الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
نكسة 25 يناير 2011

نكسة 25 يناير 2011

ما حدث فى 25 يناير 2011 لا يقل أهمية عما حدث فى نكسة 1967، بل 2011 كانت أخطر لأن عدوك أجهزة مخابرات دول عظمى وليست جيوشًا، وللأسف اعتقد الكثيرون ولو عن طريق الخطأ أن أحداث 2011 فى كل الدول العربية بداية من تونس التى بدأت قبل مصر بشهر ثم مصر ثم ليبيا وسوريا ثورات، ونزل البعض إلى الميادين والشوارع معتقدين أنهم سيصبحون مليونيرات ويشترون الدجاجة بجنيه والخبز مجانًا، وكانت شعاراتهم عيش وحرية وعدالة اجتماعية واعتقدوا أن هذه هى الحرية والعيش، ولم يفهموا ما فعلوه أنهم ينفذون، بعلم أو من دون علم، مخططًا أمريكيًا بريطانيًا تم الإعداد له منذ سنوات، ولم يفكر أحد كيف تسير ثورة فجأة فى كل الدول العربية وفى توقيت واحد مثل كوڤيد 19، كانوا يعيشون فى دور الثورجية ويضعون تيجانا من ورق على رءوسهم ومن لم ينزل كان يطلق عليه فلول، والسؤال بعد 13 عامًا اليوم: أفهمتم الخراب الذى صنعتموه بأنفسكم فى مصر والذى ندفع ثمنه جميعًا حتى اليوم ونفذته أمريكا بأيديكم ليتم أولاً تدمير الجيوش العربية وبعدها الاستيلاء على ثروات ومقدرات الدول وفى النهاية تقسيمها، ولولا الجيش المصرى العظيم لكانت مصر لا قدر الله سقطت مثلما سقطت الدول العربية الأخرى.



وبالرغم من ذلك، مازالت مصر تعانى حتى اليوم من المخطط الأمريكى الذى كشفت عنه هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق فى كتاب مذكراتها علنًا، وهو مخطط تقسيم الدول العربية وفًقا لخريطة الدم التى كتبها الضابط الأمريكى رالف بيتر فى مقال له فى مجلة البحرية الأمريكية فى عام 2006 ونشرتها روزاليوسف كاملة. لم تكن ثورة.. بل كانت وباء وخرابًا ونكسة جديدة على جميع الدول العربية، أحداث عنف وقتل ودمار وحرائق فى كل مكان لتصل أمريكا فى النهاية كما قالت كونداليزا رايس إلى الفوضى الخلاقة! ومازلنا ندفع فاتورة ما حدث فى 25 يناير 2011 حتى اليوم بسبب بعض من الجهلاء والجواسيس فى كل دولة والذين انساقوا وراء مؤامرة كبرى على جميع الدول العربية بلا استثناء، ونزل بعض آخر من المصريين الذين اعتقدوا أنها ثورة فعلاً ليشاهدوا ما يحدث مثلما يحدث عندما تكون هناك حادثة على الطريق وهم غير مدركين أنهم بذلك قد زادوا الأعداد دون وعى منهم فى الشوارع والميادين ودون أن يكون لديهم إدراك بما خططت له 6 أبريل والجماعة الإرهابية مع أمريكا وبريطانيا للوصول إلى الحكم مثلما خططت أجهزة مخابرات الدولتين السابق ذكرهما والتاريخ شاهد على ذلك.

منذ 13 عامًا وتحديدًا منذ نكسة 25 يناير ومن بعدها صعود جماعة الإخوان الإرهابية للحكم والحالة الاقتصادية فى مصر فى تدهور بسبب ما فعله بعض من الجهلاء والمثقفين الذين انساقوا وراء مخطط ومؤامرة منظم لها منذ سنوات طويلة ودفع عليها مليارات الدولارات وباعتراف الخارجية الأمريكية مؤخرًا، واليوم يحاولون تنفيذ نفس المخطط مرة أخرى، اشتعلت السودان وليبيا ويحاربون مصر اقتصاديًا وسياسيًا على كل الحدود وحتى قناة السويس لم تسلم من شرهم، والقيادة السياسية تتحمل كل ذلك بمفردها ومن دون مساعدة من أحد وتحاول طمأنة الشعب المصرى من ناحية وإجهاض المخطط الجديد الذى يحاولون تنفيذه من غزة للسيطرة على مصر من سيناء من ناحية أخرى. إن نكسة يناير 2011 هى السبب الرئيسى لما وصلنا إليه اليوم من تدهور فى جميع المجالات ولا يخفى على أحد ذلك، وتحاول القيادة السياسية حل كل تلك المشكلات، ومنذ عامين يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى أننا ندفع اليوم ثمن ما حدث فى 2011 و2013 ووصول الجماعة الإرهابية للحكم، إنها ليست ثورات ربيع عربى.. وليست خرابًا عربيًا.. بل هى نكسة 25 يناير 2011.