الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وضع «قواعده السعيدة» من أجل عشاق القراءة: أبو شامة و«أول قبلة فرنسية» فى محبة الكتب

يفاجئ الكاتب الصحفى والخبير الإعلامى محمد مصطفى أبو شامة جمهورَه من القراء هذا العام بكتاب «اول قبلة فرنسية: قواعد القراءة السعيدة»، بعد عدة نجاحات حققتها كتبه السياسية والفكرية والأدبية، ويُعَد الكتابُ الجديد بحسب وصف مؤلفه «استراحة فكرية»، استدعتها الظروف الصعبة التى مرّت على مصر والعالم العربى خلال العام الماضى. موضحًا أنه قرر فى اللحظات الأخيرة تأجيل كتابه السياسى المهم « الطريق الثالث فى مصر» ليصدره فى منتصف العام، من أجل عيون هذا الكتاب؛ الصغير فى حجمه، السهل فى لغته، البسيط فى أسلوبه، العميق فى أفكاره، كى يناسب القراء باختلاف أعمارهم وثقافتهم. 



 

والكتاب سيكون متاحًا لجمهور القراء فى جناح «دار كنوز» ناشر الكتاب، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى تقام فعالياته فى مركز مصر للمَعارض الدولية بالتجمع الخامس، خلال الفترة من 24 يناير إلى 6 فبراير. 

وأوضح «أبو شامة»، أنه يكشف فى كتابه ملامح من تاريخه الشخصى. مستندًا على قراءة مُغايرة لعَدد من الكتب التى مثلت علامات مؤثرة فى مسيرته الفكرية، فى مزج بين الخاص والعام، مبحرًا من لغة الأدب إلى الكتابة الصحافية فى تنقل سلس بحسب طبيعة النصوص المختارة فى الكتاب. 

 ماذا نقرأ؟

وفى مستهل الكتاب يقول مؤلفه: «يطاردنى السؤال فى كل مكان: ماذا نقرأ؟.. نحاول، نجتهد، نبحث، نشترى الكتب؛ لكننا نمل المسألة سريعًا ولا نستمر.. كيف نصاحب الكتاب، ونبقى علاقتنا إلى الأبد متوهجة؟ وما أفضل الكتب التى تجعلنا نتثقف؟. 

وتزداد الأسئلة كل عام مع حلول موعد انطلاق فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يمثل بحق عيدًا لكل عشاق القراءة، يترقبون قدومَه سنويًا باستعدادات خاصة، وينتظرون أيامَه بحماس ينتقل بين الأجيال كأنه إرث حضارى مصرى خالص».

 الشاطر حسن

وينقلنا الكاتب والسيناريست محمد أبو شامة داخل كتابه بين العناوين الجذابة التى تحمل فى طياتها أفكارًا من بعض الكتب التى قرأها أو يقدم لها عرضًا، أو رحلة فى عقل مفكر أثّرَ فيه وفى الفكر العربى، لذلك جاءت العناوين تحمل إشارات ملفتة، ومنها: «الأب الروحى لنجيب محفوظ»، «متى ينصف الزمان.. فأركب؟»، «خريف البلح.. ومشاغبات سبتمبرية»، «صحفى للبيع.. وصحفى لله»، «محاكمة الأيدى الناعمة»، «أبو عمر.. وأبو فريدة»، «إذا كنا قادرين.. لماذا التفاهة؟»، «الدنيا ومحل السعادة»، «عدو المرأة راجع»، «إطلالة من نافذة اللوكاندة»، «سر أفراح القبة»، «رواية بليغ»، «كوابيس زوبا فى الساقية». 

ويتنقل بنا الكتاب ببراعة وبساطة بين عوالم نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم وسلامة موسى وقاسم أمين وزكى نجيب محمود وصُنع الله إبراهيم ونبيل فاروق وصلاح جاهين وميلاد حنا. 

ويختطفنا الكاتبُ داخل قصته مع مَدرسة اللغة العربية «الشاطر حسن»، الأديب والقاص الكبير حسن الجوخ، الذى أهداه كتاب «حمزة العرب» للشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنّة، وكان أغلى مكافأة حصل عليها فى طفولته منتصف ثمانينيات القرن الماضى، وبين حكايات الجد والحفيد يأخذنا الكاتب فى رحلة من عالم المعسكرات فى الستينيات إلى «كامبات» المدارس الإنترناشيونال فى الألفية الحالية، قبل أن نتوقف قليلًا مع «شبيه طه حسين»؛ انتظارًا لظهور «رجُل المستحيل»، فى جولة مشوقة على أرفف مكتبة أبو شامة «المحتشدة بالخيرات»- بحسب وصفه. 

 قواعد القراءة السعيدة

ونعود للسؤال المهم: «ماذا نقرأ؟»، ويجيب أبوشامة: رُغْمَ أنه سؤال وجودى (فلسفى) ليست له إجابة قاطعة؛ لأنه لا توجد وصفة تناسب الجميع، ولا توجد قائمة «ترشيحات» محددة من الكتب ترضى كل الأذواق، هناك فقط شغف علينا أن نستثمره ونحافظ على توهجه.

لكن كيف نحقق ذلك؟ الإجابة ربما تكون فى القواعد الـ10 التالية:

1. اقرأ لتستمتع لا لتتباهى.

2. اقرأ ما تيسر لك لا ما تتمناه.

3. لا تشترِ كتبًا كثيرة عند كل زيارة للمكتبة أو المَعرض.. يكفى عددٌ محدود اختَره بعناية بعد تفكير ودراسة، ولا تشترِ غيرَه إلاّ بعد أن تقرأه.

4. احرص على بناء مكتبة من الكتب التى قرأتها، ولا تبنِها من كتب تنوى قراءتها.

5. من أمتع القراءات إعادة قراءة كتاب أثَّر فيك وأحببته، فالكتاب القديم مثل الصديق القديم عطاؤه أكثر تأثيرًا.

6. اقرأ كل يوم، حتى لو دقائق قليلة.

7. تحدَّث واكتب عن أهم ما قرأت؛ لأن الحكى يزيد من عمق التفاعل مع ما تقرأه.

8. احرص على التنوع فى مجالات القراءة.

9. اخلق طقوسك الخاصة لتقرأ فى سعادة.. اختيار المكان والإضاءة ومشروبك المفضل؛ عوامل تحفز عينيك لتلتهم الكتاب.

10. اقرأ بقلبك كعاشق، وبعقلك كمفكر كبير.

مشاعر «أول كتاب»

وعلى الغلاف الأخير لكتاب «أول قبلة فرنسية»، كتب مؤلفه: «لم يفارق أثر أول كتاب قرأته فى حياتى وجدانى حتى اليوم، كان أشبه بـ«قبلة فرنسية» منعشة، منحتنى سر الحياة فى دفقة مَشاعر واحدة. وكتابى «قواعد القراءة السعيدة»، قصدته استراحة فكرية وطاقة روحية تحكى بعض فصول علاقتى الغرامية الممتدة مع الكتب؛ لعلها تشحن البطاريات الفارغة، التى استنفدها صخب «السوشيال ميديا» وفضائها المزعج».

ويكمل: «تبقّت لنا الكتب والمكتبات، الأدب والفن، المسرحيات والأفلام والمسلسلات والموسيقى والأغنيات، قلاعنا الأخيرة وحصوننا الباقية، نحتمى بها.. وبعيدًا عن متلصِّصى الفضاء، نختلس «بوسة فرنساوى» ساخنة توقظ بداخلنا شغفَ الحياة الحقيقية، حتى لو كانت «قبلة» مخطوفة باستخدام الذكاء البشرى أو الخيال الاصطناعى. ودائمًا، وأبدًا». مختتمًا: «الحياة حلوة بحماسنا وأحلامنا، وبالناس اللى بتدّينا طاقة وأمل، وتبقى أحلى.. بالحب، الحب اللى يلمس قلوبنا، ويحرك الحياة جُوَّانا».

 الكاتب فى سطور

ومحمد مصطفى أبو شامة من الصحفيين المؤثرين فى تاريخ الصحافة العربية والدولية، يعمل حاليًا مستشارًا وخبيرًا إعلاميًا فى قناة «القاهرة الإخبارية»، وهو أيضًا مدير التحرير السابق لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية فى القاهرة خلال الفترة بين عامَىْ 2008 و2017، تنشر مقالاته فى كل من مجلة «روزاليوسف»، وجريدة «الوطن» المصرية، وجريدة «صوت الأزهر». وصدر له 13 كتابًا، تنوعت بين الأدب والفكر السياسى والمقالات الساخرة، وكان كتابه السابع «زوربا من شبرا» من أكثر الكتب مبيعًا فى مَعرض القاهرة للكتاب عام 2017، كما حققت كتب «حوارات على حافة الأزمة» 2015، «حركة شباب: مشاهدات مراسل أجنبى فى مصر» 2019، «الصحافة: عندما تصبح المهنة رذيلة» 2020، «مشكلة الإسلام» 2021، نجاحًا متميزًا، وصدرت له مؤخرًا طبعة جديدة من مجموعته القصصية الأولى «شبح يدخن الشيشة» التى صدرت طبعتها الأولى عام 2022.