للجدل فى تاريخ الرواية الفلسطينية منها ما يزيد على المليون من خلال جوجل. وعاد الشعر الفلسطينى يتصدر مواقع التواصل الاجتماعى وانتشرت أبيات «عصافير بلا أجنحة» و«أوراق الزيتون» و«مديح الظل العالى» للشاعر الكبير محمود درويش.. وتعرفت الأجيال الجديدة على قصائد إبراهيم طوقان الذى لقب بشاعر الوطنية وأشهرها قصيدة «موطنى» التى اتخذت نشيدًا وطنيًا لفلسطين.. شقيقته فدوى طوقان أيضًا من أهم شاعرات الوطن العربى وكتبت على قبرها بنابلس قصيدتها المشهورة «كفانى أموت عليها وأدفن فيها وتحت ثراها أذوب وأفنى.. وابعث عشبًا على أرضها وأبعث زهرة إليها».

 

الأعمال السينمائية الفلسطينية أصبحت محل اهتمام وبحث عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. وبسبب الأحداث الجسيمة التى تعرضت لها غزة أكثر من أى أرض فلسطينية طوال السنوات الماضية فقد أصبحت محورًا لعشرات الأفلام الروائية والوثائقية آخرها فيلم «يالا غزة» الذى عرض قبل أشهر من عملية طوفان الأقصى ويستعرض شهادات الفلسطينيين عن إنسانيتهم المسلوبة فى ظل الاحتلال الصهيونى، فيلم «غزة مونامور» رغم أنه غير سياسى، لكنه يرصد حياة الناس اليومية القادرين على التفاؤل والضحك فى أحلك الظروف.. فيلم آخر «200 متر» الذى يصور معاناة المواطنين اليومية مع الجدار العازل.

طوفان الأقصى أعاد حنظلة رمز الرسام الكاريكاتير ناجى العلى للظهور والانتشار على مواقع التواصل الاجتماعى.. حنظلة الذى تحول من شاهد على جرائم إسرائيل إلى رمز أطفال الحجارة ثم المقاومة فى أقوى أداء لها.

حتى الأكلات الفلسطينية التى تمثل جزءًا مهمًا من التراث الفلسطينى من كثرة الاهتمام بمعرفتها أصبحت مصدرًا ملهمًا لبرامج الطبخ فى القنوات العربية والعالمية، وذلك بعد أن قامت بإعدادها فتيات وسيدات فلسطينيات وعلى إثرها انتشرت وصفات تلك الأكلات فى كثير من البيوت العربية.. أهم ما يميز تلك الأكلات أنها مرتبطة بمدن فلسطين، فنابلس تشتهر بالكنافة النابلسية والقدس تشتهر بالمطبق الحلو والمسخن من طولكرم، أما الخليل فتشتهر بالملبن، وأكلة المفتول المعروفة فهى من يافا، ورام الله مشهورة بالقطين أو التين المجفف، والمقلوبة الأكلة الشامية أساسها فلسطينى.

تظل القوة الناعمة الوتد الحامل لتاريخ وتراث وفنون أرض وشعب فلسطين التى تغلغلت إلى وجدان وضمائر الشعوب، ويكفى أن أغنية «تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية» باللغة السويدية قد صاحبت جميع المظاهرات التى قام بها مناصرو فلسطين فى أنحاء العالم.